الحملة الصهيونية القادمة ستكون على مصر أولا. ثم العالم العربي ما عدا محور القاومة
الحملة الصهيونية
القادمة ستكون على مصر أولا. ثم العالم العربي
ما عدا محور القاومة
تهدد إسرائيل بشكل متزايد بشن حرب شاملة ضد لبنان لإقتلاع حزب الله من الجنوب حتي تتمكن من إعادة سكان شمال إسرائيل إلي مستعمراتهم .
هكذا هو الهدف المعلن الذي يردده نتنياهو وعصابته في تل أبيب . وزاد هذه المرة أن شاركت الولايات المتحدة وحلف الناتو في التهويل العسكري والنفسي علي لبنان .
وقاموا بالفعل بتحركات عسكرية كبيرة شبه علنية بقطع بحرية جديدة ونقلوا طائرات إلى عدد من دول قريبة من شواطئ الشام إضافة إلي القواعد القديمة الموجودة في تركيا ومنطقة الخليج النفطي والأردن ومصر وجزر عديدة في البحر الأبيض .
أنها مناورة عسكرية كبيرة الهدف منها إن توهم حزب الله أن الحرب قادمة هذه المرة وأن التهديد حقيقي .
فأعتقد كثيرون بصحة هذا التهديد الذي سبقه بعدّة أشهر تهويل مماثل بقرب نشوب حرب عالمية ثالثة تدمر العالم كله.
بالطبع لم تحدث الحرب العالمية ثالثة لسبب بسيط هو أنه بدون العالم كيف سيعيش اليهود بدون حمير يركبونها كما يصفون شعوب العالم في كتبهم المقدسة.
اليهود مازالوا يحتاجون العالم لهذا لا يبيدونه. وبالمثل نقول أن الصهيونية العالمية مازالت بحاجة إلي إسرائيل وأي حرب ضد لبنان حتي لو بقيت محصورة في لبنان فقط. ستؤدى إلى زوال إسرائيل الحالية.
رغم أن كثيرين يعتقدون أن الحملة الكبرى ستطال سوريا والعراق وإيران واليمن أي كل الذين حملوا السلاح ضد إسرائيل تضامنا مع غزة وفلسطين والأقصي .
علي أي حال فإن حرب شاملة ضد لبنان سوف تؤدي إلي نهاية إسرائيل وبذلك ينتهي المشروع الصهيوني الذي استغرق مئات السنين وبذلت فيه أموال لا حصر لها و حروب عالمية ومحلية.
هدد المتطرفون في إسرائيل في الأيام الأولي لحربهم على غزة بأنهم سوف يبيدونها بالسلاح النووي التكتيكي .
ذلك لأنهم ضامنون أن القيادة السياسية لحماس واقعة تحت السيطرة داخل القفص الذهبي في الدوحة وأن هنية لن يغادر المعسكر الغربي ولو للحظة واحدة. حتي أمريكا التي تبيد شعبه في غزة يعتبرها وسيطا. كان صهاينة تل أبيب واثقون قبل البداية أن حماس لن تصيب مفاعل ديمونة النووي في صحراء النقب بخدش واحد رغم آلاف الصواريخ التي انطلقت من غزة ضد المستعمرات الإسرائيلية التي لا تأثير لها في الحرب أو الاقتصاد .
ولكن مع حزب الله فالأمر سيختلف ، فما أن ركزت اسرائيل دعايتها علي موضوع الحرب الشاملة ضد لبنان حتي أخرج لهم السيد نصر الله ما سجلته مٌسَيَّرة الهدهد (طائرة استطلاع متطورة تابعة لحزب الله ) .
وقد سجلت أهم المفاصل الاقتصادية والعسكرية لدي إسرائيل وذَكّرَهم الأمين العام لحزب الله لبنان الصواريخ التي يمتلكها الحزب قادرة علي إصابة تلك الأهداف في البر والبحر وإحراقها جميعا. بما يعني إعادة إسرائيل إلي العصر الحجري حرفيا. ليس هذا فقط بل أن أي ساذج يشتغل في السياسة في هذا العالم يدرك أن التوسع الجنوني في الحروب التي شنتها أمريكا من أفغانستان إلى العراق وأوكرانيا ثم غزة قد ساعدت علي انفلات الأسلحة المتطورة في أرجاء العالم ووصولها إلي أيدي كثيرة غير مرغوب فيها أمريكيا، و غير صديقة لإسرائيل .
و نشاهد بشكل يومي الصواريخ المتطورة الدقيقة التي يستخدمها مجاهدو اليمن ضد القطع البحرية الأمريكية . وظهرت أسلحة كثيرة في أيدي حركات المقاومة والحركات الجهادية. أسلحة مثل الصواريخ والطائرات المسيرة . ليس فقط استخدامها بل أيضا تصنيعها .
لهذا فمن السذاجة أن يتصور أي أحد أن السلاح النووي لم يتسرب هو الآخر إلي نفس الجهات المعادية لأمريكا وإسرائيل .
فالسلاح النووي قد إنفلت زمامه منذ سقوط الإتحاد السوفيتي في بداية تسعينات القرن الماضي رغم المجهودات الجبارة التي بذلتها الولايات المتحدة والدول الغربية لمنع تسرب تلك الأسلحة بل والتحفظ علي العلماء والفنيين السوفييت. ولكن صاحب الحاجة يسعي اليها أيضا ومن جَدَّ وجَد .وقد كان كثيرون جادون بالفعل.
استخدام النووي التكتيكي بات خيارا موجودا باستمرار أمام قادة إسرائيل علي طاولة القرارات. ولكنهم يدركون أنهم ليسوا الوحيدين الذين لديهم خيار نووي تكتيكي أو إستراتيجي وبالتالي فإن الخيار النووي مستبعد في حرب لبنان وستظل أي حرب قادمة في لبنان تحت سقف التسليح التقليدي وإسرائيل التي فشلت حتي الآن لمدة تسع أشهر في إخضاع المجاهدين في قطاع غزة المحاصرين والجائعين لن يستطيعوا قياس ما حدث لهم في غزة بما ينتظرهم لهم في لبنان .
انتخابات إيران والملف النووي
فاز مؤقتا المرشح “المعتدل” في الانتخابات الرئاسية الإيرانية علي المرشح الأصولي فتأجلت النتائج النهائية إلى ما بعد جولة إعادة بعد أيام .
ومعروف أن التيار الإصلاحي وضع إيران في أسوأ المواقف بسبب طريقة تعاطيه مع البرنامج النووي. سعيا منه للتقارب مع المعسكر الغربي إقتصاديا وسياسياً .
ولكن طبيعة الشعب الإيراني ونظامه الأصولي لم يمكنوا التيار الإصلاحي من اتمام مشروعه. ولكنه قدم للغرب تسهيلات كبيرة في مجال مراقبة البرنامج النووي فوجدت إيران نفسها تحت ضغوط غربية لا ترحم من العقوبات الاقتصادية والتشهير السياسي .
هذه المرة ، إذا تمكن الإصلاحيون من العودة إلى الحكم، ربما كان دورهم أفضل من التيار الأصولي في فك مشاكل مستعصية في البرنامج النووي وإجراء مناورة استراتيجية تعود بالنفع الاقتصادي والسياسي علي إيران والمنطقة. فالقطاع السياسي الأصولي يبدو أنه قد استنفذ قدرته على الابتكار، وبدأ يكرر نفسه بلا ملل.
وربما تخفف تلك المناورة من قلق الشعب الإيراني من توجهات التيار الإصلاحي إزاء الغرب في معالجة الملف النووي، والإقتصادي عموما.
سبب قوة الإصلاحيين في الملف النووي أنهم من صُنَّاع الأزمة النووية وإن الدول الغربية سترحب بفتح الملف النووي معهم وليس الأصوليين .
وسيأخذون كلامهم بجدية، طمعا في دعمهم داخليا. وتهميش الأصوليين وبالتالي أضعاف محور المقاومة وتخفيف أو إيقاف دعم إيران له.
وبالتالي قد يتحسن الوضع الاقتصادي في إيران كثيرا بعد أن تخفف من التزاماتها الأخلاقية والدينية تجاه فلسطين والمقاومة. وأن يستبدل النظام الاصولية بالبرجماتية .
علي سبيل المثال يمكن للإصلاحيين أن يبدأوا مع الغرب بموضوعهم المفضل وهو الملف النووي، وفتح هذا الملف من جديد بما قد يؤدي إلي تحسين الوضع داخل إيران وبالتالي صعود شعبية الإصلاحيين، ويعود التعاون والثقة بين الأصلاحيين والغرب .
وأن يبدأ الأصلاحيون عهدهم الجديد بفتح الملف النووي مع الغرب بإستعدادهم لتقديم “تنازلات مؤلمة” حسب التعبير الإسرائيلي المفضل.
من تلك التنازلات: تخفيف نسبة تخصيب اليورانيوم إلي أن يعود إلي مستواه الأول وهو 5% بينما هو الآن في حدود 70% وذلك علي شرط أن تقدم أمريكا ضمانة مالية تودعها في البنك المركزي لإيران أو يودعها نيابة عنها أصدقاؤها العرب النفطيون . لضمان عدم الإنسحاب من الإتفاق الجديد.
وذلك بمعدل مليار دولار مقابل تخفيض 1% من نسبة التخصيب الحالي وصولا إلي نسبة 5%.
هذا المبلغ تتم مصادرته إذا خرجت أمريكا مرة أخري من الاتفاق أو رفضت تنفيذ بعض شروطه، وفى مقدمتها رفع جميع العقوبات الاقتصادية عن إيران بما فيها العقوبات على الصناعات العسكرية والفضائية، وتجميد الأرصدة .
ومثل وقف الحرب في غزة فورا وفتح إمدادات الدواء والغذاء لسكان القطاع المحاصر قبل بدء البحث في الملف النووي.
يكفي إيران أن يكون برنامجها النووي مخصصا لتدريب العلماء والمهندسين وأن تدخل مع روسيا في برنامج نووي علمي/ دفاعي لتعويض العجز الحادث نتيجة الاتفاق النووي الجديد. بينما إسرائيل وبرنامجها النووى الذى لاتتوف عن تهديد المنطقة بقنابله. مازالت خارج الإشراف الدولي ولم توَّقع الإتفاقية الدولية لمنع الإنتشار النووي.
أولا : تودع إيران المواد المشعة المتوفرة لديها في مخازن تستأجرها في روسيا وتستردها عند الحاجة .
ثانيا : تتبادل إقامة القواعد النووية بين البلدين بأن تقيم روسيا قاعدة نووية أو أكثر في إيران وتقيم إيران قاعدة نووية أو أكثر فى روسيا. تكون الصواريخ فيها إيرانية الصنع والرؤوس النووية روسية الصنع. وأن يكون ذلك مشروطا بتعاون بين البلدين في أي حرب نووية قد تحدث مستقبلاً ويكون السلاح النووي تحت قيادة مشتركة لتقرير جدوى استخدامه و واقعيته.
تمسكت إسرائيل وضغطت علي أمريكا كي تضم البرنامج الصاروخي الإيراني إلي المحظورات بمعني أن توقف إيران برنامجها الصاروخي. فتبقى بلا دفاعات ذات قيمة. أي منزوعة السلاح عمليا في مقابلة إسرائيل وتحالفها العربي في الخليج.
يمكن لإيران أن تعوض ذلك النقص في حال وافقت علي اتفاق جديد يستلزم تلك التنازلات المؤلمة، بأن تقيم برنامجا لتطوير الصواريخ في مصانع علي الحدود مع أفغانستان ضمن مشروع دفاعي تكنولوجي مشترك يمكن أن تشارك فيه دول آخري صديقة مثل اليمن والعراق والجزائر وروسيا والصين ويعرض إنتاج المشروع للتسويق علي نطاق دولي للدول الراغبة في شراء أنواع تلك الصواريخ البرية والبحرية والجوية .
كل ما سبق لا ينفى أن إسرائيل وأمريكا تجهزان لحرب جديدة واسعة في المنطقة العربية ولكنها حرب لن تطال من حملوا السلاح ضد إسرائيل ذلك لأن كل من حمل السلاح أو معظمهم يضعون في مخازنهم بعض المفاجآت التكتيكية النووية. وهم كمحاربين يمتلكون قرارهم وليسوا في أقفاص ذهبية في دول خليجية. فإنهم سوف يستخدمون كل طاقتهم وما لديهم من أمكانيات لردع العدوان الإسرائيلي الأوروبي على بلادهم.
وأن جميع التكتيكات النووية الصغيرة ، مع أسوأ الردود سوف تنصب علي رأس إسرائيل ناهيك عن مفاعلها النووي في ديمونة ، الذى قد يكون أول انفجار نووي في تلك الحرب بفعل صواريخ المقاومة .
أما الحرب التي تجهز لها أمريكا وقد شحنت لها كل ما يلزم من معدات وذخائر تحت ستار الدفاع عن إسرائيل ومساعدتها للدفاع عن نفسها .
وهم علي الأغلب لن يبدأوا حملتهم من لبنان ولكن سيبدأونها من غزة وصولاً إلي جبل طارق، شعوب وتلك المنطقة العربية لا تحمل السلاح في ما عدا ليبيا وتلك الشعوب ليس لديها النيه في أن تقاتل سوى بعضها البعض.
خاصة الشعب المصري الذي استسلم بالكامل لمصيره ويمارس تعذيب نفسه بقيوله المُذِل للهوان الذى يمارس عليه بلا حدود. إنه يعاقب نفسه في الحقيقة .
ولكن ذلك لا يمنع أنه علي وشك الاستيقاظ من إغماءته الطويلة .
إن هدف أمريكا وإسرائيل هو إخضاع العالم العربي بتكسير رأسه في مصر. قبل أن يستيقظ ويسترد زمام أموره بنفسه ويفرض العدالة التي يريدها والكرامة التي يستحقها والحرية التي لم ينل منها شيئا منذ قرون، لقد طفح الكيل بالعرب وكاد القيد أن ينكسر .