زعماء فاتحون لبلادهم:
رئيس علي ظهر مروحية امريكية (كرازي)
ورئيس في دمشق علي ظهر دبابة أوكرانية (جولانسكي)
في ذات ليلة في بداية العدوان الأمريكي علي أفغانستان أهتزت قندهار بأصوات أعداد كبيرة من الطائرات المروحية وطائرات (أف 16) الأمريكية وقصفوا منطقة واقعة في منتصف المسافة بين قندهار وولاية أرزجان المجاورة وهي مسقط رأس الملا محمد عمر قائد أفغانستان وأمير المؤمنين الذي تعاقبه أمريكا علي أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي نفذتها القاعدة في منهاتن بأمريكا.
قالت المخابرات الأمريكية بعد تلك الغارة أن كرازي كان يقود رجاله لتحرير أرزجان وقندهار من حكم طالبان وأنه كاد أن يقتل في تلك الغارة ولكن الأمريكي عنصر الحماية الشخصية حماه بجسده. ومن تلك اللحظة أصبح كرزاي “العميل الأمريكي” بطلا لتحرير أفغانستان من حكم طالبان الإسلامي وعقدت أمريكا العديد من المؤتمرات الدولية لدعم أفغانستان بمليارات الدولارات وحضر كرازي تلك المؤتمرات كقائد وزعيم أختارته المخابرات الأمريكية ودخل بلاده علي ظهر طائرة مروحية وأخذ يطبق البرنامج الأمريكي الخاص بالأنتخابات وحقوق المرأة وصادف نجاحاً أوصله إلي أن يكون أكبر تاجر هيروين في أفغانستان. وأعطي للمرأة حقوقا فتملكت شبكات تجارة الرقيق الأبيض منتشرة حتي علي المستوي الدولي.
وأصبح لمدمني المخدرات مستعمرة خاصة بهم تحت أحد جسور نهر كابل في العاصمة يعيشون فيها ويتكاثرون ويموتون ولا يشعر بهم غير عمال تجميع الجثث في بلدية كابل.
وأصبحت أفغانستان تحت حكم أمريكي وقيادة كرازي والسفير الأمريكي في كابل أكبر دولة مصابة بالفساد الشامل في كافة المرافق الحكومية والمدنية والبنوك التي سيطر عليها كرزاي وعائلته واختلسوا أموال البنوك وهرَّبوها عن طريق المطار الدولي ومعها حقائب الهيروين إلي الهند ودبي.
كل ذلك ورجال كرازي لا يملون عن ترديد الأسطوانه الأمريكية عن الديمقراطية وحرية المرأة ونبذ العنف والتطرف الأسلامي.
قائد عام سوريا يصل دمشق سريعا فوق دبابة أوكرانيه ومظلة جوية إسرائيلية لتسليم الجولان إلي إسرائيل وإعطائها الضوء الأخضر لتأخذ من سوريا ما تشاء من أراضي تلبية لرغبة الرئيس (دونالد ترامب) الذي قال في تصريح معلن أنه نظرا إلي الخريطة فوجد أن مساحة إسرائيل صغيرة جدا وهي تحتاج إلي مزيد من الأراضي.
لم يكذب عملاء أمريكا الخبر وشرعت تركيا وقطر في تحريك العرائس الجهادية في الفصائل المسلحة لتحرير سوريا من الاستقلال والكرامة وتسليمها هدية لإسرائيل تقطع منها ما تشاء من أراضي سواء في الجولان أم في درعا أو ريف دمشق وتستعد للقفز علي مناطق الأكراد التي يحميها الجيش الأمريكي في شمال شرق سوريا.
وظهر لنا زعيم قديم ومستهلك ولكن بعد أن تمت صباغتة بألوان جديدة وتعديل شكلة الإجرام علي يد خبراء المكياج في السينما الأمريكية .
فأصبح الإرهابي العتيد ساحر نساء وبراجماتي من الطراز الأول بعد أن كان أرهابيا سعر رأسه عشر ملايين دولار أمريكي.
هذا المسخ الجديد هو صورة طبق الأصل من كرازي ولكن مهزوزة ومبتزلة ومستنسخة.
يقول كرزاي الشام الجنرال جولانسكي قائد قوات السفرديم في إدلب وعموم الشام. أعطي كل الضمانات لإسرائيل والولايات المتحدة أنه قد قطع أيدي إيران وحزب الله اللبناني وأن سوريا تفتح ذراعيها لأستقبال الجيش الإسرائيلي وأنها لا تملك أي قدرة علي رد إسرائيل عسكريا.
فقد دمرت إسرائيل بالكامل جميع القدرات العسكرية في سوريا خاصة سلاح الجو والدفاعات الجوية ومخزونات الأسلحة الإستراتيجية بعيدة المدى.
أي أن سوريا واقعيا منزوعة السلاح وفي وضع استسلام أمام إسرائيل بدواعي عدم القدرة علي العمل العسكري الا ضد ايران وحزب الله فقط .
وفي الغد القريب ضد جميع الفصائل المسلحة غير التابعة للمارشال أو المشكوك في نواياها تجاه المارشال جولانسكي الأخ التوأم للرئيس الاوكراني التافهة زيلينسكي الذي زودة بالأسلحة العادية والمتطورة من خلال الصديقة تركيا التي أشرفت عن قرب على المؤامرة الاستخبارية الكبرى التي حملت الجولاني والأربعين حرامي الذين معه إلي القصر الرئاسي في دمشق. وتقول عنهم الدعاية الأمريكية والإسرائيلية أن هؤلاء الأربعين حرامي هم من حرروا الشام.
و قال خبير أمريكي: تصرفات حكام سوريا الجدد تطمئن أمريكا، لكن فتح السفارة ليس قريبا. وقال مسؤول أمريكي أيضا: أن حكومة تصريف الأعمال التي يهيمن عليها كبار مسؤولي الحركة برئاسة جولانسكي تدلى بتصريحات وتتخذ خطوات ملموسة تطمئن الولايات المتحدة مما يشير إلي أنها لا تنوي فرض شكل قاس وتدخلي من الحكم الإسلامي. إلي هنا وتجربة المارشال جولانسكي متطابقة مع تجربة العميل كرازي في أفغانستان .
وقد بدأت تجربة إحتلال جولانسكي لدمشق في نفس التوقيت تقريباً التي أحتلت فيه القوات الأمريكية أفغانستان عام(10ـ10ـ2001) .
أما عن الديمقراطية والانتخابات فالأفغان يعرفون عنها أكثر بكثير من الجولاني فقد جربوها عدة مرات في إنتخابات رئاسية وبرلمانية كانت نموذجا للفساد والرشوة حتي وصل الأمر عند قرب نهاية النظام إلي بيع المناصب الوزارية ومقاعد البرلمان، قبل إجراء الانتخابات مع ذلك تجري انتخابات وتدفع رشاوي للناخبين ويساوم المرشحين بعضهم بعضا علي من يتنازل لمن في مقابل ماذا. والوظائف العالية في المؤسسات الدولية كانت تباع مع توصية مناسبة للنساء.
وحتي يثبت الأمريكان للعالم أنهم قد أنشأوا ديمقراطية في أفغانستان فقد أزاحوا كرازي بعميل آخر أضعف هو أشرف غني، حتي تفككت الأدارة والأجهزة وتحول كل موظف /خاصة في الجيش والأمن/ إلي جمهورية مستقلة بذاتها تتبادل المصالح فيما بينها وتستغل وظائفها ومراكزها الحكومية في تجميع الأموال إلي أقصي حد.
فباعوا أراضي الدولة وتعاملوا في غسيل الأموال وتجارة المخدرات مع الخارج وبيع أسرار الدولة وأسلحة الجيش لمن يمتلك الثمن.
لهذا فإن جولانسكي ما لم يقتلة الأربعين حرامي فستقتلة أمريكا بنفسها أو تعزله بصندوق الانتخابات حتي تثبت أنها أقامت ديمقراطية وعزلت رئيس وأستجلبت آخر بواسطة “انتخابات ديموقراطية” وأصابع الأغبياء الملوثة بالحبر الأزرق.
الانتخابات كانت دوما موسم رواج مالي وتوزيع الأموال. وأحداث حالة نشاط في الأسواق نتيجة التدفق الكبير للأموال من الخارج إلي داخل البلاد.
تلك الأجواء الخلابة مكنت مجاهدي حركة طالبان من التسلل إلي عمق الجهاز العصبي للنظام وتوجيه ضربتها القاتلة من خلالة.
فخلال التجربة الديمقراطية الأفغانية في فترة رئاسة كرازي ومن بعده أشرف غني. كانت أكبر التحديات أمام القوات الأمريكية والمخابرات هي ضبط عملية الصراع الداخلي بين لصوص النظام ومراكز القوة التي تحصنت في “مواقع ديمقراطية” داخل الدولة والمؤسسات الجديدة التي بناها الأمريكان بعد سقوط حركة طالبان.
وهو ما يود جولانسكي أن تفعلة الولايات المتحدة في سوريا أي ضبط الصراع بينه وبين الأربعين حرامي قادة المجموعات المسلحة الأخرى فهم لن يسلموا السلاح للجولاني وجيشه كما يطالب فهم يعلمون ما سيحدث لهم إن فعلوا، ببساطة سينتهي بهم المطاف مدفنون في مقابر جماعية من تلك التي يجيد الجولاني حفرها وشحنها بالجثث وإخفاء آثارها بسرعة.
فتلك تجربة جهادة لمدة أحدي عشر سنة لتحرير سوريا والاستفراد بعرش الخيانة وثروات البلد وبيعها لليهود كما فعل زميلة اليهودي حاكم مصر ففي مصر أيضا عصابة حاكمة من السفرديم تحكم منذ إنقلاب عام 20013 آخر إنقلابات الجيش في مصر.
يبدو جولانسكي سعيدا بالأحاديث الجديدة التي يلقنها له خبراء البروباغندا القطريين فيسعد الأمريكان والأسرائيليون بسماع تلاوات عن الديمقراطية والحكومة الشاملة. ولا يدري أن تلك الألغام تتضمن التخلص منه عاجلا أو أجلا فهو لا ينوي تطبيق تلك الشعارات في الواقع ولا أمريكا تنوي تطبيقها فكل ما تريده هو وضع عملائها في مناصب الدولة العليا ثم إدارة الأمور بالفساد والسرقات والنهب وبيع أصول الدولة.
وفي تجربة أفغانستان قبل تحريرها علي يد حركة طالبان دليلا كافيا لفهم مسيرة الأمور في سوريا الديموقراطية.
كما أن في مصر أيضا تجربة ديمقراطية عسكرية قائمة على الإنقلاب والبرلمان والانتخاب المزورة.
فالحكومة الواسعة التي تشمل كافة العملاء والجواسيس ومنعدمي الضمير. والدولة تديرها في الحقيقة أدارة إسرائيلية تشرف علي الأمور بشكل يومي وتوجه السلطة الحاكمة ببرامج متتابعة قصيرة المدي ومع مشاريع أخري طويلة المدي.
قال البرفسور أستيفن هايدمان رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة سميث في حوارة مع قناة الجزيرة : تدلي حكومة تصريف الأعمال وكبار مسؤولي الحكومة (هيئة تحرير الشام) بتصريحات وتتخذ خطوات ملموسة تطمئن الولايات المتحدة . مما يشير إلي أنها لا تنوي فرض شكل قاسي وتدخلي من الحكم الإسلامي .
جولانسكي وعصابته ونظامه المؤقت أو الدائم إذا عاش لمدة ثلاث أشهر أخري ملخص موقفة أنه سيحكم سوريا لمصلحة إسرائيل وأن يتحول هو ورجال منظمتة ومنظمات الأربعين حرامي إلي منظمات أرهابية تديرها إسرائيل للعمل ضد أعدائها داخل المنطقة العربية أو خارجها.
فقد قاتلوا بأوامراها في أذربيجان وأوكرانيا وهم يعلنون استعدادهم للقتال ضد الشيعة في العراق وإيران واليمن (محور المقاومة!!).
يقول الجنرال جولانسكي : كان بإمكاننا ضرب القواعد الروسية في سوريا ولكننا أعطينا الروس فرصة لإعادة علاقاتهم مع الشعب السوري!!. كان جاهزا لضرب روسيا عسكريا لأن ذلك يسعد إسرائيل والولايات المتحدة.
وعندما يأتي الحديث عن احتلال إسرائيل للأرضي السورية في الجولان وجنوب سوريا وشمال دمشق يتحول الشرع إلي حيوان داجن فيقول الأتي:
(سوريا منهكة من الحرب ولا تشكل تهديدا لجيرانها أو للغرب ولن تكون نسخة ثانية من أفغانستان ويجب رفع العقوبات).
أنه يعني السلام مع إسرائيل عمليا ويطمئنها أنه لن يتدخل في تقدم قواتها في سوريا كما أنه لن يهدد الدول الصديقة لإسرائيل في المنطقة مثل السعودية والأردن ثم يلمح إلى أنه يريد الثمن لذلك ويتكلم بالرمز فيقول “يجب رفع العقوبات”.
والمسألة ليست العقوبات بل الفوائد الشخصية التي سيجنيها المارشال وأعضاء المافيا الخاصة به.
فمصر عندما أعلنت السلام مع إسرائيل لم يكن عليها عقوبات إسرائيلية ولكن فتحت كنوز الأموال وحقائب الأموال المهداة إلي الرئيس السادات في القاهرة يداً بيَدْ بدون إيصالات أو أحصاء للنقود.
سياسة الرشوة المباشرة أسماها السيسي (الأرز) القادم من الخليج أي الأموال الكثيرة القادمة من الخليج بكثرة الأرزـ تتدفق فلا تحصى.
فالجولاني هو الآخر يريد الأرز ويريد حقائب الهدايا المالية.
وهذا شيء من المستحيل حدوثة في أفغانستان، وذلك فارق ضخم بين نظام سفرديم جولانسكي ونظام طالبان الإسلامي.
جولانسكي رفعوه علي رأس انقلاب استخباري من تصميم إسرائيل. وأشرف على تنفيذه المخابرات التركية.
وقل المارشال جولانسكي أنه لا يريد تحويل سوريا إلي نسخة من أفغانستان. وفي الحقيقة أنه لا يستطيع أن يفعل ذلك نتيجة أنه شخصياً لا يكاد يربطه بالإسلام سوي الإسم ولا نتذكر أنه نطق باسم الإسلام أو الشريعة. خاصة بعدما ادعى ان اسمه هو الشرع (أي شرع؟؟) في طوفان التصريحات التي أدلي بها منذ أن فتح دمشق.
أما الشعب السوري فهو بعيد تماما عن شعب أفغانستان الذي وصفه جولانسكي أنه شعب قَبَلي وكأن ذلك عيب علي شعب أفغانستان. فالقبائل الأفغانية هي التي دافعت عن أرضها لأكثر من قرن ونصف ضد أكبر قوي عسكرية في العالم من بريطانيا ثم الاتحاد السوفيتي ثم الولايات المتحدة وحلف الناتو.
فكانت القبائل تمول أبناءها المجاهدين وتشتري لهم السلاح وتعطيهم الطعام والملابس وتعمل لحسابهم في أمور الأمداد وتجميع المعلومات. ودفعوا لأجل ذلك أثمانا غالية جدا فبيدت قري عن آخرها. ولم تضطرب شئون الجهاد والقبائل إلا بتدخل القوى الكبرى وعملائها في دول الجوار وحكومات العرب التي تدخلت باسم الإسلام فانخدع بها الأفغان.
وأختفت قنوات الري وخربت الأراضي الزراعية والكثير من الناس أضطروا لمغادرة أفغانستان إلي ارض الهجرة في باكستان وإيران .
وفي وقت الاحتلال الأمريكي ملأ الأمريكان البلد بالسجون السرية وفنون التعذيب الحديثة وأشتهر علي سبيل المثال معتقل بجرام الذي “استضاف” مئات الألوف من المجاهدين والسكان الأبرياء من مزارعين وتجار وطلاب علوم شرعية وعديد من المسؤولين الذين يحكمون أفغانستان الآن تعرضوا للتعذيب في ذلك المعتقل الرهيب.
وعندما ضاقت السجون بالمجاهدين الأفغان افتتحت أمريكا معتقل جوانتنامو في جزيرة كوبا وشهد ذلك المعتقل أبشع أنواع التعذيب كونه خارج عن الأراضي الأمريكية ولا تسري عليه قوانين منع التعذيب. ولم تنته شهوة الأمريكان للتعذيب فأخذوا الالاف من العرب ليتم تعذيبهم في البلاد العربية ومنها سوريا وذهبت معهم وفود من أجهزة الأمن الأمريكية لمراقبة عملية التعذيب للتأكد أنها مطابقة للمعايير الوحشية الأمريكية.
وكثير من الدول العربية قدمت يد العون للولايات المتحدة الأمريكية في برنامج التعذيب وعملوا تحت أشراف خبراء تعذيب أمريكيين.
شاركت كثير من الدول العربية مثل السعودية ومصر والمغرب والعراق واليمن الجنوب وسوريا .
وهنا فضيحة أخلاقية للنفاق الأمريكي فتلك السجون التي ينشرون صورها الآن علي أنها سجون بشار الأسد التي عذب فيها معارضوه قد وضعت في خدمة المخابرات الأمريكية حتي يعذب أعداء أمريكا من الإسلاميين والشباب المجاهد.
والآن تصرخ البروباغندا ضد تلك السجون والتعذيب الذي كان فيها ولم يذكروا أنهم إستفادوا من تلك السجون في تعذيب الشباب المجاهد من أفغانستان وغيرها.
المارشال جولانسكي محرر سوريا من الدين والاستقلال أيضا له سجونه ووسائل تعذيب خاصة به وطرق اغتيال الخصوم طبقا لمطالب حكومات أجنبية ونظير مكافأت مالية أي قتل بالأجرة ــ في سبيل الله .
وهناك آلاف الشهود علي ذلك، ولكن الموجة عالية جدا أخافت الجميع فبلعوا ألسنتهم. وهناك ضحايا لممارسات الجولاني “الديمقراطية” وهناك عائلات لشهداء إغتيالهم وشباب مازالوا مطاردون في تركيا أو داخل بلادهم الأصلية نتيجة سياسات قائد مليشيات السفرديم جولانسكي.
يعلن المارشال جولانسكي كذبا أنه ينوي بناء سوريا وتطويرها طبقا لبرامج مدروسة عنده وهذا محض كذب فليس عنده برامج ولا يستطيع ذلك وهو ينتظر ما تأتي به إسرائيل وينفذه ويسرقوا من أمواله كما حدث في أفغانستان ومن قبلها مصر.
يقول الجولاني أيضا عن أفغانستان (أن سوريا لديها عقلية مختلفة موضحا انه يؤمن بتعليم النساء).
أنه يتكلم بما يسعد أمريكا والغرب والدول العربية وإسرائيل بالنسبة لموضوع النساء وقد إختفي ذلك الموضوع من أفغانستان ووافق الجميع أن تعليم النساء ضرورة ولم يقم أحد بمنعه ولكن الذي مُنِع هو المناهج الدراسية التي وضعتها أمريكا وطبعتها في الولايات المتحدة لتخريب الثقافة والمعتقدات الدينية لدي الأفغان فيما يتعلق بالمرأة والأسرة والأخلاق العامة.
والتعليم الجامعي قيد البحث للفتيات في أفغانستان والممنوع هو الإختلاط غير المبرر الذي ينتهك خصوصية وحياء النساء .
إما إختلاف العقلية فهو حشو من بلغاء قطر خبراء البروباغندا يريدون القول أن المارشال المزيف عاقل و مفكر.
ومن ينظر إلي صورة قبل أن يصبح زعيما لسوريا يدرك أنه شخص مختل وأن الخلاف بين سوريا وأفغانستان هو خلاف في طريقة فهم الدين فعندما انتصرت المؤامرة التركية الإسرائيلية في سوريا وأسقطوا النظام البعثي.
صرخ شباب من المتحمسين العرب من أتباع المارشال جولانسكي : (لقد إنتصر إسلام يزيد في سوريا).
وهذا هو جوهر المسألة وملخص الصراع بين إسلام محمد بن عبدالله (صلي الله عليه وسلم) وبين إسلام يزيد قاتل الحسين حفيد رسول الله ومبيد مجاهدي معركة بدر في موقعة الحرة في المدينة المنورة حيث قتل جميع بقايا مجاهدي تلك الغزوة وأعتدى علي نسائهم وأخذ أموالهم.
ذلك هو يزيد الذي ينكر الرسالة المحمدية قولا وفعلاً ومن أشعاره التي تعمر بالعار علي مر الزمان هي قصيدته التي قال فيها :
(ليت أشياخي ببدر شهدوا ــــ جزع الخزرج من وقع الأَسَل).
يقصد موقعة الحرة في المدينة المنوره حين أباد من تبقي من أبطال غزوة بدر.
(لأهلوا وأستهلوا ـــ وقالوا يا يزيد لا تشل) ..
(لعبت هاشم بالملك ــ فلا وحي جاء ولا خبر نزل).. إنكار لرسالة وللإسلام.
(لست من خنيف إن لم إنتقم ـــ من آل أحمد ما كان فعل)..الإنتقام من آل البيت ومن يناصرهم.
فلو أن المارشال جولانسكي مجدد اليزيديه في هذا القرن جاء ليجدد شباب الدين اليزيدي الذي ينكر الرسالة ويكذب الرسول ولا يري له أعداء الا من يناصرون آل البيت لهذا لم يري المارشال أي أعداء في الشام الا الإيرانين وحزب الله لأنهم شيعة. أما الإسرائيلين فتكلم عنها كحليف وقال أنهم أرتكبوا خطأً ـ غير ضروري ـ بإحتلال الجولان وأراضي سورية آخري .
وبذلك أبطل أحد فرائض الإسلام وهو الجهاد في سبيل الله ضد العدو الصائل الكافر الذي قال عنه ابن تيمية وأبن عبد الوهاب انه لا شيء في الإسلام أوجب من مقاتلته. ولكن مجدد اليزيديه جولانسكي تجاهل أقوال علماء اليزيدية مثل أبن تيمية وابن عبد الوهاب وأوقف فريضة القتال ضد العدو اليهودي الصائل.
بل أوجب مصادقته ومهادنته طالبا منه الصفح ورفع العقوبات الأمريكية ورفع اسمه وأسم منظمته من قائمة الأرهاب .
ذلك هو يزيد العصر الذي جاء ليجدد الإسلام اليزيدي علي رأس هذا القرن .
أما أفغانستان فهي شيء آخر فالعلماء الأحناف المجاهدون يحكمون ويوجهون الحكم طبقا للشريعة وتحت اجتهاد الفقه الحنفي.
والشعب الأفغاني استمر يقاوم ويجاهد أكثر من قرن ونصف حتي فرض حكم الشريعة الإسلامية علي أفغانستان رغماً عن أنف العالم كله.
لهذا لا نجد بعد قرن ونصف من الجهاد المستمر أن أحدا قال أن الشعب قد تعب من الجهاد وأنه سيستريح ولن يدافع عن الأرض بل سيبني الديمقراطية والحكومة الشاملة. ولو أنه قال ذلك في أفغانستان لرجمه الناس بالاحجار كما يرجم الزناة.
المرشال لم يتعب الا من السرقة والنهب وقتل الخصوم وقتل الأصدقاء وإرعاب الجميع بقسوته والدعم الخارجي (تركى / قطري) الذي يصل اليه .
والآن أصبح بطلا عندما وضع نفسه ومعه باقي قادة العصابات فى خدمة إسرائيل بشكل مباشر .
ولو أنه أراد أن يدرك الفرق بين قبائل أفغانستان وبين شعب سوريا يمكنه أن يأتي إلي أي قرية في أفغانستان و يحاول ان يتلوا تصريحاته أمام كاميرات التلفزيون وضيوفه من دول الإستعمار الأوربي.
وفي تاريخ سوريا وحكامها جذور الموقف السوري من دول الاحتلال سواء الصليبي أو التتري في العصور الوسطي.
فقد تعاملوا من المحتلين بكل أريحية حولوا كارثة الاحتلال الي فرصة لتنمية الثروات فتاجروا معهم وباعوا لهم كل شيء من أسلحه وأطعمه وأشتروا منهم غنائم جيوشهم من عبيد مسلمين تم أسرهم من بلاد الشام أوالعراق. ودعوا لملك التتار في جامع دمشق كسلطان للمسلمين (هو السلطان قازان وكان شيعيا) وأقاموا حفلات ترفيه ليلية في ذلك الجامع الأموي العتيد وألغوا صلاة العشاء والمغرب حتي يستمتع جنود التتار بالموبقات التي وفرها لهم أهل دمشق وعلمائها الكبار مثل ابن تيمية وشيخ المشايخ نظام الدين محمود(شيخ قازان) وتحالف حكام دمشق مع الصليبين ضد حاكم مصر أثناء المعركة الحاسمة التي دارت في غزة وتحالف فيها أهل الشام مع الفرنجة فرفعوا الصلبان وشربوا الخمور فوق ظهر الخيل. (منذ أيام رفع مقاتلين تحرير الشام صليب ضخم على سيارة بيك أب لاسترضاء دول الغرب فقد هاجم بعض المسلحون أحدى الكنائس التى تحتفل بأعياد الميلاد).
وتحالف المصريون مع المسلمين الخوارزميين في جبهة واحدة ضد الشوام والفرنجة وأوقعوا بهم هزيمة قاسية .
ولولا عون الله وشهامة الخوارزميين لكانت مصر الآن مستعمرة فرنسية يحكمها ملك أيوبي علي مذهب يزيد.
أما الأفغان فمنذ أن عرفوا الإسلام التزموا به بقوة عبر المذهب الحنفي وهو المذهب الأول في أفغانستان ويمثل المرجعية الفقهية لنظام الحكم. ويرفض الشعب الأفغاني كل ما عدا ذلك.
ولم يتجرأ أحد على إدخال فتاوي مغايرة للمذهب الحنفي .
بقلم : مصطفي حامد (ابوالوليد المصري)
المصدر : موقع مافا السياسي