التاريخ لايفيد (4)
(صفحات من كتاب مصطفى حامد “التاريخ لايفيد” – قيد الإعداد)
من أكبر مجازر الرعب في تاريخ مصر:
حرب إبادة عرقية ضد عرب الصعيد .
سنة [ 701هــ]
يقول عنها المقريزي : وفيها كثر فساد العربان بالوجه القبلي، وتعدي شرهم في قطع الطريق إلي أن فرضوا علي التجار وأرباب المعايش بأسيوط ومنفلوط فرائض جبوها شبة الجالية . واستخفوا بالولاة ومنعوا الخراج، وتسموا بأسماء الأمراء وجعلوا لهم كبيرين أحدهم سموه بيبرس والآخر سلار ، ولبسوا الأسلحة وأخرجوا أهل السجون بأيديهم فاستدعي الأمراء القضاء والفقهاء، وإستفتوهم في قتالهم ، فأفتوهم بجواز ذلك فإتفق الأمراء علي الخروج لقتالهم وأخذ الطرق عليهم، لئلا يمتنعوا بالجبال والمفاوز فيفوت الغرض فيهم فإستدعوا الأمير ناصر محمد بن الشيخي متولي الجيزية وغيرة من ولاة العمل، وتقدموا اليه بمنع الناس بأسرهم من السفر إلي صعيد في البر والبحر ومن ظهر أنه سافر كانت أرواح الولاة قبالة ذلك ، فاشتد حرصهم (ص346).
وللتمويه أشاع الأمراء أنهم يريدون السفر إلي الشام ، وكتب أوراق الأمراء المسافرين ، وهم عشرون مقدماً بمضافيهم ، وعينوا أربعة أقسام: قسم يتوجه في البر الغربي من النيل وقسم في البر الشرقي وقسم يركب النيل وقسم يمضي في الطريق السالكة وتوجه الأمير شمس الدين سنقر الأعسر وقد قدم من الشام بعد عزله من الوزارة واستقراره في جملة الأمراء المقدمين ، وتقدم إلي كل من تعين لجهة أن يضع السيف في الكبير والصغير والجليل والحقير، ولا يبقوا شيخا ولا صبيا ويحتاطوا (يصادروا) علي سائر الأموال وسار الأمير سلار في رابع جمادي الآخرة ومعه جماعة من الأمراء في البر الغربي وسار الأمير بيبرس بمن معه في الحاجر في البر الغربي علي طريق الواحات وسار الأمير بكتاش أمير سلاح بمن معه إلي الفيوم وسار الأمير بكتمر الجو كندار بمن معه في البر الشرقي، وسار قتّال السبع وبيبرس الدوادار وبلبان الغلشي إلي عقبة السيل، وسار طقصبا والي قوص بعرب الطاعة (المواليين للسلطان) وأخذ عليهم المفازات.
وضرب الأمراء علي الوجه القبلي حلقة كحلقة الصيد، وقد عميت أخبارهم علي أهل الصعيد. فطرقوا البلاد علي حين غفلة من أهلها ، ووضعوا السيف علي الجيزية بالبر الغربي والأطفيحية من الشرق ، فلم يتركوا احد حتي قتلوه ، و وسطوا (قطعوا نصفين) نحو عشر الآف رجل ، وما منهم إلا من أخذوا ماله وسبوا حريمة، فإذا أدعي أحد أنه حضري قيل له: قل (دقيق)، فإن قالها يقاف العرب قُتِل .
ووقع الرعب في قلوب العربان حتي طبق عليهم الامراء وأخذوهم من كلي جهة وجافت الأرض بالقتلي وأختفي كثير منهم بمغائر الجبال فأوقدت عليهم النيران حتي هلكوا عن أخرهم، وأسر منهم نحو الف وستمائة لهم فلاحات وزروع وحصل من أموالهم شيء عظيم جدا تفرقته الأيدي، وأحضر منه للديوان ستة عشر الف رأس من الغنم، غير مأرصد في المعاصر، ومن السلاح نحو مائتي بغلا .وصار لكثرة ما حصل للأجناد والغلمان والفقراء الذين أتبعوا العسكر يباع الكبش السمن من ثلاثة دراهم إلي درهمين والمعز بدرهم الرأس، والجزة الصوف بنصف درهم، والكساء بخمسة درهم والرطل السمن بربع درهم ولم يوجد من يشتري الغلال من كثرتها فإن البلاد طرقت وأهلها أمنون، وقد كسروا الخراج (397ص ج2).
ثم عاد العسكر في سادس عشر رجب وقد خلت البلاد بحيث كان الرجل يمشي فلا يوجد في طريقة أحدا وينزل بالقرية فلا يري إلا النساء والصبيان والصغار، فأخرجوا عن المأسورين وأعادوهم لحفظ البلاد .
وكان الزرع في هذه السنة بالوجة القبلي عظيما إلي الغاية، تحصل منه مالم يقدر قدره كثير .
ملاحظة طائفية: كلن المماليك الشراكسة وسكان صعيد مصر من أهل السنة والجماعة وكذلك عرب مصر وهم أحفاد العرب الفاتحين وسوف نرى أن النوبيين المسيحيين لم يكن بينهم شيعي واحد . فماذا يقول اليهود ومهندسو تاريخ الفتنة ؟؟. لم يجدوا غير القول بأن المؤرخ “المقريزي” هو العنصر الشيعى وهذا جهل واستخفاف بعقول المسلمين مضى وقته منذ زمن طويل فالحصول على المعلومة التاريخية من مصادر متنوعة أصبح متيسرا حتى للتلاميذ الصغار.
أم أن التاريخ الإسلامي فى مجملة كان شيعيا؟، والسياسة المعاصرة إن لم تكن يهودية فهى بالقطع شيعية إيرانية .!!
يكفى لهذا اليوم . وإلى تعليقات أكثر تفصيلا في التاريخ لايفيد آخر. إن شاء الله تعالى.
ورمضان كريم.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )