التاريخ لايفيد (10) .. يخدمون هولاكو استثمارا لخطيئة العلقمي
التاريخ لايفيد (10)
(صفحات من كتاب مصطفى حامد “التاريخ لايفيد” – قيد الإعداد)
في الشام : يخدمون هولاكو استثمارا لخطيئة العلقمي
الكاتب: في العديد من مراحل التاريخ بدا الشام كمنطقة جاذبة للفتن. فإذا لم تجدها أخترعتها. وكأنما رموز الشام خافوا أن تفوتهم فتنة التتار بدون أن بستثمروا شرفهم فيها. فاسرعوا فرحين بأن علقوا وِزْر سقوط الخلافة واحتلال التتار لعاصمة الإسلام في عنق إبن العلقمى وطائفته “الرافضة”. ثم أسرعوا لقطف ثمار الخطيئة العلقمية “إن صحت”، وذهبوا للإرتماء تحت أقدام هولاكو خالعين أثواب الدين والحياء أنتظارا لجوائز وخلع خليفتهم التترى.
جاء في كتاب السلوك (ص 512)
سنة 658هـ :
فلما كان ليلة الإثنين تاسع عشر صفر: وصل رسل هولاكو بصحبة القاضي محي الدين ابن الزكي، وكان قد توجه من دمشق إلي هولاكو بحلب فخلع عليه وولاه قضاء الشام ، وسيره إلي دمشق ومعه الوالي.
فسكن الناس ، وجُمِعوا من الغد بالجامع ، فلبس ابن الزكي خلعة هولاكو وجمع الفقهاء وغيرهم وقرأ عليهم تقليد هولاكو وقرئت فرمانات هولاكو بأمان أهل دمشق ، فكثر اضطراب الناس واشتد خوفهم .
وفي سادس عشر ربيع الأول: وصل نواب هولاكو ، في جمع من التتر بصحبة كتبغا ونوين ، فقرئ فرمان بالأمان . وورد فرمان علي القاضي كمال الدين عمر التفليسي ، نائب الحكم عن قاضي القضاة صدر الدين أحمد بن سني الدولة ، بأن يكون قاضي القضاة بمدائن الشام والموصل وماردين وميافارقين وفيه تفويض نظر الأوقاف إليه من جامع وغيره ، فقرئ بالميدان الأخضر.
وأغارت جمائع التتر علي بلاد الشام ،حتي وصلت أطراف بلاد غزة وبيت جبريل والخليل وبركة زيزاء والصلت ، فقتلوا وسبوا وأخذوا ما قدروا عليه ، وعادوا إلي دمشق فباعوا بها المواشي وغيرها.
(الكاتب: قد تعنى أنهم باعوا لتجار الشام أسرى وسبايا مسلمات من نفس الدين والمذهب. طبعا ليطلقوا سراحهم مجانا لوجه الله).
واستطال النصارى بدمشق علي المسلمين ، وأحضروا فرمانا من هولاكو بالاعتناء بأمرهم وإقامة دينهم: فتظاهروا بالخمر في نهار رمضان ، ورشوه علي ثياب المسلمين في الطرقات ، وصبوه علي أبواب المساجد ، وألزموا أرباب الحوانيت بالقيام إذا مروا بالصليب عليهم .
إنتصارقطز في عين جالوت
نكب الأيوبين
658 هـ (ص517) :
بعد انتصاره التاريخي علي التتر في معركة عين جالوت التي خلدت أسمه في التاريخ .
استولي الملك المظفر قطز علي سائر بلاد الشام كلها من الفرات إلي حد مصر.
وأما التتر لما لحقهم الطلب إلي أرض حمص، ألقوا ما كان معهم من متاع وغيره ، وأطلقوا الأسري . وعرجوا نحو طريق الساحل فتخطف منهم المسلمون وقتلوا خلقا كثيرا وأسروا أكثر .
فلما تلقى هولاكو نبأ كسرة عسكره في عين جالوت وقتل نائبه كتيفا، عظم عليه، فإنه لم يكسر له عسكر قبل ذلك ورحل من يومه .
وكان هولاكو لما قدم عليه الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن الملك العزيز (صاحب الشام وقتها) أكرمه وأجري له راتبا واختص به وجالسه علي كرسي قريب منه ، وشرب معه ، ثم كتب له فرمانا يقلده مملكتي الشام ومصر ، وأخلع عليه وأعطاه خيولا كثيرة وأموالا وسيَّره إلي جهة الشام .
فأمر هولاكو برده لمَّا ورد عليه خبر الَكسَرة فأحْضِر وقتل في جبال سلماس. وقتل معه أخوه الملك الظاهر غازي والملك الصالح بن شيركوه وعدة من أولاد الملوك وشفعت طُقُز خاتون زوجة هولاكو في الملك العزيز بن الناصر فلم يسلم من القتل غيره ورجع هولاكو إلي بلاده .
# (عين جالوت)هي بلدة لطيفة في فلسطين بين بيسان ونابلس. كان الفرنجة قد استولوا عليها إلى أن استنقذها منهم صلاح الدين يوسف بن أيوب. (عن كتاب السلوك)
ملك دمشق يطلب العون من هولاكو
لغزو مصر
عن كتاب السلوك: قتل التتار الناس ببغداد فتمزقوا في الأقطار، وخرَّب التتر الجوامع والمساجد والمشاهد ، وسفكوا الدماء حتي جرت في الطرقات ، واستمروا علي ذلك أربعين يوما ، وأمر هولاكو بعّدْ القتلى ، فبلغت نحو الألفي ألف قتيل ، وتلاشت الأحوال بها. وملك التتار أربيل ، ودخل بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل في طاعتهم .
سنة 656 (ص 500) :
وفيها أنفذ الملك الناصر صاحب دمشق أبنه الملك العزيز إلي هولاكو ، ومعه تقادم (هدايا) وعدة من الأمراء فلما وصل الملك العزيز إلي هولاكو قدم إليه ما معه ، وسأله علي لسان أبيه في نجدة ليأخذ مصر من المماليك (كان سلطان مصر وقتها هو قطز).
فأمر هولاكو أن يتوجه إليه بعسكر فيه قدر العشرين ألف فارس فطار هذا الخبر إلي دمشق ، فرحل من كان بها من المماليك البحرية ، وصاروا إلي الملك المغيث عمر بالكرك وحرضوه علي أخذ مصر ، فجمع الملك المغيث وسار .
وفيها كثر الوباء في بلاد الشام ، فكان يموت من حلب في كل يوم الف ومائتا إنسان. ومات من أهل دمشق خلق كثير ، وبلغ الرطل التمر الهندي ستين درهما!! .
وفاة (صلاح الدين)
الكاتب: كان عمره 57 سنة . ملك مصر 22 سنة بعد وفاة الخليفة الناصر الفاطمي والذى انقلب عليه . ترك من الأولاد 17 ذكرا وبنت صغيرة واحدة . ولم يخلف في خزائنه سوي 47 درهما . ولم يترك دار ولا عقار.
يقول عنه المقريزي في كتاب السلوك: كان كثير التواضع قريب من الناس. محبا للفقراء ومحسنا إليهم مائلا إلي الفضائل. وكان شديد التمسك بالشريعة وكان كريما أطلق من الخيل بمرج عكا لمن معه 12,000 رأس، وأثمان الخيل التي أصيبت في الحرب .
اغتيال سياسي .. بين أولاد العم
هـ 581 ص 203 :
مات في هذه السنة الملك القاهر ناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه (إبن عم السلطان صلاح الدين) صاحب حمص. ليلة عيد الأضحي واتُهِم السلطان صلاح الدين بأنه سمَّه ، فانه لما أشتد مرض السلطان تحدث القاهر بأنه سيملك من بعده .
تنزوح زوجة سيده السابق
وفيها ماتت آمنة خاتون بنت معين الدين أنار. التي تزوجها السلطان صلاح الدين بعد سيده السابق نور الدين محمود(زنكي) .الذى كان في عداء شديد معه بسبب استئثار صلاح الدن بحكم مصر لنفسه .
خطأ أيوبي: أرض مصر لفقراء مصر!!!
وفيها خرج المظفر تقي الدين عمرنائب السلطان صلاح الدين على مصر إلي كشف أحوال الإسكندرية وشرع في عمل سور علي مدينة مصر بالحجر ، فلم يبق فقير ولا ضعيف إلا خط فيه ساحة من درب الصفا إلي المشهد النفيسي.
واتصلت العمارة في خط الخليج إلي درب ملوخيا (ملوخية) بمصر. حتي بين الكومين وبجوار جامع إبن طولون والكبش (قلعة فوق المقطم) ، فعمر أكثر من خمسة الآف موضع بشقاف القفز والخرشتف (حثالة المواد) وتراب الأرض . وتحول الناس إلي جهة جامع أبن طولون والبركة وجانب القلعة .
في شعبان ورمضان وقع وباء بأرض مصر وفشا موت الفجأة وكثر الوباء في الدجاج أيضا .
(الكاتب :هل كل ذلك من فرط سعادة الأراذل بتحولهم إلى ملاك أراضى فزهقت أرواحهم وأرواح دجاجهم أيضا؟؟ )
590 هـــ :
وفيها أمر السلطان (صلاح الدين) بتقييد أولاد الخليفة العاضد (آخر خلفاء الفاطميين في مصر) ومن بقي من أقاربه .(ص231 ج 1)
(الكاتب: ويبدو أن السلطان صلاح الدين في دمشق أدرك الخطا الجسيم الذى وقع فيه نائبه بتمليك المصريين أرض بلادهم. رغم أن السلطان مشهور بالكرم كما يقول المقريزى وأن كثيرا من الأمراء الأكراد والمماليك منحهم مديريات كاملة كإقطاعات. ورغم نزعته السلمية والإنسانية مع الفرنجة في حروب الشام إلا أنه حتى آخر أنفاسه وبلا سبب معقول ظل يواصل اضطهاد من بقي في مصر من الفاطميين .من عجائز وأطفال وجثث. وتهريب المساجين منهم سرا في الليل إلى بلاد الشام ليسجنوا بعيدا عن مصر).
581 هـ – 320 ص :
السلطان صلاح الدين من دمشق ـ صرف المظفر تقي الدين عمر من ديار مصر ونيابتها (!! لماذا). فغضب المظفر واراد التوجه مع رجاله إلى المغرب والسيطرة عليها بدون إذن السلطان. وفى الأخير ذهب إليه في دمشق واستمر علي ما كان في يده من حكم حماة والمعرة ومنبج وأضيف اليه ميافارقين.
فقيه (اجتهـد فأخطأ وخان) فله أجر واحد
590 هـ (ص 231 ج1) :
واجتمعت الأمراء الصالحية علي أن يكون الأمر كله للعزيز (صاحب مصر) فاضطربت أحوال الملك الأفضل (صاحب دمشق).
وخرج العزيز بعساكر مصر يريد الشام وانتزاعها من أخيه الأفضل من أجل أمور منها أن حصن جبيل. وهو من جملة الفتوح الصلاحية كان مع رجل فقيه كردي أقامه صلاح الدين مستحفظا بها فأرغبه الفرنج بمال حتي سلمه لهم . فخرج الأفضل في دمشق لينقذه من الفرنج فتعذر عليه وظهر العجز على استخلاصه فامتعض الامراء لذلك .
فتنة بين الحنابلة والأشاعرة
580 هـ (مصر) : (جرت فتنة بين الأشاعرة والحنابلة سببها إنكار الحنابلة علي الشهاب الطوسي تكلمه في مسألة من مسائل الكلام في مجلس وعظة. وترافعوا إلي الملك المظفر(نائب السلطان صلاح الدن على مصر) بمخيمه . فأمر برفع كراسي وعظ الفريقين. وقد أطلق كل من الفرقين لسانه في الآخر. (ص 700- 1 ج)
تعليق على ماسبق :
لدينا أيضا شعب الله المختار الذي لن تمسه النار إلا أياما معدودة . وليس عليهم في الأميين (باقي المسلمين ) من سبيل. ومازالوا يتكلمون رغم مرور حوالي ألف عام عن شخص اسمه ابن العلقمي يدَّعون أنه تسبب في سقوط الخلافة العباسية بتعاونه مع التتار في دخول بغداد.
تلك الكذبة الكبرى التي يكررونها وكأن التاريخ قد توقف بعدها أو أنها حدثت منذ ساعات قليلة ويطالبون باستدامة الصراع المسلح مع الشيعة بسبب ذلك ولأسباب أخري شبيهة .
والهدف الحقيقي هو التغطية علي جيوش الخونة الذين ظهروا من بين صفوف شعب الله المختار الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكلما جاءهم شخص بما لا تهوي أنفسهم كذبوه أو قتلوه .
وتراهم أشد عداوة للذين أمنوا حتي أكثر من اليهود. وموقفهم مما يحدث في غزة حاليا يشهد بنفاقهم فلا هم فعلوا شيئا ولا تركوا المسلمين يتحركون. حتى صار موقف شعوب أوروبا أكثر قربا للإسلام من موقفهم المنافق .
إذا كان حادث دخول التتار إلى بغداد يتهم فيه شخص واحد من المستهدفين (الرافضة)، إلا أنه من المستحيل حصر مئات وآلاف الخونة من معسكر شعب الله المختار الذي لا يقول الا كذباً ولا ينطق الا ضلالاً. وحتي كتب التاريخ التي أنفق فيها الحكام الظلمة الكثير من الذهب لحجب الحقائق وتزيف الوقائع، إلا أنها ما زالت تحتوي علي ما يكفي لدحض أكاذيب شعب الله المختار والعشرات من ملوكهم ومئات الأمراء وآلاف الفقهاء والمفتين الذين شاركوا ليس فقط في خيانة بغداد عاصمة الخلافة والتواطؤ مع التتار بل أيضا الكثير منهم تواطأ مع الفرنجة في إحتلالهم بلاد الشام وإضعاف ثغور المسلمين وتشتيت صفوف شعوب المنطقة وإشعال الفتن فيما بينها. ومنطقة الشام بالتحديد لم تكن تهدأ فيها الحروب بين الملوك والأمراء من أهل السنة والجماعة .
ومع ذلك يبكون ويصرخون في كل لحظة بأن الشيعة قتلوهم في معارك (زعران الشام) في جهادهم لتحرير المنطقة من الإسلام وتسليمها لإسرائيل.
وكأن أهل السنة لم يقتلوا الملايين من أهل السنة في بلاد الشام طولا وعرضاً علي مدي قرون من الزمان.
أنهم لا يخجلون من تسمية أنفسهم بذلك الإسم المهيب (أهل السنة والجماعة) الذي يشير واقعهم إلي أنه مخالف تماما لهذا الإسم فلا هم أهل السنة ولا هم الجماعة. فليست الجماعة ان تكون في اتحاد مع اليهود، بل (الجماعة هى أن تكون مع الحق ولو كنت وحدك) حسب الحديث الشريف. فهم اشقاق ماسوني اختطف الإسم واستثمر فيه المليارات لإضلال المسلمين وإبعادهم عن حقيقة الدين وتفريق كلمتهم وزرع النفاق فى الأمة.
وشوه التاريخ بل والأحداث الجارية أمام أعيننا فينقلونها مع الظلال التي تخرجها عن دلالتها الحقيقية .أى أنهم في التاريخ يزورون الحدث وفى الحاضر يحرفون دلالته.
من العار أن ينسب هؤلاء أنفسهم إلى “أهل السنة والجماعة” و أن يطلقوا علي أمثال خلفاء بني العباس، في معظمهم، إسم خليفة. وأكثرهم من المنحرفين أخلاقيا وسلوكياً. أمثال هؤلاء خلفاء لمن ؟ وبأي الأعمال؟
إن إطلاق تسمية خليفة عليهم فيه إهانة كبيرة للإسلام وللرسول (صلي الله عليه وسلم) .
وفي دفاعهم المستميت عن الخليفة العباسى” المستعصم بالله” الذي قتله التتار، هم في الحقيقة يدافعون عن أسيادهم ملوك هذا الزمان الذين تركوا الإسلام ويحاربونه علنا ويستبدلونه بديانات أحضرها اليهود إلي جزيرة العرب، مع كافة أنواع الفسق والفجور .
حتي عادت الأصنام الهندوسية ومعابد اليهود إلى شتي أنحاء الجزيرة بل ويدَّعون أنهم يمتلكون الكثير من الأراضي التي لها قيمة دينية عندهم .
تقف الماسونية الإسلامية (شعب الله المختار) في الصف الأول دفاعا عن اليهود وغزوهم بلاد العرب . وسيطرتهم علي المساجد المقدسة وثروات المسلمين وإبادة شعب فلسطين وتهديد عدة شعوب إسلامية أخرى بالإبادة .
وما زالوا يزعمون أنهم أغلبية المسلمين.!!
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ) – 204 البقرة
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )