عام 2024 عام الحرية لغزة ومصر
عام 2024 عام الحرية لغزة ومصر
تشير الشواهد أن ما يتمناه الجميع من تحرير الأسري فى فلسطين ومصر سوف يتحقق هذا العام . فيتحرر جميع الأسري الفلسطينيين خاصة القيادات السياسية الكبيرة التي يمكنها إذا شاركت بعمق فسوف تغيير مسار القضية الفلسطينية إلي الأفضل ونحو تحرير كامل فلسطين وتحقيق نهضة جهادية شاملة فى العالمين العربي والإسلامي على طريق التحرر من الاستعمار اليهودي والأوروبي. وهذا يعتمد إلي حد كبير علي صلابة ووعي مجاهدي غزة وتقبلهم لتطوير العمل السياسي الفلسطيني والإسلامي والتي تسببت قيادة حماس السياسية في إحداث إنتكاسة وعرقلة شديدة لمسيرتة .
ولعل تلك الثغرة يسدها العمالقة الخارجون من أسر الاحتلال الإسرائيلي والذين نرجو أن تحتضنهم غزة وتضعهم في صدارة قيادة العمل السياسي الفلسطيني الذي ينبغي أن يكون مركزه غزة لتحرير كامل فلسطين وقيادة العمل الإسلامي الجهادي المناصر لفلسطين.
وأن يبدأ العمل الإسلامي الفلسطيني بالإنفصال عن مسيرة (اوسلو) وإلغاء حكم السلطة الفلسطينية في (رام الله ) . وإعلان غزة عاصمة مؤقتة لفلسطين إلي حين تحرير القدس وجعل غزة مركز قيادة الجهاد الإسلامي في العالم لتحرير فلسطين والأقصي.
يمكن للقيادة العسكرية في غزة أن تبدأ حالة الخروج من الحصار والجمود التي وقعت فيه نتيجة الخيانات العربية والتحالف الدولي ضد شعب فلسطين . وإعادة التلاحم بين الجبهات العسكرية المساندة لها خاصة في لبنان واليمن وإيران ضمن خطة استراتيجية موحدة.
فلابد من فك الحصار العسكري التي فرضته أمريكا وإسرائيل علي قطاع غزة وتحديد برنامج عسكري واقعي ويمكن تنفيذه بنجاح لفك الحصار عن غزة .
الحرية لأسرى مصر
خاصة إذا بدأ ما هو متوقع من الشعب المصري خلال عام 2024 وتحقق موعده مع الحرية كما تحرر شعب غزة من الاحتلال الإسرائيلي.
فالشعب المصري قد وصل إلي مرحلة لابد فيها من أن يختار بين بقائه كشعب يمتلك دولة هي الإقدم في التاريخ تضرب جذورها في الزمن منذ سبعة آلاف عام .
أو أن يبقي النظام الصهيوني الذي يدره اليهودي عبد الفتاح السيسي وجنرالاته من الخونة الصهاينة .
لا نظن أن الزمن الذي قضاه العسكر في حكم مصر منذ انقلابهم عام 1952 يمكن أن يستمر لأكثر من ذلك. خاصة مع تلك الدرجة من الوحشية والتدمير التي مارسها نظام السيسي في السنوات العشر الأخيرة .
وبفضل اليقظة الشعبية التى تفجرت مع مجازر غزة يبدو أن عام 2024 هو خط نهاية . إما نهاية مصر وشعبها أو نهاية نظام السيسي وحلفائه اليهود ومشيخات النفط العربي. فقد وصلت الحالة المعيشية في مصر إلي درجة النهاية التي لا يمكن الصبر عليها أكثر من ذلك .
وهي بالفعل نهاية قاع السقوط الذي تهوي فيه مصر منذ إنقلاب العسكر عام 1952 خاصة السنوات العشر الأخيرة لحكم السيسي.
الفقر وصل إلى مستوي لم يبلغه في مصر قبل ذلك، وكذلك الفساد الإداري وبطش النظام الحاكم وخراب الخدمات والبنية التحتية ومؤسسات الدولة.
أضف إلي ذلك اعتقال مائة الف من خيرة شباب مصر ورجالها في سجون النظام بدون أحكام أو تهم أو أمل بالحرية وقد تأثر بإعتقال هؤلاء المجتمع وحيوته وتقدم الاقتصاد والعلوم والثقافة .
وبغيابهم تأثر عشرة ملايين مصري علي الأقل بشكل سيئ للغاية ويتجاهل النظام تلك المشكلة من الأساس ولا يعترف حتى بوجود أسري لديه. ولكن يبدو أن هذا العام سوف يشهد حرية الأسري في فلسطين و مصر .
وعسى أن يشهد أيضا سقوط حكم عباس وحكم السيسي معا. وسقوط إتفاقات (أوسلو) (وكامب ديفيد) لتكون مسيرة الحرية واحدة للشعبين المصري والفلسطيني. لتستمر كذلك حتي تحرير فلسطين والعالم العربي والمقدسات الإسلامية جميعها .
عندما يتحرر الشعب المصري من كابوس نظام السيسي اليهودي. فإن إسرائيل سوف تقع تحت كابوس لن يزول إلا بزوالها كدولة وترحيل اليهود عن كامل تراب فلسطين .
فك الحصار عن غزة وسياسة الردع المعنوي
بضربة صاروخية في دمشق، اغتالت إسرائيل العميد (رضي موسوي) أحد أهم مستشارى حرس الثورة في إيران ممن قدموا خدمات هائلة في فلسطين وسوريا والعراق وأماكن أخري .
وكان رفيقاً للواء (قاسم سليماني) في مسيرته الجهادية. ردت إيران فتوعدت برد كبير “في الوقت والمكان والتوقيت المناسب”.
وليس هذا بموقف كاف، بل أنه بات تقليديا بشكل خطير على هيبة ودور إيران وموقفها من الصراع مع إسرائيل التي تتخذ من إيران عدوا رئيسيا لها. فالتحدي الآن، مختلف تماما ومرتبط بالصراع اليهودي مع الإسلام في فلسطين ، وحرب الإبادة العالمية ضد شعب غزة .
ودخول الولايات المتحدة وحلف الناتو بالأساطيل والطائرات بهدف مزيف هو وقف توسع الحرب في المنطقة ومنع الأطراف الأخري من دخول الحرب .
ولكن هدفهم الحقيقي هو حصر هذا التدخل بأمريكا والناتو فقط، ومنع محور المقاومة من التدخل في الصراع ومنع روسيا والصين من الإقتراب المادي من المشكلة وحصرهم فقط في جلسات الكلام في الأمم المتحدة بصراعات الفيتو في مجلس الأمن .
بدلاً من تدخلهما فى صراع منطقة الشرق الأوسط التي هي حيوية لروسيا أكثر مما حيوية للولايات المتحدة .
كما هي حيوية للصين بنفس الدرجة خاصة وأن إسرائيل وأمريكا يجهزان لأن ترث الهند مكانة الصين دولياً في الاقتصاد.
بل أن تتحول الهند إلي قوة استعمارية عالمية تمد اليهود بالقوة البشرية التي يفتقدونها للسيطرة علي إمبراطوريتهم العالمية .
فالصين مهددة هي الأخري بخسارة مكانتها الجيوسياسية.
هدف أمريكا الحقيقى من نشاطها العسكرى والسياسى فى مشكة فلسطين هو تجمد حركة أعدائها وإرعابهم من إتخاذ قرارات حاسمة مثل الدخول في صراع كبير أو حرب إقليمية مفتوحة. فيرتدع خصوم أمريكا ويفقدون إلإرادة إلى أن تفرض أمريكا واقعا جديدا قابل للإستمرار خلال العقود التالية.
– وقد تمكنت أمريكا بالفعل من تجميد محور المقاومة وإبعاده عن ردود الفعل الكبيرة التي قد تقود إلى حرب إقليمية مفتوحة. ويحاول نتنياهو تجميد المقاومة الفلسطينية بنفس الطريقة عن طريق بث الرعب وتهديدهم بالفناء الشامل .
فيكرر القول أن أمامهم خيار من إثنين إما الاستسلام أو الموت. يقول ذلك بكل وقاحة في ظل حماية أمريكية وأوربية شاملة .
وتدفق هائل للأسلحة المتطورة ومشاركة ميدانية كاملة من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وجيوش ضخمة من المرتزقة. بإسناد لوجستي كبير بواسطة تركيا والأردن ومشيخات النفط بالمال والسلاح والرجال والطعام والنفط.
– والتزمت روسيا والصين بالسلبية حتي أوشكتا أن تفقدا قيمتهما الدولية أو إقناع أي أحد بقدرتهما علي إنشاء نظام دولي جديد. بعد إنصياعهما الكامل خشية من أمريكا وإسرائيل رغم أهمية المنطقة لمستقبلهما الجيوسياسي .
إن الخروج من ذلك المأزق وحتي لا تقع فيه إيران فتفقد قيمتها الجيوسياسية. يلزم الا تكتفي إيران بالطريقة التقليدية في الرد بأن تزيد عدد الصواريخ والمسيرات التي تضرب إسرائيل إنطلاقاً من لبنان أو اليمن.
فإسرائيل باتت تعرف ذلك الأسلوب جيداً الذي لا يضرها ولا يفيد إيران. وعندما سمعت إسرائيل بالوعيد الإيراني زادت من استعدادها على الحدود مع لبنان. أي أنها تتوقع مكان الرد وربما تتوقع مداه أيضا وباتت على ثقة من أن الإرادة الإيرانية أصبحت مرتدعة كما أرتدعت قبلها روسيا والصين.
الحل هذه المرة يجب أن يكون جذرياً وأن تضع إيران معادلة جديدة تردع إسرائيل من المساس بأى شخصية إيرانية في الخارج.
يجب إجبار إسرائيل علي التفكير ألف مرة قبل محاولة تكرار مثل تلك الجريمة بل وأن تبدي أسفها . هذه المرة يجب أن ترتب إيران مع محور المقاومة وروسيا فى ذلك مقترحان:
الإقتراح الأول : فك الحصار عن غزة
عبر ضربة صاروخية من محور المقاومة بهدف فك الحصار عن قطاع غزة والإنتقام لإغتيال العقيد(موسوي ومن قبله قاسم سليمانى وعماد مغنية والشيخ أحمد ياسين ومئات آخرين من الشهداء ).
فلابد من فك الحصار العسكري الذي فرضته أمريكا وإسرائيل علي قطاع غزة وتحديد برنامج عسكري واقعي ويمكن تنفيذه بنجاح لفك الحصار بالعمل ضد القوات الإسرائيلية التي تحاصر القطاع، والأساطيل الغربية التي تساندها. ومن السهل وبهجوم مشترك بالصواريخ الذكية إبادة القوات الإسرائيلية التي تحاصر غزة وحتى المتمركزة داخلها وتشتيت الأساطيل الغربية التي تساند تلك القوات.
حتي لو إستدعى الأمر إحراق ميناء حيفا وإخراجه من الخدمة وتهجير كامل سكان مدينة حيفا وربما تل أبيب إذا استدعت الضرورات العملية ذلك .
فالقوة الصاروخية لدي المقاومة تكفي لإنجاز المهمة والاستمرار فيها لأشهر وإبقاء وضع سكان غزة آمن ومستقر لفترة طويلة.
ولم يمنع تنفيذ مثل ذلك البرنامج في الفترة الماضية سوي عدم الثقة في قيادة إسماعيل هنية وتوجهاتة السياسية وإقترابة الزائد والمثير للريبة مع قطر ومصر. وأجهزة الإستخبارات الإسرائيلة والأمريكية مع برودة علاقاته فى محور المقاومة والقوى الدولية العظمي المناصره لفلسطين وهما روسيا والصين تحديدا.
الإقتراح الثاني: مبادرة من روسيا
ومن الأفضل أن يكون الخيار الإيراني (قائما بذاته ومستقلا عن أى مشاركات أخرى. أي أنه كافي لتحقىق الهدف المطوب). مع أنه قد يكون عنصر تشجيع ومقدمة للخيار الروسي ــ هذا إذا وافقت روسيا على التدخل وكسر حاجز الإرتداع والخوف من الأمريكي وإسرائيل.
الإقتراح وهو كالتالى:
ذلك الحل هو من نصيب روسيا حتي لا تفقد قيمتها كقوة عظمي يمكن أن تعتمد عليها دول العالم الثالث في صراعها مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
هذه المرة تتحرك روسيا بأسطولها الحربي كي تحمي قافلة إغاثة روسية ، لإنقاذ شعب غزة من الموت جوعا ومرضا (في مقابل تحريك أمريكا والناتو اساطيلهم في حرب إبادة ضد شعب غزة ولإرهاب شعوب ودول المنطقة).
قافلة الإغاثة الروسية تحتوي علي طعام ودواء ومستشفي عائم ومعدات لمكافحة الحرب الكيماوية والبيولوجية. فقد تعرضت غزة لتلك الهجمات التى أصابت جنودا إسرائيليين (ربما كان ذلك واحد من أسباب انسحاب لواء جولاني إلى جانب سبب آخر هو استبدالهم بمرتزقة من شركات بن زايد حاكم أبو ظبى).
وأن تحتوي قافلة الإغاثة الروسية علي حاملة نفط وحاملة ماء لسد احتياجات سكان غزة لتلك المواد الحيوية .
وحبذا لو استفادت روسيا من علاقاتها الجيدة مع تركيا أردوغان وطلبت منها أن تحول بشكل مؤقت سفنها التي تحمل إلى إسرائيل المواد الغذائية من خضروات وفواكه إلى غزة المسلمة التى تموت جوعا.
وأن تحول إلى غزة جزءا من شحنات الماء الذى تبيعة لإسرائيل خصما من نصيب سوريا والعراق من مياه نهرى دجلة والفرات.
وايضا أن توقف تزويد إسرائل بالنفط القادم من أذربيجان عبر تركيا وأن تحول ذلك النفط إلى غزة. وأن تدفع روسيا لتركيا ثمن النفط والماء على أن تجمع الدول الإسلامية الثمن ثم تدفعه إلى روسيا فيما بعد أو أن تقوم منظمة التعاون الإسلامي بتسديد الثمن.
ولن يعارض أمينها العام الدكتور العيسى فهو وثيق الصلة بإسرائيل والحركة الصهيونية منذ أن صلى جماعة فى مقبرة يهود الهولوكوست في معسكر أوشفيتز البولندي.
وأن تناشد روسيا الشيخ العيسى رئيس منظمة التعاون الإسلامي أن ياتى للصلاة على أرواح 60 ألف شهيد أقام لهم اليهود هولوكوست في غزة.
– كان يجب أن تشارك الصين فى هذا المجهود مع روسا وإيران لفك الحصار عن غزة ووقف حرب الإبادةعليها. ولكن تبدو روسيا أكثر حيوية وجرأة في التعامل الدولي. حيث أن الصين حصرت مجهودها العالمى في المجال الاقتصادي وشؤون المال .
وهي بذلك تحاصر نفسها بنفسها ولن تكون قوة دولية عظمي وعلي أقصى التقديرات ستكون الصين تاجر العالم ومصْنَعُه الأعظم.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )