إستراحة فوق ظهر حوت
إستراحة فوق ظهر حوت
تقول أساطير البحارة القدماء أن سفينة شراعية كبيرة تائهه في المحيط منذ أسابيع ، شاهدت صخرة سوداء وسط المحيط فظنوها جزيرة صخرية فذهبوا لاستراحة فوقها وجلسوا لطهي الطعام. وفي الحقيقة أن ما كانوا يجلسون عليه صخرة بل كان جزءً من ظهر حوت ضخم ، ما أن شعر بحرارة النار حتي تحرك غاضباً فأغرق البحارة وحطم السفينة.
العبرة المستفادة من القصة هي: أن ظهر الحوت لا يصلح مكاناً للاستراحة و إشعال النار فوقه .
ما حدث مؤخرا هو ان إسرائيل ذهبت وأشعلت النار فوق ظهر الحوت الإيراني ليس بهدف الاستفزاز، بل للإزلال المتعمد علي مشهد العالم كله وهذا ما دفع الحوت الإيراني إلي التعبير عن غضبه .
وفي الحقيقة أن الصدامات بين إيران وإسرائيل مستمرة منذ نجاح الثورة الإيرانية عام 1979 .
وأن مبادئ الثورة التي أعلنها الإمام الخميني كانت تتحدث بوضوح عن عداء مطلق مع الولايات المتحدة وإسرائيل علي أسس دينية وعقائدية. فظن البعض أنها مجرد شعارات متحمسة لثورة جديدة .
ولكن الدولة في إيران رغم المشاكل الداخلية والخارجية والحروب والحصار والعقوبات كانت تواصل تنمية قدراتها حتي تترجم تلك الشعارات إلي واقع.
وفي ردها الأخير علي إسرائيل ثبت أن تلك الاستعدادات كانت جادة وحقيقية بحيث أن جميع الأسلحة التي استخدمت في الرد كانت من صناعة وتقنيات إيرانية.
والتخطيط العسكري لعملية كبيرة ومعقدة كهذه قام بها خبراء إيرانيون تمرسوا بالحرب ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما في العالم العربي .
فلم تغب إيران عن المواجهات بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ أن نجحت ثورتها وحتي قبل ذلك ، فالجهاز العسكري الذي أنشأ الحرس الثوري معظمهم تدربوا مع الفلسطينيين في لبنان وشاركوا مع المقاومة الفلسطينية قبل نجاح الثورة في إيران .
وقد ردوا الجميل لثوار فلسطين بأن ساعدوهم عسكريا ومالياً في بناء قوة عسكرية، وتصنيع صواريخ ومسيرات.
وساهموا في إيصال الأسلحة إلي المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية وفي فترة من الفترات أقاموا خط نشط لتوريد الأسلحة إلي المقاومة الفلسطينية في غزة من اليمن عبر السودان وصحراء سيناء .
وعلي حدود إسرائيل أسست الثورة الإيرانية حزب الله في لبنان عام 1982 الذي يمثل من وقتها إلي الآن أهم قوة للمقاومة علي حدود إسرائيل .
وهي الوحيدة التي حققت انتصارات في حرب مفتوحة ضد الجيش الإسرائيلي في عام 2006 استمرت ثلاث وثلاثين يوم وكانت أطول حرب في تاريخ إسرائيل حتى ذلك الوقت.
وفيها تحطمت أسطورة دبابات (المركافا) التي بدأت تنتشر في عدد من الجيوش علي أنها أفضل دبابة في العالم. حتي تحطمت أسطورتها في جنوب لبنان وكانت إسرائيل تخيف بها جميع الجيوش العربية وتهدد بها لبنان.
في هذه الضربة الإيرانية ضد إسرائيل ، كانت إسرائيل تهدد منذ أشهر بقدرتها علي الردع وتطورها التكنولوجي غير الموجود في العالم سوي في الجيشين الأمريكي والإسرائيلي. وما أسموه الذكاء الاصطناعي والتطورات في قدرات الطائرات بدون طيار والصواريخ والدفاعات الجوية (القبة الحديدية )، وأنهم يملكون قدرة لا يمكن مقاومتها في الهجوم وأن دفاعاتهم الجوية لا يمكن اختراقها. و تعتمد على دعم ومساندة الأساطيل البحرية لأمريكا و حلف الناتو الراسية قبالة سواحل إسرائيل. وأيضا الإسناد الذي يمكن أن تقدمه أسلحة الجو العربية أثناء أي حرب مع إيران.
وقد ثبت أن هذه الجزئية صحيحة فقد قام بالتصدي للهجوم الإيراني علي إسرائيل الطائرات الأردنية ويقال الإمارت و مصر والسعودية ساهمتا في ذلك المجهود إلي جانب إسرائيل .
أما باقي منظومات الدفاع الجوي في إسرائيل فلم تثبت خلال الهجوم الإيراني تلك الدرجة من الفعالية التي كانت تروج لها الدعاية الإسرائيلية ، بل كان أداؤها عادياً.
أما الطائرات المسيرة التي أرسلتها إيران فلم تكن من ذلك الطراز المتقدم الذي تمتلكه فقد أدَّخرت الأفضل من المسيرات والصواريخ من أجل المواجهات القادمة التي تتوقع أنها ستستمر لفترة طويلة .
يعتقد البعض أن إيران تنتظر أي عدوان علي أراضيها كي ترد بالصواريخ والمسيرات وباقي أسلحة والقدرات العسكرية التي لم تطرح علنا حتى الأن.
أهم ما تتحسب له إسرائيل هو أن تصبح تلك القدرات الإيرانية بديلاً لقوات غزة الصاروخية التي ظلت تحمي المسجد الأقصى لعدة سنوات مضت. ولكن بعد الحرب في غزة لابد أنه قد تم إستهلاك جزء كبير من المخزونات الصاروخية لدي المقاومة.
ولكن بعد أن تحركت إيران بفعل عدوان إسرائيل على السفارة الإيرانية في دمشق، ظهر أن هناك بديل أقوى لقدرات غزة الصاروخية للدفاع عن المسجد الأقصى .
ومن المحتم أنه لو تجرأت إسرائيل علي تنفيذ تهديداتها لهدم الأقصى وبناء الهيكل فأنه ستواجه ردوداً كثيرة إلي جانب الرد الإيراني، ومن حيث لا تحتسب بعد أن أعماها الغرور في حرب إبادة على غزة، تدعمها القوات الأمريكية والناتو جميعا بدون أن يتمكنوا من إسكات صواريخ وبنادق المقاومة.
أصاب إسرائيل الجنون وتصورت أنها أكبر من كل العالم حتي أنها بدأت تتحدى ليس فقط إيران بل الصين وروسيا، وتهدد الإسلام كدين والأمة الإسلامية كقوة معنوية ودينية .
ذلك أنها بعد أن سيطرت علي جزيرة العرب بمجموعة بنوك روتشيلد وسيطرت علي عدد من أهم العواصم العربية، تصورت أنها أكبر من جميع المسلمين وجميع العرب وان الأمَّتَين العربية والإسلامية قد تم إخضاعهما.
ولكن عملية المجاهدين الفلسطينيين في طوفان الأقصى وبطولاتهم الأسطورية في غزة أعادت الحياة إلي الأمة العربية ، فأدركوا أن دينهم ووجودهم في خطر.
وان إسرائيل وحلفاؤها الغربيين والعرب هم رأس ذلك الخطر وتلك قفزة كبيرة في الوعي العربي والإسلامي لم تكن موجودة قبل طوفان الأقصى وبطولات غزة .
و في أفغانستان ما أن أستقر الأمر للاحتلال الأمريكي ، حتي بدأ الأمريكان في ضرب المصالح الصينية فيها. وسحب جميع الجوائز التي كانوا منحوها للصين ثمنا لسكوتهم عن غزو أفغانستان، وأطلقواعليهم كلاب الدواعش نسفاً واغتيالا وتدميرا حتي أخلوا مشاريعهم وتوقفوا عن العمل.
وهذا ما يتكرر الآن في باكستان ضد الصين. ويحاولون أن يضربوا العلاقات بين الصين وأفغانستان ويمنعوا مرور طريق الحرير الذي من المقرر ان يعبر أفغانستان وصولا إلي ميناء شبهار الإيراني علي بحر العرب.
وتتحرك باكستان بقوة ضد أفغانستان لتنفيذ المخطط الإسرائيلي وهي تعتبر وكيلا إسرائيليا فوق العادة، وتلك آخر الوظائف التي تتولاها باكستان لخدمة مصالح الغرب في المنطقة .
فهي تهدد علنا باحتلال ممر واخان لفصل الصين عن أفغانستان والتعاون مع طاجيكستان لفصل شمال أفغانستان في كيان مستقل يعزل أفغانستان عن آسيا الوسطي وروسيا. ويكون مركزاً لنشاط داعش في المنطقة والعالم ، وممر واخان الذي يصل أفغانستان بالصين يتحول إلي قاعدة عسكرية حديثة متطورة تكنولوجيا للتدخل منها داعش في مناطق (الايغور) في الصين.
تظهر الصين منذ سنوات لا مبالاة بتلك المحاولات الصبيانية فالأشياء التي تزعج الحوت الإيراني لا تزعج التنين الصيني. فهو أكثر قدرة علي التحمل ولكنه غضبه أكثر قدرة علي التدمير.
قال نابليون بونابارت يوماً ( إن التنين الصيني نائم فلا توقظوه) ولكن إسرائيل مصره علي إغضابه، وشد ذيله، وإشعال النار فوق رأسه.
فلم تكتف فقط بتحريك القزم الباكستاني ليقزف التنين الصيني بالأحجار. بل أيضا حركت قطيع الفيلة الهندية لتأخذهم من حياة الأحراش إلى حياة الدول العظمى كملحق بالمشروع الكونى لليهود. لتضرب بهم الصين دوليا وإقليميا.
فتخدم قطعان الفيلة الهندية إسرائيل، وينقلون اليها الطعام والبضائع بحرا إلي جبل علي ثم براً عبر جزيرة العرب إلي إسرائيل ، ولهم عشرات الآلاف من الجنود في إسرائيل على أنهم عمالة بديلة عن الفلسطينيين.
ولصالح إسرائيل يحتل الهنود جزيرة العرب بشريا بملايين هندوسي ، لان التدفق الهندي مستمر علي جزيرة العرب ويلاقي تشجيعا من حكام السعودية ومشيخات الخليج ويعتبرونه قوة حماية لعروشهم إلي جانب إسرائيل.
فحكام جزيرة العر يتوقعون ثورة إسلامية عربية ضدهم تحاكمهم وتخلعهم عن عروشهم خاصة وأن إسرائيل لم تعد بنفس المكانة والثبات التي كانت عليه منذ سنوات قليلة. بل تبدو معتثرة وغير واثقة.
خاصة بعد أن تحرك الحوت الإيراني ويجهز لموجات هجوم جديدة علي إسرائيل لإغراق المزيد من سفنها وبحارتها.
نتائج الهجوم الإيراني
من المستحيل في هذا الزمان إخفاء الأسرار الكبيرة لفترة طويلة، فكل شيء يتكشف سريعا ليس فقط لأن التكنولوجيا أصبحت متقدمة ومنتشرة في أيدي الجميع، بل لأن الصراعات السياسية داخل إسرائيل التي هي مُشعِل الحروب ومحرك الأحداث لم تعد خلافات تكتيكية بل أصبحت تطال الجذور .
من ناحية تكنولوجية فإن كل ما حدث في الهجوم الإيراني تم تصويره بالأقمار الصناعية من جانب إيران وروسيا والصين وأي دولة أخري لديها أقمار صناعية في الفضاء.
الذي يمنع الجميع عن الكلام هو الخشية من أن الكشف قد يؤدي إلي تصعيد الموقف ليس فقط بين إيران وإسرائيل بل علي مستوي العالم أيضا.
سواء من الجانب الاستراتيجي العسكري بل أيضا النفسي، وتجارة السلاح وفرض طوق من الرعب علي العالم، وجعل ما يحدث في غزة من مجازر وإبادة جماعية أمثولة تخيف البشرية. فقد أنفق اليهود مليارات الدولات من أجل الوصول إلي تلك النتيجة النفسية الرادعة من أن من يعترض طريق إسرائيل ستيتحول بلاده إلي غزة.
إيران لم تتحد إسرائيل فقط ، بل ضربتها في أهم مفاصلها التكنولوجية والنفسية فانهار الحلم الإسرائيلي باستعباد العالم.
لهذا كانت الخطة النفسية جاهزة قبل أن تبدأ إيران بتوجيه الضربة فقد شاركت الولايات المتحدة في وضع الخطوط العامة للحملة الدعائية بعد الضربة الإيرانية ، واضعين في الاعتبار أن تلك الضربة ربما تنجح في إصابة بعض الأهداف الإسرائيلية تتعلق بالهيبة والقدرة علي الردع التي أذلت بها إسرائيل وأمريكا العالم .
لهذا قرروا أن يقللا من قيمة الضربة وكأنها لم تحدث حتي لا يكونوا مطالبين بالرد وحتي لا يكشفوا المدى الذي وصلت إليه الضربة من ناحية الأضرار بسمعة التفوق التكنولوجي خاصة الذكاء الاصطناعي وقدرات الدفاع الجوي والقبة الصاروخية والمسيرات. وبالضرورة الكشف ولو بشكل غير مباشر عن مدى التقدم الذى وصلت إليه إيران في تلك المجالات أو معظمها، خاصة في القدرات الاستخبارية البشرية والتكنولوجية والتي مكنتها من كشف قواعد عسكرية سرية للغاية واستهدفت بعضها بإصابات مُقعِدَة.
ومهما كان الأمر فإن إيران لن تستهدف التكدسات المدنية في إسرائيل حتي لا تستفز الرد الأوروبي العسكري دفاعا عن مظلومية اليهود ضد إيران. فركزت إيران علي ضرب التكنولوجيا الإسرائيلية المتفوقة لإختبار مدي فاعليتها وتحييدها وقد حققت ذلك تماما. وتوصلت إلي النتائج المناسبة وهي نتائج أعتبرتها مشجعة جدا لمواصلة تحدي إسرائيل والولايات المتحدة رغم أن الصدام كان خالي من الاستعراضات النارية المثيرة والجاذبة للإهتمام الشعبي والإعلامي الدولي.
فالنتائج كانت لحرب بين العقول الإيرانية والتكنولجيا الإسرائيلية. وهي معارك لا تظهر نتائجها في العلن علي هيئة دمار كبير كما في غزة كأن تسقط صواريخ ثقيلة وتتساقط بنايات وومئات القتلى في صدام تقليدي وليس نوعي فأهم الأهداف الإسرائيلية وكذلك الضربات الإيرانية كانت في أعماق مخفية من صحراء النقب جنوب إسرائيل حيث لا إعلام دولي، وبالكاد يوحد سكان.
وفضلت إيران أن تصطدم بالأصعب والأقل جاذبيه دعائية وكل ما حدث سيتم عرضه بالصور والتفاصيل المملة، وإطاره العام أشارت اليه إيران … كالتالي.
1- اسهداف المطار العسكري (نيفاتيم) الذي انطلقت منه العملية ضد السفارة الإيرانية في دمشق وهو مطار خاص لطائرات “إف35” التي لا يرصدها الردار وهي أرقى الطائرات/ وليس من مصلحة إيران أن تذيع عن إحداث صواريخها خسائر لأن أمريكا ستكون ملزمة بالرد علي إيران للحفاظ علي سمعتها الدولية وسمعة سلاحها وجيشها، ومعنويات شعبها في الداخل الذي يتجهز لحرب أهلية قد لا تكون بعيدة كثيراًعن موعد الانتخابات الرئاسية في الخريف القادم .
حجم الخسائر والدمار في ذلك المطار، تظهر بالتفصيل فى صور الأقمار الصناعية. وذلك حسب التوقيت التي تختاره إيران طبقا لحسابتها ، فكل خطوات تلك المعركة خاضعة للحسابات الإيرانية البحتة وليس لها صلة بإي جهات أخري حتي بمحور المقاومة ولا بالمقاومة الفلسطينية أو حركة حماس. فحسابات المجال الإيراني مختلفة عن كل الحسابات الأخرى .
2- الهدف الثاني الذي ستوضحه صور الأقمار الصناعية هو المطار العسكري الموجود في النقب (رامون) الخاص للعمليات اللوجستية واستقبال كل ما يأتي إلي إسرائيل في الجانب العسكري والتقني.
هذين المطارين يقعان في منطقة النقب التي كانت المسرح الرئيسي للهجمات الإيرانية ، حتي أن الهجمات علي مينا حيفا وتل أبيب وإيلات كانت تعتبر مجهودا ثانويا وغير رئيسي.
3- الهدف الثالث في صحراء النقب، و من المستبعد أن يتحدث عنه أحد حتي بلغة الإشارة، وهو صاروخ بالاستي إيراني ، شرد وتصرف من تلقاء نفسه وبمزاجه الخاص وسقط في منطقة ما في صحراء النقب وإنفجر بنجاح وأثارا وما زالت إسرائيل ترتجف منه رعبا ولم تتحدث عنه إسرائيل ولا إيران . فالحروب دائما تحدث فيها أحداث سيئة للغاية وذلك الحادث تم تصويره بالأقمار الصناعية .
ولا تريد أمريكا ولا إسرائيل أو أي طرف في العالم الحديث عنها لأنها قد تمثل معضلة دولية كبري. وتفضل إسرائيل أن تقول نحن لم نصب بشئ، أن الرد الإيراني لم يسفر عن أي ضرر (وبالتالى ستكون إسرائيل معذورة إذا لم ترد على الهجوم الإيراني) .
سيحاول الجميع التنقيب عن نتائج الهجوم الإيراني على إسرائيل. خاصة إذا تم الإفراج عن صور الأقمار الصناعية وهي متوفرة لدي عدد من الدول. ولكن قد لا يتكلم أحد عن أهم نتائج تلك المعركة التاريخية وهي أن العالم الإسلامي قد انتقل إلي مرحلة كبري إلي الأمام لا يمكن إزاحته عنها.
فلسطين أولوية التزام للشعب والنظام في ايران
من النتائج الأساسية ليلة الهجوم الإيراني خرج الإيرانيين مع النساء والأطفال إلي الشوارع الباردة في أكثر من مئة مدينة رافعين إعلام إيران وفلسطين. ينتظرون وصول الصواريخ إلي أهدافها وهم يكبرون ويهتفون لايران وفلسطين.
معلنين بذلك أن قضية فلسطين أصبحت عمليا هي القضية الأولي للدولة الإيرانية ، وتعبيرا عن قمه الالتزام الشعبي الديني. تلك هي أهم النتائج وكل ما إخوة وليس عملاء سوف يأتي بعدها سيكون مرتكزا عليها .
إخوة وليس عملاء
من النتائج الأساسية لعملية إيران في تأديب إسرائيل والمسماه الوعد الصادق ، إنها أنهت أكذوبة الدعاية الإسرائيلية القائلة : بأن إيران تعمل في المنطقة وضد إسرائيل بواسطة وكلائها الإقليميين وتقصد بها محور المقاومة وأي محور آخر معادية لإسرائيل ومشيخات النفط والماسونية الإسلامية .
لا تريد إسرائيل وآله الدعاية الأولية أن تدع أي فرصة للعرب والمسلمين أن يتخيلوا أن هناك رابط بين الناس سواء المال والمصلحة وأن العمالة هي الصورة الوحيدة للرباط بين من أكبر ومن هو أصغر حجماً .
وذلك جزء من المجهود الصهيوني لإلغاء الدين والقيم الإنسانية لحياة الأنسان لكي يستبدوا به عن طريق إحتياجاته المدية التي يمكن شرائها بالنقود .
وبهذا يصبح المال هو الرابط الوحيد بين الناس وليس الدين وقيمة الإنسانية الرفعية .
عملية الوعد الصادق قالت فيه إيران بلغة الصواريخ والمسيرات نحن لدينا القدرة أن نعمل منفردين ولكن لا غني لنا عن أخواننا في العقيدة والجهاد .
وبعد العملية مباشرة توقفت إيران لعدة أيام ربما تطول أو تقصر ولكن باقي المجاهدين في لبنان واليمن والعراق وغزة مستمرون باقوي وتيرة ممكنة بدون مشاركة إيران التي تجهز لمراحل جديدة من الجهاد ضد إسرائيل لتحرير فلسطين والقدس بقوة العقيدة والإيمان وليس بحافز المال والسلطان (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ). سورة النساء – آية (76)
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )