سفرديم الشام (ثورة على طريق شرق أوسط اسرائيلي جديد)

سفرديم الشام

ثورة على طريق شرق أوسط اسرائيلي جديد

عندما يوزع سفرديم إدلب الحلوى علي الناس في الشوارع فمعني ذلك أن إسرائيل بخير وتكسب النقاط علي المجاهدين والمقاومين في غزة ولبنان علي أساس أنهم من الشيعة “الذين قتلوا أهل السنة والجماعة في الشام “.

تلك هي المحرقة التي يرفعون أعلامها ويبكون ويحِمَّلون العالم كله مسئوليتها بدون الخوض في تفاصيل ما حدث أو معالجتة طبقا للوقائع وليس الإتهامات الإعلامية و طبقا للشريعة الإسلامية وليس اليهودية .فقط تحريض ودعوة إلي الانتقام والإنضمام إلي الأعداء ضد العرب والمسلمين لإرضاء الغريزة الحيوانية للقتل.

شعر سفرديم الشام منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى من غزة التي أصابت الوعي الإسلامي بما يشبه الصدمة الكهربائية التي أعادت اليه شيء من الشعور بالهوية وأنه عربي أو مسلم وليس مجرد كائن (بي غَيْرَت) أي بلا كرامه أوشعور.

السفرديم في إدلب شعروا كما شعر إخوانهم الإشكناز في تل أبيب بأن عودة الوعي للعرب والمسلمين يشكل خطورة وجودية علي اسرائيل وبالتالي  يجب وقف هذه الصحوة الشعورية بين فلسطين والعرب بل والعالم كله تجاه فلسطين ومظلومية شعبها .

السفرديم في الشام اعتبروا اهتمام الشعوب بفلسطين وغزة مؤامرة تستهدفهم واعتبروا أن ما يحدث في غزة هو مؤامرة علي قضية ادلب المقدسة لتحويل العداء من الشيعة إلي اليهود بينما يجب أن يظل العداء متوجها إلي الشيعة فقط إما اليهود فهم حليف ويعانون من مظالم الشيعة الذين يسلحون وينظمون المجموعات الجهادية العاملة لأجل تحرير فلسطين.

في الأيام الأخيرة من شهر نوفمبر الماضي وبعد ساعات من إقرار وقف إطلاق النار في لبنان وصول جنرال من القوات الخاصة الأمريكية ليعمل علي الأرض مع قوات اللبنانية والإسرائيلية وقوات اليونيفيل الدولية لتطبيق وقف إطلاق النار.

ولكن اليهود أطلقوا النيران علي اللبنانين العائدين إلي بيوتهم في قري جنوب لبنان ومنعوهم من دخولها بدعوى أنهم يشكلون خطرا علي القوات الإسرائيلية.

ولكن النازحون من الجنوب ظلوا يحتشدون أمام القوات الإسرائيلية بتحد محاولين العودة إلي ديارهم وكانوا يهتفون بتحقيق النصر لإن القوات الإسرائيلية لم تتمكن من احتلال اراضيهم في الجنوب بل خسرت أعدادا كبيرة من القتلى علي أراضي تلك القري .

لم يكن مناسبا أن تترك إسرائيل مشاعر الانتصار في جنوب لبنان لتصل إلي باقي الدول العربية فيشعر العرب بفائدة المقاومة وإمكانية الانتصار علي إسرائيل.

لهذا نظموا عودة أخري موازية ومضادة لمعاني عودة مواطني جنوب لبنان منتصرين إلي قراهم المجاهدة المدمرة.

فرتب الإشكناز في تل أبيب عودة مترافقة لإخوانهم سفرديم إدلب في استعراض متقن سيطروا فيه علي مدينة حلب ثاني مدن سوريا في ساعات قليلة من الليل البارد.

حققوا مفاجئة كبيرة من حيث الأسلوب والتوقيت والمكان فحققت النتائج المطلوبة منها فالقوات المدافعة عن المدينة وجدت أن السفرديم خلفها في مجموعات متوسطة الحجم مسلحين بأسلحة خفيفة.

فانهار الطوق الدفاعي عن المدينة وتمكنت قوات السفرديم من إرسال المعدات و أفراد من إدالب إلي حلب.

كانت العملية مغامرة من تلك التي تميز بها التفكير الإسرائيلي العسكري وحققوا إنتصارا سهلا سريعا أدي إلي إنهيار معنويات جيش غير مترابط ونظام  ضعيف متردد وبلا رؤية هو بلا شك أحد عوامل إضعاف سوريا .

وهذا الضعف كان خير مساعد لقوات السفرديم التي نالت كل الدعم من إسرائيل ودول الخليج النفطية ودول حلف الناتو وتركيا أي أكثر من ثلاث أرباع العالم أما الربع الرابع من الكارثة فكان النظام السوري نفسة (يفعل الجاهل بنفسه اكثر مما يفعله العاقل بعدوه) كما قال حكيم مجهول الإسم .

وبما أن عملية حلب كانت مغامرة فإنها غير قابلة للتكرار مرة أخري لأن سرها أصبح مكشوفا وفي الغالب كان هذا السر هو دخول الأسلحة الخفيفة وتخزينها في حلب ثم دخول الأفراد في موعد آخر لاستلام الأسلحة والتوجه بها إلي أماكن محددة يمكن استخدامها دعائيا بشكل صاخب مثل مباني حكومية مهمة أو إقتحام سجن أو مبني جامعة أو غير ذلك من الدعائيات الفارغة .

ولكن الأهم كانت الصدمة التي أصابت الجيش وجعلته يفر عندما هاجمته المجموعات من الخلف.

من الصعب جدا تكرار العملية مرتين بنفس الأسلوب فهي لن تحدث نفس التأثير لهذا من غير المتوقع أن يستمر تقدم السفرديم في باقي الشام بنفس السهولة.

فهم لا يملكون مايكفى من الأسلحة الثقيلة أو مضادات الطيران أو الأفراد فالمساحات التي أحتلوها فوق طاقتهم بكثير ولا يستطيعون الدفاع حتى عن حلب أمام  هجوم نظامي قوى غير متاح للجيش السوري جاليا  أو في القريب العاجل وأكثر ما يستطيعونه هو الإستيلاء علي قري صغيرة يستردها الجيش منهم في لعبة القط والفار. إلى أن يحشد الجيش قوة كافية لاستعادة حلب وربما إدلب أيضا وهذا مستبعد ان يتم قريبا.

لم يكن النظام السوري جاداً في مواجهة إسرائيل في هذه الحرب. إذ كان عليه استعادة الشريط الحدودي مع تركيا خاصة إدلب وما حولها .

فوجود سفرديم الشام في هذه المنقطة الحساسة يعرِّض أمن سوريا للخطر لأن السفرديم في إدلب هم امتداد لقوات الإشكناز في تل أبيب فهُما جيش واحد ولكن من طبقتين مختلفتين. فكما هو معلوم فالإشكناز هم الطبقة اليهودية الراقية من دول أوربا البيضاء بينما السفرديم هم يهود الدول المتخلفة خاصة دول الشرق والعرب وقد يطعنون دمشق في ظهرها أثناء الحرب كما يفعلون هذه الأيام ومن حسن الحظ أن النظام السوري غير مشتبك مع إسرائيل في هذه اللحظة.

فالنظام السوري كلما تلقي صفعة من إسرائيل قال أنه “يحتفظ بحق الرد” ويبدو أن إسرائيل يئست من وصول الرد السوري فقررت تحريك المستعربين السفرديم الشوام لكي يستولوا علي سوريا لتحقيق هدفين رئيسيين هما:

ترتيب الشرق الأوسط الجديد الذي وضع تخيله شمعون بيريز الرئيس الإسرائيلي السابق وتنادي إسرائيل والولايات المتحدة بتنفيذه.وملخص أهداف هذا المشروع هي :

1ـ تحقيق أمن إسرائيل بشكل نهائي وكامل.

2 ـ تحقيق مصالح الولايات المتحدة .أما شعوب المنطقة فلا ذكر لها في المشروع.

دور سوريا في الشرق الأوسط الجديد هو أن تكون بوابة الاتصال البري بين الشرق الأوسط  اليهودي الجديد وأوروبا عبر تركيا هذه البوابة يعبر منها طريق دولي سريع يبدأ من مراكش حتي أوروبا وبموازاتة طريق السكك الحديد لنقل الركاب والبضائع. ناهيك عن أي مشاريع أخري تتعلق بالطاقة أو المياه أو حتي نقل القوات العسكرية ومعداتها.

الوظيفة الثانية لسوريا السفرديم في الشرق الأوسط اليهودي الجديد هو أن تكون سداً منيعاً في وجه الشيعة من المرور إلي فلسطين وبالتالي عزلهم عن البحر الأبيض المتوسط وعن قضية فلسطين حيث أنهم الطرف الإسلامي الوحيد المستعد للمواجهة كما ثبت في عملية طوفان الأقصى.

المطلوب من سوريا تحت قيادة السفرديم من مستعربي الشام أن تقوم بدور السد العظيم الذي بناه ذو القرنين ليحمي مجموعات بدائية من البشر الخائفين من قبائل يأجوج ومأجوج .

فالمطلوب أن تكون سوريا تحت حكم السفرديم هي السد الحاجز أمام الشيعة ومنع تهديدهم لليهود في فلسطين.

 

إنتقال حرب أوكرانيا إلي بلاد الشام

ليس بحوزة السفرديم في أدلب كثافة بشرية تمكنهم من أداء الوظيفة الإسرائيلية المنوطة بهم .

فقد تسربت معظم العناصر بحثا عن حياة عادية في بلاد أخري بعيدا عن سطوة تنظيمات السفرديم ونظامها البوليسي القمعي وفرض هيبتها علي رعاياها بالاغتيال والقتل. بعضهم عاد الي بلاده الأصلية وآخرون ذهبوا في أرجاء تركيا الفسيحة وبعضهم إلي أطراف آسيا البعيدة. والأسلحة المؤثرة التي ذودهم بها حلفاؤهم من إسرائيل وقطر والأعداد الضخمة من صواريخ تاو المضاد ة للدبابات معظمها بيع في الأسواق في تجارة تدعم دخل السفرديم مثل النفط المنهوب من سوريا واحيانا القمح السوري أيضا .

الحل كان أوكرانيا حتي أن تلك الصحوة الجهادية في تلك الليلة الظلماء في شهر نوفمبر التي سطعت فيها أنوار ثوار المستعربين السفرديم في إدلب الذين يطالبون بالديمقراطية والتحرر الوطني (هكذا بكل وقاحة) وكأنهم ليسوا وكلاء لأخوانهم الإشكناز في تل أبيب .

أعلن الجيش الاوكراني قبل قليل من العملية الجهادية للسفرديم في إدلب بأن هناك ستون الف جندي قد فروا من الجيش وقد تسربت أخبار من اوكرنيا أن آلاف من المرتزقة الدوليين من شركات حاكم أبو ظبي محمد بن زايد قد غادروا أوكرانيا إلي جهات أخري قيل أنها دول افريقية. ولكن الظاهر أن جزء منهم ذهب إلي جهاد المستعربين السفرديم في إدلب.

تلك المجموعات قدموا من أنحاء العالم كما كانوا عندما بدأت ثورتهم الديمقراطية للتحرير الوطن وإقامة الشرع الوهابي في مملكة داعش/ أو الدولة الإسلامية في العراق والشام.

الحشد الحالي في إدلب بعضه جاء من أكادمية داعش في طاجيكستان التي تديرها المخابرات الباكستانية والأمريكية للعمل في أفغانستان ضد الإمارة الإسلامية في معارك بين العناصر العاملة علي الأرض والمدعومة بطائرات الدرونز الأمريكية المتطورة وهو أسلوب القتال الذي نراه الآن في شمال سوريا ونفس الأسلوب الذي مارسته تلك المجموعات في قتالها ضد روسيا في أوكرانيا.

يمكن القول أن ثورة السفرديم في شمال سوريا قد حلت معظم مشكلة نقص الأفراد فقد تدفقوا عبر تركيا قادمين من أوكرانيا وطاجيكستان علي الحدود الأفغانية .

قاتل المرتزقة الجهاديون من السفرديم تحت قيادة الزعيم اليهودي الأوكراني زيلينسكي في حرب شبيهة من الناحية السياسية والأيدلوجية بالحرب في الشام فكانت حرب أوكرانيا منذ البداية حاجة إسرائيلية لإقامة استراحة وملجأ آمن لليهود إذا نشبت حرب كبيرة في منطقة الشرق الأوسط .

واستفادوا من وجود اليهودي زلينسكي الذي سلم معظم مناصب الدولة 80% للأقلية اليهودية فكانت حرب في سبيل أشكناز إسرائيل يخوضها إخوانهم السفرديم في سبيل اليهود كما أن قطاع من تلك المجموعات سواء المقيمين في إدلب من مستعربي الشام أو سفرديم داعش القادمين من طاجيكستان ودول مثل القوقاز ومناطق الأيغور المسلمين في الصين.

ولم تكن تلك حرب سفرديم الشام الوحيدة في سبيل إسرائيل فتلك المجموعات أقتادهم الجيش التركي إلي أذربيجان التي يحكمها (علييف) المحسوب علي الشيعة ونجل زعيم شيوعي سابق كان يحكم نفس البلد .

أبطال السفرديم المستعربين بمعونة الجنود الأتراك ومسيرات بيرقدار التركية استطاعوا أن يقهروا الجيش الأرميني في منطقة (قرة باغ) المتنازع عليها كما أنهم يحرسون المنشآت الإسرائيلية الاستخبارية في أذربيجان خاصة الأهداف النفطية حيث تعتمد إسرائيل بشكل كبير علي واردتها النفطية من اذربيجان. تلك المنابع النفطية تحميها بنادق المجاهدين السفرديم من مستعربي داعش وشمال سوريا.

أنهم في أذربيجان يحمون الشيعة الأذريين ويحمون نفط إسرائيل. وفي الشام يحمون إسرائيل فقط ويطالبون بدم الشيعة علي إعتبار أنهم “قتلوا الكثير من أهل السنة والجماعة” في حروب 2014 وما بعده. وبعضهم يقاتل في غزة مع اليهود ضد الفلسطينيين ويقاتلون ضد مجاهدى الصومال لبناء قاعدة عسكرية إسرائيلية بتمويل الأمارات لتأمين السفن اليهودية في البحر الأحمر.

وتلك هي حروب التحرر الوطني وفرض الديمقراطية الداعشية علي الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد.

 

الحرب علي قدم واحدة

يتفق منظروا الحروب علي أن الحرب تسير علي قدمين وهما القتال والسياسة ويعتبرونها وجهين لعملة واحدة . العرب والمسلمون بشكل عام لم يقتنعوا بتلك الحقيقة وأصروا علي أن الحرب هي القتال فقط .

و كلما حاولوا استخدام القدم السياسي كانوا مثل القعيد الذي يحاول استخدام قدمه الكسيحة في السير، فيسقط . والحروب التي خاضها العرب والمسلمون والتي يمكن للذاكرة أن تطالها كانت من طراز تلك الحروب العرجاء .

وحرب طوفان الأقصى ليست استثناء من ذلك فعلي قدر البطولة العظيمة للمقاتلين في فلسطين وغزة كان أداء القيادة السياسية لحماس بائساً لدرجة مذهلة .

والشهيد إسماعيل هنية كان يزاحم في ضعفه وقلة حيلته الرئيس الشهيد محمد مرسي الذي تولي قيادة مصر لسنة لم يفعل فيها شيء يدل على أنه كان رئيسا لذلك البلد العريق.

وقيادة حماس التي أسمت عملية السابع من أكتوبر باسم طوفان الأقصى نجح الإسرائيليون وحلفائهم من تحويل صفة تلك الحرب من طوفان الأقصى إلي طوفان الأسري اليهود في غزة .

حتي أن طوفان الأقصى غاب عنه تماما اسم الأقصى فكان الأقصى أول ضحية لتلك العملية العظيمة التي لم نستطيع الحفاظ علي مجرد توصيفها الذي وضعناه بأنفسنا بأنها عملية تستهدف الأقصى وليس تحرير بعض عسكر اليهود الأسري .

ومحور المقاومة بقيادة إيران لم يحسن الإمساك بزمام الحرب السياسية سوي بالهتافات التحريضية والتعبوية .

ولكنه ظل تابعا، في ردود أفعاله للخطوات التي تتخذها إسرائيل والولايات المتحدة ولا يتخذ مسارا عسكريا/ سياسياً من صنعه ومبادرته الخاصة .

فكان يسير خلف خطي أعدائة وإذا ضاق عليه الأمر قال نحن سنوافق علي ما توافق عليه حماس، وكأن حركة حماس تعرف ماذا تريد أو ماذا فعلت في السابع من أكتوبر .

لقد كانت حماس مجرد أداة تشغلها قطر حيث أستقر الشهيد أسماعيل هنيه مثل البطة الكسيحة في الدوحة يتحرك قليلا هنا أو هناك ولكن بلا أي طرح سياسي يعبر عن قوة عسكرية حقيقية كالتى لحماس في غزة.

فكان مثل معظم زعماء الحركات الإسلامية مغرما بالبلاغة والكلمات المأثورة التي يرجو أن يحفظها له التاريخ.

استطاعت أمريكا وإسرائيل ردع حماس وجبهة المقاومة عن اتخاذ المسار العسكري الذي يضمن إيقاف الإبادة الجماعية التي تشنها أمريكا علي شعب غزة .

وخافوا من ردة الفعل الأمريكية عليهم إن هم ضربوا المدنيين الإسرائيليين في مقابل المدنيين في غزة. كما خشوا من مجرد التفكيرفى التقدم أرضا صوب الأراضى المحتلة من لبنان أو سوريا. ولم يتبق لهم سوى تقليد سرائيل فى الحرب الصاروخية وحرب المسيرا ت بغير أن يمتلكوا طائرات حديثة أو أنظمة دفاع جوي بكثافة مناسبة.

في الحقيقة إن شعوب جبهة الإسناد رغم أنها افضل بكثير معنويا ونفسيا من باقي شعوب العرب إلا أنهم لم يصلوا إلي درجة إمكان تحمل أعباء وأهوال كالتي يتحملها مسلمو غزة تحت القصف والحصار الأمريكي والأوربي والإسرائيلي .

حتي شعب لبنان لم يستطع تحمل الضربات الإسرائيلية فبدأ يتنمر /علي الأقل بعض القوي السياسية والمليشيات الحزبية/ علي حزب الله وتحمله المسئولية عن الدمار الحادث في لبنان .

فقَبِل الحزب بوقف إطلاق النار مع كل عيوبه وأبرزها أن من يشرف عليه هم أمريكا وفرنسا وإسرائيل ولبنان .

أي أن الطرف المتهم والذي عليه أن يتحمل كل التبعات هو حزب الله فقط. وجَدَت إسرائيل عند ذلك، أن جزءً كبيرا من طاقتها أصبح فائضا عن ضرورة التصدي لأخطار حماس وجبهة الإسناد وحتي لا تترك للعرب فرصة للهدوء أشعلت جبهة أدلب المقدسة حتي يصل السفرديم إلي حكم دمشق وبهذا لا يضيع الوقت سدى بينما هناك فقرة هامة للبرنامج اليهودي يتم العمل عليها في سوريا.

لتحقيق دور إسرائيل في الشرق الأوسط اليهودي الجديد برعاية سفرديم إدلب والجهات السياسية التي بدأت تظهر إلى جانبها في الثوب الأوربي سواء الملابس أو الأطروحات السياسية والفكرية والحديث المنمق عن ثوار “الديمقراطية والتحرر الوطني” لإبهار جماهير العرب بأن السفرديم الزاحفين نحو دمشق وأعوانهم من منظمات سياسية فارغة لديهم الجديد المدهش في عالم السياسة وإقامة الدول بأفكار منتهية الصلاحية عن ديمقراطية ثبت زيفها فى حروب المعسكر الديموقراطى على أفغانستان والعراق.

 

ردع روسيا

الطرق التي تم بها ردع روسيا تعتبر تحفه فنية في عالم السياسة المرافق للحرب والذي يؤدي دوره فيها علي أكمل شكل .

فقد قامت الولايات المتحدة وإسرائيل والإتحاد الأوربي بالضغط علي روسيا إلي أقصي حد حتي حافة الحرب النووية.

إضافة إلي استنزاف اقتصادي لم تشهد له روسيا مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية واضطرت روسيا إلي أن تشير إلي احتمال استخدامها السلاح النووي وعدّلت من عقيدتها النووية بشكل جعل الحرب العالمية الثالثة علي الأبواب بالفعل وأنها ستكون حرب نووية لا أقل .

 

ايران في المعصرة

إيران التي تعاني من ظروف مشابه لظروف روسيا في حرب ضد إسرائيل وجبهتها العربية والعالمية والعقوبات الاقتصادية الفريدة في قسوتها وشمولها.

لمَّحت هي الأخرى إلي إحتمال عسكرة برنامجها النووي. وقدم ترامب طوق نجاة إلي موسكو وخفف من الضغوط النفسية عليها وقال أنه قد يوقف الحرب الأوكرانية في اليوم الأول من تسلمه للرئاسة بمعني أنه سيجبر الرئيس زيلينسكي علي تقديم تنازلات علي الأرض لوقف الحرب في مقابل ان تتوقف روسيا عن شن المعارك علي أوكرانيا.

والأهم هو أن تلتزم روسيا بالتعقل في الشرق الأوسط وجنوب الصحراء الأفريقية ، الموطن المرجح لنفى عرب مصر وشمال أفريقيا لإتاحة مساحة أوسع لإسرائيل الجديدة التى لاحظ ترامب أن مساحتها صغيرة وتحتاج إلى المزيد من أراضى العرب (وليس أمريكا أو أوروبا. وان تشارك روسيا بالحد الأدني في كبح أصدقائها خاصة النظام السوري والجمهورية الإسلامية في إيران. لقبول التصورات اليهودية للشرق الأوسط” الجديد”!!.  

وأن تبتعد تماما عن الموضوع المصري المرشح للإنفجار والثورة الشعبية التي تخيف الجميع وأولهم الشعب المصري نفسه.

وأن تبتعد عن ليبيا والدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى أي أن تتحول روسيا إلي دولة داجنة غير فعالة في النطاق الدولي المحيط بها وأن تساعد الغرب في إغلاق ملف فلسطين نهائيا وأن  تعمل مع الغرب على  إتمام المصالحة العقائدية بين إسرائيل وشعوب العالم العربي المعني بالدفاع عن إسرائيل ويهودية الشرق الأوسط الجديد . أي تتحول شعوب المنطقة من عرب مسلمين إلى سفرديم صهاينة مستعربين على خطى زعران الشام، ثوار” الديموقراطية والتحررالوطنى”!!.

 

بقلم : مصطفي حامد (ابوالوليد المصري)

المصدر : موقع مافا السياسي

www.mafa.world