رمضان كريم في غزة .. ومصر أيضا
رمضان كريم في غزة .. ومصر أيضا
هل تجهز أمريكا تحالفا دوليا لغزو مصر؟؟
تشير الكثير من الظواهر إلى أن أمريكا تجهز لغزو مصر من باطن عملية إبادة غزة ومشاركتها مع محور أوروبي مع بعض التعديلات في أسماء أعضائه وهم يستعدون للغزو منذ سنتين علي الأقل .
ويجري الآن تجهيز المنطقة برفع بعض التوترات وخفض بعضها الآخر بما يخدم سيناريو غزو مصر .
والجدير بالذكر أن الكثير من عمليات تخزين السلاح والذخائر فى المنطقة(من أجل غزو مصر) تتم علي أنها ذاهبة إلى إسرائيل للحرب على غزة. و هي تكفي لحرب تغطي المنطقة العربية كلها وهذا ما تتحوط له أمريكا بأن الحرب علي مصر قد تمتد لتشمل عدة دول بالتتابع أو دفعة واحدة: مثل ليبيا والسودان ولبنان وتونس وبما أن الوضع الدولي وقتها قد لا يسمح بعمليات نقل ضخمة . لهذا بدأوا في تخزين الذخائر قبل وقت مبكر. فهذا أكثر أمنا ويوفر عنصر المباغته للقوى الدولية المنافسة والعناصر الإقليمية المناوئة .
تطويق استراتيجي لمصر
ويجرى بهدؤ قبل وقت مبكر من بدء المعركة، تحت ستار مخادع من حروب صغيرة أخرى في غزة والبحر الأحمر، وتحركات استعراضية للأساطيل في البحر الأبيض، وعمليات ساذجة لإنزال الطعام من الطائرات على شواطئ غزة.
عملية التطويق البري لمصر تجري من جهتين:
الأولى السودان في الجنوب بواسطة نظام “جنجويد حميدتي /البرهان”. ليس فقط لقطع الاتصالات البرية مع مصر بل للتدخل عند الضرورة والسيطرة علي عدة محافظات في صعيد مصر .
ومن جهة الغرب : اشتري التحالف الأمريكي الذي يضم مصر، جزء من القبائل الليبية وجزء لا بأس به من الأجهزة الحكومية السياسية والعسكرية هناك. من أجل إسناد عملية الغزو بهجوم من الغرب في اتجاه منطقة الدلتا وأخطر ما يجري الآن هو الاستخدام الميداني الكثيف لقوات ما كان يطلق عليه منذ زيارة ترامب الأولي للسعودية بأنه (حلف الناتو السني الإسرائيلي) وقالوا أنه يضم قوة عسكرية من دول وجماعات الإسلام السني المعتدل للعمل ضد عدو مشترك هو إيران الذي تجمعهم عداوتها في تحالف واحد يشمل الآن تركيا وفي قبضتها معظم الحركات الإسلامية غير الحكومية وأهمها القطاع الأكبر من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وتفريعاته وتنظيم داعش الذي يعتبر أهم تنظيم عسكري يقدم نفسه علي أنه حامي السنة والجماعة.
يضم التحالف الصهيوني السني، كل من السعودية ومشيخات النفط وجميعهم شارك في دعم إسرائيل في حربها علي شعب غزة وفتحوا ليها جميع طرق الأمداد بالسلاح والطعام وحتي المقاتلين والطيارين إضافة إلي تمويل جيوش جرارة من الذباب الألكتروني (كلاب خيبر) لمهاجمة المحور الذي يدعم المقاومة ويطعن في المقاومة نفسها؟.
تقوم تركيا في هذه الأيام بتهدئة الجبهة العسكرية في إدلب والتملق إلي حكومة دمشق وذلك لنقل المزيد من الدواعش وزعران الشام إلي الأراضي المصرية خاصة سيناء وبعض المدن الكبرى بما فيها القاهرة .
وجندت السلفية المصرية مئات من شبابها للقتال إلي جانب قوات السيسي لحماية النظام من ضربات المقاومة الشعبية في مصر والتي ظهرت لأول مرة منذ انقلاب يوليو.
كما جند تحالف الغزو القادم مجموعات إسلامية أخرى بما فيها الصوفية للعمل كجواسيس لرصد أنفاس الشعب ونقلها إلي الحكومة لتنعكس علي الشعب في إجراءات قمعية تصل أحيانا إلي القتل الجماعي .
وتتكفل مشيخات الخليج بنفقات التحالف الصهيوني السني الذي كان بالأساس موجها ضد إيران وأصبح الآن موجها ضد شعب مصر لمنع قيامه بتغيير سياسي في بلاده لتقرير مصيره بنفسه.
ومعلوم أي تغيير قادم في مصر سيكون مخالفا تماما لتوجهات نظام السيسي وتوجهات حكم العسكر المستمر لأكثر من نصف قرن .
دول الخليج النفطية تتولي تمويل عملية حصار مصر بما فيها نفقات الجماعات الإسلامية التابعة للحلف الصهيوني الإسلامي المذكور .
وتتولي تركيا التي تعتبر الذراع الإسلامي لحلف الناتو وهي أيضا المدير الحقيقي لشئون حلف الناتو الصهيوني الإسلامي .
الحرب على مصر قد تصح مجرد استنساخ للحرب على سوريا ؟
حتى الأن يبدو تفكيرهم بالنسبة للحرب على مصر، تكرار لأسلوب حربهم على سوريا بأن يقوم بالمهمة تحالف الناتو: اليهودى الإسلامي الذى اصبحت رتبته الحالية أقرب إلى وصفه بأنه: قوات ( الإنكشارية التركية الجديدة)، فإذا أتم هؤلاء المهمة بنجاح، وإلا .. وكما حدث في سوريا أيضا تتدخل القوات الأجنبية لأمريكا ودول الناتو الأوروبي إلى ميدان الحرب لتحقيق الأهداف بشكل مباشر، وفرض الأمر الواقع رغم أنف شعب مصر.
إسرائيل : لماذا سيناء؟؟
يعود الاهتمام الإسرائيلي غير العادي بسيناء إلى عدة عوامل :
أولا : أن شباب سيناء بمجهودات ذاتية تمكنوا من اختراق جميع الحواجز التي أقامتها إسرائيل والجيش المصري حول غزة .
وهم يقاتلون الآن إلى جانب المقاومة الفلسطينية محدثين أفدح الخسائر بالقوات الإسرائيلية في القتال الدائر بين خرائب غزة المدمرة .
وكان لذلك أثر معنوي كبير في صفوف أهل غزة كما أن مجموعات شباب سيناء تمكنوا من إدخال كميات محدودة من الطعام، ولكنها كانت آمنة من القصف الإسرائيلي و أفخاخ الموت التي تنصبها إسرائيل بتنسيق مع الدول الغربية لقتل الفلسطينين عند تسلمهم المعونات القادمة من الجو أو البحر.
ثانيا: مع شهر رمضان ترتفع الروح الجهادية لشباب سيناء. فزاد انضمامهم إلي صفوف المقاومة وتهريب المواد الغذائية إلي المتضورين جوعا في غزة.
ثالثا: يتعجل نتنياهو وفريقه لإنهاء قصة غزة وإبادة شعبها وإغراق أراضيها تحت مياه البحر المتوسط لتمحى تلك الأسطورة من الذاكرة البشرية. وذلك يستلزم بالضرورة كبح جماح قبائل سيناء وإشغالهم بحرب مع الدواعش والجيش الإنكشاري التركي . (الإنكشارية التركية الجديدة).
الحرب على مصر، مجرد “تفريعة” للحرب على غزة !!
تتعجل إسرائيل تنفيذ مشروع سحب المياه الجوفية من سيناء وهي مياه ذات جودة عالية وكميات ضخمة. فى مشروع بدأت فيه منذ أواخر عهد حسني مبارك وأمتد الي نظام حكم مرسي وحكم السيسي وتعاونت فيه الأجهزة المصرية من جيش ومخابرات مع نظيراتها الإسرائيلية وشنوا حربا مشتركة ضد سكان سيناء لطردهم من أراضيهم لإكمال المشروع.
وقالت الحكومة المصرية أن السكان كانوا من الإرهابين الدواعش بينما في حقيقتها كانت حربا لمعاونة إسرائيل في سرقة المياه الجوفية من سيناء، كما سرقت مياه النيل في سد النهضة بالحبشة .
وقد مدد الإسرائيليون من تحت أرض سيناء جزء لا بأس به من قناة تمتد إلي صحراء النقب .
وفي صحراء النقب أتموا جزءً كبيرا من المشروع ويبدو أنهم في انتظار قرار بشأن مصير غزة: هل ستغرق أم ستبقى؟؟.
فإن تقرر مشروع القناة ما بين غزة وإيلات فإن هناك ترتيبات يجب اتخاذها كي تمر مياه سيناء من تحت قناة إيلات ولكن هذا القرار لم يصدر بعد، فمازالت قضية غزة نفسها غيرمحسومة إداريا بل تداخلت مع الكثير من القضايا الأخري فزاد تعقيدها. خاصة بعد التقدم الحادث على الأرض في مسيرة مشروع غزو مصر بدخول آلاف من عناصر (الإنكشارية التركية) وعناصر مخابرات خليجية ومعهم الدحالنة المتهودون.
حتي أن مصر بكل ضخامتها والمئة مليون كائن يسكنون فيها أصبحوا مجرد (تفريعة) لمشكلة غزة تحديدا.
فالحرب القادمة لاحتلال مصر، الهدف الأساسي منها هو استيعاب بقايا الفلسطينيين وإنهاء المخاطر لمحتملة من أهل مصر مستقبلا على يهود اسرائيل حيث يعتبرونهم (الأعداء الذين في الجنوب) في أدبيات اليهود الدينية.
حرب المرتزقة ضد مصر
في مقالات سابقة ذكرنا أن الحروب الحديثة تقوم في الأساس علي المرتزقة الذين يقاتلون فوق الأراضي لحسم المعارك.
بينما الفضاء والسماء يقاتل فيها اليهود وحلفاؤهم بواسطة المسيرات ومئات الأنواع الأخرى من الطائرات المقاتلة والقاذفة. وخارج الغلاف الجوي هناك المئات من الأقمار الصناعية التي تفتش وترصد كل شيء. ذلك هو ملخص أدوات الحورب الحديثة.
وكانت حرب أفغانستان ومن بعدها حرب أوكرانيا تطبقات نموذجية وتبعتهما حرب غزة “بشئ من التصرف” كون الطرف الذى يحتكر البطولة وهم المقاومة الفلسطينية تقاتل بلا قيادة. والطرف الأخر ” إسرائيل” يحتكر التكنولوجيا وكل شئ ماعدا المعنويات والطبيعة الآدمية.
تحهيزات للحرب الحديثة على شعب مصر
البند الخاص بالغطاء الجوي متوفر منذ أكثر من عام ويغطي سماء مصر وسيناء بشكل كامل تقريبا بالمسيرات والأقمار الصناعية وأحيانا بالطائرات الهجومية القاذفة .
خاصة في سيناء من حدود فلسطين إلي حدود قناة السويس وفي أعماق ليبيا من حدود مصر إلي أعماق الصحراء والشريط الساحلي الطويل. وتحت تلك المظلة الجوية كثيرا ما يتحرك فوق أرض مصر ” مرتزقة ” من (جيش الإنكشارية التركي الجديد ).
وهناك أيضا مرتزقة دوليون من شركات عظمي تابعة “لآل نويان” يعملون إلي جانب الإنكشارية التركية الإسلامية .
الحصار البحري لمصر
أساطيل التحالف الأمريكي ودول حلف الناتو المحتشدة أمام سواحل فلسطين تشارك في حصار السواحل المصرية ومعظم سواحل الشمال الأفريقي وذلك إجراء حربي فى الأساس .
وقد قدموا بالفعل إسنادا ناريا للقوات الإنكشارية التركية العاملة علي الأراضي المصرية وربما الي ما هو أعمق في بلاد المغرب العربي .
أما في البحر الأحمر فإن الصراع الذي تخوضه أساطيل الولايات المتحدة ضد أبطال المقاومة في اليمن ليس فقط من أجل فتح ميناء إيلات الذى أصبح خارج الخدمة تقريبا. وتم استبداله بميناء حيفا رغم الضغوط اللوجستية الزائدة على حيفا .
جرى الاستغناء عن معظم خدمات إيلات بواسطة ميناء جبل علي في دبي الذي ترسو فيه سفن الإمدادات ثم تنقل برا إلي إسرائيل مباشرة عبر أراضى الإمارات والسعودية والأردن.
كما أن الجسر البحري بين تركيا وإسرائيل يعمل بنشاط لنقل جميع الإمدادات الغذائية والنفط القادم لإسرائيل من اذربيجان وقازاخستان .
وهناك الأردن الذى يرسل كل أنواع الخضروات والفاكهة إلي أشقائه الإسرائيليبن وبالمثل يفعل المصريون والسعوديون بحراً وجواً .
وبالتالي أصبح ميناء حيفا علي البحر الأبيض هو متنفس الحياة الأساسي لإسرائيل. ومع ذلك تتعمد صواريخ حماس عدم الإشارة اليه وذلك في أحد الألغاز الغامضة في تلك الحرب الذاخرة بالأسرار. والتي كانت قيد التجهيز اسرائيليا منذ أواخر عهد حسني مبارك، لفصل قطاع غزة عن أراضي سيناء وإتمام حصار القطاع بالكامل .
إن ما يجري في غزة هو مجرد تجربة “محدودة” لغزو مصر. بداية من حصارها الإستراتيجي الشامل الذي ذكرناه تمهيدا لغزوها بتحالف يشمل كل من أمريكا وحلف الناتو وإسرائيل والتحالف الصهيوني /الإسلامي الذي يمكن تلخيصه بكلمة (الانكشارية التركية الجديدة )، إضافة إلي مشيخات جزيرة العرب والجميع تحت الراية المقدسة لملك بنى اسرائيل “روتشيلد” شيخ مشايخ جزيرة العرب.
وكما فعلت إسرائيل في غزة بجعلها منطقة منكوبة لا تصلح للحياة وذلك خلال ثلاثة أشهر فقط. فعلت أكثر من ذلك بمصر، لأكثر من 40 عاما من السلام!!. وكما هو مقرر لغزة ، فإن المقرر لمصر هو طرد شعبها من كامل التراب المصرى. برميهم في البحر أو دفنهم تحت ذلك التراب، كما يردون إغراق غزة تحت مياه البحر. (وكأن اليهود يقولون لشعب مصر): كما أخْرَجَنا فرعون من أرض مصر منذ آلاف السنين فنحن نخرجكم منها اليوم.
وكما أن أمريكا وأوروبا أشد حماسا لمشرع إبادة غزة من اليهود أنفسهم، فإنهم اشد حماسا من إسرائيل لمشروع غزو مصر وإبادة شعبها أو على الأقل طرده منها.
ما حدث ويحدث في غزة ما هو إلا تجربة مصغرة للغاية لما يخططون لفعله في مصر. فهل يرفع إعلام السيسي شعار( وأنا مالي) الذى رفعوه خلال حرب غزة. أو الشعار الشهير الذى فرضه حكم العسكر على شعب مصر ( عيش ندل تموت مستور) لأن الأسرائيليين لن يتركوا ندلا ليعيش مستورا. ولن ينتصر إلا بطل يحمل السلاح كما يليق بمصري أصيل.
وعلى الأندال أن يرحلوا بسرعة ويتعلقوا بعجلات طائرة الرئيس المحملة بدولارات بيع مصر تمهيدا للفرار إلى تل أبيب أو أبو ظبى ، تعلقوا بعجلات طائرات عبيد اليهود، كما فعل عبيد أمريكا فى كابل عندما تعلقوا بعجلات طائرات سادتهم الهاربين. خوفا من أبطال طالبان الذين بذلوا الدم لمدة 20 سنة كضريبة لحرية بلادهم الأبية. فعاش المجاهدون أبطالا مستورون ومات الخونة أندالا ملعونين.
فاعتبروا يا أهل مصر الأحرار.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )