منطقة الشرق الأوسط عربية أم إسرائيلية؟!
وحدة الممرات بعد وحدة الساحات تطور جديد لإستراتيجية
المقاومة الإسلامية للغزو الإوروبي الإسرائيلي
العدوان الأخير علي اليمن بالطائرات الأمريكية والبريطانية يحمل رسائل كثيرة بطبيعة الحال .
وتوقيته في نفس الوقت الذي تعمل فيه محكمة العدل الدولية بدعوة من جنوب أفريقيا لمحاكمة إسرائيل لإرتكابها جرائم إبادة جماعية .
قالت المحكمة أن قراراتها ملزمة ولكنها لا تمتلك القدرة علي التنفيذ.
بمعني آخري أنها جولة أخري من الكلام لإطائل منه. كسباً للوقت حتي تتم إبادة غزة بفعل العمليات العسكرية والقصف الجوي والمدفعي وبفعل المجاعة والأمراض والأوبئة .
وحسب تقديرات الأمم المتحدة نفسها فإن المتبقي من الزمن لوقوع مجاعة لا يتعدي شهر واحد علي الأكثر .
الرسالة الأمريكية البريطانية هي عقوبة لشعب اليمن علي مساندتة لشعب غزة وهو موقف لم يشاركة فيه من العرب سوي شعب جنوب لبنان. فهذه تهديدات إسرائيل لجنوب لبنان بتحويله إلي غزة أخري.
أما اليمن فجاء العقاب سريعاً وعملياً علي قدر (جريمة اليمنيين في دعم غزة ). وفي ذلك رسالة لجميع الدول العربية الغارقة في غيبوبة لا قرار؟ ولكن الجميع يعلم وبما فيهم إسرائيل وأمريكا وبريطانيا أن الساحة الشعبية في الوطن العربي سوف تنقلب في مستقبل الأيام وأن المشهد سوف يتغير بتأثير المجازر في غزة وتطورات قضية فلسطين التي استيقظ عليها العرب والمسلمون بل والعالم أجمع بفعل المقاومة الباسلة لمجاهدي فلسطين، والإجرام المبالغ فيه من جانب اليهود وحلفائهم .
ما يحدث في اليمن ينذر بأن الدور القادم هو على جنوب لبنان لمعاقبة شعب الجنوب علي تأييده لحزب الله كما تتم الأن معاقبة شعب اليمن لمناصرتة حركة إنصار الله في حصارها البحري لإسرائيل .
ضرب اليمن الآن هو رسائل لجميع الشعوب العربية ولمحور المقاومة بشكل خاص أن: الزموا أماكنكم فالعمل العسكري هو إمتياز محصور بإسرائيل وحلفائها .
وشعارهم لقد جئنا إلي الشرق الأوسط لمنع توسيع الحرب بينما الحرب هم الذين أشعلوها ويديرونها ويوسعون نطاقها كما يحدث في اليمن الآن.
والخيار صعب جداً فإما أن تفقد الشعوب والدول سيادتها وكرامتها وإما أن يطالهم عقاب مثل عقاب غزة واليمن.
أن توسيع الحرب بعد ضرب اليمن لم يعد قرارا إسرائيليا / أمريكيا فقط بل أصبح بشكل أساسي قرار يمني، ثم قرار لحركات المقاومة الداعمة لغزة في العراق ولبنان . وفي النهاية والبداية هو متعلق أيضا بإيران المستهدف الأساسي الذي لا يعلن عنه إلا قليلاً .
بينما تعد لها إسرائيل ومحورها الضربة الكبرى التي تبعدها تماما عن فلسطين، في ضربة عسكرية وسياسية .
في السياسية يجهزون أن تكون قضية فلسطين قضية خاصة لحركة حماس التي لا تقبل بمشاركة مع المحور الإسلامي الشيعي التي تناصبه إسرائيل للعداء. تلك هي الضربة السياسية الكبرى لإيران لتنتزع منها أحد الأوراق السياسية والدينية الكبرى التي في يدها .
أما عسكريا فأن البرنامج النووي والتصنيع العسكري في إيران يأتيان في صدارة العدوان العسكري المتوقع .
اليمن تمتلك بنك أهداف غني جدا وخطير التأثير علي أمريكا وبريطانيا وأوروبا وحلفائهم من عرب النفط . فجميع الأهداف النفطية الحساسة وعلي رأسها شركة (أرامكو) في السعودية وكذلك القواعد العسكرية لأمريكا وإسرائيل وبريطانيا هي في متناول الأسلحة اليمنية الصاروخية والمسيّرات .
كما أن الخيار شمشون الذي ترفض قيادة حماس استخدمه وهو تفجير مفاعل (ديمونا النووي) هو قرار حاسم، لا يقدر علي إتخاذه الا المقاتل اليمني العنيد .
أما حماس فهي أكثر حرصاً على مستقبلها السياسي كلاعب مقبول دوليا في فلسطين والمنطقة العربية. بعد إبادة غزة: الشعب والمقاومة .
لهذا تجنب ساسة حماس (ديمونا) كما تجنبوا أهدافا إسرائيلية أخري حساسة حرصا علي مستقبلهم السياسي وعلاقتهم مع الغرب ومكانتهم في إقتصاد الشرق الأوسط الجديد القادم، والمقدر بترليونات الدولارات.
وما يعنيه ذلك الشرق الأوسطي، وتصالحه مع حركة الإخوان المسلمين المتعاونة مع إسرائيل. حركة إسلامية ثرية ومرنة علي الطراز التركي وليس الإيراني (المتطرف ،الشيعي، الرافضي).
لدي محور المقاومة خيار ممكن، رغم أنه يبدو معقداً. ذلك الخيار يمكن تسميته (بوحدة المضائق المائية) علي نمط ما يقال الآن عن وحدة الجبهات .
وحدة المضائق المائية
من ناحية إستراتيجية فإن هدف التدخل الأمريكي والأوربي في الحرب علي غزة بشكل مباشر هو إخضاع المنطقة العربية كلها للإرادة الإسرائيلية في إطار ما سماه شيمون بيريز “الشرق الأوسط الجديد” .
أي أن تكون المنطقة العربية كلها إمبراطورية يهودية تقودها إسرائيل وتسيطر علي جميع النواحي فيها: الاقتصاد والسياسة والدفاع والأمن والثقافة والتعليم والمواصلات براً وبحراً وجواً .
وأن تربط تلك الإمبراطورية اليهودية بأوروبا عن طريق البر عبر تركيا والأرض السورية . فكان ذلك أحد أسباب إشعال الحرب في سوريا عام 2011 لتمرير تلك الرؤية اليهودية التي عارضتها سوريا .
فكانت حركة جهاد (زعران الشام) التي أنشأتها إسرائيل وأيدتها أمريكا وحلف الناتو ودول النفط العربية .
وقد هُزمت تلك الحركة وتبقي منها شريط في ادلب يفصل ما بين سوريا وتركيا فيما يشبه الحاجز البشري الذي قد يتحول إلي دويله قزمة بقيادة (زعران الشام) تديرهم إسرائيل كما تدير قطر والبحرين والأردن.
بعد حرب زعران الشام تبقي من سوريا شبح دولة تقف علي قدميها بصعوبة في ظل حصار إقتصادي وسياسي دولي. وضربات إسرائيلية مستمرة ومتقطعة مع ضربات إرهابية في الداخل من جماعات متعددة .
عملية طوفان الأقصى أصابت في مقتل الحلم اليهودي بإقامة الشرق الأوسط الجديد لهذا أستنفر يهود العالم واذيالهم في كل أوروبا والولايات المتحدة لقمع الفلسطينيين وإبادة غزة بالكامل بدعوة القضاء علي حماس ومقاتليها. في الحقيقة كان سعيهم الرئيسي هو إعادة الحياة الي مشروع الشرق الأوسط الجديد وتمكين إسرائيل من وضع حذائها العسكري الثقيل فوق رقاب جميع العرب جاعلين من غزة أمثولة ونموذج لقدرة الإنتقام اليهودي المنفلت لإرعاب شعوب المنطقة .
لهذا فإن العمل المعاكس لما تقوم به إسرائيل وأمريكا والناتو في المنطقة العربية يجب أن يهدف إلي تقويض مشروع الشرق الأوسط الجديد بل تقويض المشروع اليهودي في فلسطين.
بعد إغلاق المضائق المائية الشهيرة عالميا مثل مضيق هرمز ومضيق باب المندب ، و قناة السويس من اجل استكمال ترابط حلقة المضائق العربية والإسلامية، ينبغى وضع مضيق جبل طارق في دائرة الاستهداف تمهيدا لإغلاقة بالكامل حسب التطورات في المنطقة العربية وموقف دول أوروبا من تلك التطورات .
كما البحرين التي هي مركز الإسطول الخامس الأمريكي ومجاله البحري ضيق نسبياً ولا يناسب عظمة ذلك الأسطول. فضيق مساحتها يجعلها مكدسة بالأهداف العسكرية والجوية والبحرية والبرية.
يمكن بأساليب بسيطة تحويل البحرين ومياهها إلي مجرد مضيق يصعب علي الأسطول الأمريكي التحرك فيه فيصبح مثل مجموعة من البط المريض في بركة راكدة. ويمتلك المجاهدون البحريون وسائل لفعل ذلك غير الصواريخ. ويمكنهم تحويل أي ممر مائي إلي منطقة خطرة للغاية بما في ذلك جزيرة البحرين. كما يمكن أن يفعل المجاهدون ذلك في جبل علي الذي تستخدمه الهند لإمداد إسرائيل بما لا يحصي من المواد العسكرية والبضائع بما في ذلك مواد كيماوية خطيرة.
سياسة وحدة المضائق يمكن أن تحول الشرق الأوسط الجديد إلي جزيرة معزولة عن أوروبا. وتحول أوروبا إلي منطقة يصعب إتصالها بباقي العالم .
لإستكمال سيطرة المجاهدين علي الشرق الأوسط ومنع إسرائيل السيطرة عليه . عليهم وضع خطة عسكرية مشتركة لتطهير حزام ادلب ذلك (البتك) الإسرائيلي الذى تحتفظ إسرائيل بمفتاحه فى يدها إلي حين تصل إلي الحدود التركية وتستولي علي سوريا وتبدأ مشاريع الإتصال البري بين إمبراطوريتها العربية وأوروبا عبر تركيا .
فتضع (زعران الشام) شرطيا لحراسه ذلك (البتك) كما هي جيوش الدول التي تديرها إسرائيل مثل الأردن ودول الخليج ومصر. أي أن مجاهدي زعران الشام مرشحون لإنتقال جيوسياسي جديد. في البداية كانوا أداة في يد الإسرائيلي لإسقاط النظام السوري وصولا إلي وضعهم الاستراتجي الحالي كحراس علي الحاجز “البتك” الموجود في ادلب ليفصل بين سوريا وتركيا، ويحدد منطقة الاحتلال الأمريكي في شرق سوريا ليميزها عن منطقة إسرائيل في ادلب والمرشحة لأن تصبح دولة ادلب بدلا عن (بتك ادلب)، ولكن أيضا تحت حماية مجاهدي “زعران الشام” وزعاماتهم التاريخية . دولة الزعران فى نهاية مطافها مهمتها حماية ادلب كممر للمشاريع الاستراتجية التي تربط الشرق الأوسط الإسرائيلي الجديد بأوروبا عبر تركيا .
والمشروع برمته ينتظر القضاء علي مجاهدي غزة وإسقاط النظام السوري واستبداله بنظام آخر متجانس مع الأنظمة العربية المحيطة به ويدخل مع إسرائيل في معاهدة سلام مثل الأردن ومصر.
إذا يمكن اعتبار “بتك ادلب” الحالي هو أحد الممرات البرية الهامة في الوطن العربي التي يجب تأمينها عربياً وإسلامياً بإجلاء مرتزقة زعران الشام عنه، لعرقلة المشروع الإسرائيلي الخاص بالشرق الأوسط اليهودى.
– توضيح: (البتك) يعني قاطع مؤقت ويستخدم في مناطق باكستان من جانب الشرطة لوقف المرور علي الطرقات للبحث عن المطلوبين والممنوعات. في الأوقات العادية فأن (البتك) يكون عبارة عن حبل مرتفع عن الأرض حتي ينبه السائقين إلى وجود حاجز تفتيش.)
أبحث عن سيسي إسرائيل
مفتاح مشكلة باب المندب والبحر الأحمر موجود عند إسرائيل النظام المصري و رئيسه عبد الفتاح السيسي .
فإسرائيل حاليا تعاني في البحر الأحمر وفي غزة وفي المنطقة والعالم جراء فشل سياستها ومبالغتها في سياستها المعادية للإسلام والعرب .
وأستعلائها علي الجميع وطموحها لإنشاء إمبراطورية عربية باسم الشرق الأوسط الجديد تكون ركيزة لإمبراطورية يهودية توراتية وعاصمتها القدس الشريف طبقاً للأساطير التوراتية. وظنت أنها تستطيع أن تعمل منفردة بعيداً عن الإسناد الأمريكي أو بالقليل جدا منه ومن الدعم ألأوروبي وكشت عملية طوفان الأقصى تفاهة ذلك التصور.
وظنت أنها قد تجد حليفا إستراتجيا ممثلاً في الهند بقوتها الاقتصادية وكثافتها البشرية الهائلة (1700 مليون) شخص. بحيث يستطيع اليهود بخبرتهم وبإستخدام القوة البشرية للهنود كجنود وعمال وقوة استطانية مساعدة لها فى المناطق العربية المطلوب تفريغها من السكان مثل جزيرة العرب والخليج النفطى والسودان ومصر وبعض من الشمال الأفريقي مثل تونس وليبيا . ثم التمدد بالقوة الهندية البشرية لإقتلاع ما تبقي من إسلام في أفريقيا. وإزاحة الصين من الشرق الأوسط وأفريقيا كمنافس إقتصادي للبنوك اليهودية في المجال الدولي وتحطيم مشروعهم المستقبلي المسمى الحزام والطريق أو(طريق الحرير) .
ورغم أن مصر هي أضعف حلقة في الشرق الأوسط نتيجة فقرها وتدهور حالها بعد السيطرة اليهودية عليها. وتنصيبهم السيسي رئيساً يهوديا لمصر. الا أن قيمتها الاستراتجية في الإقليم والعالم لا يمكن تعويضها وكذلك عمقها الحضاري الممتد إلي آلاف السنين هو ما يفتقر اليه اليهود وحلفائهم فى أمريكا وأوروبا ومشيخات النفط .
قسوة السياسة الإسرائيلية في مصر وإستعجالها إدخال التغيرات الجذرية التي أحدثتها خلال فترة زمنية قليلة في ديانة الشعب وأوضاعة المعيشية وكرامتة الوطنية واحترامه لذاته وتحويله إلي حثالة بشرية بكل معني الكلمة، فسبب ذلك جرحاً عميقاً للشخصية المصرية ورغبة مكبوتة في الإنتقام. سواء من إسرائيل أو النظام وحلفائه الأجانب والعرب الذين تعاونوا في دمار مصر وشعبها .
ساعد في تلك الثورة المكتومة، الضنك المعيشي الشديد والتدهور الذي لا يتوقف في كل شيء، من العمله إلى الأخلاق إلى مكانة الدولة ومكانة المصريين وسمعتهم وضياع كرامتهم الوطنية وهم يشاهدون بلادهم تباع لسداد مصاريف الدولة وتكاليف فساد الإدارة والطبقة الحاكمة من الجنرالات .
ومنذ حوالي عشرة أعوام ظهرت بوادر العصيان المسلح بين فئات محدودة، أخذت تتسع تدريجياً ، بين سكان شبه جزيرة سيناء الذين تعرضوا لحملات إبادة جماعية وطرد إجباري من أراضيهم والإستيلاء علي ممتلاكاتهم بإشراف و طلب من إسرائيل. وكان ذلك مرتبطا بهدف إسرائيلي قادم لعزل غزة عن مصر تمهيداً لإبادة شعب غزة بالكامل والاستيلاء علي أراضيها و ثرواتها في غاز البحر وشق قناة تربط البحر الأبيض بالبحر الأحمر تصل بين غزة و(ميناء إيلات) لطمس معالم هولوكوست غزة الذى قامت به إسرائيل وأمريكا وأوروبا..
ولم يظهر ذلك المخطط إلا مؤخرا خلال حرب الإبادة علي غزة فأدي إلي نتيجة لم تكن في الحسبان لذا عاد سكان سيناء الأصليون إلي المطالبة بالعودة إلي أراضيهم وتقديم يد العون لإخوانهم في غزة الذين يعانون من الحصار والمجاعة وحاولوا الوصول الي الحدود وإيصال بعض المعونات ولكن الجيش المصري الذي أسماه سكان سيناء (جيش الاحتلال المصري) قابلهم بكل عنف تدعمه المخابرات الإسرائيلية و المرتزقة وبعض القوات من قبائل سيناء نفسها اشتراهم النظام بالأموال العربية والإسرائيلية .
أما النظام المصري نفسه فقد زاد تمزقه الداخلي والأجهزة السيادية تشرذمت إلي أقسام متنافسة وتحولت إلي مراكز قوى شبه مستقلة وقعت بينها صراعات في أوقات وأماكن مختلفة. وتفشي بينهم الفساد وتهريب المخدرات، واستغلال السلطة وسرقة الأسلحة وبيعها كما حدث في أوكرانيا وأفغانستان للأنظمة الموالية لأمريكا عند اقتراب سقوطها وهروبها من البلاد.
صندوق الحديد والنار:
ظهر في الأحداث أن تفكير إسرائيل بالنسبة لمصر يتجه إلي حل جذري يتناسب مع الأزمة التي تعيشها إسرائيل مع فشل حلم إخضاع غزة عسكريا رغم أن غزة تعددها 2 ونصف مليون شخص فماذا يمكنها أن تفعل في مصر ذات المائة وعشرة ملايين والمساحة الشاسعة والطبيعة الجغرافية المتنوعة .
كان الحل هو وضع مصر داخل صندوق من الحديد والنار، يبدأ شرقا من قناة السويس فيغلقها الجيش المصري بمعونة إسرائيلية (بواسطة شريط حدودي” بتك” مسلح) (خط بارليف جديد) . وحدودها الغربي هو الحدود مع ليبيا بأن يغلقها الجيش المصري باحتلال حزام حدودي “بتك” يفصل بين البلدين بعمق مناسب.
بمعني آخر أقامة “بتك” بين الدولتين يحرسه “زعران الجيش المصري” شبيه بذلك (البتك) الذي بنته إسرائيل بين سوريا وتركيا ويحرسه زعران الشام .
و من أجل ذلك المشروع الطموح أقامت إسرائيل فى الصحراء الغربية قاعدة للجيش المصري أسمتها قاعدة (محمد نجيب) علي نفقة رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي .الذين حضروا افتتاح هزلي مع السيسي في سيارة عسكرية صممت لحملهم جميعاً بطريقة مثيرة للسخرية .
حاول الجيش المصري كثيراً تنفيذ المشروع ولكنه فشل علي الدوام والسبب بسيط وهو أن الجنود المصريين غير مدربين وغير جاهزين للقتال وغير مقتنعين بما يقومون به من هجوم علي الجيران العرب .
أما الضباط فهم مشغولون بالتهريب بين مصر وليبيا للمخدرات والأسلحة و البشر الراغبين في الهجرة إلي أوروبا عبر موانئ ليبيا، أو العمال المصريين البؤساء الباحثين عن أي عمل في الأراضي الليبية. خسر الجيش المصري كثيراً في مغامراته علي الحدود الليبية. ولسناوت كان واضحا أن عزل مصر عن ليبيا هو مشروع جيوستراتيجى دولى من الطراز الأول. والجميع كان يعلم ذلك ما عدا شعبى مصر وليبيا. وكل فئة ترى وتفسر ما يجرى حسب مصالحها المباشرة التي يربح فيها الجميع.
ورغم ذلك استمرت حالة فشل نظلم السيسى بل تصاعدت. وزاد ذلك من تفسخ الجيش وتحلله وسريان ذلك الإحباط من صفوف القوات المسلحة إلى الأجهزة السيادية جميعاً بسبب الفشل المتواصل في سيناء والحدود الليبية. وباتت الدولة المصرية عاجزة عن السيطرة على حدودها بسبب سطحية وغرور التفكير الإسرائيلى التوراتى، وانقطاع صلته بالواقع المصرى والعربى.
دوامة قناة السويس قد تبتلع مصر والعالم!!
كانت قناة السويس سبباً مباشرا لإحتلال مصر عام 1982 علي يد الجيش البريطاني ، احتلال دام 72 عاماً .
تغيرت فيه صورة مصر والشعب المصري وظهرت إلي العلن تأثيرات الثقافة الأوربية علي المجتمع المصري في حياته وثقافته ومعتقداته.
في عام 1956 كانت قناة السويس سببا للعدوان الثلاثي علي مصر الذي شارك فيه جيوش بريطانيا وفرنسا وإسرائيل. لإسقاط نظام جمال عبد الناصر الذي أمم قناة السويس للإستفادة من دخلها في بناء السد العالي علي نهر النيل .
سقطت مدينة بورسعيد في الاحتلال لفترة وجيزة الى أن إنسحبت منها القوات الغازية نتيجة التهديد السوفيتي بضرب عواصم الدول التي شاركت في العدوان بالصورايخ النووية.
وبما أننا في عصر لا ينبغى فيه أن نستغرب أي شيء، وبالتالي يمكننا توقع حدوث غزو أجنبي أوروبي لمصر تشارك فيه أمريكا وإسرائيل وحلف الناتو، وتموله دول النفط العربية .
بإدعاء أن قناة السويس قد عجز المصريون عن حمايتها وتشغيلها وبالتالي يتعرض العالم لأزمة إقتصادية. وعليه تحالفت تلك القوى الأطلسية للإستيلاء علي القناة لحمايتها “لصالح السلم والرفاه العالمي” أى لحماية رفاهية وتأمين إسرائيل من الفوضى في المنطقة التي فاقمتها الفوضى التي حدثت في الملاحة البحرية في قناة السويس، والبحر الأبيض والبحرالأحمر. قد يبررون بعد ذلك إقامة قناة البحرين (قناة بن جوريون) التي تربط بين غزة وميناء إيلات بديلا عن قناة السويس .
حيث أن إسرائيل في العرف الأمريكي والأوروبي هي قلعة الأمان والديمقراطية بينما المنطقة العربية تسكنها وحوش بشرية ينبغي إبادتها أو إبعادها عن المصالح العظمي ووضع ذلك كله في يد اليهود للحفاظ عليها وإدارتها وتنميتها للصالح البشري العام (أى اليهود فقط بصفتهم البشر الوحيدون والباقى مجرد حيوانات بشرية).
الأساطيل ونظرية
وضع مصر داخل صندوق من الحديد والنار
استخدم الأسطول الأمريكي أساطيل الناتو في الحرب ضد غزة كان مبالغة غير معقوله في إستخدام الأدوات العسكرية بشكل يفوق كثيرا ما تستدعيه الاحتياجات الفعلية للمعركة.
وبالمثل سعي أمريكا إلي تكوين تحالف بحري (من دول الغرب والعرب النفطيين) لتأديب اليمن وفتح باب المندب أمام سفن إسرائيل تحت شعار دعم العملية التي أسموها (حماية الرفاهية) والحقيقة غير ذلك فهي عملية لحماية رفاهية إسرائيل وحماية شواطئ (الترفيه) السعودي علي شواطئ البحر الأحمر المخصص للعراة وفسق السعوديين، وأثرياء يهود العالم .
أعلنت أمريكا سحب حاملة طائراتها (فورد) من أمام غزة وفي الحقيقة فإن إسرائيل تطلب منها ومن الناتو تعريز تواجدهم البحري في البحر المتوسط بهدف اغلاق البتك البحري شمال مصر وشمال افريقيا، وحصارهما.
وكذلك طلبت تعزيز تلك الأساطيل في البحر الأحمر والخليج الفارسي لحماية رفاهية إسرائيل وإحكام الحصار البحري حول مصر فيصبح الصندوق المصري محكم الإغلاق من جميع الجهات بنطاق عسكري مصنوع من الحديد والنار .
ـ فمن الشرق والغرب زعران الجيش المصري .
ـ من الشمال والجنوب الشرقي، هناك أساطيل أمريكا وحلف الناتو .
وبالأساطيل الأمريكية والأطلسية والعربية. يتم فتح جميع الممرات البحرية للعرب والمسلمين: بداية من مضيق هرمز ــ الي باب المندب ـ إلى قناة السويس ـ إلى مضيق جبل طارق .
ومن يحاول المقاومة فإن غزة هي الأمثولة، تتبعها أمثولة اليمن، وقد تتبعهما لبنان، ثم إيران .
ومن بعدها فإن الجيش الإسرائيلي سوف يقوم بتعيين مشايخ المساجد المقدسة ـ الأقصى ـ مكة ـ المدينة .
ولمن تركوا الجهاد ذلاً لا يرفع عنهم الا بالعودة من جديد إلي دينهم وجهادهم .
الموت داخل الصندوق المصري
لإستكمال صندوق الحصار حول مصر هناك إتجاه غاية الأهمية والخطورة هو الحدود الجنوبية بين مصر والسودان .
ومطلوب إقامة بتك في تلك المنطقة ولكن المرشح لحراستة هم زعران السودان (الجنرالان حميدتى والبرهان)، ومن جانب مصر هناك زعران الجيش المصري كما هي العادة دوما مهام ذلك البتك تتعلق بمنع ماء النيل أو انتقال السكان والسلع من السودان إلى مصر.
فمن المتوقع أن تحدث مجاعة في مصر تخطط لها إسرائيل لتخفيض عدد السكان إلي الحد الأدني الذي لا يضايق ولا يهدد إسرائيل، أي ما دون العشر ملايين إنسان مصرى، مريض ومعلول ولا يستطيع فعل شيء .
أما المائه مليون فلتأكلهم المجاعة والأوبئة كما يحدث في غزة الآن حيث تراهن إسرائيل علي إبادة شعب غزة بالمجاعة والأوبئة إضافة إلي القصف البري والجوي للتخلص من المقاومة المسلحة ومن جزء هام من شعب فلسطين الذي يمثل سكان غزة سبعين في المائة من تعدادهم داخل أرضيهم التاريخية .
بنفس الأساليب تخطط إسرائيل لإبادة مائة مليون مصري فتمنع عنهم المياه بواسطة سد النهضة في الحبشة وبواسطة “البتك” الذي يحميه زعران حمدتي والبرهان لمنع المصريين من الحصول علي أي مياه من السودان أو مواد غذائية تماما كما يفعل المصريون مع شعب غزة المحاصر فيموت المصريين جوعاً وعطشاً فى أكبر إبادة جماعية شهدها الكوكب في مكان واحد وضد شعب واحد. مشابه لما يحدث في غزة الآن ولكن علي مستوي أكبر بخمسين ضعف.
أما الموت بالوسائل العسكرية فمن المتوقع عن المجاعة في مصر سوف يقتل الناس بعضهم بعضا بوحشية بل سيأكل بعضهم بعضا .
وتلك عادة شعبية حدثت مراراً في تاريخ مصر(أنظر كتاب تاريخ المجاعات في مصر للمقريزي) .
إن بتك السودان الذي يحميه زعران حمدتي والبرهان سيقوم ما قام به البتك الذي وضعته مصر علي رفح لتمنع أهلها من الحصول علي مقومات الحياة .
والأن فان رد الجميل قادم الي المصريين لا محاله في ترتيب من إسرائيل التي تحكم حول مصر صندوق من الحديد والنار، الذي سيموت بداخله مائة مليون مصري لا يملكون الحق أو القدرة على الدفاع عن أنفسهم (جاء في كتاب كليلة ودمنة: أكلت يوم أكل الثور الأبيض) .
ولن يبالي أحد بصراخ المصريين داخل الصندوق الحديدي الذي صنعتة لهم إسرائيل بأدوات من أمريكا وحلف الناتو ومن صنع المصريين بأنفسهم. كما لم يبال المصريون بصراخات أخوانهم الجوعي والقتلي في غزة .
ملاحظة : فاتنا القول إلي شبه جزيرة سيناء تجهز لها إسرائيل صندوقها الخاص من الحديد والنار، شبيه بالصندوق المصري له علي الأرض جانبان شرقي وغربي.
وهما بتك في الشرق تحرسه إسرائيل شخصيا، بمعونة من مستعربى السلطة الفلسطينية ، هذا إذا كانت ستعود إلي غزة .
ومن الغرب علي طول قناة السويس علي جانبها الشرقي أو الغربي (حسب الظروف) يقف زعران الجيش المصري لحماية “بتك” يمنع الحركة من وإلي سيناء .
وهناك من الجانب الشمالي فى البحر الأبيض والطرف الجنوبي في خليج العقبة هناك السفن الأطلسية والأمريكية والعربية لمنع سكان سيناء (فلسطينيون أو مصريون) من الإقتراب للسباحة أو صيد السمك أو حتي شم الهواء .
يجب أن لا نتعجب إذا رأينا صناديق اخري كثيرة في المنطقة العربية ففي النهاية بعد حرب غزة إذا كسبتها إسرائيل. فإننا جميعا سوف نصبح رعايا لإسرائيل في شرقها الأوسط اليهودي الجديد. فهكذا تريدنا أن نعيش داخل صناديق من صناعتها لتحرقنا متى تشاء.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )