جولانسكي (الناس تعبت ولن ندخل حرب أخري)
جولانسكي
(الناس تعبت ولن ندخل حرب أخري)
الجيش الوطني السوري خانه قادته وخانته ثورة التحرر الوطني
تعتبر “الثورة السورية” تطبيقاً مثالياً ناجحاً لمفهوم حلف الناتو الإسرائيلي/ السني حسب ما تخيلته إسرائيل واقترحه الرئيس ترامب في زيارته الأولي إلى السعودية عام 2017 .
لم تنحرف الثورة السورية المباركة قيد أنملة عن أهداف ذلك التحالف الديني السياسي والثقافي بين الصهاينة ومجاهدي إدلب السنة.
ولكن التطبيق في الحقيقة كان إبداعياً إلي درجة العبقرية وتمت معظم أهداف الحملة التحريرية فوصل سفرديم إدلب إلي القصر الجمهوري في دمشق وصاروا حكام الدولة السورية خلال زمن قياسي.
مثقفو العصر الصهيوني الجديد من الإعلاميين العرب اقترحوا إعادة تسمية سفرديم الشام بعد أن كانوا يسمون بالإرهابيين أو الجماعات المسلحة فأعادوا توصيفهم بأنهم حركة تحرر وطني حتي يكون الشكل الجديد للإخوة السفرديم مقبول دولياً خاصة وأن الثوار السفرديم أعطوا جميع الإشارات والكلمات المنمقة التي تدل أنهم سيكونون في علاقات طبيعية مع إسرائيل وأن لا علاقة لهم بالمقاومة ولا يعرفون شيئا اسمه فلسطين أو الفوضى الكبرى التي بدأت منذ السابع من أكتوبر 2023 وانتهت بظهور القائد المظفر السيد “أحمد زلينسكي” زعيم الثورة وقائد البلاد حالياً الذي تعاد صياغة شخصيته ليصبح شخصاً معتدلا جذابا يمكن قبوله ضيفا في البيت الأبيض والبرلمان الأوروبي باعتباره حضاريا وصديقا لإسرائيل والغرب .
نعود إلي الجيش السوري المغدور وهو جيش النظام كما هي كل جيوش العالم وذلك لا ينتقص من قدره، فتلك هي فلسفة الجيوش الحديثة.
وزاد العرب علي مفهوم الجيش الوطني أو جيش النظام أنه جيش الحاكم شخصيا يوكل أمر الجيش إلى أقرب المخلصين إليه وقد ينتهي به الأمر إلي انقلاب عسكري إذا واتته الظروف. تم إقناع الحرس الحديدي للنظام بخطة إنجاح ثورة ديمقراطية تحررية علي يد المجموعات المسلحة الإرهابية في إدلب كما كان يصفها النظام.
وتلك خطوة أولي في بناء الشرق الأوسط الجديد تحت قيادة إسرائيل ووفق رؤيتها العقائدية والسياسية.
فعندما توضع حقائب الدولارات فوق طاولة النقاش فإن جنرالات الشرسين يتحولون إلي حمائم سلام.
وقامت ثورة التحرر الوطني بداية من إدلب قفزا علي حلب ثم حماة وحمص ودمشق بدون مقاومة تستحق الذكر من جانب الجيش وقال أحد قادة الثوار أن جيش الثورة لم يقابل جيشا حقيقيا بل قابل “أرتالا” مفككة ولم تكن هناك حرب بالمعنى المطلوب. أي أن الجيش ينسحب بأوامر الجنرالات والثوار يتقدمون بأوامر من إسرائيل.
هذه ليست حربا تحرير ولكنها إنقلاب عسكري من نوع جديد فجيش النظام يسلم الحكم لمليشيات متمردة وبدون قتال تقريباً فأين هو التحرر الوطني ؟.
في الحقيقة لم يحدث أي تحرر وطني فجميع القوات الأجنبية ما زالت كما هي خاصة قوات تركيا والولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا .الوحيد الذي خرج من الساحة بسرعة كان هو القوات الإيرانية. التى تآمر علها النظام والمعارضة المسلحة.
الجيش وخيانة قادة ثورة السفرديم.
في الحقيقة أن الوطن السوري زاد إحتلالاً رغم الخروج السريع والمدهش للقوات الإيرانية وقد كان من المفروض توريطها في قتال مباشر ضد عصابات التحرر الوطني فيقال للعالم كله أن إيران تدعم الأنظمة الاستبدادية وتترسخ فكرة العداء السني الشيعي علي أساس أن إيران تدخلت بدوافع مذهبية لإحباط ثورة أهل السنة ومنعهم من الجهاد في فلسطين. و أن الذي يمنع سفرديم الشام من الجهاد في فلسطين هو وجود للجيش الإيراني وحزب الله في سوريا وأن سوريا في حاجة إلى أن تتحرر منهما “تحررا وطنيا” حتي تمارس دورها في دعم الفلسطينيين.
اكتشفت إيران مبكراً أن هناك فخاً لقواتها في سوريا وأنهم بهدؤ يوضعون في مسار إجباري بين قوات الجيش وقوات السفرديم بما يهدد بوقوعهم في حصار. لكن القادة السوريين رفضوا التحذيرات الإيرانية فانسحبت القوات الإيرانية لأنها شعرت بالخطر وأن حبل الخيانة يلتف حول رقبتها. وأن للجيش السورى يد في مؤامرة مشتركة ومع الثوار السفرديم ضد القوات الإيرانية.
القوات الروسية انسحبت إلي قواعدها في اللاذقية وما حولها/ حيث أن جنرالات الجيش وباقي الأطراف لا يناسبهم أن يحدث اشتباك مع القوات الروسية لأن كل منهم يحتاج روسيا في الخطوات التالية في الصراع السوري .
كان ذلك أكبر خلل في خطة الثورة الوطنية الديمقراطية أن افلت الصيد الإيراني من الشبكة التي كانت معدة له ولم تحدث حرب سنيه شيعية في سوريا كما كانت تتمني الولايات المتحدة وإسرائيل.
فذلك هو الهدف الأسمي من إنشاء حلف الناتو المشار إليه وكان وقوع إيران في القتال داخل سوريا أفضل دعائيا لتثبيت فكرة أن الصراع الأساسي في المنطقة هو الحرب بين السنة والشيعة .
بينما إسرائيل طرف صديق يمكن التعايش معه وفلسطين مسألة بسيطة يمكن تجاهلها والمسجد الأقصى لا ضرورة له لأن أهل السنة والجماعة يمتلكون آلآف المساجد.
كان التوافق تاما بين الثورة الجديدة وبين إسرائيل حول نقطة تدمير الجيش وبناه التحتية وتشتيت أفراده ومعاملة خبرائه معاملة قاسية ومطاردتهم وإعتقالهم حتي تختفي معهم الخبرات العسكرية الهائلة التي كدسها الجيش السوري خلال إنشائه رغم تاريخ الإنقلابات التي عرقلت مسيرته، ولكنه تلقي من ثورة التحرر الوطني الضربة القاضية فلم توجه له دعوة للإلتحاق بالثورة وتسليم أسلحته وإعادة توظيف العناصر والخبرات الوطنية التي لم تتورط في صراعات سياسية .
ومن تجرأ علي الإستسلام للثورا تعرض للضرب والتنكيل وربما حدثت عمليات قتل سوف تتكشف يوما.
ونهبت جميع الوثائق السرية لأجهزة المخابرات العسكرية سواء في دمشق أو غيرها وأظهرت الكامرات ان عملية تفريغ الخزائن من الأوراق والمستندات كانت منظمة فلم تشاهد أوراق علي الأرض ولكن الخزائن خالية تماما ولا يدري أحد أين ذهبت تلك الوثائق السرية.
ولكن مفهوم من سياق الأحداث أنها ذهبت إلي إسرائيل مباشرة خاصة أن الطيران الإسرائيلي والمروحيات كانت تدخل بكل حريه في الأراضي السورية وتحمل ما تشاء وتغادر في سلام .
وأعلنت إسرائيل بلا خجل أنها دمرت البنية التحتية للجيش السوري تماما وأنها غير قابلة للأصلاح مرة أخري وتحتاج إلي مئات المليارات من الدولارات لتعود إلي حالتها مرة أخرى .
إستهداف الطيران السوري
كان الغارات علي المطارات السرية السورية ومراكز الأبحاث والمعامل العسكرية دائرة منذ اللحظة الأولي من إنطلاق الثورة المباركة للتحرر الوطني.
لم يكلف الثوار أنفسهم أي مجهود لحماية الطائرات السورية في القواعد الجوية وأكتفوا بأن يصوروا أنفسهم وهم داخل تلك الطائرات ويرفعون لإشارات النصر بأصابعهم الملوثة بالخيانة .
تلك الطائرات هي طائرات الشعب السوري للدفاع عن الوطن السوري وليست طائرات عائلة الأسد .
لقد دفع الشعب أثمان تلك الطائرات لتدافع عنه ضد عدوه التاريخي إسرائيل قبل أن تحوله إيدلوجيه الثورة المضادة إلي العداء بين السنة والشيعة وليس بين السوريين وإسرائيل.
لم يهدئ الطيران الإسرائيلي في نشاطه فوق سوريا منذ لحظة انفجار الثورة المباركة علي يد سفرديم أدلب وحلفائهم من المستعربين والمرتزقة ومازال كذلك حتي الآن وكأن الفضاء السوري أصبح خاضعا كجزء من فضاء فلسطين المحتلة.
وأعطت إسرائيل أهمية لتدمير الدفاعات السورية رغم قلتها ولكنها شطبتها تماما كما أعلنت أنها سوف تدمر الأسلحة الثقيلة والإسراتيجية لدي سوريا حتي لا تستعمل ضد إسرائيل في وقت ما .
القوات البرية الإسرائيلية لم تدع الفرصة تمر حتي تسجل هي الأخري بطولات وانتصارات لإسرائيل في ظل نظام جديد تعوّد مجاهدوه علي الرقص في الشوارع كلما حققت إسرائيل انتصاراً على العرب.
وذلك منذ كانوا مجرد عصابات إرهابية في إدلب وكانت عملية طوفان الأقصى في بدايتها الأولي فكانوا يرقصون لكل تقدم إسرائيلي ويوزعون الحلوى ويحذرون المسلمين من الإنسياق وراء أحداث غزة لأنها تهدف إلي صرف الأنظارعن قضية إدلب المقدسة .
حتي صار توزيع الحلوي من أنصار التحرر الوطني دليل شؤم علي أن إسرائيل تنتصر وتتقدم وليس الثورة السورية.
كانوا يرقصون في دمشق أكثر حماساً ليس لأنهم دخلوا العاصمة ولكن لأن الطائرات الإسرائيلية كانت تقصف أهدافا عسكرية في العاصمة .
وفي نفس الوقت كانت القوات الإسرائيلية تتقدم في الجولان وإحتلت قمة جبل الشيخ وتقدمت في المنطقة العازلة بين سوريا وإسرائيل وإحتلت عددا من القري ومارست سيادتها علي المدنيين هناك. وقالوا بكل صراحة أنهم سيضمون أراضي سورية إلي إسرائيل.
كل ذلك ولم يجرؤ قائد ثورة التحرر الوطني السيد “أحمد زلينسكي” أن يذكر حتي الاحداث التي تذيعها المحطات الأجنبية وتحجبها القنوات العربية وقنوات المعارضة الإسلامية التي تود الألتحاق بأخوانهم سفرديم الشام ضمن إطار الشرق الأوسط الصهيوني الجديد فهناك وظائف مازالت خالية في ذلك النظام الأقليمي القادم .
لم تكتف ثورة الخيانة الوطنية عند هذا الحد وتعففت عن الإستيلاء المباشر علي السلطة حتي تأخذ الأذن من إسرائيل بالموافقة علي أسماء الشخصيات التي سوف تتولي الحكم .
وأيضا لا ترغب الثورة المباركة في تحمل أي مسؤلية عن التقدم الإسرائيلي داخل سوريا وتدمير البنية التحتية للدفاعات السورية وإحتلال المزيد من الأراضي السورية وإلحاقها بإسرائيل .
كل ذلك لا يكفي السيد “أحمد زلينسكي” فقد مارس الخيانة ليس علي الجيش السوري والشعب السوري بل علي قواته أو الجزء المتحمس منها الذي ظن أن ما يحدث أمامه هو ثورة حقيقية وأن الهدف هو تحرير فلسطين فتوجهت مجموعات من المتحمسين الذين لم يكتشفوا الخدعة ، صوب الجولان للإشتباك مع العدو ولكن قيادات السيد زلينسكي منعتهم وأصدر تعميماً بعدم دخول مسلحين إلي العاصمة الا بتصريح خاص من القيادة .
كما منع تحرك قواتة إلي الجبال المحيطة بدمشق خوفاً من أن يتمرد بعضهم ويقيمون مقاومة ضد خيانة زلينسكي وأعوانه. ليس هناك أي سبب لأن يتأسف أحد علي زوال حكم الأسد ولكن هناك أسباب كثيرة تجعل الناس يتوجسون من ثورة تبنت نهج الخيانة الوطنية بينما أسمت نفسها “ثورة تحرر وطني” .
جولانسكي: (الناس تعبت ولن ندخل حرب أخري)
كان ينبغي له أن يقول: المهمة أنجزت لأنه أنجز المهمة التي تم تكليفة بها في ثورتة المباركة في إدلب حتي القصر الجمهوري في دمشق ومن الواضح أن الأشياء التي أنجزت هي:
1- إخلاء سوريا من القوات الإيرانية وقوات حزب الله التي كانوا يقولون أنها قوات إحتلال وهذا ما لا يقولونه عن القوات الإسرائيلية التي تقدمت صوب العاصمة محتلين قمة جبل الشيخ والكثير من القري في المنطقة العازلة حتي وصلوا إلي مدينة القنيطرة في أتجاه دمشق .
وقيل أيضا أن القوات الإسرائيلية موجودة في شمال دمشق ولكن وكالات الأنباء لم تكرر الخبر مرة أخري لأسباب أمنية.
حتي لا يدرك السوريين المصيبة التي حدثت وهي أن الثوار كانوا مجرد أدوات لفتح الطريق للجيش الإسرائيلي ليعربد في سوريا كما يشاء.
حتي قيل أن إسرائيل قد دمرت بسلاحها الجوي جميع البنية التحتية للجيش السوري ومخازن الأسلحة والطائرات بأنوعها وسفن الأسطول.
أي أن سوريا الآن عبارة عن كيان وبقايا دولة ولا تمتلك مقومات الدفاع عن نفسها أمام إسرائيل أو حتي عصابات الثوار السفرديم واتضح أيضا أن القوات الإيرانية وقوات حزب الله كانوا في الحقيقة يحافظون علي سوريا من البطش الإسرائيلي ولم يكن الأمر كما يقول سفرديم حلب أن سوريا تحتلها إيران، العكس هو الصحيح فإيران كانت تدافع عن سوريا ضد العدوان الإسرائيلي.
وأن الذي فتح الباب أمام الجيش الإسرائيلي ليحتل سوريا ويدمر بنيتها التحتية هم المجموعات السلفية الجهادية من سفرديم حلب والآن لو أن عدالة حقيقية أقيمت في سوريا وهذا احتمال مستبعد لمدي طويل من الزمن إلي أن تتحرر سوريا من الاحتلال الإسرائيلي وإحتلال جماعات السفرديم الجهادية من أنصار المرشال جولانسكي. الذي قال أيضا ضمن تصريحاتة التاريخية في موسم الخيانة الحالي، متربعاً في دمشق مستمتعاً بهجمات الطيران الإسرائيلي علي العاصمة وطرد السكان من القري لتصبح ضمن ممتلكات الاحتلال الصهيوني لو أن هناك عدالة لحوكم المرشال جولانسكي وكبار معاونيه بتهمة الخيانة العظمي وتسليم سوريا للعدو الصهيوني.
وذلك برفع شعار مخادع عن معادتهم للشيعة الذين قاتلوهم في بداية أحداث سوريا والآن يمكن أن ندرك سبب حرب حزب الله والحرس الثوري الإيراني ضد الجماعات الأرهابية (السفرديم) كان القتال بين من يدافعون عن سوريا وشعبها وبين من يريدون تسليمها لإسرائيل.
وأن جميع الفرقاء موقفهم واضح بين من كان يجاهد لأجل الإسلام وفلسطين وسوريا وبين من كان يجاهد من أجل سيادة إسرائيل وتسلطها علي بلاد المسلمين .
المرشال جولانسكي أستبعد نهائيا أمكانية اشتباك سوريا الجديدة في حرب مع إسرائيل وهكذا فهمت إسرائيل وأمريكا حين قال أن المرحلة القادمة ستكون إعادة بناء سوريا وتطويرها وأنها لن تحارب مرة آخري أي أنها ستكون في سلام مع إسرائيل. معني هذا أن المارشال في إنتظار هطول المليارات علي قصره في دمشق ليعيد أعمار سوريا.
وهذا الأمر الذي لن يحدث مطلقاً فعندنا السادات الذي كان يردد كلمات مشابهه لما يقوله مارشال إدلب وأنتهي به الأمر وببلده مصر أن تكون من أكابر الدول المقترضة وتعيش علي القروض لتسدد فوائد القروض وتطلب المزيد من القروض وهكذا تزداد مصر فقراً ويزداد لصوصها ومن الجنرالات ثروة وغني واستكباراً.
حدث شيء قريب من ذلك في أفغانستان عندما أحتلتها الولايات المتحدة وحلف الناتو وإسرائيل .
وكان العميل الذي أتي به الاحتلال الأمريكي ليحكم أفغانستان (كرازي) كان لا يمل من الإشادة بالديمقراطية التي تنعم بها بلاده في ظل الاحتلال بينما أفغانستان غارقة في المخدرات والجريمة المنظمة وتجارة الرقيق الأبيض وتجارة الأعضاء البشرية والسرقات المسلحة وتهريب الأموال إلي الخارج حتي عبر المطار الدولي في كابول .
أن ما يحدث في سوريا سبق تكراره في العديد من البلدان خاصة في البلدان العربية والإسلامية مثل مصر وأفغانستان والعديد من دول أمريكا الجنوبية .
وتلك التركيبة من الفساد والإحتلال والكذب هي مكونات أساسية للنظام الدولي وحيد القطب الذي تتزعمة الولايات المتحدة.
بقلم : مصطفي حامد (ابوالوليد المصري)
المصدر : موقع مافا السياسي