أعيدوا إلي مصر السيدة مارية
وابنها إبراهيم
ما أن انتهي موسم الحج ، وتابعة صاحبي علي شاشة التلفاز حتي ضرب كفيا بكف متحسرا. وقال :لا حول ولا قوة الا بالله . اللهم اجُرْنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرا منها.
لم تعد فريضة الحج كما أرادها الله ورسوله. وتحولت إلي موسم تجاري سياحي، للكشافة الذين يركضون بملابس الإحرام في نسخة جديدة من الحجاج يمكن تسميتهم بالحجاج الإلكترونيين . وظهر نوع جديد من تطبيقات الحج بالوكالة لأداء المناسك وبدأت بتقديم الهدي والذبائح بعد دفع أموال إلي الشركة وهي تقوم بالذبح و توزيع اللحوم نيابة عن الحاج الآلي الذي لم يعد قادرعلي التلبية أي أنه ماكينة تتحرك ولكنها بكماء وبلا مشاعر.
التلبية التي هي شعار وروحه النابضة الكبرى أصبح الحاج لا يؤديها بل تقوم نيابة عنه مكبرات الصوت بصريخ مبالغ فيه لتصل أذانيه بها فلا يعود قادر علي ترديد الدعاء أو حتي النطق بأي شيء، أو حتي الكلام إلي زميله الذي يجاور فيبقي صامتا يركض حسب أوامر التشغيل التي تأتيه من الشركة ولا تترك له فرصة كافية لمجرد الراحة. فلا مجال هنا للمشاعر فالآله التي تحج من المفروض أن تكون بلا مشاعر بل تؤدي فقط الحركات في موعدها المقرر ووظيفة الشرطة والمخابرات هي ضبط أي حاج أو (ماكينة) تشرد عن القطيع الآلي وردها إلي مكانها في مصنع الحج. فالشرطة التى تضبط إيقاع الماكينات التي تحج هي جزء من آلية الحج الحديث.
نجحت التجربة هذا العام بشكل مثالي وهذا سيشجع الشركات والتطبيقات المبتكرة بأن تتوسع في مجال أرباح ” الحج البديل” ضمن اطار ميكنة عملية الحج وسلب آدمية الحجاج ومشاعرهم الدينية.
الحاج الذي أو يريد الراحة ويمتلك المال، على شرط أن يحصل على نفس المكاسب ــ الثواب ــ في الآخرة كحاج يؤدي أحد الأركان الآلية للإسلام الجديد الذي طوره آل سعود وآل روتشيلد في السعودية لتحديث الإسلام وتقديمه بشكل تكنولوجي ملائم للعصر الصهيوني الجديد .
قد نجد العام القادم تطبيقات ليس فقط للأضاحي بل أيضا للطواف والسعي ورمي الجمرات والوقوف بعرفه. وما علي الحاج إلا أن يدفع رسوم مقابل أن تقوم الشركة السياحية بتكليف أحد مندوبيها لأداء ذلك النسك نيابة عنه. ولديها بالطبع حسب الإعلانات مندوبون مأهولون لأداء المناسك بشكل متقن ولديهم شهادات شرعية وأمنيه تثبت ذلك مع فتاوي من شيوخ الإسلام الكبار يحلفون فيها بالطلاق ثلاثة بأن ذلك الأمر جائز وثوابه أكبر ومطابق للشريعة وأوامر ولي الأمر.
هؤلاء المندوبون سوف يتلقون أتعاباً مناسبة في مقابل كل نسك يؤدونه بالوكالة ويمثلون الكثير من الديانات والجنسيات فمنهم الفلبيني والكوري والنيبالي ومنهم اليهودي والأنجليكاني والسيخي والهنوسي .
بما أن موسم الحج تحول إلي موسم عسكري وأمني فأن أكثر ما فيه وحوله محاط بالسرية ولا يعلم الحجاج أنفسهم تفسيرا لما يرون حولهم وقريبا منهم.
ولا هويات أفواح تلك الحشود التي يقولون أنهم من الحجاج. ومن أي بلد ومن أي ديانة هم؟؟ .
ولا أحد يدري ماذا يحدث في المدينة المنورة من مصائب كبري وليس هناك من إجابة عن مكان القبر النبوي الشريف وهل نفذ الوهابيون واليهود ما كانوا يتوعدون به من بنقل قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، إلي مكان آخر وهل تم التنفيذ بدون إعلان؟. فلديهم القدرة الفنية والقوة العسكرية والأمنية لفعل ذلك في أي مسألة حتي العبادات الشخصية والمعتقدات الدينية.
يشهد علي ذلك تدحرج الحجاج “الآليون” بملابسهم البيضاء الفاقعة فوق الشوارع السياحية الأنيقة المسفلتة للمناسك .
فللوهلة الأولي قد تظن أنهم أسراب من الدجاج فرَّت من مزرعة للدواجن ولكن تكتشف أنهم ليسوا دجاجا لأنهم لو كانوا كذلك لرفرف بينهم أحد الديوك وصدح بالآذان.
ولكن لا يعقل أن يكون كل هذه الكتلة البيضاء من الحجاج الأليون دجاجا وليس فيهم ديك واحد. فينتقل الذهن إلي الإفتراض التالي بأن هذه الكتلة البيضا الضخمة ما هي الا كتلة من الغثاء الطافي فوق سيل من مياه مواسير أنفجرت بالخطأ فى مكان ماـ او عدة أماكن فانحشرت بالخطأ في مكان مقدس لا يناسبهم ولا يناسبونه.
يبقي السؤال معلقا: أين هو قبر الرسول (صلي الله عليه وسلم) الآن ؟
بل أين قبر رفيقاه المجاوران له في غرفة الدفن: أبو بكر وعمر (رضي الله عنهما) ؟
هل مازالا هناك أم رحلا معه أيضا إلى حيث لا يعلم أحد سوى اليهود وشركائهم في الجريمة من آل سعود؟؟.
بل أين الجثث الطاهرة لآل البيت و للصحابة والتابعين الذي دفنوا في تلك البقعة المشرفة؟ هل مازالوا هناك أم نقلوا إلي تل أبيب لأجراء التجارب لتحديد الحمض النووي كما يفعلون مع شهداء غزة . لمتابعة استئصال سلالة آل البيت الكرام ولكن على أسس علمية حديثة وليس أساليب الغشم البدوى البدائي.
ما يهمنا في مصر هو ان نحافظ علي ما يتعلق بنا بشكل مباشر إلي أن يستيقظ المسلمين ونستعيد جميعاً كل المقدسات وكل الدين كاملا ..من الحكم إلي الصلاة.
ما يتعلق بنا بشكل مباشر هو الجسد الطاهر لأم المؤمنين مارية المصرية فيجب إعادتة إلي مصر مع الجسد الطاهر لأبنها إبراهيم ابن الرسول (صلي الله عليه وسلم) ذلك الجانب يخصنا ويجب أن نحافظ عليه إلي ان تتحرر جزيرة العرب من اليهود والمرتدين.
هناك بعض النقاط الأساسية في سيرة السيدة مارية وزواجها من الرسول (صلي الله عليه وسلم ) وكيف أنها تعرضت لضغوط شديدة من المنافقين الذين يظهرون الأسلام ويبطنون العداوة له .
وقد طال شعب مصر الاضطهاد من هؤلاء بأن خلقوا ميراثا من الحقد علي الرسول وحولوا ذلك الميراث إلي ميراث معادي للمصريين سواء كانوا من المسيحيين أو المسلمين والسبب هو محبة الرسول (صلي الله عليه وسلم) لأهل مصر ودورهم المستقبلى في خدمة الإسلام وأنه سيكون دورا أساسيا فى أخر الزمان (أي في أيامنا هذه ).
لأجل هذا أذاع المنافقون أن الرسول كان شديد التعلق بمارية وأبنه إبراهيم وذلك حتي يطعنوا في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن فضل مصر وأهلها، وأنها تعود إلي محبته لمارية وإبراهم أي أن الدافع شخصي وليس شرعي وذلك جريا علي عادتهم المستمرة منذ اليوم الأول وحتي الآن بالطعن في الدين بتأويلات فاسدة .
إن ما قاله الرسول (صلي) عن أهل مصر إنما هو بوحي من السماء مثل جميع أقوال الرسول (وَ مٰا يَنْطِقُ عَنِ اَلْهَوىٰ إِنْ هُوَ إِلاّٰ وَحْيٌ يُوحىٰ) فحب المصريين وتقرير دورهم في خدمة الإسلام في آخر الزمان/ المسلمين منهم والمسحيين / حتي قال الرسول (صلي اله عليه وسلم) أنه شعب مصر سيكون شريكاً في جهادكم وأنهم وأهليهم في رباط إلي يوم الدين.
عندما حصل الانقلاب علي نظام الحكم في الإسلام وتحويله إلي نظام وراثي تعسفي هرقلي/ بدأت من يومها رحلة للمصريين مع العذاب من الحكام الذين أرسلهم القياصرة الجدد من بني أمية وبني العباس والأيوبيين ثم الخلفاء العثمانيين البيزنطيون الجدد.
نقترح أن تعقد مشاورات واسعة في مصر حول الأماكن التي ينبغي أن توضع فيها الأجساد الطاهرة للسيدة أم المؤمنين مارية المصرية ونجلها إبراهيم فهل يوضع إبراهيم إلي جوار أخيه الحسين في مسجده في مصر حيث قال الرسول صلي الله عليه وسلم. (حسين إبني) ودعا له. وتوضع السيدة مارية بجوار حفيدتها زينب شقيقة الحسين رضي الله عنها في مرقدها الطاهر فتصبح القاهرة أحد المشاهد العظمي لأهل البيت و ارتباط مصر بهم أرضا وشعبا ، مسلمين ونصاري .
أو ان تدفن السيدة مارية وإبراهيم في محافظة المنيا من صعيد مصر، مسقط رأس أم المؤمنين السيدة مارية المصرية سلام الله عليها.. وتصبح أم المؤمنين ماريا وابنها ابراهيم في رعاية وحماية ومحبة أهل الصعيد ومن خلفهم أهل مصر جميعا، أحباب الرسول وآله صلوات الله عليهم.
وأن يقام في مصر احتفال عام يشمل المسلمين والنصارى كعيد لعودة أبنتهم المهاجرة ام المؤمنين مارية المصرية إلى وطنها الأم، رمزا للتضامن والإخاء بين كل الشعب المصري مسلميه ومسيحيه.
وكسرا لعين إسرائيل وأتباعها في مصر و أعوانها من المرتدين العرب.
بقلم : مصطفي حامد (ابوالوليد المصري)
المصدر : موقع مافا السياسي