العاصمة الأنفصالية الجديدة في مصر (2 من 2) : دور الإغتيال في آخر حروب اليهود
العاصمة الأنفصالية الجديدة في مصر ( 2 من 2 )
دور الإغتيال في آخر حروب اليهود
الطفرة العلمية انعكست علي أسلحة آخر حروب اليهود على العالم .
خاصة في مجالات: الذكاء الاصطناعي، والطائرات بدون طيار والصواريخ الدقيقة.
استخدمت اسرائيل برامج (الإغتيال من أجل الإخضاع والسيطرة) لقتل القادة السياسيين والمفكرين الإستراتجيين والقادة المستقبليين المعارضين للبرنامج اليهودي.
فاستخدموا إمكانات الإغتيال الحديثة، ضد قطاع غزة وطاردوا جواً ما يقارب 4 آلآف فلسطيني دفعة واحدة . قتلوا عددا منهم، واغتالوا قادة فلسطينيين في بيروت وقادة عراقيين في العراق. ومجموعة من القادة الاستراتيجيين الإيرانيين المجتمعين في قنصلية بلادهم في دمشق .
إسرائيل وجنون الدم
تتوفر تكنولجيا القتل لدي إسرائيل وأهم أدواتها الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار . والتي يمكن أن تطال أي أحد في أي مكان وأن تضع في دائرة التهديد آلاف البشر دفعة واحدة وتطاردهم جميعا وتحاول تصفيتهم بنظم الذكاء الاصطناعي التي إسرائيل أكبر صانع ومصدِّر لها في العالم. كل تلك الامكانيت تتشارك فيها مع الولايات المتحدة فقط، فشعرت إسرائيل أنها قفزت في الزمان عدة قرون من التطور والقدرة علي القتل تتفوق بها علي جميع البشرية بحيث لا ينافسها، ولا يمكن أن يعاقبها أحد.
كما أن لديها القدرة مع الولايات المتحدة، على ممارسة الاغتيال المفتوح وعمليات التخريب الاستراتيجي بلا عوائق ولا عواقب فأصبحت قادرة علي كبح نمو بعض الدول و المجتمعات. والتحكم في مسار حركات التحرير وكبت الثقافة المضادة للصهيونية وذلك بالاغتيال الانتقائي للقادة في مختلف المجالات.
كما يمكنها التحكم في مسار المواجهات المسلحة عبر اغتيال قادة نافذين لدي الخصم وهذا ما تفعله حالياً مع المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية ونقلتة إلي لبنان ضد حزب الله وقياداتة ثم نقلته إلي إيران منذ أن اغتالت الفريق قاسم سليماني بالقرب من مطار بغداد عام 2020 .
وهي تركز علي إضعاف فيلق القدس الإيراني عن طريق إغتيال أهم قياداتة بدلا من أن تدخل معه في حرب تقليدية تضمن خاسرتها مقدماً.
أن حروب الاغتيال والتخریب مع القدرة المطلقة على تنفيذها تحت حماية الولايات المتحدة. أصابت قادة إسرائيل بجنون القتل والتعالي فوق جميع الخلائق والمؤسسات الدولية وحتى الدول الكبرى، وذلك الوهم المسمى الرأي العام العالمي. وذلك سر تصرفات إسرائيل المتجبرة والمتعالية علوا كبيرا.
نتنياهو أصيب بالصرع ويتصرف مثل حيوان مجنون مستعد لإفتراس كل شيء حوله، فلم يعد يبالي بقانون ولا بأصدقاء ولا أعداء، يكفيه صديق واحد فقط هو أمريكا وقائد واحد هو روتشيلد. وقدرة واحدة هي القدرة التقنية على الاغتيال والتخريب التي ينفرد بها متفوقا على سائر الدول. ويري أن من حقه الاستفادة من تلك الفرصة لتنفيذ المشروع اليهودي بالسيطرة على العرب والعالم الإسلامي بسلاح التكنولوجيا التي تعطيه قدرات غير محدودة ولا تتوقف عن الازدياد.
الحرب الأخيرة لليهود تحمل كافة بصماتهم الجينية
يتوقع كثيرون في العالم وقوع حرب عالمية ثالثة تبيد البشرية وتدمر كوكب الأرض. وهذا لن يحدث لأن اليهود الذين يديرون الحروب لديهم تصور آخر للحرب الثالثة والأهداف المرجوة منها. فهي تختلف في طبيعتها عن الحربين السابقتين في القرن العشرين، فالنموذج القديم لن يعود مرة أخري.
الحرب العالمية الجديدة لم يشعر بها أحد حتي الآن نرغم أنها بدأت وتطورت في أفغانستان ثم انتقلت إلي أوكرانيا ثم غزة. والخلاف الآن بين أمريكا وإسرائيل هو علي توقيت الإنتقال العلني إلى الساحة الجديدة التى ستنتقل إليها تلك الحرب. هنك حروب سرية خطيرة تدور بعيدا عن الإعلام الدولي تدور في مصر والسودان وليبيا والصومال. وغيرها .
وبمعني أوضح إنها مجموعة حروب مجزأة كما هى طبيعة الحرب العالمية الثالثة الحالية. وستظل دائرة داخل المنطقة العربية، لفترة طویلة، وهذا لا خلاف عليه ولكن في التفاصيل بعض الخلافات نتيجة تشتت مؤقت في أولويات المعسكر الصهيوني.
فالبنوك الصهيونية التي تنفق علي الحروب وتجني فوائدها وهي بنوك روتشيلد وروكفلر تتعجل في إنهاء موضوع بناء هيكل سليمان وهدم المسجد الأقصى.
ويبدو أن روتشيلد (شيخ مشايخ جزيرة العرب) وحاكمها الفعلي والذي يأمل أن يستقر في هيكل سليمان علي أنقاض الأقصى ويحكم منه العالم بشكل مباشر بأوامر لا تقبل المناقشة. بعد أن وصل تطور أسلحة جيوشه الي حد يقترب من الكمال كما هو واضح في حروب غزة وأوكرانيا. وكما وصلت قدراته الاستخبارية إلي ما يشبه الأساطير بعد التقدم التكنولوجي الهائل في مجالات عديدة خاصة الأقمار الصناعية والمسيَّرات والصواريخ و الذكاء الإصطناعي الذى نقل الحروب إلى مجال نوعي جديد. فلم تعد الحروب هي نفس الحروب.
بل أضحت كائنا جديدا، ولم تعد مجرد دمار وقتل فقط. ولكنها تقترب من السيطرة التامة على الإنسان وليس القدرة على قتله فقط.. أما التدمير فهو أبسط وظائف الحروب الحالية ، ويمكن للأكثرية أن تمارسه وأن تمتلك وسائله أما هذا الشئ الجديد الذى ذهبت إلية الحرب النهائية ، فهدفها السيطرة على الإنسان واستعبادة بوسائل يكاد يستحيل عليه مقاومتها، فهو بالكاد يفهم تلخيص مبسط عن معناها. وتلك هي فلسفة اليهود للسيطرة على الجنس البشرى في امبراطوريتهم التي يسعون نحوها بحربهم العالمية الحالية التى تعيش البشرية أحداثها ومآسيه بدون أن تدرك أنها الحرب النهائية التي تنتظرها في المكان الخاطئ وبالوسائل القديمة التي تخطاها اليهود بإنفاق الترليونات وتوظيف أفضل قدرات البشر العلمية، وصبروا عشرات السنين يكدحون بصمت حتى حققوا ما يريدون ويجربون بعضها في غزة، وبعضها في أوكرانيا ويرسلون منها رسائل مشفرة إلى منافسيهم في روسيا والصين، حتى يلزموا حدودهم ولا يفكرون في مزاحمة السونامي اليهودى القادم مسلحا “بتكنولوجيا نهاية البشر”. لهذا وضعت الصين نفسها في ثلاجة عالية البرودة واعتزلت سياسة العالم في انتظار نهاية تلك القصة/ المأساة . فهى مطمئنة إلى أنها ستبقى إلى النهاية كونها تشكل نصف تعداد البشر ضمن كتلة واحدة وهى بذلك تتفوق على الجميع بما فيهم اليهود. أما روسيا فهى تقاوم ببسالة ولا شك أنها أدركت الآن أن ما بين يديها من وسائل حرب هي أفضل قليلا من مستوى نهايات الحرب العالمية الثانية. وأنها متخلفة تقنيا عن إسرائيل والولايات المتحدة لمسافة نصف قرن على الأقل ولولا زعامتها القوية لكانت متخلفة لعدة قرون.
من السهل القول أن السبيل الوحيد لنجاة البشرية هو أن تتحد تحت قيادة راشدة في تكتل إيمانى لمقاومة الاجتاح المادى لليهود. ولكن كيف والبشر لايكاد يتفق منهم اثنان على شيء واحد ؟؟. فقد استولت على عقولهم تكنولووجا الإعلام الصهيوني التي وصلت إلى نفس الدرجة الخارقة التي وصلت إليها حربهم المسلحة النهائية على البشر.
تلك هي قدرات الحرب لدى روتشيلد ملك إسرائيل القادم من القدس، وتحت يده البنوك اليهودية ومجموعة من المقاولين الأساسيين، وتحتهم مجموعة أكبر من المقاولين الفرعيين يعملون من الباطن.
أهم المقاولين الأساسيين: إسرائيل والولايات المتحدة وحلف الناتو.
وأهم المقاولين الفرعيين : الحلف الذي تقوده تركيا وهو الحلف الإنكشاري الذي يضم الحركات الإسلامية التي تدَّعي أنها تمثل أهل السنة والجماعة.
ومن مقاولي الباطن: السعودية ومشيخات النفط التي وضعت كافة إمكانياتها البشرية والمالية في خدمة اليهود بلا قيد أو شرط. ويكاد يكون حاكم الإمارات محمد بن نويان (زايد) وشركات المرتزقة الدولية التابعة له وشريكة الصهيوني المستعرب محمد دحلان المناضل السابق في منظمة فتح الثورية.
وكلاهما له دور كبير وخطير في التطورات الجارية على الساحة العربية خاصة في مصر وفلسطين و جزيرة العرب واليمن والسودان وليبيا.
سلاح المرتزقة الدولي بقيادة محمد بن نويان (زايد) يتضخم دوره في الحرب العالمية الحالية خاصة في العالمين العربي والإسلامي.
الارتباك الحالي في المعسكر اليهودي مَرَدَّه اختلاف الرؤية بين نتنياهو ومعه المتطرفين في الأجهزة الأمنية والعسكرية، وبين الملك روتشيلد الذي يتعجل مسيرة الحرب على الأرض في غزة ومصر ولبنان وإيران.
رؤية نتنياهو عملية و واقعية فهو يدرك أنه لابد من إبادة شعب غزة تماما قبل الانتقال إلي بناء الهيكل وهدم المسجد الأقصى.
غزة هي التي تُبْقي قضية المسجد الأقصى حيَّة، رغم وفاة الأمة العربية واستقالة الأمة الإسلامية من مهامها الدينية.
في انتظار ظهور جيل إسلامي جديد ذكره الله في القرآن الكريم (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم ) ــ. سورة محمد – الآية38.
في إنتظار ذلك الوعد الإلهي الذي بدأت بشائره فى الظهور، غير مرصودة من البنوك اليهودية وطائراتهم غير المسكونة وجيوشهم العسكرية والاستخبارية.
يري روتشيلد أن الهيكل أولا قبل كل شيء، لأنه يرتبط بسلسلة من المواعيد الدينية، مثلما ترتبط بنوكه بمواعيد سداد القروض والفوائد الربوية.
نتنياهو يطمح في أن تتوسع الخطوة القادمة من البرنامج في المنطقة العربية ليحقق هدفين رئيسيين لا غنى عنهما لضمان أمن إسرائيل وبقاء المكاسب اليهودية في المنطقة. واستقرار الأنظمة التي شيدها اليهود والدول الأوروبية في العالم العربي والإسلامي منذ بداية القرن العشرين حتي الآن .
يريد نتنياهو القضاء علي حزب الله، كما يقضي علي المقاومة في غزة. فتكون لبنان خالية من حزب الله وفلسطين خالية من المقاومة المسلحة ليس هذا فقط بل يصر نتنياهو ومجموعته علي أن إيران هي المسبب الأول والأكبر لجميع المشاكل التي تواجه إسرائيل والمصالح اليهودية فى المنطقة.
لهذا لابد من التخلص من إيران في خضم الحروب الدائرة حاليا. وجرها إلى مواجهة عسكرية مع إسرائيل ومحور أمريكا والناتو للقضاء عليها من خلال حرب مباشرة مع أمريكا وحلف الناتو الذين يبسطون حماية عسكرية وأمنية علي إسرائيل لمواجهة كافة الأخطار خاصة أخطار ايران والمقاومة في غزة لهذا يستهدف نتنياهو بضرباته ليس المصالح الإيرانية بل كرامة الدولة الإيرانية مثل استهداف قنصليتها في دمشق واستهداف رموز الدولة من الأشخاص والمؤسسات داخل إيران وخارجها .
وذك لإثارة أعصاب النظام الإيراني ليرد بعصبية وعلي نفس المستوي. فتتحول الحرب الي حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران فيستنفر الغرب جميع قواه للدفاع عن إسرائيل ضد “العدوان الإيراني” الذى يهدد حق إسرائيل في الوجود والدفاع عن النفس ” ويتم التخلص من إيران وحزب الله دفعة واحدة قبل أن تضع الحرب أوزارها ويرفع الستار عن شرق أوسط جديد يهودي بالكامل، ويحكمه اليهود من هيكل سليمان .
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )