عواصف أوكرانيا الترابية ومصائب المسلمين المصيرية
الأزمة فى أوكرانيا تسير فى إتجاه يهدد بحرب نووية.
فالحضارة الغربية فى حالة هبوط تتصدره الولايات المتحدة، التى تشير التقديرات إلى أنها فى طريق الزوال كقوة عالمية، وكيانها الداخلى يتشقق وقابل للإنهيار خلال سنوات معدودة .
دول الغرب فى حالة هبوط إجبارى فى كافة النواحي الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والأخلاقية. ولم تعد تصلح للحياة أكثر من ذلك. فالعالم لا يطيقها ولم يعد يتحملها، حتى شعوب الغرب نفسها تبحث عن مخرج .
– مسيرة دول الغرب فى إتجاه العداء للإسلام والمسلمين لم تعد كافية .
فالعالم الإسلامى فى حالة إستسلام وإنهيار. والمقدسات الإسلامية سقطت فى يد اليهود بشكل مكشوف أو شبه مستتر. والقوى الحية بين شعوب المسلمين تكافح لمجرد البقاء والدفاع عن مواقعها أو الشروع فى بناء داخلى ودفع عدوان لا يتوقف.
الإسلام كدين يتراجع فوق أراضيه نفسها، فيما عدا مناطق محدودة جدا. ومعظم الدول الإسلامية أعجز من أن تشكل تهديدا لغير نفسها وشعوبها.
– من حسن حظ المسلمين أن وَجَدَت أمريكا والغرب عدوا مقنعاً بعض الشئ، تتوجه إليه أحقاد شعوبها، تنفيساً عن معضلات حياتهم ومستقبل أجيالهم المهددة.
– هذا العدو هو روسيا المسلحة نوويا والمختلفة مذهبياً والقادرة على إلحاق أذى فعلى للغرب .
– أوكرانيا كانت مخرجا للحضارة الغربية لتفادى السقوط العاجل، وتأجيله إلى حين. كما كانت فرصة لإسرائيل لإكتساب قاعدة حيوية فى أروبا، على مفترق ثلاث كتل بشرية هامة ذات حضارة وتاريخ . تلك الكتل هى روسيا وأروبا والعالم الإسلامى .
دولة أوكرانيا القادمة بعد الحرب يريدها اليهود إمتداداَ لإسرائيل، وقاعدة حضارية أقرب لروح الغرب من أرض إسرائيل فى فلسطين.
– وأوكرانيا فرصة لعرب النفط فى الخليج والجزيرة، لأن يجدوا فنادق فارهة فى دولة أوربية عندما يتم طردهم من شواطئ جزيرة العرب ومناطق النفط ومن حول المقدسات، لإستبدالهم بمجموعات سكانية أخرى من اليهود وغير المسلمين.{أعلن اليهود عن إنشاء أول حي متكامل لهم فى أبوظبى.والواقع أن لهم أكثر من ذلك بكثير جداً سواء فى الخليج أو باقى جزيرة العرب},
– معركة أوكرانيا يراد منها أن تكون بديلا عن معارك داخلية فى أروبا تستبدل النظام الرأسمالي الذى وصل إلى الحائط المسدود فى نهاية الطريق .
– تتقدم أمريكا وأوربا خلف الناتو كقوة ضاربة تزحف نحو أراضي روسيا، وتتهدد مناطق أخرى من العالم، خاصة المنطقة العربية حيث تحتاج إسرائيل فيها إلى قوة عسكرية كبرى لدواعي الإطمئنان النفسى ومواجهة معارك المقاومة المتوقع أن يقوم بها المسلمون ، وهو ما يشكل خطرا وجوديا على إسرائيل .
– مازال الناتو مجرد عنصر للتهويل العسكرى والنفسى حتى الآن. حيث أثبت الأفغان أنه(نمر من ورق). هذا الحلف لم يثبت نفسه عسكريا منذ إنشائه بعد الحرب العالمية الثانية وحتى الآن. بل أثبت فشلا ذريعا.
– ثلاث خطوات للتصعيد مع روسيا إتخذها الناتو خلال مدة وجيزة :
1 ـ إغراق زورق صواريخ روسى ، حسب إدعاء “كييف” ونفى موسكو غير المنطقى للحادث.
2 ـ سيل الأسلحة المتطورة (من أمريكا وبريطانيا وباقى المجموعة ). ومعها مرتزقة وخبراء عسكرين للقتال ضد الجيش الروسى فى أوكرانيا .
3 ـ الإمدادات العسكرية القادمة إلى أوكرانيا عبر أروبا الشرقية بحماية من أمريكا وحلف الناتو. وقد هدد الروس بإستهداف ذلك السيل من الإمدادات داخل حدود أوربا الشرقية. فهددت أمريكا بإحياء مبدأ الدفاع الجماعي لدول حلف الناتو ضد روسيا . وفى ذلك مخاطر حرب نووية.
4 ـ تسعى السويد وفلندا إلى الدخول فى حلف الناتو، بمعنى الإنضمام إلى المجهود الأروبى الموجه ضد روسيا، التى بدورها هددت بنقل أسلحة نووية إلى شمالها الغربى فى تهديد نووى مبطن للدولتين.
– التصعيد ضد روسيا الذى يتصدره حلف الناتو عسكريا يرافقه تصعيد إسرائيلى وغربى فى المنطقة الإسلامية، لا يجد الإنتباه اللازم من الإعلام الدولى والعربى.
فى أوكرانيا يرسل الإعلام النفطى طواقمه لتغطية أتفهه الأحداث ، مثل قيام السكان بتنظيف شوارعهم من قطع الزجاج المتناثرة. فى حين لا تجد تحولات فى العالمين العربى والإسلامى سوى إهتمام شكلى أو تجاهل تام، رغم تأثيرها الخطير على الشعوب العربية والإسلامية .
هذه الأماكن على سبيل المثال :
1 ـ فلسطين حيث المعارك تدور داخل المسجد الأقصى لمقاومة عملية تهويده وتهويد مدينة القدس الشرقية. حتى باتت فلسطين على شفا ثورة عربية فى داخلها بينما العالم العربى إجمالا قد توفى شعورياً ودينياً .
2 ـ اليمن الذى يعانى شعبه من الجوع والمرض والغارات الجوية والحصار البحرى والحرب فوق أراضيه. وبات 25 مليون يمنى يعيشون الجوع والمرض ويهددهم الموت. أى أننا بصدد إبادة جماعية لأعرق شعوب العرب والمسلمين بِيَّد اليهود و حكام السعودية والإمارات .
3 ـ محاولة فرض حصار كامل على أفغانستان وتحريك الجيش الباكستانى فى إشتباكات حدودية وضربات جوية باكستانية تشاركها طائرات أمريكية بدون طيار.
– مساعى لإشعال تمرد فى أفغانستان تدعمه أمريكا وإسرائيل وتركيا لعزل أفغانستان عن آسيا الوسطى .
– وأخيرا إشعال فتنة بين الشعبين الإيرانى والأفغانى بتوزيع أفلام فيديو مزورة تمس شرف ومعتقدات الطرفين .
– تحريك عناصر من الجيش السري الأمريكى إلى إيران لإغتيال علماء وإشعال إضطرابات مسلحة، وإثارة العداوات المذهبية والعرقية بين الشعبين.
– من المهم الإشارة إلى أن المسجد الأقصى وحده ليس مهددا بالتهويد، ولكنه تمكن إثارة إهتمام المسلمين بسبب مقاومة الشعب الفلسطينى. أما تسرب اليهود إلى الحرمين المكي والنبوي فقد سار شوطاً بعيداً. وعملية إمتلاك اليهود لأراضى داخل مكة والمدينة المنورة تمضى على قدم وساق بأشكال وطرق مختلفة، وبتعاون كامل من قادة المملكة، وإنعدام مقاومة سكان جزيرة العرب. لذا فعمليات تهويد مكة والمدينة تمضي بوتيرة أسرع من تهويد القدس.
– تقتطع إسرائيل أراضى من المملكة فى مشاريع وهمية مشتركة للبناء والإستثمار والسياحة والتطوير ورؤية الأمير “منشارالدين” لما يسميه 2030 وعلى رأسها مشروع نيوم الذى وهب إسرائيل مساحة داخل المملكة تعادل مساحة فلسطين كاملة. وتنازل لليهود عن شواطئ المملكة على البحر الأحمر تحت ستار المشاريع السياحية .
– إن العواصف الترابية المثارة حول أوكرانيا والمبالغات الإعلامية، تؤدى خدمة التغطية على الأحداث الكبرى التى ترسم مصير العرب والمسلمين .
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )