اليمن تقصف تل أبيب

اليمن تقصف تل أبيب

قَصَف أبطال اليمن أهداف مدنية في تل أبيب دعما لشعب غزة الذي يتعرض للإبادة منذ حوالي عشرة أشهر .

ومَنْ غير اليمن يمكنه أن يقصف تل أبيب؟ .. لا أحد.. لا عرب لا مسلمون لا جهاديون لا متطرفون لا أبناء صحوة ولا أبناء غفوة ولا أبناء كبوة. الكل مات في غيبوبة إسلامية شاملة فى (اسلام حقيقي) صنعته لهم إسرائيل علي يد من لا يسجدون إلا في مقابر يهود المحرقة. ولا شأن لهم بضحايا غزة بل يُحَمِّلونهم مسئولية ما يحدث. فجمعوا بذلك بين الجبن والحقارة ودناءة النفس.

أبطال اليمن أغلقوا في وجه إسرائيل البحر الأحمر، وميناء أم الرشراش. ويقصفون مع إخوانهم في العراق ميناء حيفا وأهداف إسرائيلية علي البحر الميت وصحراء النقب.

ومع ينالون أوسمة الهجاء والتشنيع من مشايخ “الإسلام الحقيقى” وزعران الجهاد العربي الذي رَحَل أبطاله تاركين الزعران مشتتين في كل مكان. ومات الجهاد وإنقضى زمنه، وتلحقه الآن فريضة الحج الذي لن يستمر طويلا، و قد يكون موسمه القادم هو الأخير علي الأقل بهذه الشاكلة التي رأيناها هذا العام .

قصف اليمن لتل أبيب ولو بطائرة واحدة مسيَّرة فتح باباً جديداً وعميق الأثر بالنسبة لقطاع محدود من المسلمين، قابضون على الجمر، ولكنهم يعبرون عن الأغلبية المقهورة في الأمة الإسلامية.

الهجوم يفتح للإعلام أبواب للكلام الكثير في مواضيع تقنيّة وسياسية لن تنتهي ولن تفيد بشئ. والدرس الأهم هو تلك النظرة الجديدة للدم الفلسطيني المراق في غزة علي أنه دم إنساني وإسلامي وعربي.

وفي جميع الشرائع السماوية والإنسانية فأن القصاص واجب طبيعي وفطري ومقدس .

وقد أستشهد من الفلسطنيين حتي الآن أكثر من 150 ألف إنسان. وما زالوا يتساقطون كل يوم بالعشرات بفعل القنابل وآخرون يمضون بلا ضجيج بفعل الأمراض والجوع أي أن غزة في طريق الفناء بالتدريج نقطة نقطة .

بينما إعلام مصر صاحبه أكبر مسؤولية تجاه غزة يتكلمون عن نقطة الدماء التي سالت من أذن ترامب اثناء محاولة إغتياله. ولا يتكلمون علي انهار الدم التي مازالت تسيل في غزة كل يوم منذ حوالي عشرة أشهر.

عملية اليمن الأخيرة تقول أن ما يسيل في غزة هو دم بينما يتجرعه الإسرائيلون وكأنه بيبسي كولا تنعش أجواء الجدالات السياسية ومظاهرات استعادة ” المختطفين” الذين لا يرون في الدنيا غيرهم.

وبينما القيادات السياسية الفلسطينية خاصة قيادة حماس تري أن هذا الدم مجرد ألوان جذابة لبوسترات دعائية بدون أن تشعر بأنها مسؤولة عن تلك الدماء ولو جزئياً نتيجة قيادتها الفاشلة لتلك الحرب وهي تري في دماء غزة دعاية لها في أوساط الشعوب والعالم ولا تشعر بأنها مطالبة بالثأر لهؤلاء القتلى أو إطعام مليوني جائع يموت منهم العشرات في غزة يوميا. ولا يرى ساسة حماس سوى أنهم ملتزمون أمام معسكر اصدقائهم بالتفاوض المتواصل وإضاعة الوقت. حتى تتم إبادة جميع من في غزة من أهالى ومقاومة. وهكذا تنتهى مشاكل قادة حماس و مشاكل قادة إسرائيل.

نَبَهَنا  هجوم أبطال اليمن إلى أن ما يراق في تراب غزة هو دماء تتطلب الثأر في وقت ما. وأن الإسرائيليون مدينون لنا حتي الآن بأكثر من 20 آف قتيل في غزة وحدها ما عدا شهداء الضفة الغربية وجنوب لبنان.

من صنعاء الإيمان العميد “يحي سريع” في بيانه عن العملية الأخيرة ، جعلنا ندرك أن دماء أهل غزة ليست بيبسي كولا كما يعتقد الإسرائيليون وليست بوسترات دعائية كما يتعامل معها قادة حماس بل هي دماء تستدعي الثأر كما يفهما الملايين من أبناء العرب والمسلمين القادمين علي الطريق. إنه طريق آخر ليس كهذا الطريق الذي نسير عليه الآن. ولكنه طريق أجيال تفهم الإسلام والعالم بشكل أفضل وتمارس الجهاد بالطرق الصحيحة وتتعامل مع الأعداء بمنطق العين بالعين والسن بالسن والجروحات قصاص. وهذا شيء حتمي ومرهون بالزمن.

… وعسي أن يكون قريبا .

فنقطة الدم تنادي بالثار من مسيرة ألف عام. فإلى أين سيذهبون؟؟.

 

بقلم : مصطفي حامد (ابوالوليد المصري)

المصدر : موقع مافا السياسي

www.mafa.world

اليمن تقصف تل أبيب