الحج في ظلال بنوك روتشيلد (1و2)
مقدمة الموضوع
التاريخ لا يفيد والواقع لا يرحم
حجاج مصر تحت العناية المركزة لأنظمة الجور منذ الإنقلاب الأيوبي إلي إنقلاب السيسي .
انتهى موسم الحج لهذا العام منذ أسابيع قليلة ومضي معه عيد الأضحي الذي قتل فيه حوالى 2000 من الحجاج معظمهم مصريين. وما لبث أن أظلنا عيد آخر هو عيد انقلاب السيسي علي مرسي أي انقلاب الخائن علي الفاشل. وكأن التاريخ لا يتحرك من مكانه والمصريون وضعهم الاستعبادي المذري ثابت في جميع العهود. من طوفان نوح إلى طوفان الأقصى.
الحاكم المقدس طبقا لفتاوي فقهاء السلاطين يقتل منهم ما يشاء ويتلاعب بمصائرهم كما يحلو له .
صلاح الدين أطلق عليهم وزيرة قراقوش ليخصى منهم الفقراء غير قادرين علي دفع الإتاوة لدخول إلي الأرض المقدسة للحج. وصاحب الديار المقدسة الأمير منشارالدين (محمد بن سلمان) أطلق عليهم ذئاب الإغتيال من المستعربين اليهود ومرتزقة دحلان فقتلوا أكثر من 1300 حاج مصري من الفقراء وأتهموا الشمس بارتكاب الجريمة .
وفي جميع العصور التي مضت والتي سوف تأتي فإن المصريين متهمون بميلهم الشديد إلي العدالة الغائبة عن بلادهم و منذ آلاف السنين ويعتبرون العدل والدين شيء واحد فلا عدالة بدون دين ولا دين بدون عدالة. وفى هذا سبب لعشقهم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
لهذا فترت عزيمتهم الدينية بعد أن اكتشفوا زيف الزعمات الدينية التي قادتهم لقرون ولم يكونوا سوي مدافعين عن الظالم والظالمين ولكن باسم الدين و كانوا شركاء في إقتسام الغنائم.
المصريون مظاليم التاريخ
جنود العدالة وفاتحي القدس
الأحاديث النبوية الصحيحة المذاع منها والمحجوب عمدا، تشير إلي أن المصريين سيكونون جنوداً للمهدي عند ظهوره لفرض العدل وتقويض الظلم في العالم وأنهم سيكونون الفاتحين لبيت المقدس وأوائل الحجاج المبايعين للمهدى بين الركن والمقام عند بيت الله الحرام.
تلك البشارات هي التي تقف وراء اضطهاد المصريين علي مر العصور الإسلامية منذ نجاح انقلاب يزيد علي الحكم بالشورى وتحويله إلي حكم قيصري وراثي مستبد محارب للدين و للرسول، وأولها وصاياه لحكام مصر. وعلي نهج الطاغية يزيد واصل الحاكام الظالمين اضطهاد شعب مصر حتى وصل الأمر إلى معاقبة الحجاج المصريين بالإخصاء في عصر صلاح الدين الايوبي. وصولا إلي إغتيالهم هذا العام في عهد الأمير منشارالدين (محمد بن سلمان).
ولأجل إيقاف هذا الظلم يجب تحرير الكعبة من جيوش السلطات الطاغوتيه ومن عصابات اليهود والمرتزقة المنتشرين بين الحجاج لأصطياد المصريين، وأي مسلم معارض يمكن أن يجهر بما أراده الله من عدل وإنصاف للمظلومين .
الحج في ظلال بنوك روتشيلد (1)
حيث تتحول المناسك الدينية إلي جزء من السياحة العالمية فلا تربط بأي مفهوم سياسي أو ديني ، سوى مفهوم تحقيق الربح متجاوزة “المفاهيم القديمة” مثل الدين والوطن والقومية التي تعود إلى زمن سابق على اختراع اليهود لنظام الليبرالية الجديدة.
وفي الأيام الحارة مثل الأيام التي شهدها موسم الحج هناك العشرات من شواطئ العراة التي تحيط بالجزيرة المقدسة، مفتوحة لأتباع كافة ديانات العالم وجنسياته طبقا لشروط أرقي الشركات السياحية الإسرائيلية .
الجيوش وأجهزة الأمن والقضاء والسجون والإعلام ووعاظ المساجد ونجوم الإفتاء وجبال من كتب الإفتاء القديمة التي فيها كل ما يلزم الليبرالية الجديدة رغم فارق العمر بين الأثنين. كل تلك الحشود من الأسلحة النارية والفكرية والعقائدية مُسَخَرَة لخدمة وحماية مصالح الشركات السياحة الدينية العاملة في موسم الحج ، وخدمة السادة روتشيلد وابتغاء مرضاتهم.
لقد قتل في هذا الموسم عدة آلاف من الحجاج أكثرهم من المصريين وقد تكتمت السعودية علي أرقام القتلى وسبب وفاتهم ووجهت الإتهام إلي الشمس. في إنتظار تقديمها للمحكمة الشرعية السعودية. فهذا أسهل من توجيه اتهام جنائي إلي إسرائيل أو مجرد توجيه إشارة عتاب إلي روتشيلد ومجموعاته المالية.
السلطات السعودية في عذر أقبح من الذنب: الذين ماتوا من ضربة الشمس لم يدفعوا الرسوم اللازمة لدخولهم الي المناطق المكيفة والحصول علي الماء البارد. (أى لم يدفعوا للشركات السياحة ما يكفى من المال لإبقائهم أحياء فلكل شئ ثمن ).
مذبحة حجاج مصر كانت معدة سلفا قبل موسم الحج بأشهر و شركات الحج سيئة السمعة كانت طرفا أساسيا فى الترتيب للمجزرة وكانت بالطبع عملا سرياً لا يخفى عن الأمن المصري الذي لا تغيب عنه غائبة في أرض مصر ولا سمائها .
تلك العسكرة للحرم والمناسك هو تدنيس مهين لعقائد ملايين المسلمين لن يكون مقبولا بعد الآن . فالإسلام لا يمكن القضاء عليه بأى تحالف دولى يقيمه صهاينة روتشيلد. فالمهدي المنتظر هو جزء من القدر الذي لا يمكن إيقافه بأي قوة بشرية.
موسم الحج الذي إنتهي منذ أسابيع قليلة شهد تطورا نوعيا بالنسبة لما سبقه .
فمنذ أن وصل النظام الترفيهي الجديد إلي المملكة وفرض ديانة الترفيه كبديل عن الإسلام. وخدم مجموعة بنوك روتشيلد ، لتصبح حاكما فعليا لجزيرة العرب ومسيطرة علي الاقتصاد والسياسة والدين في آن واحد وربط ذلك بما يجري في فلسطين من إبادة وترحيل جماعي للشعب الفلسطيني وترسيخ مناخ سياسي ونفسي ملائم لقبول المسلمين لهدم المسجد الأقصى وجعل فلسطين بلدا خالصا لليهود فقط .
هذا البرنامج العالمي الأعظم الذي تموله وتبناه البنوك اليهودية برمزها الكبير روتشيلد ، هو أحد التطبيقات النموذجية لنظام الليبرالية الجديدة التي توصلت اليه البنوك اليهودية لإدارة العالم بشعار الليبرالية الجديدة التي تعني سيطرة الشركات العظمي العابرة للقارات علي اقتصاد العالم .
وتكون الجيوش المحلية للدول التافهة مجرد حارس محلي لتلك الشركات في بلدانها الصغيرة من دول العالم الثالث والثاني .
أما الأحلاف العظمي مثل حلف الناتو والتحالفات الطارئة التي تنشئها أمريكا علي عجل لغزو دولة ما مثل العراق أو أفغانستان .
هذه أيضا تقوم بدور أكبر قليلا من حدود دولة صغيرة لتستولي على الموارد والأسواق وتؤمن طرقاً تجارية كما فعلت مع تجارة الهيروين التي انطلقت بها أمريكا والناتو من أفغانستان إلي دول العالم بالطائرات والأساطيل البحرية.
أما إذا تعرضت إسرائيل نفسها للخطر وذلك هو المحظور الأكبر في العالم ، وقتها تتحرك أمريكا وأوروبا بقواتهم العسكرية فتتحرك جميع أقزام العالم خلفهم لحماية إسرائيل كما حدث في عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2024 .
وما زال الاستنفار قائما لحماية إسرائيل والبرنامج الصهيوني في المنطقة العربية ومنع شعوب المنطقة من نيل حريتها واستقلالها، والتخلص من الأنظمة العميلة التي تحكمها .
تجهز إسرائيل لتقود حربا عالمية علي المنطقة العربية ولا تفصح عن الاتجاه الحقيقي للهجوم. إنها تدرك استحالة الهجوم علي لبنان وإيران أو اليمن والعراق .
لأن محور المقاومة لدية قدرات غير تقليدية علي الرد وغير متوقعة وقادرة علي إلغاء المشروع الإسرائيلي من أساسه بإلغاء إسرائيل نفسها من الوجود.
قلنا في مقال سابق/ ربما أنه لم ينشر نتيجة لهجمات الألكترونية علي الموقع ، بأن محور المقاومة لن يكون ضمن أهداف الهجوم الدولي القادم والذي سوف يكتسح كل من لم يرفع السلاح من العرب ضد إسرائيل كي يحموا نظامه يضمنوا خضوعه إلي الأبد داخل إطار الشرق الأوسط الإسرائيلي الجديد .
الحج في ظل الليبرالية الجديدة
حج هذا العام كان واضحا في تطبيقة لمبادئ الليبرالية الجديدة في مجال “السياحة الدينية” كأحد أفرع النشاط الاقتصادي المربح ماليا وعقائديا.
حيث تتحول المناسك الدينية إلي جزء من السياحة العالمية فلا تربط بأي مفهوم سياسي أو ديني ، سوى مفهوم تحقيق الربح متجاوزة “المفاهيم القديمة” مثل الدين والوطن والقومية التي تعود إلى زمن سابق على اختراع اليهود لنظام الليبرالية الجديدة، فيكون للجميع الحق في زيارة الأماكن الدينية في أي وقت ومهما كانت ديانتهم أو جنسيتهم أو الخلافات السياسية بين بلاد العميل السياحي وبين البلد الذى يزوره.
المهم هو أن يدفع الرسوم المطلوبة للشركات ويلتزم بالبرنامج السياحي المحدد له والذي يشمل زيارة مواقع دينية ومواقع للترفيه الحديث التي أصبحت السعودية أحد معالمه في حفلات مشتركة للفسق والفجور وتناول الخمور والمخدرات بجميع أنواعها.
وفي الأيام الحارة مثل الأيام التي شهدها موسم الحج هناك العشرات من شواطئ العراة التي تحيط بالجزيرة المقدسة، مفتوحة لأتباع كافة ديانات العالم وجنسياته طبقا لشروط أرقي الشركات السياحية الإسرائيلية .
جيش المملكة يحمى السياحة الصهيونية
الجيش السعودي يحمي مصالح شركات السياحه الدينية وكما هي القاعدة في النظام الليبرالي الجديد فإن الجيوش وأجهزة الأمن والقضاء والسجون والأعلام و وعاظ المساجد ونجوم الإفتاء وجبال من كتب الإفتاء القديمة التي فيها كل ما يلزم الليبرالية الجديدة رغم فارق العمر بين الأثنين. كل تلك الحشود من الأسلحة النارية والفكرية والعقائدية مُسَخَرَة لخدمة وحماية مصالح الشركات السياحة الدينية العاملة في موسم الحج، وخدمة السادة روتشيلدو ابتغاء مرضاتهم.
وهذا يفسر جزئياً من جانب إقتصادي سبب العسكرة الجنونية التي شهدها موسم الحج هذا العام ، بحيث يصعب أن تجد مكاناً لا تشاهد فيه الزي العسكري .
أما داخل الحرم المكي نفسه فالزِي العسكري موجود ولكنه قليل حيث أن السيادة الأمنية هي لأجهزة الأمن السري السعودي بألبستها الوطنية أو ملابس الإحرام .
ولكن بكثافة أعلي بكثير من كثافة الجنود العسكريين في الشارع حيث الهدف الأساسي من ناحية دينية هو حصار الكعبة نفسها ومنع أي تحرك “مشبوه” حولها خاصة وأن اليهود تابعوا بعنف ودقة في العراق، كل ما يمت بصِلَة إلى المهدي المنتظر سواء مكتوب أو مروي. ونبشوا قبور آل البيت وذرياتهم وحللوا الحمض النووي لمن فيه. وأجروا تحقيقات مطولة مع علماء دين ومعمرين كبار السن ومشايخ قبائل حول نفس الموضوع، وأصبحوا علي دراية تامة بتفاصيل ما ورد في روايات الشيعة بوجه خاص لأن المهدي هو الوصي الثاني عشر الذي ينتظرونه كي يحكم العالم ويملأه قسطا وعدلاً بعد أن ملئ ظلما وجورا وهذا معناه إزاحة اليهود عن قيادة العالم واستبدالهم بقيادة إسلامية انسانية تدير العالم بمبادئ وإرشادات سماوية مباشرة .
هذا حلم لدي الشيعة وكثير من المسلمين السُنّة. ولكنه كابوس يؤرق اليهود ، لهذا يترقبون وصول المهدي لأخذ البيعة من الناس بين الركن والمقام بالقرب من الكعبة .
فنشروا آلاف الجنود والجواسيس والقَتَلَة المحترفين من اليهود والدحالنة (أتباع محمد دحلان) وشركات مرتزقة ابن زايد) الذين أرتكبوا بالفعل عشرات الجرائم القتل في موسم الحج كما سيأتي ذكره، ونسبوا كل جرائمهم إلي ضربة الشمس ، وكأن الشمس أصبحت أداة اغتيال في يد اليهود .
لقد قتل في هذا الموسم عدة آلاف من الحجاج أكثرهم من المصريين وقد تكتمت السعودية علي أرقام القتلى وسبب وفاتهم ووجهت الإتهام إلي الشمس. في إنتظار تقديمها للمحكمة الشرعية السعودية. فهذا أسهل من توجيه أتهام جنائي إلي إسرائيل أو مجرد توجيه إشارة عتاب إلي روتشيلد ومجموعاته المالية.
الموت للفقراء حتى في الأرض المقدسة
الملاحظة الجديرة بالتدقيق هنا هو أن معظم القتلى هم من المصريين الفقراء الذين ظنوا أنهم يتحايلون علي شركات السياحة الكبرى بواسطة شركات أصغر قدمت لهم الحج بربع التكاليف التي تقدمها الشركات القوية!! .وكان ذلك استدراجا لهم نحو كمين (مجزرة الحجاج السيياحيين).
وكانت تلك لعبة مرتبة مع السلطات السعودية حتي يتم إبعاد الإتهام عن السعودية وإسرائيل وأن تتوجه إنظار المسلمين/ هذا إذا كان لديهم نظر/ صوب بعض المسئوولين الفاسدين في شركات مصرية للسياحة سيعاقبون على الطريقة المصرية (أو كما يقول الفلاحون فى مصر يعاقبونهم كما تعاقب الراقصة حمارها) .
قالت السلطات السعودية في عذر أقبح من الذنب: الذين ماتوا من ضربة الشمس لم يدفعوا الرسوم اللازمة لدخولهم الي المناطق المكيفة والحصول علي الماء البارد . (أى لم يدفعوا للشركات السياحة مايكفى من المال لإبقائهم أحياء فلكل شئ ثمن ).
وهذا يثبت أن كفار الجاهلية كانوا أكثر رحمة وشهامة من حكام السعودية وشركات السياحة اليهودية، التي تنظم عملية الحج والزيارة للمسلمين إلى المدينة ومكة، كما تنظم برامج الترفيه التي حولت السعودية إلي أهم قلاع الفجور العالمية.
لقد كانت سقاية الحجيج وإطعامهم. ويتفاخرون بخدمة زوارالبيت الحرام. بينما الآن يموت الآلاف عطشا وجوعاً لأنهم لا يملكون المال وهذا لم يحدث لأول مرة خلال العهود الإسلامية وسوف نقص كيف عاقب النظام الأيوبي في مصر الحجاج الفقراء بما هو أقسي من تركهم يموتون جوعا وعطشا في مناسك الحج المقدسة. فلم يكن سيسمح لهم أصلا بالدخول ولكنه كان أذكي كثيرا من “منشار الدين” المعاصر، إذ أن محرر القدس سارع بإلغاء العقوبة والمكس المفروض على الحجاج. مظهرا نفسه ملاك رحمة قبل أن يكتشف أحد أنه هو الذي وضع القانون وأن رجاله يقومون بتنفيذه بإشراف وزيره الباطش (قراقوش).
يتبقي سؤال آخر هو : لماذا ركز روتشيلد وخادمه منشارالدين(محمد بن سلمان) في أول مواسم الحج الليبرالي الجديد علي إبادة المصريين تحديدا فقتل منهم الآلاف؟؟ .
مذبحة حجاج مصر كانت معدة سلفا قبل موسم الحج بأشهر و شركات الحج سيئة السمعة كانت طرفا أساسيا فى الترتيب للمجزرة وكانت بالطبع عملا سرياً لا يخفى عن الأمن المصري الذي لا تغيب عنه غائبة في أرض مصر ولا سمائها .
فقراء حجاج مصر هم الطرف الثاني الذي يكمل عمل المهدي المنتظر حسب الروايات المشهورة لدي المسلمين ، التي تقول أن المهدي يجلس بين الركن والمقام ويبايع الناس علي أن يحكمهم بالعدل ويرفع عنهم الظلم فيبايعه المصريون ويكونون هم خلصاء جنوده وقادة جيشه الذين يعتمد عليهم في تحركه التالي وثورته الشاملة.
هذا يعني ان المهدي مع فقراء الحجاج المصريين سيشكلون تحركاً واحداً هو فيه القائد والمرشد. والمصريون هم القوة الضاربة وقادة الجيش الذى يفتح القدس.
فتوجهت ضربة روتشيلد والليبرالية الجديدة في السعودية في اتجاهين واحد موجه للمهدي لمنع جلوسه في الكعبة لطلب البيعة من المسلمين فحاصروا الكعبة وملأوا الحرم المكي بالشرطة والجواسيس والمجرمين ، ومجموعات القتلة .
والطرف الثاني المستهدف من المؤامرة هم الحجاج المصريين لإغتيالهم أينما ظفروا بهم في زحام الطرقات والمناسك ، فكانت مجازر سجل الناس بعضها بهواتفهم المحمولة وأفادوا أن السلطات السعودية لم تتحرك بفعل أي شي حتي الجهاز الطبي قالوا أننا مشغولون ولدينا مئات الحالات من الحجاج المرضي ولانستطيع إستقبال المزيد.
أما الشرطة الرسمية فقالت بصراحة لا شأن لنا بالموضوع. أما المخابرات التي تملأ كل ركن في الشوارع والمشاعر المقدسة فلم يظهر لهم أثر .
علي أي حال انتشرت بين الحجاج مشاعر بالاستياء والمهانة لإسخفاف الشركات والدوائر الرسمية، بعقائدهم ومشاعرهم الدينية .
لهذا فمن المتوقع أن يكون موسم الحج الذي مضي هو آخر موسم يمر بسلام علي شركات الليبرالية الجديدة التي باتت تشرف علي مناسك المسلمين وشعائرهم تحت رعاية مسلحة من الدولة وشركات الأمن الدولية والمتعاقدين اليهود.
أن تلك العسكرة للحرم والمناسك هو تدنيس مهين لعقائد ملايين المسلمين لن يكون مقبولا بعد الآن . فالإسلام لا يمكن القضاء عليه بأى تحالف دولى يقيمه صهاينة روتشيلد. فالمهدي المنتظر هو جزء من القدر الذي لا يمكن إيقافه بأي قوة بشرية (والله غالب علي أمره).
الحج في ظلال بنوك روتشيلد (2)
سلامتك ياحاج
(صلاح الدين الأيوبي أنقذ رجولة حجاج مصر)
واجه صلاح الدين الأيوبي الكثير من المشكلات في مصر بعد إقامة دولته على أنقاض الدولة الفاطمية التي حكمت مصر لأكثر من قرنين.
أخطر المشكلات كانت تتعلق بشرعية الحكم كما سنري في مواضع لاحقة.. التى واجهت الأيوبيين ثم المماليك في بعدهم، من قوى اجتماعية مثلت مصر ورفضت تلك التحولات الخالية من الشرعية الدينية فاعتمد الأيوبيون مثل من سبقوهم علي السيف كوسيلة لاكتساب الشرعية، سواء بالفتوحات الخارجية أو قمع الثورات الداخلية. ثم التوسيع المؤقت علي المواطنين برفع الضرائب ومداعبة مشاعرهم بإجراءات دينية احتفالية لا تمس طريقة أو شرعية نظام الحكم . ( مثل موالد الصوفية وحفلات ختان الملوك “أبناء السلاطين” أو أوامر مشددة للرعية من النساء والرجال بعد المشى في الشوارع بدون ارتداء سراويل الفتوة ).
مشكلة واجهت صلاح الدين، لم تكن متوقعة ولكنها جغرافيا تقع في جدة علي شاطئ البحر الأحمر(القلزم) . وهي تابعه للأيوبيين في ذلك الوقت .. المشكلة تتعلق بسوء معاملة الحجاج المصريين وتعذيبهم إن لم يدفعوا ضريبة الحج (المكس).
القضية تمس الأمن القومي للدوله الأيوبية و تمس الأمن الشخصي للحجاج المصريين .
ولاستمالة المصريين أمر صلاح الدين (عام 572 هــ) بإلغاء المكس (الضريبة) علي الحجاج وكان مقدارها سبعة ونصف دينار مصري يدفعها الحاج في ميناء عيذاب والا عُذِّب وعوقب وكانت عقوبة الحاج المتعسر أو الممتنع عن الدفع هي تعليقه من أنثييه .(ص 171 – ج1) السوك.
هذه الجريمة لا تكون بعيدة عن اظافر “قراقوش” وزير صلاح الدين ورجاله التفيذى الأنجحن ومحترف العمليات القذرة التي تجمع بين الشيطنة والغباء الذى قد يكون متعمدا. ولكن السلطان الطيب المنافق لا يستغنى عن وجود مثل قراقوش الشرير ليستعمله كمنشفة يمسح بها عن يدية اثار الدماء والمخازي التي لاتليق بالحاكم الطيب المثالي.
(عيذاب موضع قريب من المدينة المنورة وهناك عيذاب أخري في اليمن ويبدو من كلام المقريزي في هذه الحادثة أن عيذاب ميناء مصري صغير علي البحر الأحمر في مقابل مدينة قوص في صعيد مصر).
عدم العدالة واضح، فالمصريون تعودوا علي التعذيب من الحكام ، ولكن الإخصاء لم يكن عقوبة مألوفة حتي ذلك الوقت . خاصة في الأراضي المقدسة وتحديدا في موسم الحج . ولكن سلطات جدة ربما عجزت عن حل معضلات فقهية وفنية مثل:
هل يجوز أن يؤدي المسلم فريضة الحج وهو بدون أنثييه؟ وهل يأخذهما معه بشكل منفصل عند تأدية المناسك؟
وما هي أحكامهما في هذه الحالة .. وما هو المتوجب عليه .
إذا كان الحج غير جائز بدون الأنثيين . فهل يعود الحاج أدراجه الي بلاده خالي الوفاض من كل شيء فلا هو أدي الفريضة ولا هو احتفظ بأنثييه؟ .
وهنا مشاكل اجتماعية : فأكثر المصريين يهتمون كثيرا بلقب “الحاج” الذي يعني الكثير من المكانة الاجتماعية. فماذا سيكون لقبه ومكانته الإجتماعية في هذه الحالة؟.
وإذا انتقمت سلطات جده من الحاج بالإخصاء. ثم تبرع له أحد المحسنين بدفع الضريبة فذهب إلي الحج بدون أنثييه أيا كانت الأحكام التي سيتبعها وعلي أي مذهب. ولكن إذا عاد من الحج الي جده فهل يجوز له استعادة أنثييه من سلطات الميناء ليعود بها إلي بلاده أم أنها أصبحت من الناحية الشرعية ملكا لبيت المال؟.
كنت أظن كتب الفقه قد أهملت باب (حج الخصيان) لولا أنني علمت بوجود مخطوطة تحت اسم (آكام العقبان في أحكام الخصيان). للعالم والفقيه المصري “جلال الدين السيوطى” المشارك في تفسير الجلالين للقرآن الكريم. ولا أعرف نوع المسائل الفقهية التي تناولها . ولكن المؤكد أن الخصان كانوا يشكلون طبقة اجتماعية هامة في العواصم الإسلامية الكبرى مثل بغداد والقاهرة ودمشق وغيرها . كطبقة مؤثرة ُملْحَقَة بقصور الحكام والأمراء وبعضهم سيطر على قرارات الخليفة في بغداد كما سوف نرى لاحقا.
إذن كان الإخصاء عملية جراحية/ شرعية ، معروفة ومطلوبة اجتماعيا “لحماية سيدات القصور من غوائل الدهر”. وبالتالى كان الخصيان طبقة شبه محترمة وكما قلنا فقد سيطر بعضهم على قرارات الحكام. وليس من فراغ أن يؤلف عالما مصريا شهيرا مثل جلال السيوطي كتابا عن (أحكام الخصيان). سننتظر حتى يطبع كي نعرف نوع المشكلات الشرعية التي تناولها. وهل كان بها إجابات عن تساؤلاتنا السابقة. (ولا حياء في الدين، كما يقول الفقهاء).
ومع ذلك لم يذكر المقريزي أثر عقوبة الإخصاء علي المصريين، صحيا واجتماعيا. لولا ما ذكره بدون قصد من أحداث السنوات التالية وتبدو وكأنها تأثيرات متأخرة لعقوبة الإخصاء.
صلاح الدين سلطان مصر الجديد لم يكن حاسما في حل المشكلة بل لجأ إلي سياسة الليونة والملاطفة وليس القصاص من شبكة الفساد التي تدير العمل الوحشي بإخصاء الحجاج المصريين الفقراء. شبكة ممتدة من ميناء عيذاب المصري، إلى ميناء جده التابع لأمير مكة المكرمة .
فدفع السلطان صلاح الدين (مكس) أو ضريبة للمجرمين من جانب الدولة الأيوبية تعويضا لهم عن “خسائرهم” الناتجة من إبطال عقوبة الإخصاء! وانخفاض العوائد. بينما لم يتلق الضحايا من الحجاج المصريين أي تعويض. فالجانى أخذ تعويضا ومكافأة والضحية لا تعويض له. بل يدفع مالا من عرق جبنه كمكافأة لمن اعتدى على رجولته.
والسب هو أن الجناة كلهم تابعون للدولة الأيوبية. فهي التي قررت العقوبة التي طبقها موظفوها في جدة ومكة . والدولة هي التي تكرمت برفع العقوبة وإلغاء المكس المفروض على الحجاج. وهى التي دفعت تعويضات لموظفيها الغلاظ كمكافأة على طاعتهم، وتعويضا عما كانوا يحصدونه من أعضاء الحجاج الثمينة .
فأعطى صلاح الدين ألف دينار، وألف أردب من القمح لأمير مكة تعويضا وإقطاعات في صعيد مصر(!!) و اليمن!! .. وقيل أن مبلغ ذلك ثمانية آلاف أردب قمح تحمل إليه في جدة .( وفداك ياحاج ..)
فإن فلاحي مصر سيدفعون الفدية كاملة كل عام من عرق جبينهم ولا تدفعها انت من رجولتك فذلك كل ما تركوه لك منها. وبدلا من القصاص أو التعويض سيدفعون غرامة لموظفي السلطان .. فأين الشريعة؟؟ .
ولكن مؤرخي المدرسة الهرقلية في الحكم الإسلامي قالوا أن المسلمين في العالم فرحوا بالتكرمة السلطانية فزادت شعبية صلاح الدين كثيرا. هؤلاء المؤرخون لا يرون لصلاح الدين أي إنجاز، إلا القضاء على الدولة الفاطمية فى مصر. وهم حتى لا يهتمون بفتحه للقدس بهذا القدر، و لا حزنوا لضياعها على أيدى سلالته ولا يكادون يذكرون ذلك، ناهيك عن مناقشة أسبابه. فالقدس لا تعنى للهرقلية شيئا. وموقفهم واضح الآن في ما يحدث في فلسطين وغزة. فلم يساهموا بقرش ولا بطلقة ولا حتى بكلمة طيبة تخرح من فم كاذب. فكل ما يعنيهم هو أن تبقى الفتنة بين المسلمين متيقظة والحروب بينهم أبدية.
تبعات غير مباشرة لأزمة الإخصاء
ذكر المقريزي (أنه في عام 575) أي بعد 3 سنوات من الأزمة فشا الموت في مصر والقاهرة عامة وتغيرت رائحة الهواء ومات سبعة عشر ألف إنسان في أيام .(ص 181)
لم تكن السلطة الأيوبية في القاهرة لتترك انتصارها الكبير في موقعة الإخصاء في جدة . بلا استثمار سياسي فعقدت هدنة مع ملك الفرنجة في طرابلس الشام.
وفيما يبدو أنه بحث عن التوازن بين المسارين السياسيين للخارج والداخل.
منع صلاح الدين أهل الذمة في مصر من ركوب الخيل والبغال بغير استثناء لطبيب ولا كاتب (كان أهل الذمة عموما من محبي الدولة الفاطمية).
عام 576 هـ
وخبر سار آخر زُفَّ للجماهير كانتصار سياسي ومذهبي للنظام الأيوبي الجديد ضد النظام الفاطمي “البائد”، فقد أعلن يوم (11 شوال) عن ظفر والي “قوص” برجلين من إسنا في صعيد مصر يدعوان إلى مذهب الفاطميين .
في أزمة الإخصاء حقق السلطان الناصر صلاح الدين عدة أهداف مستعملا حجرا واحدا (أم تراهم حجرين؟).
استدراكات:
نتمنى الا يوحي هذا الموضوع بأى أفكار شريرة لدى شركات السياحة الدينة تستقبل بها موسم الحج القادم . أو أن ترتد سلطات المملكة إلى حماسها الديني السلفي القديم ، فتطبق عقوبة إخصاء حجاج مصر الفقراء لاحياء سنة السلف الأيوبي الصالح. بتعليق الحاج الفقير من أنثييه بدلا من قتله بضربة شمس إسرائيلية محترفة كما حدث هذا العام.
لم يعد لدى مصر قمحا لتفتدى به ذكورة حجاجها. ولكن نظرا لحسن النوايا المتبادل بين أجهزة أمن البلدين فإن السلطات المصرية لن تتأخر عن إخصاء حجاج مصر على نفقتها قبل إرسالهم لأداء الفريضة المقدسة.