لبيك اللهم لبيك (2).. موسم الحج وسقوط بيعة يزيد

0

(لاإله إلا الله وحده ، نصر عبده ، وأعز جنده،  وهزم الأحزاب وحده ،

لاإله إلا الله، لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون).

لبيك اللهم لبيك

(2)

موسم الحج وسقوط بيعة يزيد

عندما قام جهيمان رحمه الله بحركته التي بدأت بالقرب من المدينة المنورة واتجه الي الحرم المكي فاستولي عليه برجاله الذين خزَّنوا أسلحتهم بالطوابق السفلية من الحرم وتترسوا به. فانقلبت السعودية رأسا علي عقب. فجهيمان الذي أعتنق أكثر الأفكار السلفية تطرفا أعلن عن تكفير الحكومة السعودية لأنها لا تحكم بالإسلام ، مستخدما نفس المعايير التي تستخدمها الحكومة ضد أعدائها في الداخل والخارج.

أنتبه النظام الملكي الى أن السلفية قوية جدا داخل المملكة وتشكل له تحديا ولابد من برنامج لتصفيتها. فهذه المرة نجى بصعوبة بفضل قوات فرنسا والأردن الذين اقتحموا الحرم وأبادوا من كان فيه.

بدأ البرنامج بإعطاء الوهابية مساحة من السلطة والقوة داخل المملكة وحتي الدعوة لنفسها خارج المملكة، ضد الدول التي لها منهج سياسي مخالف للمملكة مثل الدول ذات الإتجاه الوطني أو الاشتراكي مثل سوريا والعراق ومصر واليمن الجنوبي والجزائر.

تمددت السلفية الوهابية بشكل كبير جدا لأنها كانت ذراعاً سياسيا للمملكة وحليفا للقوى الغربية الكبرى المساندة لها مثل الولايات المتحدة، بما زاد من قوة للتيار السلفي وحقق انتشارا لم يسبق له مثيل من قبل.

وصلت العلاقة بين النظام الملكي من جهة والسلفية المتطرفة إلي ذروة الأزدهار مع نشوب الثورة الإسلامية في ايران بقيادة الإمام الخميني. فكانت مناسبة لتوثيق تحالف عقائدي/ سياسي بين النظام الملكي والسلفية السعودية علي أساس العداء المطلق للشيعة وليس إتفاقا على مبادئ السلفية نفسها. لأن الخصام بين السعوديون والسلفية استمر منذ اللحظة الأولي لتأسيس المملكة، فقد أتهمت القبائل الموالية للوهابيين، النظام الملكي بأنه لا يطبق المبادئ الإسلامية كما تراها الوهابية.

فوجه اليهم النظام الملكي وقتها ضربة عسكرية بإسناد من الطيران البريطاني. وفهم السلفيون والقبائل أن قوة الحكم السعودي مستمدة من الاستعمار الإنجليزي أكثر من اعتمادها علي القبائل المحلية الموالية للملك.

المناسبة الثانية السعيدة التي وطدت التحالف الثلاثي ما بين النظام الملكي والسلفية الوهابية والمحور الأمريكي العالمي، كان الغزو السوفيتي لأفغانستان والفكرة التي طرحها سكرتير الأمن القومي الأمريكي وقتها (بريجينسكي) باستخدام الإسلام كورقة عسكرية وسياسية لصالح أمريكا والغرب ضد الاتحاد السوفيتي وكأنها معركة بين الإيمان مع الكفر.

فتضاعفت قوة الترابط داخل المحور الأمريكي السعودي الوهابي، حيث أصبح أمامهما عدوين لدودين هما الإتحاد السوفيتي والثورة الإيرانية.

 

إعداد قاعدة إجتماعية جديدة معادية للإسلام في المملكة

بدأ ذلك، وعلي الأغلب بنصائح إسرائيلية أمريكية منذ ثورة جهيمان 1979 فكثفت السعودية مجهودها وأنفقت المليارات علي إرسال الطلاب الشباب للتعلم في المعاهد الأمريكية ثم أعطتهم مناصب عاليا في الدولة عند عودتهم. فكونوا قاعدة إجتماعية وقيادة إقتصادية وثقافية موالية مباشرة للولايات المتحدة ومعادية للإسلام و للمورث السلفي، وتلك هي الطبقة التي تحكم الآن المملكة السعودية وباقي دول الخليج التي سارت علي نفس الطريق. حتي أصبحت جزيرة العرب كلها خاضعة عن طيب خاطر للثقافة الأمريكية والهيمنة السياسية والعسكرية والإقتصادية للولايات المتحدة ومتعاطفة مع إسرائيل ومعادية للعروبة والإسلام وفلسطين معا.

فالقاعدة الاجتماعية والثقافية التي تربت في الولايات المتحدة، قاتلت بعنف حتي استوردت كافة أشكال الثقافة اليهودية المنحطة إلي المملكة وأقامت أوثق العلاقات العسكرية والاستخبارية مع إسرائيل وهي الطبقة التي تشرف علي برنامج التخريب الثقافي المسمي بالترفيه وتحويل المملكة إلي أكبر وأغني بؤرة فساد ورذيلة في العالم.

وهم الذين خططوا لطمس الطابع الإسلامي في الحجاز خاصة في مكة والمدينة وطمسوا الطابع الإسلامي من موسم الحج نفسه وافقدوه طابعه العبادي والروحي، وحوَّلوه الي استعراض عسكري أمني لترويع الحجاج، مع برنامج من المراقبة المتطورة للحجاج وسوقهم قسرأ طبقا لبرامج تطبيقات ألكترونية من اختراع إسرائيل لا تعطي فرصة للحاج لاكتساب أى شعور روحاني أو تأمُّل، فقد استغرقته حركة روتينية متدافعة بلا خشوع أو روحانيات. وبرامج معقدة للمراقبة والمتابعة والتخويف. فلا يجرؤ الحاج على الإنتقال من شارع إلى آخر خارج  ماهو محدد له حسب البرنامج السياحي.!!

أصبح لرجال الأمن والجيش تواجد ملحوظ بين الحُجاج. ولأول مرة تظهر الطائرات المقاتلة والمسَّيرات فوق رؤوس الحجاج وكأن النظام يخشى غزوا من الفضاء أو هجوما من طيور أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل.

وما ذلك علي الله ببعيد، ولكن المسلمون لهم عودة لاستعادة الكعبة التي تحقق وحدتهم الروحية.

 

بقلم : مصطفي حامد (ابوالوليد المصري)

المصدر : موقع مافا السياسي

www.mafa.world

لبيك اللهم لبيك (2).. موسم الحج وسقوط بيعة يزيد



ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا