وحدة الدفاع الجوي بعد وحدة الدفاع عن المضائق (1)
حرب أكتوبر 6/10/1973 التي حقق فيها الجيش المصري إنتصارا عظيماً بعبور قناة السويس والاستيلاء علي (خط بارليف) الذي تنحصن فيه القوات الإسرائيلية .
هذا الانتصار العظيم حولته القيادة السياسية الخائنة للرئيس أنور السادات إلى عملية ضياع كامل لمصر واستسلام تام لإسرائيل بدعوى إقامة السلام معها مازالت مستمرة إلي الآن مع انهيار في كافة المرافق حتي بالكاد يوجد شبح دولة لا تستطيع أن تفتح معبرا صغيرا بينها وبين قطاع غزة الا بتصريح من الأمن الإسرائيلي!! .
في السابع من اكتوبر 2023 تمكنت المقاومة الفلسطينية في غزة ، من تحطيم جدار الحصار حول غزة وشن هجوم صاعق على المستعمرات القريبة وهو عمل من الناحية العسكرية كان عظيماً .
و نتائجه كانت معجزة كاملة، ومازالت إسرائيل تترنح بتأثيرها وتورطت أمريكا وحلف الناتو في منطقة الشرق الأوسط بشكل يهدد بحرب عالمية نووية .
ولكن بوسائل المفاوضات وتحايل الوسطاء جعلوا من قضية الأسري كأنها القضية الأولي في العالم علي أن تبدأ مفاوضات لتحديد مستقبل الشعب الفلسطيني وتكريس سيادة إسرائيل علي أرض فلسطين كدولة يهودية خالصة .
عبر المفاوضات والمبادرات التي لا تنقطع بوساطات “الإخوة” و”الأصدقاء” الذين منهم أمريكا . وتهافت المجهود السياسي لحركة حماس، لولا تماسك قوة المقاومة الفلسطينية في غزة، لرأينا غزة تحولت إلي قاهرة أخرى ، وظهر فيها زعيم (مؤمن) عربيا وفلسطينيا بطلاً للحرب أي “عملية السابع من أكتوبر” وبطلا للسلام أي “يبيع فلسطين وغزة لليهود والمستثمرين الخليجيين” والتف حول الرئيس المؤمن في غزة قطيع من “القطط السمان”، السماسرة صيادي الفرص، كالذين حولوا نصر أكتوبر علي قناة السويس إلي أرصدة مالية لحساباتهم في الخارج حتي أصبحوا من أثرياء العالم المعدودين .
أن التاريخ سيظل يكرر نفسه طالما أن أحدا لا يأخذ منه العبر وسيظل المجاهد المسلم أفضل مقاتل في العالم ولكنه في يد السياسيين الخونة من تجار الدين والدم يتحول إلي مجرد “بغل تحميل” لخدمة اليهود والأمريكان ويتحول نضال الأمة الإسلامية إلي مجرد (ورقة إسلامية) تلعب بها أمريكا علي مائدة القمار الدولي ضد خصومها الدوليين ( السوفييت سابقا ـ روسيا والصين الآن ) .
وحدة الساحات ماذا تعني؟
لا يعرف العرب قيمة الوحدة لأنهم لم يجربوها، بل يقاومونها رغم أنها مفتاح النصر في أي معركة. ليس فقط التحالف بين المسلمين أنفسهم بل والتحالف مع الأطراف الأخري ذات المصالح المتشابهة .
يقول مثل عربي لا يهتم بها أحد: الأصدقاء ثلاثة والأعداء ثلاثة فالأصدقاء هم : الصديق ، صديق الصديق ، عدو العدو .
والأعداء ثلاثة : العدو ، صديق العدو ، وعدو الصديق .
وتلك هي تماما قاعدة التحالفات المعتمدة منذ فجر التاريخ لدي الأمم الحية فيما عادا العرب الموتى.
كثر الكلام منذ أشهر وسنوات قليلة عن جبهة الممانعة (أي تلك الدول والجماعات التي تعارض السياسة الأمريكية وتعادي إسرائيل).
وبعد حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل علي شعب غزة بمعونة من أمريكا وحلف الناتو ضد شعب غزة. ظهر شعار (وحدة الساحات) أي العمل ضمن إستراتيجية مشتركة لأطراف جبهة الممانعة .
ثم ظهر اقتراح يقول (وحدة الممرات والمضائق) أي بالتحالف العسكري والبحري بين تلك الدول الممانعة لمنع إسرائيل من استخدام المياه الإسلامية إلي حين وقف حربها ضد غزة. طبيعي لم تتخذ أي خطوة في هذا الإتجاه إلا بعض المبادرات الميدانية علي مسؤولية أصحابها المباشرين .
توحيد السلاح المقاوم
إقتراح آخر (بوحدة سلاح المقاومة) وهو توحيد التسليح وتبادل الدعم التسليحي والميداني بين أطراف محور المقاومة وأطراف محور المضائق والممرات. (هذا المحور من مسؤولياته دعم مجموعة المراقبة المغاربية لمضيق جبل طارق ليدخل في إطار معركة الأمة ضد الطغيان الصهيونى والأمريكى ).
بمعني أن الطرف الذي لديه فائض قوة عسكرية ينقل ذلك الفائض إلي الطرف الذي يحتاج اليه ضمن ذلك المحور. وبهذا ستتحمل إيران العبء الأكبر في هذا النوع من الدعم وتبعات ذلك معروفة فمنها ما هو عسكري ومنها ما هو أمني وإعلامي وسياسي.
والمقترح هوكاتالي:
طالما أن اليمن قد مضت شوطا بعيدا في دعم شعب غزة وأحدثت في ذلك انقلاباً استراتيجياً في الموقف العسكري والسياسي للقضية الفلسطينية بعد أن عجزت القيادة السياسية لحماس عن تطوير موقفها الإستراتيجي العسكري أو السياسي بل وقعت في حالة جمود، وتنتظر مبادرة عسكرية تقوم بها إسرائيل أو مباردة سياسية تقوم بها قطر نيابة عن أمريكا وإسرائيل .
– ضمن مبادرة وحدة السلاح، فإن المقترح يعنى أن تنتقل وحدات صواريخ مضادة للطائرات من إيران إلي صنعاء وميناء الحديدة للدفاع عن الشعب اليمني ومضيق باب المندب ضد الطائرات الأمريكية والبريطانية التي تعتدي علي اليمن يوميا. أو على الأقل تزويد الجيش اليمنى بعدة بطاريات متطورة من تلك الصواريخ ويعرف اليمنيون كيف يسقطون بها الطائرات الإسرائيلية حتى فوق غزة.
بالمثل أن تنتقل وحدات إيرانية من الدفاع الجوي الصاروخي الي دمشق للدفاع عن المطارات السورية والمستشارين الإيرانيين التابعين للحرس الثوري الذين يقدمون المشورة والدعم لقوات حزب الله والجيش السوري .
– يمكن أن تتقدم إيران واليمن إلي روسيا والصين معا بطلب شراء منظومات صواريخ متطورة أرض جو لحماية شعوب المنطقة من العدوان الأمريكي الأوروبي والإسرائيلي الذي يهدد العالم بحرب عالمية ثالثة .
ومن الأفضل أن يدعم مجاهدو غزة الطلب الإيراني بإرسال وفد مشترك فلسطيني إيراني يمني، إلي موسكو وبكين للتفاوض بشأن صفقة من صواريخ دفاع جوي متطورة وأن يصاحب تلك الصفقة دعم فني لتركيب الصواريخ وتوفير قطع الغيار.
– وفي فرصة تالية سنورد قصة مصر مع كوريا الشمالية لدعم الدفاع الجوي المصري في وجه العدوان الإسرائيلي علي أعتاب حرب عبور قناة السويس (1973) .
كما جاءت علي لسان الفريق سعد الشاذلي رئيس أركان القوات المصرية في ذلك الوقت في كتابه الشهير (مذكرات حرب أكتوبر).
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )