جنرالات أمريكا لا يترنحون منفردين فى أفغانستان، بل تترنح معهم أمريكا ذاتها وصناعة السلاح هى الآخرى تهوى وثبت فشل السلاح الأمريكى فى أفغانستان منذ عامين على الأقل .
وكما كانت الدبابة ” ميركافا” هى الضحية التى قدمتها صناعة السلاح اليهودى ثمنا لهزيمة جيشها فى جنوب لبنان عام 2006 ، فإن صناعة الطائرات الأمريكية خاصة الهيلوكبتر وتلك منزوعة الطيار ثبت فشلها بشكل مأساوى . وفى الأشهر الأخيرة تزايد تساقط تلك الطائرات بشكل لافت للنظر خاصة إذا علمنا أن الإمارة الإسلامية فى أفغانستان لا تتلقى أى دعم تسليحى “أوغير تسليحى” من الخارج المجاور أو البعيد.
وكلما تزايد فشل القوات البرية الأمريكية فى معاركها المجدبه ضد المجاهدين ، كلما زاد تورط طائرات الهيلكوبتر وتعرضت للسقوط .
فالجندى الأمريكى ” والأوروبى بالطبع” يذهب إلى المعركة مثل الطفل الذى يمسك بيد أمه أثناء ذهابه إلى المدرسة لأول مرة .
والطفل الأمريكى فى ميدان المعركة يتوقع من “الماما ” أن تنهى له كل شئ مع المجاهدين وتترك له مهمة مداهمة البيوت وقتل الأطفال والعجائز فى القرى المجاورة لميدان المعركة .
فى الأشهر الأخيرة ظهر أن طائرات الهيلوكبتر وتلك المنزوعة الطيار لا تمتلك أى من تلك المزايا الرهيبة التى تروجها أجهزة الدعاية الأمريكية من أجل فتح أسواق السلاح وصفقات المليارات مع دول العالم المتخلف التى تكدس السلاح لحماية أنظمة منزوعة الشرعية ، بدلا من توفير الخبز والتعليم والدواء لمواطنيها .
ونلاحظ فى بيانات الإمارة الإسلامية المنشورة فى مجلة الصمود أن إحصاء سقوط الطائرات فى شهر”ابريل/مايو” فى العدد 47من مجلة كان 3 طائرات هيلوكبتر ، 2طائرة بدون طيار وفى الشهر التالى “مايو/يونيه” فى العدد 47 من المجلة كان عدد الطائرات المسقطة هى 6طائرات هيلوكبتر ، 5 بدون طيار ثم فى شهر (يونية /يوليو) فى العدد 48 من المجلة كان عدد الطائرات المسقطة هو 6 طائرات هيلوكبتر ، 2 بدون طيار .
ويعنى إنخفاض عدد الطائرات بدون طيار المدمرة أن العدو خفف من طلعاتها بعد خسائره الكبيرة فى الشهر السابق حين خسر 5 طائرات .
أما سقوط طائرات الهيلوكبتر فهو دليل على نشاط العدو على الأرض فكلما زاد نشاطه الأرضى على شكل قوافل أو دوريات مشاة كلما تزايد إسقاط طائرات الهيلوكبتر التى تشكل مظله جوية للقوات الأرضية .
ـ هل يمكن الآن فهم إقدام الولايات المتحدة على شراء طائرات هيلوكبتر روسية حتى تدعم بها قواتها فى أفغانستان ، رغم ان تلك الطائرات تحديدا فشلت قبل ذلك فى مقاومة المجاهدين وأخضاعهم للأحتلال السوفيتى .
# قد يكون السبب هو الحفاظ على سمعة السلاح الأمريكى فإذا سقطت الطائرات فسوف يذكر على الفور أنها روسية وليست أمريكية ، فتظل ” السمعة” الأمريكية نظيفه فى سوق السلاح .
# وقد يكون السبب إقتصاديا ، فالتضحية بطائرات روسية رخيصة ، يكون إقتصاديا أكثر للخزينة الأمريكية المرهقة والتى تمول حربها فى أفغانستان بواسطة القروض .أى أن أمريكا تمارس نوعا من التسول العسكرى
# وقد يكون السبب نوع من الرشوة للروس ، حتى يشعرون بفائدة حرب أفغانستان فى إنعاش إقتصادهم . وبالذات لوبى الصناعات العسكرية فى روسيا . صحيح ان الصفقة صغيرة وهى 648مليون دولار فى مقابل 31مروحية قد تلحقها صفقات أخرى مستقبلا ـ لكن لا ننسى أن اللوبى الصناعى الروسى لا يقف وحيدا فى دعم حرب أفغانستان فهناك مافيا المخدرات التى صارت تستحوز على حوالى نصف إنتاج أفغانستان من الهيروين وتوزعه فى روسيا وشرق أوروبا وغربها .
وبدون تلك الحرب ستتوقف عملية الذهب الأبيض كما حدث فى عام 2000/2001 حين أوقفت الإمارة زراعة الأفيون نهائيا . أما الآن فهناك عشرة آلاف طن أفيون وثلاث آلاف طن حشيش تكفى العالم وتزيد وتملأ المخازن ليوم أسود سوف تتوقف فيه تلك الزراعه الشيطانيه بعودة الإمارة إلى الحكم مرة آخرى.
# أيا كان السبب أو الأسباب وراء ذلك القرار فإنها النفسية الإستعمارية التى تستورد جنودا كى يقاتلوا معاركها ويوفروا حماية لجنودها فى ميدان المعركه . والآن يستوردون سلاحاً حتى يتحمل فضيحة الهزيمة فلا تنهار أسواق السلاح الأمريكى فى العالم . ولكن سمعه السلاح لن تبقى سليمه طالما أن الجيش الأمريكى نفسه قد هزم فى أفغانستان ، وحتى أن إستمرار الدولة الأمريكية بات موضع شك .
بقلم :
مصطفي حامد ابو الوليد المصري
copyright@mustafahamed.com
المصدر :
مجلة الصمود (عدد 50)
http://alsomod-iea.com/index.php