إلي الهجوم مرة أخري
إلي الهجوم مرة أخري
يتغافل قادة المقاومة في غزة عن حقيقة أنهم مسئولون عن مصير شعبهم المهدد بالسقوط بفعل الجوع والمرض والأوبئة إضافة الي الحرب العالمية عليه بالسلاح المرسل من كافة شياطين الأرض من أمريكا وأوروبا وصولا إلي تركيا . عدا ما تنتجة إسرائيل .
نعذركم لأنكم تقاتلون بدون قيادة سياسية بل بقيادة ضررها أكثر من نفعها من كثرة مفاوضاتهم مع الإسرائيلين و”الإخوة في الموساد” عبر الأخوان في قطر ومصر فتطابقت الرؤية معهم علي عدة مسائل أهمها أن وجود المقاومة المسلحة يشكل خطرا علي إسرائيل واستقرار المنطقة ويهدد مستقبل غزة . وبما أن المقاومة المسلحة في غزة هي جزء أصيل من شعب غزة فمصيرهما يجب أن يكون واحدا وهو الإبادة . لأن إبادة أحدهما تستلزم بالضرورة إبادة الآخر .
كما أن سقوط غزة يعني سقوط العالم العربي كله في يد إسرائيل بل وسقوط العالم الإسلامي . وتلك وظيفة الوحشية اليهودية في حرب الإبادة على شعب غزة .
لتكون شعوب العرب والمسلمين فى خوف من أن يلحقهم مصير غزة وتلك كانت سياسة التاتار عند اجتياحهم بلاد المسلمين بالإفراط في القتل بحيث تتساقط المدن والممالك بفعل الخوف قبل أن يصبها سيف التاتار.
– حَوّل قادة حماس السياسيون قضية فلسطين وغزة إلي قضية الأفراج عن المختطفين اليهود في غزة فلا مخرج لغزة أو فلسطين إلا بالإفراج عن هؤلاء المستعمرين اليهود مع ضمان مؤكد بإن الحرب سوف تستمر بعد ذلك إلي أن يتحقيق النصر الكامل لليهود علي غزة (أي ان يختفى الفلسطينيون من الوجود وليس من فلسطين فقط ).
– أيها السادة في غزة لا تسألوا عن حمامات السلام التي تتكلم بإسمكم في الدوحة ويرسلون اليكم مطالب إسرائيل ومبادرات أمريكا .
ولا تعيدوهم إلي غزة بعد انتصاركم القادم بإذن الله وعونه. دعوهم يبقون حيث هم، أو يشغلوا مكاتب علاقلت عامة في حكومة رام الله .
يبدو أنكم وقعتم في فخ الجمود : ومرض الخنادق التي كنتم تجهزون لها منذ البداية .
القتال ضد جيش كبير وعالي التجهيز داخل أسوار معتقل غزة من أمام فوهات الخنادق . فكرة تكتيكية رائعة: ولكنها عمل دفاعي بحت. ومعلوم أن النصر لا يتحقق إلا بالهجوم . حتى لو تمكنت الدفاعات من إضعاف العدو وتكبيده خسائر كبيرة.
فالفكرة الدفاعية الرائعة مثل خنادق غزة لابد أن تعمل من خلال إستراتيجية هجومية . او علي الأكثر خلال أحد مراحل تلك الحرب وفي مواضع محدده وظروف خاصة. فلا تكون الخنادق هي كل إستراتيجية الحرب.
أنكم تراهنون علي أن ينقذكم تطور سياسي مفاجئ. وذلك وهم محتمل الحدوث بنسبة ضئيلة وحسب ظروفنا في هذه اللحظة فهو مستحيل وقيادتكم السياسية هو أكبر العقبات، فهي تواجه العدو سياسيا من داخل معسكر العدو نفسه (قطر) . كما تواجهون أنتم الجيش الإسرائيلي من داخل أرض يسيطر عليها ويحاصرها بشكل كامل من البر والبحر والجو .
العقلية المحاصرة والدفاعية
هذه العقلية المحاصرة والدفاعية، لن تكسب حربا. وبالكاد قد تكسب معركة محدودة وبصعوبة. فأنتم تخوضون معركة دفاعية ضيقة للغاية ، بينما عدوكم يحارب حربا كاملة بإستراتيجية ورؤية تغطي العالم كله. ورؤيتنا لا تتعدي فتحة خندق أو سور فى معتقل غزة. أو نافذة قصر ضيافة في الدوحة. وقيادة سياسية ذات رؤية استراتيجية لا تتعدى حدود دولة زعران الشام على الحدود التركية . وهكذا لايمكن أن نكسب معركة إسلامية كبري، معركة مصيرية لأكثر من 300 مليون عربي.
– أيها السادة كان يجب أن تتفقوا مع إخوانكم في السلاح في حزب الله لبنان وأنصار الله في اليمن والمقاومة الإسلامية في العراق .
وتوجهوا كل الصواريخ في إتجاه حيفا في معادلة (حيفا في مقابل غزة) لم تفعلوا .. ولن تفعلوا .. وزعران الشام لن يطلقوا من أجل فلسطين ولو خرطوشة واحدة الا إذا صوبوها نحو صدوركم .
تقول إسرائيل صراحة أنها تأخذ إمداداتها من الهند عبر ميناء جبل علي في دبي وتمر الي إسرائيل عبر (المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين ومقر رابطة العالم الإسلامي) .
وبعد كل ذلك تعبر الأردن وصولا إلي إسرائيل. وتحاول أمريكا وبريطانيا كسر حصار أبطال اليمن على البحر الأحمر وميناء أم الرشاش (إيلات قبل دخول اليمن إلي الحرب ).
خط الإمداد الجديد ( بحر/ أرض) جاء لابطال مفعول الحصار اليمني للبحر الأحمر .. وهناك آلاف الحاويات في الهند تنتظر عبور المحيط الهندي. والخليج الفارسي، ومضيق هرمز وصولا إلي جبل علي .
مع إغراق أول حاملة ناقلات واحدة علي طول ذلك الخط الملاحي ـ سينقلب وضع ذلك الطريق(البحر / أرض) رأساً علي عقب .
وذلك ممكن للغاية إذا تحركت ضفادعكم البشرية التي قاتلت لفترة في بحر غزة . ولم يعد لها دور الآن في حرب الخنادق والحصار.
مجموعة واحدة من الضفادع البشرية الفلسطينية إذا وصلت إلي ذلك الممر البحري ستجد عشرات المجموعات المماثلة تضع نفسها وخبراتها وأرواحها في خدمتها وتلتمس منها البركة والعون المعنوي .
هناك فرسان البحر في اليمن ــ والأبطال البلوش أسود الجبال وحيتان البحار ــ وحتي أحفاد السندباد البحري في العراق ــ وأحفاد بن ماجد في سواحل بحر عمان واليمن و دلافين البحار من مجاهدي شباب الصومال.
فقط حاملة حاويات واحدة تستقر في قاع بحر العرب إلي جانب جثمان الشهيد أسامة بن لادن. وبعد ذلك ستبدأ إسرائيل تتعرف علي معني الجوع ولو جزئيا ً. بعد أن جربت معني الخوف ولو جزئياً حتي الآن .
ثم أطلبوا من طيور الكناري في قطر أن يطلبوا من الإخوان في تركيا ومصر والأردن والإمارات والسعودية أن يوقفوا إمداد إسرائيل بالمواد الغذائية وأن توقف تركيا إمداد إسرائيل لأن معركة المسلمين مع إسرائيل طويلة جداً. وسوف تتسع جغرافيا وقد تجد إسطنبول طائرات درونز مجهولة الهوية تحلق وتقصف أهدافا منتقاه بعناية سواء في إسطنبول أو المواني التركية .
الأخوة في مصر يعاني شعبهم من المجاعة ويشيع أعلامهم السافل إن ذلك بسبب المعونات التي يقدمونها لشعب غزة علي حساب الشعب المصري. الأغذية المصرية المجمدة ترسل من مصر الي إسرائيل وهناك نقل بحري بالطعام من مصر إلي “إسرائيل الشقيقة” بينما يعجز مئة مليون مصري عن إرسال “قدرة فول مدمس واحدة” الي 1,5 مليون فلسطيني محاصر في غزة .
وشكراً للمصري بائع البرتقال الذي وضع بعض الثمار في سيارات الإغاثة المتجهة نحو غزة … وتسلم الأيادي . فأول الغيث برتقالة، وتليها ما يليها.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )