الزلزال هو الحل !!
زلزال جيوسياسي؟؟.. “مرعش ستان” سنغافورة شرق أوسطية.
زلزال مرعش في تركيا كان قاسياً. ويبدو أن نتائجه علي المدي المتوسط لن تقل غرابة وخراباً عن الزلزال نفسه .
فهو يفتح المجال للخيال ، وقد يوصف يوماً بأنه كان زلزالاً جيوسياسي.
كونه يحمل ارتدادات سياسية ذات تأثير مزلزل. فماذا لو نشأت عنه دولة فلنقل أنها (سنغافورة جديدة ) ؟؟ . لتشغل المساحة الجغرافية التي ضربها الزلزال، بعناية انتقائية مدهشة، بين تركيا وسوريا. فتظهر بعد ذلك دولة محايدة تحمل من سنغافورة مزايا انفصالها عن دولتين إسلاميتين إلى جوارها ، هما ماليزيا واندونيسيا. إضافة إلي وضعها الاستراتيجي المؤثر فى اقتصاد العالم ، وخطوط الملاحة الدولية . والأهم هو علاقاتها الوثيقة جدا مع إسرائيل في المجال العسكري !!.
– الأمم المتحدة يمكنها أن تقوم بدور جراحي لفصل المنطقة المرشحة، وتكوين دولة جديدة ( ولنسميها مؤقتا: مرعش ستان)، وفصلها عن تركيا وسوريا بدعوى تنظيم وتسهيل عمليات الإغاثة. ثم توجه الضربة القاضية المسماة “إعادة الإعمار”. وقد بدأت بالفعل مناورات أممية لإضعاف سيادة سوريا على حدود مناطقها المتزلزلة، بحجة الإبقاء على قانون خنق سوريا المسمى “قانون قيصر”.
وفى خاتمة المطاف تشرف الأمم المتحدة على استفتاء “حق تقرير المصير” بين سكان المنطقة المتضررة من الزلزال في البلدين. ستكون نتيجة الاستفتاء حتماً لصالح الاستقلال .. لماذا؟؟.. لأن إسرائيل ستكون هي الراعي الحقيقي لسنغافورة الجديدة (مرعش ستان) التي ستكون مَخْرَجاً لأزمات حرجة تعيشها إسرائيل وتبحث لها عن حل.
باختصار إسرائيل تريد “سنغافورة جديدة” واقعة فيما بين تركيا وسوريا ، لتكون بديلاً عن أمالها المحبطة التي لم تتحقق من مغامرة أوكرانيا ، التي أخذت مساراً لم يكن في الحسبان .لأن روسيا صمدت، وأوروبا تشققت، وأمريكا بطل سحرها ، رغم هول ما تستخدمه من وسائل عسكرية واقتصادية لزعزعة ركائز موسكو.
إسرائيل كانت تريد أوكرانيا وطناً قومياً ليهود الخزر، وأيضا وطناً احتياطياً وملاذا آمناً ليهود إسرائيل المهددين بالحرب مع حزب الله وإيران. وهي حرب لن يحضرها علي أرض إسرائيل سوي يهود الفلاشا، والفقراء المُقْعَدين اقتصادياً ، أما القادرون فسوف يذهبون إلى أمريكا و أوربا . بينما إسرائيل تريد لهم منتجعاً وملاذاً في أوكرانيا (مشروع نيوم في السعودية مخصص لنفس الهدف).
– والآن جاءت الفرصة (بالصدفة الجيولوجية التي سبق التخطيط لها؟؟)، أي زلزال مرعش الذي قد يمنح إسرائيل رئة إضافية للتنفيس عن رعب سكانها من الحرب مع الجيران، أو حتي الحرب الداخلية التي يتكلمون عنها بأنفسهم .
– سنغافورة الجديدة (مرعش ستان) التي قد تنبت من دمار الزلزال كما ينبت طائر الفينيق من نيران الحريق، ستكون مستقراً لثروة النفط والغاز التي اغتصبتها إسرائيل، وسوف تتضاعف عندما تصلها أنابيب الطاقة من السعودية و مشيخات الخليج . تلك الثروة تعطى إسرائيل قفزة هائلة في دنيا الاقتصاد والسياسة ، وطوق نجاة لأوروبا يمدها “بالطاقة اليهودية” بديلا عن “الطاقة الروسية”. ولكنها خطر أمني رهيب في حالة حدوث حرب مع إيران وحزب الله. فإن ميناء حيفا التي هي عاصمة تجارة الطاقة بين إسرائيل والعالم وغرب أوروبا سوف يتحول إلي قنبلة تدمر جزءً كبيراً من إسرائيل.
(مرعش ستان) قد تكون هي الملاذ الآمن لكنوز النفط والغاز التي نهبتها إسرائيل من شرق المتوسط وجزيرة العرب. فيمكنها تمديد الأنابيب من جيفا إلى أحد موانئ (مرعش ستان) مثل ميناء اللاذقية في سوريا، أو أي ميناء تركي داخل إطار الدولة الجديدة . ومن هناك يتم تصدير الطاقة إلى أوروبا.
– البنوك اليهودية الكبرى ستجد أن إنعاش “مرعش ستان” واجباً دينياً وسياسياً، لجعلها عاصمة مالية وفردوس للتجارة الحرة في المنطقة.
ذلك الوضع سيجعلها مَهْوَى أفئدة الأتراك والعرب. وسوف يُخْمِد أي معارضة للمشروع من جانب الحكومتين (وربما الشعبين أيضاً ) في سوريا وتركيا.
– وربما تتصور الدولتان حلاً سحرياً لمشاكلهما الاقتصادية وعلاقتهما مع أوربا والعالم. وأن تتفتح أمامهما أبواب الرخاء والثروة والانفتاح من خلال البوابة الإسرائيلية في (مرعش ستان). وتجد سوريا أنها ستنجو من السقوط بفعل تدهور أوضاعها بتأثير الحرب العالمية عليها، والتي أكلت رصيدها من كل شيء. وأن تصدير النفط والغاز الإسرائيلي من الشاطئ السوري هو أكثر فائدة من وجود الأسطول الروسي .
وتجد المعاضة أن افتتاح شركات للسياحية والسمسرة سوف تحقق ربحا أفضل من إنشاء جماعات مسلحة، فتتوقف الحرب ويسود السلام في “مرعش ستان”. فيتحول المجاهدون من سوريا إلى أوكرانيا بحثا عن وطن بديل للمقدسات الإسلامية التي عجزوا عن حمايتها في فلسطين وجزيرة العرب.
– تنبعث الأحلام الجيوسياسية المخادعة بألوان وردية من بين رماد آلاف الجثث وأطلال مرعش. وتتهيأ البنوك اليهودية لاستقبال المزيد من الذهب.
– سنحتاج إلى وقت أطول للتجوال في مجالات أكثر غرابة إذا استرسلنا في الحديث الخيالي عن الآثار المدهشة لظهور (جمهورية مرعش ستان) ونموها على خُطَى(جمهورية سنغافورة).
– وفي النتيجة يمكننا القول أن زلزال مرعش قد يكون مصادفة افتعلتها عقلية استراتيجية مرعبة .
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )