أخطر بيان للحركة الجهادية الحديثة” أخرجوا المشركين من جزيرة العرب”
يرى “مصطفى حامد” في مقاله الأخير إمكانية تحالف سني شيعي للوقوف في وجه أطروحة بيريز كمشروع ينظر إلى المسلمين ككثلتين متصارعتين حتى الموت؛ فيما ينظر أحد أبرز الوجوه الجهادية(بن لادن) بشكل ضمني على الوحدة الإسلامية عبر خطاباته التي يوجهها باسم الأمة دون طائفية ومن المعلوم أن الشيعة جزء منها، يعتبر حامد أن الانحراف الذي عبر كل شيء في خروج الحركة عن مفهوم الأمة بمختلف توجهاتها الفكرية إلى المذهبية المتوحشة التي وقع فيها الزرقاوي كنموذج جعل بن لادن يسحب يديه من كل ذلك، كان لابد في رايه ان يتم إخراج أسامة بن لادن من المشهد عبر قتله او اختطافه لما يحظى به من كاريزما ومصداقية في الوسط الجهادي تمنع مشروع بيريز من التغلغل عموديا وافقيا في جسم الأمة، كما سيمنع بقاؤه ظهور قادة ترويج المذهبية والقتل على اساسه..
احد أبرز الإشكالات التي ظهرت هو في انتقال مفهوم السنة والجماعة من اصطلاح فقهي إلى إطار سياسي يتحيز لمفاهيم ضيقة يستغلها الآخر بدعم من جماعات إسلامية ذات رؤية اقصائية لتفتيت الجسم الإسلامي واضعافه، وهذا تصادم مع جوهر دعوة بن لادن في بيانه( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب..)فهو خطاب لما مسلم يرى في نفسه انتساب للإسلام بغض النظر عن منهجيته وادبياته ؛ فهو خطاب توحيدي على ما لا يمكن الخلاف حوله كما في النص..
يتحدث مصطفى حامد عن بذور الفشل في مشروع بن لادن الذي أطلقه لإخراج المشركين من جزيرة العرب، في اعتباره لأجهزة القمع للنظام جزءا من مكونات الشعب وبالتالي رفض الدخول معها في اي نوع من الصراع حيث سيقضي ذلك إلى قتال داخلي بين أفراد الأمة، يفضي إلى استنزاف الموارد المالية وتفكيك المجتمع وتدمير البنية التحتية للدولة، وفي اعتراض حامد يستحضر النموذج الأفغاني الجهادي الذي دخل في مواجهات مباشرة مع أجهزة النظام الذي تلقى تدريبه من الشيوعيين وقتها لفرض قيمها على الشعب فما كان جهادا وقتها لم لا يكون جهادا في السعودية.؟ يعرض وجهة نظر بن لادن في مخاوفه من تقسيم جزيرة العرب ف حال دخول الحركة الجهادية ضد النظام حيث يرى أنها ازدواجية تسبب دمار ذاتي للمشروع الذي أطلقه “أخرجوا المشركين من جزيرة العرب” في حين كان مقبولا ف افغانستان وسوريا بات مرفوضا في السعودية، فالتقسيم لا محالة منه ويرى أن إسرائيل قد اخذت فعلا كل السعودية وخاصة الشمال الذى تضع السعودية فيه المليارات لتأسيس منشآت إسرائيلية بدعاوى إنها للإقتصاد والحضارة والبيئة ، فى مشروع تبنيه المملكة لصالح مضاعفة مساحة إسرائيل بإسم مشروع نيوم فى شمال غرب المملكة.
نتيجة لموقفه من أجهزة قمع الدولة والنفط كان فيهما هدم لمشروعه، لقد وفر العدو بدائل عسكرية في مقابل ذلك بعيدة عن أرض الصراع تضمن سلامة هذين العنصرين الحيويين بالنسبة للأمريكان والسعودية، ودفع العمل العسكرى إلى خارج جزيرة العرب (موضع الصراع الرئيسى). ولأول مرة فى التاريخ البشرى يدور الصراع من أجل تحرير دولة غنية وحساسة إستراتيجيا ودينيا ، أن يدور خارج حدود تلك الدولة ، وبعيدا عنها بآلاف الأميال . البدائل كانت الضربات الثلاثة : ضربة مزدوجة لسفارات أمريكية فى أفريقيا ــ وضرب المدمرة الأمريكية فى ميناء عدن ــ ثم غزوة منهاتن التى كانت نهائية فى القضاء ـ على بن لادن والقاعدة وأفغانستان والعراق ، والعالم العربى فى أحداث”الربيع”، وقيام إمبراطورية إسرائيل التى أسموها (الشرق الأوسط الجديد) .
يقرر مصطفى حامد نقطة هامة كمدخل لعرض جملة من الأخطاء الاستراتيجية برأيه ستكون عوامل فشل المشروع الذي أطلقه في جبال تورا بورا ، قد تكون الدعوات رائعة في مستوى تنظيرها ولكن بعض ما يرتكبه أصحابها يحيلها في مصاف التجارب الفاشلة، لا شك أن الثورة السورية كانت رائعة في مبادئها بحيث ان ما طرأ عليها من أخطاء احالتها الى حالة من الفشل والسقوط رغم مشروعية خطابها على الاقل في بداياتها…
لم يوظف الرجل ما لديه من ثورة معرفية في مجالات النفط والإقتصاد توظيفا صحيحا، اتسمت نظرة بن لادن بالقصور فيما يتعلق بالنفط كعنصر يحيل إلى أهمية الجزيرة العربية بالنسبة لامريكا وطريقة تعاطيه معه، لقد تغافل ان أهمية الجزيرة تكتسب أهميتها قبل بروز تلك الطاقة الحيوية بوجود الحرمين الشريفين، ولا مناص من استعادة قيمتها بتحريرها واخراج المشركين منها ولو كان ذلك على حساب التضحية بالنفط فاساس المعركة هو تلك الطاقة التي تذهب أرباحها للامريكان والفتات يلقى على موائد الحكام ليصيغوا به ما يفاقم مشاكل المنطقة عبر التمويل للمذهبية او دعم مجموعات هنا وهناك لاستخدامها كعامل تخريب وشق الصف..ووحدة المسلمين وازماتهم الجوهرية: كفلسطين.
بقلم: أديب أنور
المصدر :
مافا السياسي ( ادب المطاريد )