الحصار المفروض بالقوة لا يرفع الا بالقوة
غزة في مقابل حيفا
وأخيرا تبشر أمريكا العالم أن زعماء حماس في قطر علي وشك التوصل إلي اتفاق لتبادل الأسري مع إسرائيل بعد مباحثات طويلة مع (الإخوة) في الموساد و الإخوة في (CIA).
بواسطة من الإخوة من المخابرات المصرية والإخوة في قطر كل هؤلاء الإخوة مع الإخوة في حماس المتمترسون في الدوحة ،علي وشك الفراغ من مشروع لتبادل الأسري .
قالت أمريكا أنها مهتمة بالمشروع لأنه يضمن الإفراج عن تسعة أمريكيين بين الأسري. ولأجل ذلك تواصل عملها مع الجميع في الشرق الأوسط (تكلمنا عن تصورنا في حال خطر لهم الهروب من حرب فاشلة في غزة إلي حرب شاملة في الشرق الأوسط).
وفي ذلك دليل علي أهمية مشروع التبادل علي ثلاث مراحل بدون وقف الحرب وقفا نهائيا. فالحرب يمسك بزمامها أمريكا وإسرائيل ويطالب بها غالبية الشعب اليهودي في فلسطين المحتلة، بأغلبية الثلثين.
بينما قادة حماس همهم الأول هو تسويق مبادرة خاصة بأمريكا وإسرائيل للأفراج عن الأسري. ومن خلال ما تسرب عن مشروع المبادرة المصممة خصيصا لخداع المقاومة الفلسطينية لتخفف شروطها المتعلقة بعملية تبادل الأسرى، يتضح أنه مشروع مليء بالأفخاخ ومصايد المغفلين… وما أكثرهم .
– قرار محكمة العدل الدولية لم يلزم إسرائيل بوقف إطلاق النار بل طالبهم فقط بوقف الإجراءات التي تقود إلي الإبادة الجماعية .
أمريكا وإسرائيل تقولان أن حربهما على غزة نظيفة وليس فيها إبادة جماعية وأنها تدور وفقا لقوانين الحرب .
سارعت إسرائيل إلي حشد 17 دولة حول قرار نفذوه فورا بوقف تمويلهم لوكالة (الأونروا) المسئولة عن غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والإدعاء بأن عددا من موظفي الوكالة الفلسطينين قد شاركوا في عملية طوفان الأقصى .
في المقابل أعلنت الأونروا أنها ستوقف عملها في غزة في نهاية شهر فبراير. وهكذا هي سرعة الإنجاز والتنفيذ بعكس قرارات محكمة العدل الدولية التي لا تجد من ينفذها ، أما قرارات معاقبة الفلسطينيين فإنها تنفذ فوراً .
الأونروا والهيئات الصحية في غزة يلطمون الخدود حزنا علي الأوضاع الصحية التي يعيشها سكان غزة. فقد انتشرت المجاعة والأوبئة وعدم وجود مساكن للإيواء سوي خيام غارقة في مياه المطر. والنساء يبكين أطفالهن الذين ماتوا جوعا ومرضاً.
قادة المقاومة الأبطال في غزة لا يبدون حراكا أمام كارثة شعبهم الذي يتساقط منه المئات يوميا بفعل القصف الليلي، والأمراض السارية التي تصيب الأطفال والشيوخ، والأوبئة التي تظهر تباعاً بلا قدرة علي تشخيصها أو علاجها . (حوالى مليون مريض في غزة حاليا ولا يجدون علاجا)
والجيش اليهودي يمنع عنهم كل شيء ويمنع أي شخص من الدخول أو الخروج من المستشفى حتي لإخراج النفايات أو دفن الجثث. حتى أضطر الناس إلي دفن موتاهم داخل ساحات المستشفيات التي تحولت إلى مقابر جماعية ومعتقلات إجبارية بمن فيها من مرضي أو لاجئين يبحثون عن مأوى.
سياسية عدد من التجار يقيمون في الدوحة ليبيعوا فلسطين في سوق النخاسة الدولي بوساطة من جميع الإخوة الذين ذكرناهم من الإسرائيلين وحتي المصريين مرورا بالقطري والأمريكي .
لن تسقط غزة عسكريا فالجيش اليهودي عاجز عن فعل ذلك. بل ربما تسقط (لا سمح الله) بفعل الأمراض المعدية والمجاعة. إنها مسألة وقت لا غير. ولا دخل للشجاعة والتصميم في ذلك. إذا لايشك أحد في بطولة وصبر شعب غزة .
علي قادة المقاومة المسلحة في غزة واجبات سياسية وإدارية إلي جانب واجبتهم القتالية .
– أن الحرب ليست شجاعة فقط ولكن أكثر من نصفها إقتصاد وسياسة وتدبير أمور الناس المدنيين والعسكريين. و(جنرال جوع) و(جنرال مرض) سيؤثران علي شعب غزة البطل وقد يفشلان جهادهم الأسطوري .
هناك طريقان للحل يمكن السير فيهما معا وفورا .
أولا: إزالة بوابة معتقل غزة الحديدية وتفجيرها، للسماح لشعب غزة بالعبور إلى الجانب المصري (المعتقل الأوسع).
ثانيا: إزالة الحواجز التي تفصل بين غزة ورفح مصر، والسماح لأهالي غزة بالدخول والسكن فيها حتي بدون إذن أو تصريح من أحد وتتفاوض المقاومة لاحقا، مع أصحاب البيوت علي الجانب المصري وسوف يجدون منهم تجاوبا لا شك فيه .
وأن يبقي أهالي غزة في رفح المصرية إلي حين دخول الدواء والطعام وتوقف أعمال الإبادة طبقا لقرار محكمة العدل الدولية .
أو أن يبقوا في الجانب المصري إلي حين حلول فصل الربيع إنتظارا لأن تتحسن الأوضاع العسكرية والسياسية في غزة .
والسماح للأهالي بالحصول علي احتياجاتهم من شاحنات الإغاثة التي تقف علي بوابة رفح وذلك تطبيقا لقرار محكمة العدل الدولية. وأن تضع القيادة العسكرية في غزة فصيلا من المجاهدين المسلحين لحمايتهم من أي طارئ أمني .
– عدم القيام بهجرة مؤقتة الي رفح المصرية يعتبر جريمة بالمقياس الشرعي والسياسي. فإسرائيل وقادة حماس السياسيون متواطئون على استمرار وتفاقم مشاكل أهالي غزة للضغط على أعصاب المقاومين وإجبارهم عل التماشي مع مطالب إسرائيل.
فما معني أن يموت الناس جوعاً في غزة لأنهم لا يريدون مغادرة وطنهم (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ) سورة النساء آية 97. (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً) سورة النساء آية 100. وهل الهجرة إلا مغادرة أرض الوطن تجهيزا لعودة الفاتحين. فاليوم يغادرون غزة في الشتاء حتي يعودوا اليها في الربيع فاتحيين لفلسطين كلها أن شاء الله.
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) سورة العنكبوت آية 69 .
على أبطال المقاومة في غزة أن يعضوا بالنواجذ علي كل صاروخ لديهم وعدم استخدامه الا للغرض الرئيسي وهو فك الحصار عن غزة وقصف الأهداف التي تخدم هذا الغرض فقط .
فكل الصواريخ يجب توجيهها إلي حيفا لجعلها رهينة في مقابل غزة الى أن يفك الحصارعنها. أو مواصلة قصف ميناء حيفا حتي إخراجه من الخدمة. ولابد أن ينسق مجاهدو غزة مع مجاهدي محور المقاومة، تحت شعار واحد، هو فك الحصار عن غزة وجعل ميناء حيفا رهينة لصواريخ المقاومة تنفيذا بالقوة لقرار محكمة العدل الدولية .
– الإعلان عن أن البرنامج المشترك لقصف الأهداف الحيوية في إسرائيل إنما جاء تطبيقا لقرار محكمة العدل الدولية.
ويمكن وضع بنك أهداف مشتركه بين غزة ومحور المقاومة يطال أهدافا تمس الطاقة والمياه والمشاريع الإستراتيجية خاصة علي البحر الميت. (وعدم الإكتفاء بتوجيه الشكر للإخوة فى محور المقاومة).
هذا مع العلم أن أبطال اليمن قد نجحوا إلي درجة كبيرة في إخراج ميناء إيلات (أم الرشاش) من الخدمة .
العدو الإسرائيلي بمساندة من أمريكا يجد لديه القدرة والشجاعة علي تحطيم أي قانون دولي أو إنساني. والمقاومة يجب أن يكون لديها الشجاعة لإجبار العدو علي تطبيق تلك القوانين بالقوة المسلحة .
إن حصار غزة هو عمل عدواني فرضه العدو الإسرائيلي بقوة السلاح (وما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة) وليس بالمفاوضات ولا بالمحاكم الدولية والمبادرات وتسوّل صداقة “الإخوة الأعداء” .
وبقوة الإيمان والقوة العسكرية سوف تحرر فلسطين كلها وسوف يزال الحصار عن غزة ويعاد تعميرها علي أفضل صورة بأموال المسلمين وقوتهم. ولابد أن يدرك الجميع أن غزة إذا سقطت فإن العالم العربي سوف يسقط والعالم الإسلامي نفسه سوف ينهار، وإن الدين الإسلامي سوف يصبح في ذمة التاريخ .
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )