ـ الكذاب الدولى ” بان كى مون ” يخالف حقائق الميدان الأفغانى.
ـ تقرير للإستخبارات العسكرية الأمريكية: الولايات المتحدة تجهل ما يدور فى أفغانستان .
قائمة الخسائر فى عام 2009 ودلالاتها :
أسباب الإرتفاع فى عدد طائرات العدو المصابة .
مقارنة خسائر المجاهدين مع :
خسائر العدو ـ والمرتزقة ـ والقوات المحلية
بقلم :
مصطفي حامد ابو الوليد المصري
المصدر :
موقع مجلة الصمود (إمارة أفغانستان الإسلامية) عدد 44
http://124.217.252.55/~alsomo2
يواصل الأمين العام للأمم المتحدة (بان كى مون) مجهوداته للقضاء على ما تبقى من مصداقية لدى الهيئة الدولية . كان آخر فضائح الهيئة هو تواطؤ رئيس بعثتها فى كابول من أجل تزيف الإنتخابات لصالح كرزاى ، فإحتج نائبة الأمريكى فأقالوة عقابا على صحوة الضمير التى أصابته .
نتيجة لموقف تلك الهيئة المنحاز والذى كان إمتدادا لمواقف تاريخية طويلة معادية للشعب الأفغانى أضطر مجاهدو الإمارة إلى إنذار الهيئة الدولية، بالهجوم على أحد مقارها فى كابول والإستيلاء عليه لساعات. وقد قتل فى العملية عدد من الأشخاص فاضطرت الهيئة إلى سحب معظم موظفيها من أفغانستان .
الأمين العام يواصل تقديم خدماته لولى أمره فى البيت الأبيض . ومجانبا لكافة الحقائق المعلومة داخل وخارج أفغانستان وقف ” بان كى مون” يتبجح قائلا بأن معظم المدنيين فى أفغانستان ( تحديدا 80% منهم) لم يقتلهم 150 ألف جندى أجنبى ، يساندهم سلاح طيران ضخم وحديث يمطر القرى ليلا ونهارا بوابل من القنابل والصواريخ الموجهة، بل قتلوا بفعل أعداء حكومة كابول (!!). وكأن هؤلاء المجاهدين الذين صمدوا أمام أمريكا وحلف الناتو بفضل إيمانهم ومساندة الشعب لهم حتى تمكنوا تحقيق النجاح المذهل الذى يشهد به العدو قبل الصديق ، إنما كانوا يقتلون أهاليهم وليس عدوهم .
إن تلك الهيئة الإستعمارية الدولية تكرس نفسها يوما بعد يوم عدوا للشعوب وأداة من أدوات الإستعمار الأمريكى فى العالم .
إذن من وجهة نظر ذلك المطية الدولية (بان كى مون) فإن عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين الجدد إنما جاءوا لحماية الشعب الأفغانى من نفسه ومن فلذات أكباده من الشباب المجاهد بكل شئ فى سبيل دينه ووطنه .
ولكن تصريحات الأمين العام ـ غير الأمين ـ يكذبها الواقع ويكذبها حتى كبار المسئولين لدى الإحتلال الأمريكى .
أمريكا تعترف بالعجز والفشل فى أفغانستان
يقول ” ريتشارد هولبروك ” المبعوث الأمريكى الخاص إلى أفغانستان وباكستان أن الحرب فى أفغانستان تعتبر (أكثر فظاعة وصعوبة وقسوة من حرب فيتنام ) . وأضاف بأنها ستكون (الحرب الأطول فى تاريخ الجيش الأمريكى) . ثم قال “هولبروك” بأن بلاده (تواجه فى أفغانستان وضعا معقدا وتحديا هو الأصعب أمام كل ما خاضته من حروب من حيث التضاريس والإمكانات اللوجستيه التى تعد تحديا رهيبا يواجههم) .
وإدعى بأن قوات بلاده ” تقتل كل عام أعدادا كبيرة من طالبان فيحل بعدهم آخرون بعد ذلك” .
والحقيقة أن الجيش الأمريكى وحلفاؤه يقتلون يوميا أعدادا كبيرة من المدنيين وأطفال المدارس والمصلين فى المساجد والمتجمعين فى المناسبات الإجتماعية والدينية. من أجل ذلك تتزايد أعداد مجاهدى الإمارة الإسلامية عاما بعد عام بل يوما بعد يوم . فبعد كل حادث قتل جوى يمارسه الطيران الأمريكى تخرج المظاهرات فى المدن ، ويتزايد طالبى الإلتحاق بصفوف المجاهدين فى التشكيلات القتالية للإمارة الإسلامية .
وليس كل هؤلاء من صفوف حركة طالبان ولكن جميعهم من صفوف مجاهدى الإمارة الإسلامية التى تقود شعبا كاملا وليس مجرد “حركة طلابية” كانت هى عصب الجهاد ومازالت تمثل ونواته الصلبة وقوته المركزية وقيادتة المتمرسة فى الحرب الجهادية كما فى السياسة الإسلامية.
يقول “هولبروك” فى غمزة خبيثة فى حقيقة شهد بها الجميع وهى إحكام سيطرة القيادة السياسة العسكرية للإمارة على مجريات الأمور داخل أفغانستان، والأراضى المحررة تحديدا، والتى بلغت ثلاثة أرباع مساحة البلاد. فيقول المبعوث الأمبريالى الخاص لأفغانستان وباكستان ( إن حركة طالبان الأفغانية تمثل مجموعات منظمة بشكل مرن ولها أهداف متباينة ” !! ” وليس لمعظمها إرتباط قوى بزعيم حركة طالبان أو ” القاعدة ” ).
الشئ الصحيح الوحيد هنا هو مرونة التنظيم الذى يميز الحركة وذلك من المزايا الكبيرة فى القيادة التى تعطى قدرا واضحا من حرية الحركة والمبادرة فى يد القيادات الميدانية ـ وذلك فى إطار عام منضبط ومحكم حددته ” لائحة ” الإمارة التى هى دستور العمل الجهادى فى الحرب والإدارة . وتعتبر دستورا تنظيميا لم يسبق له مثيل فى الحركات الجهادية أو حركات المقاومة المماثلة عبر التاريخ .
ولولا ذلك لشاهدنا حالات من الإنفلات والفوضى لا نظير لها رغم سعى أمريكا بكل قواها لإحداث تلك الحالة التى عانت منها كافة المناطق التى وطأتها القوات الأمريكية بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتكاد تكون الساحة الأفغانية هى الوحيدة التى حققت ذلك القدر المدهش من الإنضباط الداخلى مع صحة العلاقة بين طوائف الشعب المختلفة وداخل صفوف المجاهدين، مع الاحترام الكبير الذى تحظى به القيادة العليا بين صفوف المجاهدين والشعب على حد سواء.
وتلك هى النقطة الجوهرية التى مكنت الإمارة الإسلامية من تحقيق ذلك الإنجاز الرائع الذى يشهد به الجميع . فالإحصاءات الأمريكية ـ رغم التلاعب الكبير بها ـ تشهد بأن ماخسره الأمريكيون خلال العام المنصرم وحده ” 2009″ أكثر مما خسروه فى ثلاث سنوات مجتمعة هى “2005ـ 2006ـ2007” وما كان ذلك ليحدث بدون إنضباط داخلى وترابط شديد بين الإمارة الإسلامية والشعب المسلم فى أفغانستان .
وتشير المصادر الغربية بأن ( الهجوم الذى يخوضه المسلحون “المجاهدون ” منذ ثلاث سنوات قد حقق مكاسب على الأرض بما فى ذلك الشمال الذى تميز قبل ذلك بالهدؤ، وذلك بالرغم من إرتفاع عدد الجنود الأجانب الذى بلغ 113 ألف منهم 71ألف جندى أمريكى ) .
بل وتتوقع تلك المصادر نفسها أن تزداد الخسائر الأمريكية مع إرتفاع عدد القوات الأمريكية المنتشرة فى أفغانستان . حتى أن رئيس هيئة أركان حرب الجيش الأمريكى الادميرال “مايكل مولن” الذى زار أفغانستان فى 14 ديسمبر الماضى حذر من تزايد عدد النعوش العائدة إلى الولايات المتحدة (!!) .
{ نلاحظ هنا أن النعوش مخصصة فقط لأفراد الجيش الرسمى . وعدده الآن 71ألف جندى ـ أما جيوش المرتزقة من الشركات الأمنية فيزيد عن مئة الف حسب أحد التقديرات المعتبرة والتى وصلت بعددهم إلى 112 ألف مرتزق ، هؤلاء لا يهتم أحد بمقتلهم أو أسرهم ولا تتضمنهم قوائم الخسائر الرسمية للجيش } .
وبالنسبة للمستقبل القادم فان الأدميرال ” مولن ” لم يكن أقل تشاؤما من المبعوث “هولبروك” فنسمعه يقول: (إن هذه المهمة ستكون أصعب بكثير مما كانت عليه قبل عام بالنسبة للجنود الأمريكيين ) . كان تصريح الأدميرال سابقا للكارثة التى حلت بهيئة الإستخبارات الأمريكية CIA فى خوست، والتى ضاعفت أجواء الإحباط والفشل لدى أمريكا وحلفائها . وأشعلت صراعا عنيفا ومكتوما بين الجيش والإستخبارات المركزية . ولكن عنف المواجهة بينهما أدى الى تطاير قطع كبيرة من الشظايا وبروزها على السطح .
لقد تسرب فحوى تقرير أعده الجنرال (مايكل فلين) نائب رئيس الأركان لشئون المخابرات لأفغانستان لدى الجيش الأمريكى ودول حلف الشمال الاطلسى ” الناتو” . كان تقييم التقرير سلبيا لدور CIA منذ إندلاع الحرب فى 2001 وحتى الآن . وجاء فى تقرير ” فلين”:
( إن المخابرات الأمريكية فى أفغانستان لديها عدد كاف من المحللين لكنهم كثيرون فى الأماكن الخاطئة ومكلفون بمهام خاطئة). وأشار إلى أن (المشاكل الرئيسية التى تواجه المخابرات الأمريكية فى أفغانستان هى سلوكية وثقافية).
ثم تقرير آخر أصدرته مؤسسة “مركز الأمن الأمريكى الجديد للبحوث ” نقلا عن تقرير كتبه ضابط عمليات . ويصف التقرير الولايات المتحدة بجهل ما يدور فى أفغانستان وإفتقارها إلى المعلومات اللازمة .
وسلط التقرير الضوء على ” التوتر بين الجيش وأجهزة المخابرات ” وجاء التقرير بعد أقل من أسبوع من ضربة خوست التى تلقتها CIA .
ويؤكد هذه الحقيقة بيان صادر عن الإمارة الإسلامية فى الذكرى الثلاثين لهجوم الجيش الأحمر على أفغانستان . يقول بيان الإمارة أن ( العملاء الأفغان قدموا معلومات خاطئة لسادتهم فى البنتاجون والبيت الأبيض على أن حركة طالبان ليست لها أى مكانة وسط الشعب ، وإذا ما أزيحت مرة ، فلا إمكانية لعودتها مرة آخرى ).
ويمضى البيان إلى ملاحظة أن الأمريكيون ( ما استطاعوا إبادة هذه القوة الشعبية الجهادية فى السنوات الثمان الماضية مع إعمال جميع أنواع الظلم والبطش والظلم والتعذيب والسجن والبربرية ) . إذن بيان الإمارة يؤكد على أن الإدارة الأمريكية إعتمدت على معلومات مضللة من عملائها فى أفغانستان الذين أسمعوها ماتود هى سماعة ، ولم يسمعوها حقيقة ما يجرى على الأرض. وهذا فشل إستخبارى كبير لوكالة CIA يؤكد عليه رجال الإستخبارات العسكرية التى تشن الآن حملاتها الكاسحة على الوكالة المركزية المهيمنة على القرار الأمريكى .
بيان الإمارة الإسلامية يلاحظ الإنحدار الشنيع فى أداء قوات الإحتلال مستشهدا بإستغاثة الجنرال “ماكريستال” قائدا القوات الأمريكية فى أفغانستان الذى ناشد “أوباما” قائلا: ( إذا لم ترسل قوات إضافية فإننا سنخسر الحرب الأفغانية).
وتحت هذا الإلحاح أرسل “أوباما” ثلاثين ألف جندى ، وليس أربعين ألفا كما طلب الجنرال.
ولكن البريطانى “نيك بركر” مساعد “ماكريستال” لم يكن أقل منه تشاؤما حين قال:
(نحن فقدنا أى نوع من الإبداع أمام طالبان ، وأن المتمردين بمرور الوقت يبسطرون سيطرتهم على مزيد من المناطق ).
الفشل الأمريكى يترجم إلى دماء :
بالطبع فإن العمل الإستخبارى إذا كان فاشلا ومضللا فلابد أن ينعكس ذلك على العمل العسكرى . وتلك قاعدة مشهورة ولا تحتاج إلى برهان. فبدون المعلومات يكون القائد العسكرى مثل الأعمى . بل أن القيادة السياسية هى الأخرى تصبح عمياء وكسيحة عاجزة كما لاحظ ذلك بيان آخر للإمارة الإسلامية (فى 30 ديسمبر الماضى) إذ يقول: {العدو لا يمتلك استراتيجية ناضجة . فمن جهة يتحدث عن إرسال مزيد من الجنود ، ومن جهة أخرى يبدى إظهارات غير معقولة لإعادة إنسحابهم على الفور. وعلى الجانب السياسى يطلب التمعن فى سبل وطرق حل المعضلة } .
إذن فالعدو يعانى من مأزق استراتيجى وهذا واضح بالفعل ، سواء كان الفشل الإستخبارى هو الأصل فى ذلك المأزق أم هو مجرد نتيجة له .
الجنود الأمريكيون يدفعون ثمن ذلك الفشل دما . فالمسألة ليست مجرد خلافات نظرية أو مجرد تراشق بالاتهامات بين مخابرات عسكرية وأخرى مركزية ـ أو بين قيادات عسكرية ميدانية وإدارة بيروقراطية فى البيت الأبيض .
فالخسائر الأمريكية فى الأرواح فادحة، وكذلك فى صفوف حلفائها، وأيضا فى الجيش المحلى الذى يعانى نسبة الخسائر الأعلى كونه رأس رمح ودرع بشرى لقوات الإحتلال .
والإحصاء العسكرى الصادر عن الإمارة الإسلامية جدير بالتأمل كونه الأكثر مصداقية والأقدر بالتالى على رسم صورة الواقع القتالى على الأرض .
يقول ذلك الإحصاء الصادر فى نهاية عام 2009 أن قتلى وجرحى القوات الأجنبية المعادية خلال العام الماضى كان 5587 عسكريا.
فإذا أخذنا أن نسبة الجرحى إلى القتلى هى عادة نسبة 3 الى 1 يكون قتلى قوات الإحتلال هى بالتقريب 1900 جندى . وإذا خفضنا النسبة إلى 4 جرحى مقابل كل قتيل يكون عدد قتلاهم بالتقريب 1400 جندى.
ولكن العدو يعترف رسميا بسقوط 506 قتيل خلال نفس العام .
وهناك سببان لذلك :
الأول : هو الحفاظ على معنويات جنوده فى الميدان ، وعلى معنويات الشعب داخل الولايات المتحده وأوروبا .
(من أجل ذلك أعادوا بشدة إحياء مخاطر الإرهاب ، ومخاطر خطف الطائرات ، وجبهة اليمن التى تهدد الأمن العالمى(!!) .. كل ذلك لصرف الأنظار عن هزائمهم الثقيلة فى أفغانستان وإقتراب موعد هزيمتهم النهائية هناك . إضافة إلى وضع إقتصادى متدهور تفاقمة تلك الحرب حتى أوشك الوضع الداخلى الإجتماعى والإقتصادى على أن ينهار تماما فى أى لحظة ، لذا لزم إشغال الشعب بمخاطر خارجية لا غنى فيها عن النظام لحمايته من أخطارها .
وليس أفضل من مخاطر الإرهاب المفتعلة وغير المحددة لإجراء تلك المناورة التى قد لا يستمر مفعولها إلا لوقت قصير ، لتعود الحقائق على الأرض لتفرض نفسها بقوة مضاعفة ، بعد جرعات الأكاذيب والتهويلات المسكنة لأعصاب الشعب ) .
الثانى: هو أن الإحصاءات الرسمية الأمريكية لاتتضمن خسائر المرتزقة من جنود الشركات “المتعاقدة” فى مجال الأمن. وهؤلاء يشكلون العدد الأكبر من المقاتلين. ونظرا لتهافت معنوياتهم بسرعة عند إحتدام المعارك ومحاولاتهم الفرار وأحينا الإنتحار، إضافة إلى تعاطيهم المخدرات القوية للتخفيف من أثر صدمة المعركة. كل ذلك يجعل خسائرهم فى الأرواح هى الأعلى من بين القوات الأجنبية، ومع ذلك لا تتضمنها الإحصاءات الرسمية.
ولا ننسى هنا أن نشير إلى أن العدو لايبالى بخسائر قوات جيش الحكومة العميلة. وربما لايعتبرهم من البشر أصلا. فلا يأتى لهم على ذكر إلا عند الحديث عن (عقود) التسليح والتدريب، عندها يبدأ الإهتمام بالجيش المحلى.
إشارات خطيرة من الجو
يقول التقرير العسكرى الصادر عن الإمارة الإسلامية أن العدو فقد فى العام الماضى 44 طائرة. وذلك رقم هام جدا وخطير أيضا لأنه ليس بالعدد البسيط لامن حيث التكلفة المالية للحرب ولا من حيث الأثر المعنوى على الجنود المقاتلين الذين يستحيل عليهم العمل بدون غطاء جوى خاصة من طائرات الهيلوكبتر.
والذى يتابع فى مجلة ” الصمود ” توصيف القادة الميدانيين لكيفية جريان المعارك يلاحظ أن طائرات الهيلوكبتر تشكل وقت الصدام مظلة حقيقية فوق جنودها المقاتلين على أرض المعركة. والسبب هنا معنوى بحت، وذلك حتى يطمئن الجنود على أن الطائرات قريبة جدا منهم بحيث تقدم لهم الإسناد والمعونة خاصة عند الإصابة. فسوف تهبط فورا لإتقاط الجندى المصاب وإخلائة من أرض المعركة.
ولكن ذلك الإسناد المعنوى له ثمنه الباهظ وهو أن تلك الطائرات تصبح هدفا سهلا للإصابة بنيران المجاهدين سواء عندما تهبط لإلتقاط الجرحى أو وهى تبحث عن الهاربين المبعثرين لتجمعهم من كل مكان أو أن لتطلق عليهم نيران الرشاشات والصواريخ خوفا عليهم من الوقوع فى الأسر !!.
والخلاصة : أنه بالرغم من أن المجاهدين يفتقدون إلى سلاح حديث مضاد للطائرات، خاصة صواريخ الكتف، إلا أن تكتيكات العدو إضافة إلى تكتيكات المجاهدين المضادة ، أتاحت لهم إسقاط هذا العدد الكبير من من الطائرات . وذلك إنجاز لا يلتفت إليه الإعلام الدولى الذى تسيطر عليه آلة الإعلام الأمريكى وتتولى إدارة الأكاذيب فى البنتاجون تغذيته بالمعلومات.
قتلى وجرحى الجيش الحكومى:
ينبغى الإهتمام بأوضاع الجيش الحكومى لأنه الأداة المحلية لإسناد المحتلين. ومن جهة أخرى فهو عنوان رئيسى لدى المحتلين من أجل إبقاء نفوذهم فى أفغانستان بدعاوى التدريب والتسليح لتهيئة الجيش لتولى مهام الأمن بعد إنسحاب القوات المحتلة التى يقولون أنها ( لن تبقى إلى الأبد). فالأرقام تقول:
أن قتلى الجيش المحلى فى العام الماضى كان 7254 قتيل وعدد جرحاه 2069 جندى.
ونلاحظ هنا أن عدد قتلى الجنود ثلاثة أضعاف عدد الجرحى تقريبا، أى عكس النسبة المشهورة. وذلك راجع إلى أسباب على رأسها أن جيش الإحتلال لا يهتم بإخلاء قتلى وجرحى الجيش الحكومى، ولا يقدم لهم الدعم الجوى الكافى. بل ولا حتى الدعم المدفعى أو الإسناد النارى بالدبابات أوتسهيلات الإنتقال بالمدرعات. بل ينقلهم غالبا فى شاحنات مكشوفة لا توفر لهم أى حماية من نيران الكمائن أو التفجيرات بالإلغام والعبوات المخبأة على مجنبات الطرق.
بالإختصار يستخدم العدو القوات المحلية كوقود تدفئة رخيص الثمن لإشعال نيران الحرب ، وعلى أنه مخزون لدماء بشرية لا قيمة لها.
بالطبع هناك أسباب أخرى لإرتفاع خسائر تلك القوات مثل سؤ التدريب وقلة التجهيز وإنهيار المعنويات وعدم وجود باعث للقتال سوى الحصول على الراتب الزهيد والذى لايمكن الحصول علية خارج الجيش حيث تنعدم تقريبا فرص العمل فى الحياة المدنية.
إختصارا:
هناك تمييز عنصرى بشع تمارسه قوات أمريكا والناتو ضد القوات الأفغانية العاملة معهم.
شهداء المجاهدين وجرحاهم:
نلاحظ فى بيان الإمارة إنخفاضا شديدا فى تعداد جرحى وشهداء المجاهدين. فهى تعادل تقريبا واحد إلى عشرة عند قياسها بالخسائر لدى القوات الأجنبية.
ونسبتها إلى خسائر القوات المحلية العميلة هى 1 إلى 17 تقريبا.
وإذا قيس إجمالى خسائر المجاهدين إلى إجمالى خسائر القوات الأجنبية والمحلية معا فإن النسبة تكون 1 إلى 28 تقريبا.
وهذا راجع إلى تعليمات القيادة السياسية للإمارة إلى قياداتها الميدانية وهى:
{{ العناية بتدريب المجاهدين/ ودقة التخطيط العسكرى/ وإتباع التكتيك الملائم لكل معركة/ والحفاظ على أرواح المجاهدين وعدم تعريضهم إلى مخاطر لا ضرورة لها/ وحتى العمليات الإستشهادية لا توجه إلا ضد الأهداف عالية الأهمية وليس الأهداف العادية }}.
التطبيق الدقيق لمثل تلك التوجيهات الإحترافية أدت إلى ما نراه فى ميدان المعركة من نتائج مبهرة من تدنى خسائر المجاهدين مع إرتفاع شديد فى خسائر العدو بدرجة غير مسبوقة، وبحيث زادت فى العام الأخير وحده عن مجموع خسائر العدو فى سنوات ثلاث كاملة.
وذلك حسب مصادر العدو التى لاتذكر الأرقام الصحيحة وتتحرى الكذب عبر أجهزة أكاذيب محترفة موجودة فى وزارة الدفاع ووسائل الإعلام المتعاونة معها.
وفى الأخير نقول بأن الولايات المتحدة فى ورطتها الكارثية فى أفغانستان لم تقع ضحية خطأ إستخبارى أو إستراتيجى فقط ، بل وقعت فى خطأ تاريخى سيكلفها وجودها كقوة إمبريالية عظمى. وأنها سائرة حتما إلى زوال كقوة طغيان عالمى، ساحبة خلفها باقى حلفائها الأشد حقارة فى التاريخ . وأن الإنسانية فى طريقها إلى الإنعتاق من ذلك الكابوس الرهيب الذى إستمر لقرون عدة . وأن فجر الحرية والإسلام قادم لامحالة ولو كره الكافرون.
بقلم :
مصطفي حامد ابو الوليد المصري
copyright@mustafahamed.com
المصدر :
موقع مجلة الصمود (إمارة أفغانستان الإسلامية) عدد 44
http://124.217.252.55/~alsomo2