تصفيات نهاية موسم الجنون الإسرائيلي..تمهيدا لأستقبال موسم الإنتقام

تصفيات نهاية موسم الجنون الإسرائيلي

تمهيدا لأستقبال موسم الإنتقام

الضربات السيبرانية الإسرائيلية التي أصابت أجساد الشعب اللبناني في أول حوادث من نوعها. يمكن تشخيصها علي أنها أحد العمليات النهائية لعصر الجنون الإسرائيلي بمعني أنه ستتلوها عمليات أخري سيبرانية أو تقليدية حتي ينتهي رسمياً فصل الجنون في إسرائيل الذي تميز بغطرسة وجبروت لم يسبق له مثيل ربما في تاريخ الإنسانية كلها.

رئيس الوزراء نتنياهو يتصرف علي أنه الآمر الناهي في كوكب الأرض وكل ما فيه من دول وأنظمة دولية أو إقليمية.

ويمارس العنف كما لم يشهده العالم من قبل مع رغبة مَرَضيَّة في قتل العرب والمسلمين على أنهم كائنات غير بشرية يجب التخلص منها .

يعيش نتنياهو علي التراث اليهودي التاريخي من الأكاذيب والأوهام، والذلة الممزوجة بالاستكبار علي وهم أنهم شعب الله المختار.

جاء في القرآن الكريم أن اليهود سيفسدون في الأرض مرتين. وبالتأكيد نحن نعيش الآن في نهاية أحد تلك الفترات التي وصل فيها الاستعلاء اليهودي إلى غايته (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا).

لقد علا الصهاينة علوا كبيرا ولكن فوق أكتاف الحملة الصليبية التي اعتمدت مشروع إقامة مستعمرة صليبية ترفع العلم اليهودي علي أرض فلسطين، في تطبيق متطور لآخر الحملات الصليبية علي بلاد الشام ومصر خاصة الحملة الصليبية السابعة (648هـ) التي قادها لويس التاسع وحطمها الشعب المصري في دمياط والمنصورة. وهو الشعب الوحيد الذي سجل هذا الانتصار الكبير بالقوة الشعبية وبأقل قدر من عون السلطة الأيوبية الفاسدة. وقبلها فشلت الحملة الصليبية الألمانية المليونية التي قادها إمبراطور ألمانيا وابنه، على بلاد الشام ولم يحققا شيئا يذكر رغم ضخامتها.

لهذا تعتبر الصليبية الأوربية أن شعب مصر هو أكبر أعداء مشروعهم في المنطقة ويعاملونه على هذا الأساس منذ أن باع السادات مصر لإسرائيل بعد حرب 1973 فدمرت مصر في حرب سرية لم تتوقف حتي الآن استعملوا فيها أعلي درجات التكنولوجيا والعلوم النفسية حتي تحول شعب مصر إلي بقايا شعب وعبرة تاريخية للشعوب التي تستسلم للظلم والاستعمار.

نعود إلي الهجوم علي شعب لبنان الذي قتل فيه العشرات وأصيب حوالي  4000 أي ما يزيد عن المصابين في حادث 11 سبتمبر.

أي أن التكنولوجيا قد حلّت محل بغال التحميل وتفوقت عليهم. وهذا خبر سار رغم أن هناك انبعاث كبير في حركة تجنيد بغال التحميل وأرسل المجموعات منهم إلي ساحات حربها العالمية.

بهذا الهجوم السيبراني على لبنان بدأت إسرائيل تصفية مخزونها من بضائع موسم الجنون الصهيوني تمهيدا  لاستقبال موسم عواصف الانتقام التي ستقتلع إسرائيل.

إن هناك إحياء نشر لحركة بغال التحميل المسلحة لتعويض النقص الكبير في القوة البشرية لدي اليهود والصليبية الأوربية وعجزهم عن تلبية مطالب ساحات حروبهم الواسعة في أوكرانيا وفلسطين وإيران ومصر وشمال أفريقيا والقرن الأفريقي لا بد من انبعاث “جهادي” مزوَّر تقوده السلفية الوهابية والافتاء الماسوني الصهيوني الذي يرعاه الجيش الإسرائيلي.

ما تريده إسرائيل الآن تحديدا هو أن تتولي الولايات المتحدة وحلف الناتو تنفيذ خطواتها النهائية الكبرى في المنطقة العربية وفلسطين والتي تتمثل في الإبادة المادية لشعب فلسطين ومقاومته ومحو فكرة المقاومة من أذهان شعب فلسطين والشعوب العربية وجعل ما يحدث في غزة من إبادة أمثولة مرعبة تردع العرب من أن يكونوا عربا أو مسلمين خشية أن يعاقبوا بمثل ما عوقب به شعب غزة، وهكذا قال نتنياهو صراحة.

من أجل تحقيق ذلك وهو شرط ضروري لإقامة هيكل سليمان علي أنقاض المسجد الأقصى وإعلان القدس عاصمة يهودية تحكم العالم حسب الأساطير اليهودية فإن إسرائيل بحاجة لمن يقاتل بدلا عنها ويحميها خلال هذا التحول الرهيب في مصير العرب المهددين بالطرد من منطقتهم أو حرقهم فيها كما يحدث في غزة.

لقد تأسست إسرائيل تحت حماية الجيش البريطاني بعد الحرب العالمية الثانية وحماية باقي الحلفاء خاصة الولايات المتحدة وفي جميع الحروب التي دارت مع العرب كانت قد ضمنت مسبقاً النصر في الحرب مع كفالة أوربية كاملة لسلامة إسرائيل.

وفي حربها ضد غزة الصغيرة لم تتحملها إسرائيل علي الأطلاق وتفككت داخليا وتفككت المؤسسات بعضها عن بعض ولولا أن تدخلت أمريكا مباشرة لسقطت إسرائيل وغادرها السياح اليهود الذين يقيمون فيها بعنوان مواطنين إسرائيليين والشرخ الكبير الذي أصاب إسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى أصاب مستعمراتها العربية الهامة خاصة في مصر والجزيرة العربية وهناك أنباء أن أمريكا تدير هذه المنطقة بشكل مباشر مع خبراء صهاينة في مجالات متعددة ومنهم صهاينة عرب أشد حماساً للصهيونية من اليهود أنفسهم.

لا يمكن لإسرائيل أن تتخيل أن تتصدي منفردة لحزب الله وإيران واليمن. تلك القوى الثلاث لابد من تدميرها بما يضمن عدم تدخلها ضد إسرائيل لعقود طويلة قادمة. فالمطلوب من أمريكا قبل أن تغادر المنطقة وهي سوف تغادرها حتما بعد الانتخابات الأمريكية.

كما أن الاتحاد الأوربي لن يبقي في المنطقة بعد أن ينسحب منها الأمريكي خاصة وأنه قد تورط في أوكرانيا تورطا ً كبيراً في مواجهة الغول الروسي الجريح والغاضب. بفعل المكائد الإسرائيلية وضغوطها علي دول أوروبا حيث أن المشروع الأوكراني ضد روسيا هو استنساخ للمشروع الصهيوني ضد العرب ولأهداف متقاربة للغاية وهو تفكيك روسيا وإضعافها والسيطرة عليها بعد تحويلها إلي كيانات تافهة تستجدي العون اليهودي.

لا تمانع أمريكا وحلف الناتو في توجيه ضربة قاصمة للبنان كلها بما فيها حزب الله ولأيران كلها بمن فيها من إصلاحيين وأصوليين وضربة لليمن كله بما فيه من حوثيين أوعملاء للسعودية والإمارات. ولكن الأمريكان ماطلوا وطلبوا من إسرائيل خلق ذريعة تبرر هذا العدوان الكبير في مثل ذلك الموقف الدولي المتوتر ووجود الأصابع على أجهزة إطلاق الصواريخ النووية في أكثر من مكان.

بذلت إسرائيل أقصي جهد حتى ترتكب إيران ما يبرر عدوان واسع عليها من أمريكا وحلف الناتو، لتحطيم بنيتها الاقتصادية والعلمية والتقنية.

ولكنها لم تنجح حتى الآن بينما الوقت ينفذ بسرعة والانتخابات الأمريكية أضحت على الأبواب.

تعجلت إسرائيل وارتكبت العديد من الأخطاء وظنت أنها قد وضعت إيران في الموضع المحرج الذي يحتم عليها إطلاق النار علي إسرائيل والجبهة المدافعة عنها .

حتي العدوان السيبراني الأخير على حزب الله . أعاد التلاحم المفقود بين الفرقاء اللبنانيين بعد ان كانت البلاد علي شفا حرب أهلية خاصة بعد افتعال إسرائيل فتنة مجدل شمس. كما تأكد وضع حزب الله بوصفه قوة الحماية وضمانة وجود لبنان وبدون قصد حلَّ الهجوم السيبراني الإسرائيلي معضلات لبنانية كانت مستحيلة الحل.

الصبر الإيراني هو الآخر غير عادي رغم ضربات إسرائيلية استفزازية للغاية ومهينة فتولد  رد فعل شعبي داخل إيران لرد الكرامة الوطنية .

اغتيال الزعيم الفلسطيني هنية في إيران كان قمة الاستفزاز الإسرائيلي لطهران حتى تبدأ معركة قبل الانتخابات الأمريكية.

فبعد الانتخابات سيكون الجيش والدولة منهمكان في الحرب الأهلية وليس لديهما وقت لمواصلة لعب  دور الشرطي الفاسد الذي يحكم العالم.

بعد تلك الانتخابات ستجد إسرائيل نفسها منفردة وحيدة بلا دعم خارجي من قوة عظمى ، سوى مشيخات النفط، وأصحاب تعاقدات السلام.

 

التصعيد في الوقت الضائع

ما شاهدناه من ضربة سيبرانية أصابت الشعب اللبناني هو استعراض يائس يعبر عن خيبة أمل شديدة لعدم نجاح خطة إشعال المنطقة بحرب واسعة تتمكن فيها أمريكا وحلف الناتو من تدمير لبنان وإيران واليمن جميعاً.

العدوان السيبراني ليس من المنتظر أن يكون الأخير بل الأغلب هناك اعتداءات قادمة ضد إيران لزيادة الضغط عليها حتى تدخل الحرب قبل انسحاب أمريكا وحلف الناتو من المنطقة وساعتها ستكون غزة وحدها كافية لتأديب إسرائيل كما قالتها طفلة فلسطينية لنتنياهو، في بداية الحرب (نحن سنعلمك الأدب).

يبدو أن هذه الكلمة ستكون أصدق الكلمات التي سمعناها خلال الحرب علي غزة.

ستتعلم إسرائيل الأدب بعد نهاية الفترة القليلة المتبقية علي الانتخابات الأمريكية التي ينتظرها العالم أجمع أكثر مما ينتظرها الأمريكيون انفسهم عندها سيفتتح باب الانتقام في المنطقة العربية والإسلامية كلها التي أهينت مقدساتها وكرامتها علي يد اليهود وكلابهم من العرب الذين ساعدوهم على نهب المنطقة وتدنيس المقدسات في فلسطين وجزيرة العرب.

هذه الأمة لم تمت بعد، لا العرب ولا المسلمين، ولكنهم في حالة إغماء بسبب هجوم متطور شنتة إسرائيل على تلك الشعوب فأصابتها بشلل في التفكير وتوقف في المشاعر وتصدع في العقائد.

ولكنها عوارض زائلة سوف تشفى منها الأمة بعد وقت ليس بطويل.

وستفتح ملفات الانتقام وليس مجرد الرد ولن يخرج اليهود من فلسطين الا بعد أن يدفعوا مقابل الدم الذي سفكوه قطرة مقابل قطرة وبعدها يمكن لهم أن يذهبوا إلي حيث ألقت.

كانوا يريدون أوكرانيا مأوى احتياطيا ليهود إسرائيل وقت الحروب والشدائد ولكنهم هذه المرة لن يجدوا في أوكرانيا غير الغول الروسي الذي يبحث عن ثأره  مع إسرائيل التي أشعلت بلاده بالحرب وأهانوها دوليا.

أما شيخ مشايخ جزيرة العرب طويل العمر ملك بنى اسرائيل (الأمير روتشيلد) فستكون أموال بنوكه في السعودية و المشيخات رصيدا للشعب الفلسطيني لإزالة الأثار الإسرائيلية منها، وإعادة بناء فلسطين من جديد بأيدي الجهاز الهندسي للإعمار في قسَّام غزة.

إذا لم ينجح نتنياهو في توريط إيران وحزب الله في حرب مع الولايات المتحدة قبل موعد الانتخابات الأمريكية فسيكون أفضل الخيارات أمامه هو أن يذهب إلى أكبر ميادين تل أبيب ويشعل النار في نفسه أمام الجمهور .

 

بقلم : مصطفي حامد (ابوالوليد المصري)

المصدر : موقع مافا السياسي

www.mafa.world