إحتفل الغزاة المجرمون بالذكرى الثامنة لغزوهم أفغانستان فى السابع من أكتوبر 2001. ولكنه إحتفال فى غير الأجواء التى بدأوا بها الغزو .
إنتهى الغرور ، والغطرسة تحولت إلى ذلة ومسكنة . وماظنوة نزهة تحول إلى كارثة لا يدرون كيف يخرجون منها . وبعد ثمان سنوات مازالوا يبحثون عن “الإستراتيجية الغائبة ” .
قائدهم الميدانى فى أفغانستان ” ماكريستال” يشعر بأنه سوف يتحول إلى كبش فداء ، فراح يناقش أفكاره ومقترحاته على الملأ حتى لا يتملص السياسيون من المسئولية ويحملوه أوزار الكارثة القادمة. هو يريد جنودا ، وساسة واشنطن خائفون من المجازفة ، ولا يملكون الموارد المالية ولا الإحتياط البشرى الجاهز بغير إنسحاب غير مأمون العواقب من العراق، أو إعلان التجنيد الإجبارى أو التعبئة العامة. وجميعها خيارات كارثية سياسيا وإقتصاديا ومعنويا بل ودوليا.
ولكن إبقاء الوضع على ما هو عليه ليس إلا إنزلاقا إلى هاوية . فالوضع داخل أفغانستان خرج عن سيطرتهم . وهو كما عبر عنه قائد أفغانستان “الملا محمد عمر” ( حرب جهادية تحولت إلى إنتفاضة شعبية شاملة) . الشعب كله ينتفض ويحمل السلاح ويقدم كل عون ممكن لمجاهدى الإمارة الإسلامية. الإمارة العائدة، بعون الله، إلى كابول فوق جواد أبيض ، وبسواعد أبناء الشعب ، وبلا أى عون من أى جهة خارج أفغانستان. وهى بذلك تصفع وجوه من قالوا بأن حركة طالبان فى سيطرتها الأولى على البلاد أنما وصلت على أكتاف قوى خارجية من الجيران . وكأن الشعب الأفغانى يقبل أن تحكمه جماعة مفروضة عليه من خارج الحدود .
ولوكان الأمر كذلك لكان كرزاى ، ذلك الدمية الدميمة، هو أقوى حاكم فى تاريخ أفغانستان بل والعالم ، فهو مدعوم بأقوى دولة وأقوى حلف عسكرى فى العالم .
ولكن .. لماذا شنوا الحرب على أفغانستان؟.
قالوا فى تبرير ذلك أن حركة طالبان وفرت ملاذا آمنا للقاعدة . وأن القاعدة نفذت هجمات 11 سبتمبر بالطائرات المدنية ضد أهداف داخل الولايات المتحدة .
والسؤال المنطقى هنا : هل قمتم بتحقيق شامل فى أحداث 11 سبتمبر وعرفتم بدقة ماذا حدث فيها ، ثم حددتم الجناة ؟ .
أم أنكم وجهتم إتهامات جزافية ، تلاها مباشرة إيقاع عقاب لا يتناسب بحال مع الجرم الواقع . فإحتلت جيوشكم أفغانستان، وبعد عام تقريبا إحتلت العراق بدعاوى ثبت كذبها وكان واحد منها هو الصلة بالقاعدة وأحداث 11سبتمبر .
الواقع أنه حتى اللحظة الراهنة لم يتم نشر نتائج أى تحقيق متكامل حول الأحداث. والأدهى من ذلك أنه لا أحد من الشعب الأمريكى ولا مثقفيه ولا نوابه فى الكونجرس ومجلس الشيوخ .. لا أحد أطلع على نتائج التحقيقات والوثائق المتعلقة بالحدث. فكل الحقائق تم الحظر على نشرها وبثت الحكومة معلومات مغلوطة وأخبار كاذبة بهدف التشويش والتغطية على الحقائق .
وقد شكك كثيرون داخل الولايات المتحدة وخارجها فى الروايات الرسمية وأشاروا الى جهات متعددة ثبت أن لها يد فى ما حدث. وأن قوى متنفذة للغاية داخل الحياة الأمريكية والنخبه الحاكمة ، كلهم متورطون. ومن المؤكد أن أهم الدوائر التنفيذية والمخابرات كانت على علم مسبق بما سوف يحدث فى ذلك اليوم المشئوم . كما أن المخابرات الإسرائيلية كانت على مقربة لصيقة بما يحدث قبل أن يحدث .
صدرت العديد من الكتب والدراسات القيمة عن باحثين لهم قيمتهم وجميعها تشير بقوة أن ما حدث كان معدا له منذ سنوات بواسطة القوى الحاكمة وشواذ المجرمين من المحافظين الجدد أبناء الفكر النازى والمال الصهينونى .
قال أحد المثفين الأمريكين: ( إننا نعيش فى عالم من الكيانات الكبيرة تحكمه طبقة من الساسة المتعجرفين . قد يكون ما يجرى ليس صراعا بين الحضارات بل هو صراع بين الحضارة ككل وبين هذه الطبقة الحاكمة من الأثرياء الذين يديرون “الحرب على الإرهاب” لتحويل الأنظار عن أنشطتهم الكريهة .. وهم فى أثناء ذلك يجمعون المزيد من القوة والثروة ، ويفرغون الديموقراطية من مضمونها ، ويحيدون الإعلام ويسرقون الحقوق الديمقراطية المستقرة منذ قرون ) .
ثم يطالب: ( أن يتاح للمحققين جميع الملفات العامة والخاصة دون أى قيود . فإذا أتيحت تلك الملفات ربما نكتشف الكثير مما لا نعرفه عن أساليب عمل الطبقة الثرية الحاكمة ، وفى نهاية المطاف قد نستعيد ديموقراطيتنا المسلوبة ).
# ونحن نضيف توضيحا إلى ما يعنيه الباحث الأمريكى عن ” الطبقة الحاكمة الثرية ” . فهو مثل غيره من مثقفى أمريكا وأوروبا لا يجرؤون على التصريح بأن تلك الطبقة مكونة أساسا من اليهود الذين يشكلون عصب الرأسمالية البنكية التى أصبحت تسيطر على العالم وتتحكم فى الرأسمالية الصناعية التى كانت هى العماد فى القرون الإستعمارية الخالية.
إن إصطلاح ” الرأسمالية البنكية” أو “المالية” تعنى تحديدا تلك القلة من اليهود المسيطرين على أموال العالم عبر بنوك عملاقة تتحكم فى تاريخ البشرية المعاصر. وما يهمنا هو أنها مسئولة بقوة عن أحداث تخصنا وتؤثر بعمق شديد فى حياة شعوبنا. أحداث يأتى على قمتها ذلك العمل الإجرامى الذى أسموه “الحرب على الإرهاب”. والذى يهدف حسب بعض أدبيات الغرب إلى ( نشر الديموقراطية) و( إصلاح الإسلام !!!).
هؤلاء الآلهة الجدد يريدون لنا دينا جديدا يحمل نفس الإسم القديم (الإسلام).
ثم يضيفون إليه صفات عدة، فتارة هو إسلام ” معتدل” أو إسلام “وسطى” أو إسلام “حداثى” .. إلى آخر تلك الأسماء المخادعة التى تشير إلى حقيقة واحدة، حقيقة أنهم يريدون تهويد الإسلام، كما فعلوا بالمسيحية من قبل وفعلوا بشريعة النبى موسى.
بصمات المجرمين:
إلى آثار بصمات هؤلاء المجرمين / أصحاب الترليونات والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة/ على أحداث 11 سبتمبر، أشار باحثون غربيون فقالوا:
1 ـ أن عمليات مضاربة ضخمة فى البورصة تمت قبل وقت قصير من أحداث سبتمبر وإنهيار أبراج التجارة الدولية. فربح هؤلاء الأباطرة مكاسب بالمليارات من جراء الكارثة بما يثبت بمعرفتهم المسبقة بوقوعها.
{{ ولعلنا نتذكر أنه قبل أن تشن إسرائيل عدوانها على لبنان فى صيف 2006 قام كبار القادة السياسيين والعسكريين اليهود بعمليات بيع فى البورصة ـ قبل العدوان بساعات أو أيام قليلة ـ بما وفر لهم مكاسب مالية طائلة ، بما يعتبر إستثمارا ماليا للعدوان}} .
2 ـ أنهم قاموا بتحذير الموظفين اليهود العاملين فى مبانى التجارة التى حطمتها الطائرات بأن يتغيبوا عن عملهم فى ذلك اليوم ـ وكان عددهم ثلاثون ألفاً. كما تم تحذير الكثير من العاملين فى الطوابق العلوية “التى إحترقت بفعل إصطدام الطائرات ” بالتغيب عن مكاتبهم عند الساعة الحاسمة”!!” ولهذا جاءت الخسائر البشرية منخفضة جدا مقارنة بما كان ينبغى أن يكون. حيث يعمل فى بنايتى مركز التجارة ما بين 30 إلى 40ألف موظف . بينما كانت الخسائر2843 قتيلا أو أقل.
3 ـ تم تحذير الموظفين اليهود فى ” البنتاجون” بعدم الذهاب إلى أعمالهم فى ذلك اليوم ويقال أن عددهم هناك يقدر بالآلاف .
( شبه أحد الكتاب ما حدث فى برجى التجارة فى 11 سبتمبر 2001 ، بما حدث فى إنفجار مبنى حكومى فى “أوكلاهوما سيتى ” فى 19إبريل 1995 حيث تم تحذير أكثر الموظفين فى المبنى بعدم الذهاب إلى عملهم. والنتيجة هى أن الإنفجار الذى حدث كانت ضحاياه أقل ما يمكن .
وقال الكاتب أن مكتب التحقيقات الفدرالى FBI كان يعمل وسط تلك المنظمة اليمينية المتطرفة التى نفذت الهجوم ، وأنه سمح بتنفيذه مع تقليل الخسائر قدر الأمكان بتحذيره للموظفين) .
4 ـ أن فريق تصوير من اليهود كان يعمل بكاميراته طول النهار منتظرا الحدث لدرجة أثارت ريبة رجال الأمن فاعتقلوهم بعد الكارثة . ولكن بعد معرفة (هويتهم الدينية) أطلقوا سراحهم فورا . وإدعوا أنهم كانوا يعدون فيلما وثائقيا عن رجال الإطفاء فى مدينة نيويورك !! .
5 ـ بعد أن صدمت الطائرات برجى التجارة ، تم تفجير ثلاث مبانى قريبة منها بالديناميت . وقد أثير الكثير حول تلك البنايات والنشاطات التى كانت تجرى فيها والهدف من تفجيرها بالديناميت والإدعاء بعد ذلك أنها تأثرت بإنهيار المبنيين الكبيرين . وقد أجمع أكثر المختصين بأن ذلك الإدعاء غير صحيح وأن المبانى دمرت بمتفجرات تم تجهزها مسبقا . بل قالوا بأن ذلك هو ما حدث أيضا للمبانى التى صدمتها الطائرات وهناك ما يثبت ذلك.
قلنا أن هناك تشابها كبيرا يكاد أن يكون متطابقا بين ما حدث فى 11 سبتمبر2001 وما حدث فى ميناء” بيرل هاربور” بتاريخ 7ديسمبر 1941 والذى قتل فيه 2403 أمريكيا . وهو الحادث التى رتبته أمريكا ليكون ذريعة لأعلان الحرب على اليابان ودخول الحرب العالمية الثانية إلى جانب حلفائها الأوروبين، على عكس إرادة الشعب الأمريكى . وكان حادث “بيرل هاربور” الذى إستدرجت إليه اليابان وإضطرت إلى إرتكابه تحت ضغوط الحصار الإقتصادى الأمريكى الذى هددها بالإفلاس . ومازالت وثائق كارثة “بيرل هاربور” سرا محظورا بحجة الحفاظ على الأمن القومى.
فى أحداث سبتمبر هناك شكوكا كبيرة بأن يكون العرب الذين إعتزموا تنفيذها قد إستقلوا تلك الطائرات أصلا رغم دخولهم منطقة ” الترانزيت” بهدف ركوبها. وأن باقى السيناريو قد نفذته أجهزة الخدمة السرية الأمريكية بطائرات أخرى مسيطر عليها عن بعد بواسطة أجهزة تحكم متطورة.
وأن البنتاجون لم تصدمه أى طائرة بل تم تفجير جزء منه من الداخل. وحتى البيت الأبيض أحدثوا تفجيرا فى أحد ملحقاته قبل وصول الطائرات بعدة ساعات.
هناك الكثير جدا من الغرائب والمصائب التى صاحبت ذلك الحادث المأساوى الذى هز العالم وبدل صورته. فكان حقا حربا على الحضارة الإنسانية وعلى الشعب الأمريكى قبل أن يكون حربا على شعوب أفغانستان والعراق، وعدوانا على حريات العالم بدعاوى الحرب على الإرهاب. وكان بداية للحرب على الإسلام وإشعال الفتن بين المسلمين تحت شعارات مذهبية وطائفية وعرقية. وهو ما أعلنه “جورج بوش” بعد ثلاث أيام من حادث 11 سبتمبر فى خطاب له فى كتدرائية واشنطن حين قال: ( سوف نحرض بعضهم على بعض). وكان يقصد المسلمين بالطبع، وهو ما نراه واضحا وناجحا أمامنا اليوم. وهو ما تحذر منه دوما الإمارة الإسلامية وقائدها “الملا محمد عمر”، الذى أنقذ بذلك أفغانستان من فتن تعصف ببلاد المسلمين. فتن آتت أكلها فى العراق وأينعت فى اليمن وأثمرت فى لبنان وازدهرت فى باكستان .. وهكذا.
11سبتمبر والكارثة المالية الدولية:
تلك بعض الثمار السامة لأحداث 11 سبتمبر . ولكن هناك “شكوكا مؤكدة” أن تلك الأحداث كانت مجرد تمهيد ضروري لتمكين وتمرير الأزمة المالية العالمية بأخف الأضرار حتى لاتقود إلى ثورات وإضطرابات إجتماعية تجتاح العام وتطيح بمصالح القلة الربوية الدولية. تلك القلة المقدسة الموضوعة فوق القانون، وخارج نطاق اللمس أو مجرد المساءلة، وتحرسها قوانين رادعة تمنع الجميع حتى الساميين العرب من (معاداة السامية)!!. فخرست الألسنة وجمدت حتى أشجع العقول المتشككة فى بلاد الغرب الليبرالى.
الدخان الأسود للنزيف المالى يخنق أنفاس العالم، ويهدد الملايين بالموت. ولكن لا أحد يجرؤ على المطالبة بإصرار على إجراء تحقيق جدى ومحايد لتحديد المسئول عن الكارثة. لقد إلتزم قادة الغرب بالصمت الرهيب وشغلوا الناس بالأرقام والتطمينات الفارغة والوعود التى يعرفون قبل غيرهم أنها كاذبة وأن جميع إجراءاتهم هى لمجرد تسكين الأزمة وتأجيل الكارثة لأطول مدة ممكنة. وسوف يطل الخراب على الغرب وإقتصاد العالم عندما يتهاوى الدولار ويشيع إلى مثواه الأخير. وقد بدأت الدول تجهز نفسها سرا للقفز من سفينة الدولار الغارق ( أسماه بعض الخبراء ” سفينة تيتانك” المالية. ولولا بعض دول النفط لمات الدولار منذ زمن ولاستراح العالم من الكابوس الأمريكى).
إعلام الغرب المندلق اللسان ضد المسلمين خرس، لأنه ببساطة لايستطيع الوقوف فى وجه مالكيه وأولياء نعمته من اليهود. وإكتفى الإعلام الغربى باللغو فى تفاصيل التفاصيل بدون الخوض فى جذور المشكلة. فنراه يتكلم عن إفلاس هنا، واختلاس هناك. وغطس فى ترهات حولت الناس ومأساتهم إلى مجرد أرقام لمجاهيل من ملايين العاطلين والجياع الذين وصل عددهم بفضل الأزمة إلى ألف مليون إنسان والزيادة مستمرة!!.
كل ذلك لم يتسبب فيه أحد “!!” بينما صرخوا فى اللحظة الأولى عند رؤيتهم لصور الطائرات وهى تنطح أبراج مانهاتن : “إنها القاعدة” .
هذا رغم أن الطائرات قتلت أقل من ثلاث آلاف شخص، بينما الأزمة قتلت ومازالت تقتل وستظل تقتل إلى مدى طويل عشرات الألوف من البشر أسبوعيا أو حتى يوميا بسبب الجوع والبؤس.
كل ذلك ولم ينطق منهم شجاع واحد ويسأل .. مجرد سؤال: (من المسئول عن الكارثة المالية الدولية؟؟).
ذلك أن هذا المجرم المجهول المعلوم الظاهر الخفى، قد وضع نفسة وبفعل قوته المالية الخارقة، فوق السؤال وفوق جميع البشر، يفعل ما يشاء لا راد لحكمة.
ولولا أحداث 11 سبتمبر وقوانين تقييد الحريات بدعاوى الحرب على الإرهاب، والإستخدام المفرط للقوى الإستخبارية والعسكرية لما كان ممكنا سرقة أموال الشعوب ـ خاصة الشعب الأمريكى ـ بهذا الشكل الإجرامى المفرط فى الإستخفاف الآمن من العقاب.
أيها الشعب الأمريكى المظلوم والمضطهد :
إن شعبنا فى أفغانستان لايقاتل من أجل حريته فقط، ولا من أجل حرية جميع المسلمين فى جميع بلدانهم، ولا من أجل الحضارة الإنسانية التى باتت مهددة ومستباحة، بل يقاتل لأجل حريتك أنت. نعم حريتك التى صادرها المحافظون الجدد وصهاينة السياسة والبنوك. وسوف يتمكن الشعب الأفغانى من تحريرك كما حرر من قبل الشعوب السوفيتية المنكوبة.
أيها الشعب الأمريكى المنهوب:
صل لأجل حرية أفغانستان.. فهناك تجد حريتك أنت.. وتجد السلام.
بقلم :
مصطفي حامد (ابو الوليد المصري)- 26 أكتوبر, 2009
copyright@mustafahamed.com
المصدر :
مافا السياسي (ادب المطاريد)
www.mafa.world