لبيك اللهم لبيك (3).. تلبية جديدة للحج و جولة تارخية

0

(لاإله إلا الله وحده ، نصر عبده ، وأعز جنده،  وهزم الأحزاب وحده ،

لاإله إلا الله، لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون).

لبيك اللهم لبيك

(3)

– تلبية جديدة للحج

– جولة تارخية من قبسات ابن كثير وشيخ الإسلام ابن تيمية. (عن كتاب “التاريخ لا يفيد”) .

 

 

تلبية جديدة للحج

توقع المسلمون الذين تابعوا مناسك الحج التي تذاع من فضائيات السعودية، وكان يسعدهم سماع تكبيرات الحجاج في كل عام وهم يلبون بالحج. ولكن واحد من مفاجئات هذا العام والتي طالت المشاهدين وليس فقط حجاج بيت الله هي اختصار دعاء التلبية واختفاء الفقرة المحببة الي النفوس وهي:

(لا اله الا الله وحده ،نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده).

رأى البعض في ذلك نوع من التطبيع الثقافي والديني بين النظام السعودي وتل أبيب وقد اشيع أن إسرائيل حوَّلت الحجاج إلي مجموعات من “الروبوت”ــ آلات تشبه الإنسان وتدار آليا عن بعد أو تدار بالذكاء الأصطناعي، ولا يمكن لتلك الآلات التوصل إلي أي حالة معنوية دينية تتعلق بالحج أو الدين. بل حجهم مجرد ركض خالي من المشاعر والأحاسيس التي تتعلق بواحد من أركان الإسلام الخمسة وهو الحج الذي حوَّلة  النظام المتسلط إلي استعراض عسكري ضخم تحت قيادة إسرائيل الذي اجتمع رئيس اركان جيشها أثناء موسم الحج مع قادة خمسة جيوش عربية. في إشارة إلي أن موسم الحج هذا العام بمظاهره العسكرية والأمنية و الإلكترونية يدار تحت إشراف الجيش الإسرائيلي.

حتي أن مكبرات الصوت المنتشرة في المشاعر كانت تصرخ بتسجلات التلبية الجديدة، حتي لا يخطئ الحجاج باستخدام الصيغة القديمة للتلبية والأهم ألا يقع أحدهم في خطيئة الهتاف أو الدعاء لفلسطين وأهلها باعتبار ذلك من نواقض الحج، ودعوة للفتنة بين المسلمين. وحذفت من الصيغة الشرعية للتلية تلك الفقرة:

(لاإله إلا الله وحده ، نصر عبده ، وأعز جنده،  وهزم الأحزاب وحده ،

لاإله إلا الله، لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون).

حذفت حتى لا تغضب إسرائيل التي تنظم الحج وتحميه عسكريا وأمنياً. وتدير حركة الحجاج ببرامج الذكاء الإصطناعي. وضجيج مكبرات الصوت التى تجعل الحاج غير قادر على سماع أفكاره. ناهيك عن النطق بالتكبير أو التلبية.

 

جولة تارخية من قبسات ابن كثير وشيخ الإسلام ابن تيمية.

ابن تيمية يتصدى في دمشق لغزو التاتار 

سنة ستمائة تسع وستين [ 669 هـ ]ــ التاتار في دمشق ـ عن كتاب السلوك

أول جمادي الآخرة : نودي بخروج الناس الي الصالحية وغيرها فخرجوا إلي أماكنهم وفتحت الأسواق وأبواب المدينة.

وفي يوم الجمعة رابعه دقت البشائر بقلعة “دمشق” وفي السابعة  بأمر قبجق جماعة من أصحابة ، وأمر بإدارة الخمارة بدار أبن جرادة فظهرت الخمور والفواحش ، وضمنت في كل يوم ب ألف درهم.

هذا وقد نهبت التتار الأغوار حتي بلغوا إلي القدس، وعبروا غزة وقتلوا بجامعها خمسة عشر رجلا وعادوا إلي دمشق وقد أسروا خلقا كثيراً ، فخرج اليهم أبن تميمة ، ومازال يحدثهم حتي أفرجوا عن الأسري ورحلوا عن دمشق يريدون بلادهم في ثاني رجب .

 

ابن تيمة وموقف تاريخي مع التتار

وسجد علماء وفقهاء أمام قائد التتار(ص 321-ج1) السلوك

هذا وأهل دمشق قد وقع بينهم في وقت الظهر من يوم السبت أول ربيع الآخر ضجة عظيمة فخرجت النساء باديات الوجوه ، وترك الناس حوانيتهم وأموالهم ، وخرجوا من المدينة فمات من الزحام في الأبواب خلق كثر وانتشر الناس برؤوس الجبال وفي القري وتوجه كثير منهم إلي جهة مصر.

وفي ليلة الأحد : خرج أرباب السجون (في الشام) وإمتدت الأيدي لعدم وجود من يحمي البلد.

وأصبح من بقي في المدينة (دمشق) وقد اجتمعوا بمشهد من الجامع الأموي ، وبعثوا إلي غزان يسألونه الأمان لأهل البلد ، فتوجه قاضي القضاة بدر الدين محمد بن جماعة وشيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تميمة والشريف زين الدين بن عدنان والصاحب فخر الدين الشيرجي وعزالدين حمزة بن القلانس في جمع كبير من الأعيان و الفقهاء والقراء إلي غازان في يوم الأثنين ثالثه بعد الظهر ، فلقوه بالنبك وهو سائر ، فنزلوا عن دوابهم ومنهم من قبل له الأرض .

– ( تعليق الكاتب:هذا سجود لاشرك فيه ، لأن سجود العالِم المسلم للحاكم الوثنى لاشئ فيه). 

فوقف غازان بفرسه لهم ، ونزل جماعة من التتار عن خيولهم ، ووقف الترجمان وتكلم بينهم وبين غازان .

فسألو الأمان لأهل دمشق وقدموا له مآكل كانت معهم فلم يلتفت إليها وقال: قد بعثت اليكم الأمان، وصرفهم فعادوا إلي المدينة بعد العصر من الجمعة سابع الشهر، ولم يخطب في هذه الجمعة لأحد من الملوك.

– ( تعليق الكاتب: هل صلاة الجمعة جائزة بدون الدعاء للطاغوت الحاكم حتى لوكان قازان التاتارى وليس مجرد طاغوت أيوبي مسلم؟؟؟؟.

 

إبن الأثير مؤرخ  من رجال البلاط

بدأت الخلافات الأيوبية منذ اللحظة الأولي لوفاة صلاح الدين الذي جعل أبنه “الأفضل علي” وليا لعهده وسلطانا علي دمشق (أحب الأماكن إلي قلب صلاح الدين) .

وكانت القدس تابعة لدمشق. وجعل أبنه العزيز سلطانا علي مصر، وكانت تلك أهم ولايات الأمبراطورية الأيوبية، وبينهما نشبت أشد الحروب .

نريد التمعن فى شخصية معينة هي شخصية (ضياء الدين نصر محمد ابن الأثير) الذي عينه الملك العادل أخو صلاح الدين وزيرا لسلطان دمشق الأفضل علي. وكما سنري أن الملك العادل كان أهم شخصية في العائلة الأيوبية وساعد كثيرا في إنشاء الدولة الأيوبية، إلى جانب صلاح الدين وكان السبب الأول في تهديمها .

المهم أن ابن الاثير كان اختبارا من الملك العادل الذي لم يراع مصالح الإسلام ولا مصالح الدولة الأيوبية في أي قرار له خاصة بعد وفاة صلاح الدين ، إذ كان همه الاستيلاء علي الدولة الأيوبية كلها وإسقاط جميع الأمراء وإشعال الخلافات والحروب فيما بينهم لإسقاطهم واحدا واحدا وقد نجح إلي حد كبير في الشام ومصر. (في نسخة مكررة  من مروان بن الحكم الذى التصق بالخليفة عثمان رضى الله عنه حتى تمكن اسقاط نظام الخلافة الراشدة لصالح الأموية القيصرية. وقال المقريزي أنه كان السبب فيما حدث للخلبفة عثمان رضي الله عنه) ثم استولى مروان على الخلافة من أبناء معاوية ونقلها إلى أبنائة من السلالة المروانية أحفاد الطريد “الحَكَم  ابن أبى العاص” الذى طرده الرسول صلى الله عليه وسلم من المدينة ومنعه من سكناها (قائلا : لا يساكنني).

نعود إلي ابن الأثير كمؤرخ مطعون فيه لأسباب كثيرة: أولا لأنه من أختيار أكبر المخربين في العائلة الأيوبية وهو الملك العادل وقد فوض إليه أمور الشام كلها (ص 229) فكانت مشورته وإجراءاته ضارة بالافضل وتهدف إلي إضعافه وقد نجح كثيرا في ذلك.

أول مشورات  ابن الاثير للملك الأفضل كانت استبعاد الأمراء الأقوياء الذين كانوا حول صلاح الدين الأيوبي، فغادروا جميعا إلي مصر حيث أكرمهم العزيز بالمناصب العالية والإقطاعات.

ثاني المشورات الملغومة التي أضرت بالملك الأفضل كانت مشورة ابن الأثير بأن يتخلى عن القدس للعزيز وذلك كمكيدة .

فكتب الأفضل إلي العزيز يطلب منه أن يستلم القدس وكان حجة ابن الأثير أنها تحتاج إلي مال ورجال لمدافعة الفرنجة (ص229) ولكن الملك العزيز سره ذلك وجهز عشر آلالف دينار إلي عزالدين جرديك النوري متولي القدس ينفقها علي عسكر القدس وأرسل اليها عسكرا من مصر احترزا من الفرنجة.  فخطب للعزيز في القدس

ولكن الملك الأفضل في الشام قرر أن يتراجع وان يستعيد القدس من أخيه ويبدو أن ذلك كان أيضا بمشورة من ابن الأثير.

وتغير(غضب) العزيز من هذا وأخذ الأمراء بالاغراء بينه وبين الأفضل وحسنوا للعزيز الاستبداد بالملك والقيام مقام أبيه بدلا من الأفضل فبلغ ذلك الأفضل وقويت الوحشة بين الأخوين .

هم الملك الأفضل بمراسلة أخيه العزيز واستعطافه إذ رآه يستعد لغزو دمشق بتأييد معظم الأمراء .

فمنعه من ذلك وزيره ابن الأثير وعدد من أصحابه وحسنوا له محاربة العزيز فمال إليهم .

وفي آخر الأحداث تمكن الملك العزيز من دخول دمشق بمعونة عمه الملك العادل مدير المؤامرات الكبرى، علي أمل أن يذهب العادل إلي مصر ويأخذها لنفسه.

فاكتشف الملك العزيز مستورات مكائد عمه فندم علي ما قرره معه (247ص) وبعث إلي أخيه الأفضل يعتذر اليه ويقول “لا تتنازل عن ملك دمشق” وإنتهت الأمور إلي إخراج الأفضل من دمشق وهروب الوزير ضياء الدين ابن الأثير المؤرخ، خوفا من القتل علي يد العزيز، ثم لحق بالموصل.. واستقر الأمر للعزيز في دمشق .

ذلك هو ابن الأثير المؤرخ “الإسلامي” الذى يقول عنه موقع سلفى أنة من العلماء المحققين.  وهو الذي لم يكن فقط مواليا للسلطة ولكنه كان من نفس السلطة ويعمل مع أكثر أجنحتها فساداً. ونظرا لأنه له بعض الكتابات الدينية يعامله بعض الكتاب المسلمين على أنه مؤرخ إسلامي ثّبْت ، رغم أن سيرتة واضحة ومدونة في التاريخ. فهو رجل سلطة فاسد ومُدان حتى من الأيوبيين أنفسهم. وليس مؤرخا بقدر ماهو عازف فى طبل خانة السماط الأيوبى.

وهناك زميل أخر مناظر له يعتبر من الجهاز الدعائي للعباسيين هو ابن الجوزي صاحب كتاب (النصر علي مصر) وكان يعمل للجهاز الدعائي ” الطبل خانة ” الدعائية للخليفة المستضئ بالله العباسي عندما استولي صلاح الدين علي حكم مصر واسقط الدولة الفاطمية وأعاد مصر إلي الخليفة المستضئ.

ألَّف ابن الجوزي كتابا أسماه “النصر علي مصر” معتبراً أن ما حدث هو انتصار علي مصر وليس إنتصارا علي الدولة الفاطمية أو الشيعة ، هذا واضح من العنوان أما الكتاب نفسه فيبدو أنه مازال مخطوطا ولم يطبع الا إذا ثبت غير ذلك.  وبأمثال ابن الأثير وابن الجوزي والكثير غيرهما أصبح العثور علي الحقائق التاريخية متعسرا في الفترات التي كتبوا عنها .

فقد كانوا يكتبون متوخين إرضاء الخليفة أو السلطان بصرف النظر عن الحقائق نتج عن ذلك ظاهرة عجيبة في تاريخ تلك المرحلة وهي التناقض الكبير بين أفعال الشخصية البشعة التي يؤرخون لها وبين الصفات السامية التي يخلعونها عليه. وفي ذلك عجائب كثيرة سنحاول ذكر بعضها فقط .

 
 

بقلم : مصطفي حامد (ابوالوليد المصري)

المصدر : موقع مافا السياسي

www.mafa.world

لبيك اللهم لبيك (3).. تلبية جديدة للحج و جولة تارخية



ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا