ليكن أنصار الله أول من يحرر فلسطين وجزيرة العرب
أيها السيد الحوثي.. أيها الرجل الأكثر شجاعة بين العرب.. يامن أعدت البحر الأحمر إلي المسلمين بل أعدت عزة المسلمين إليهم استكمالاً لما قام به إخوانك الفلسطينيون في عملية طوفان الأقصى .
الآن وقد نجحت أمريكا وإسرائيل في ردع العرب حتي الأبطال في محور المقاومة الذين أصابهم الجمود رعباً من الحملة النفسية التي قام بها نتنياهو في غزه وهدد بنقلها إلي بلاد العرب .
وقد أرتدع محور المقاومة نفسياً بالحملة العسكرية التي قامت بها أمريكا في البحر الأبيض بحاملات الطائرات وقصفها الجوي لغزه و طلعاتها الجوية فوق فلسطين وصولاً إلي مصر، قصفا واستطلاعا .
فوقعت جبهة المقاومة في حالة من الجمود حتى أبطال غزة باتو يقاتلون في شوارعهم ضد الإجتياح الصهيوني بلا أي أمل في الخروج إلي ما وراء سياج القطاع حتي في المستقبل المنظور.
وحزب الله يخوض حرب استنزاف علي شريط الحدود مع فلسطين المحتلة بلا أي نوايا لتوسع نطاق المواجهة مع إسرائيل خوفاً من العواقب حيث انتشرت أساطيل أمريكا وحلف الناتو مهددين المنطقة كلها. كما أن الموقف السياسى لحماس لا يوحي بالثقة و يردع حلفؤها فى محور المقاومة من المجازفة، بينما النوايا والخطط باتت واضحة ومقلقة. أما في سوريا فأن النظام يتصنع الموت حتي يتجنب الحرب . أما الفلسطينيون فممنوع أن يتدخل أحد لنصرتهم.
لم يعد أحد سوى اليمن وأنصار الله الحوثيون يمتلك روح الهجوم والمواجهة وتخطي الخطوط الحمراء التي تضعها أمريكا.
هذا بينما غزة مهددة بالسقوط رغم البطولات الإسطورية لمجاهديها والصبر الذي تحلي به شعبها وتخطي حدود القدرات البشرية .
غزة مهددة بالسقوط بفعل الجوع والحرب البيولوجية غير المعلنة، والحصار والخيانات العربية خاصة من الدول المحيطة بفلسطين مثل مصر والأردن .
والتي تمتلك القدرة علي فك الحصار والوقوف مع شعب غزة والضفة حتي في ميدان الحرب . ولكنها أنظمة تابعة لإسرائيل ومتعاقدة معها .
أما “حماس السياسية” فان قيادتها السياسية باعت نفسها لقطر ولا تتخطي الإرادة القطرية وما تمليه عليها أمريكا .
ولهذا إنتهي دور حماس السياسي في قضايا غزة وفلسطين فهي تبحث فقط عن دورها كتنظيم إسلامي عربي محافظ مرتبط بمحور النفط الخليجي وأمواله واستثماراته المستقبلية فى فلسطين وغزة. أي أنه مرتبط سياسيا بإسرائيل والولايات المتحدة.
وذلك عكس مجاهدي فلسطين وغزة المرتبطون بدينهم ووطنهم فلسطين ومسجدهم الأقصى.
لم تتبقي الروح الهجومية والجهادية في ظل تلك الظروف سوي في اليمن عند الحوثيين الأبطال وقبائل اليمن بإيمانها وعزتها وشجاعتها.
لهذا يتمني المسلمون من إخوانهم في اليمن أن يكملوا بروحهم الجهادية إنقاذ العرب والمسلمين في حال إنهارت غزة وإنتكس الوضع العربي والإسلامي وسيطرت إسرائيل بدعم من أمريكا والناتو علي المنطقة العربية وقهرت العالم العربي والإسلامي بإلإستيلاء علي جميع المقدسات الإسلامية من الأقصى إلي المدينة إلي مكة .
ان الروح الهجومية والطابع الجهادي موجود الآن فقط في اليمن وأنصار الله لهذا انحصر أمل المسلمين بعد الله في أن يتولى اليمن وأنصار الله إنقاذهم من تلك الكارثة الوشيكة .
وأن يكونوا هم أول قوة عربية وإسلامية تضع قدمها في فلسطين عبر حرب تحرير وأن تكون اليمن أول قوة إسلامية تعيد الإسلام إلي جزيرة العرب وترفع عنها الرِدَّة والسيطرة الصهيونية التي مكنت لها العائلة السعودية والحركة الوهابية.
إذا عرفت الصواريخ اليمنية طريقها إلي مفاعل ديمونة وأزالته تكون قد فتحت الطريق أمام الأمل الإسلامي وإنقاذ المسلمين والعرب وقهر الصهيونية في إسرائيل وبلاد الحرمين الشريفين .
ان إزاحة ديمونة بالصواريخ اليمنية كان فريضة علي مجاهدي غزة ولكن قيادة حماس خائرة العزيمة ومنعدمة السيادة والقرار تكبل أيديهم علي ما يبدو خوفا من إغضاب قطر وحلفائها وخشية علي مستقبل تنظيم حماس السياسي فيما بعد حرب غزة. وأن يصنَّف تنظيما إرهابيا لدي أمريكا و أوروبا فتخرج من اللعبة السياسية في فلسطين .
إزاحة مفاعل ديمونة وما يعقبه من تأثيرات داخل إسرائيل وتركيبتها السكانية وجيشها سيكون أضعاف ما حدث بعد عملية طوفان الأقصى التي لم تكن حلقة ضمن تخطيط إستراتيجي يرتبط بغزة أو بفلسطين أو بالمسجد الأقصى. كانت فقط بهدف الإستعراض التكتيكي المبهر بروعته كما كانت عملية (11 سبتمبر في عام 2001) .
وحتي عملية الجيش المصري في عبوره قناة السويس كانت لمجرد تحريك قضية استرجاع أراضي سيناء بمعونة أمريكية . ولكن بدون أي امكانية لتطوير العمل العسكري لأكثر مما حدث في عبور القناة .
بعد إزاحة ديمونة لن يكون عسيرا علي الجيش اليمني ارسال قواته للإستيلاء علي ميناء أم الرشاش ( إيلات ). وبهذا يكون البحر الأحمر من الحديدة إلي رأس خليج العقبة هو بحر يمني إسلامي بالكامل . وفي حالة العجز التي من المتوقع أن يسقط فيها الجيش الإسرائيلي والدولة بسقوط مفاعل ديمونة .
فسيكون من الممكن أمام اليمنيين تحرير ميناء جدة وارسال القبائل اليمنية للسيطرة عليه وإستكمال زحفهم لتحرير الساحل وصولاً إلي مدينة الطائف بالقرب من مكة المكرمة . ثم دعوة قبائل جزيرة العرب التي شردها آل سعود والوهابيون إلى العودة مرة أخري لإستعادة ممتلكاتهم في جزيرة العرب واسترداد حقوقهم في النفط التي نهبها آل سعود والشركات الأمريكية .
ويمكن وقتها مصادرة اصول شركة (أرامكو) وسلسلة بنوك آل روتشيلد في جزيرة العرب لتعويض تلك القبائل عما أصابهم ظلم خلال سنوات الحكم السعودي البغيض .
أن نقطة الإنقلاب في الموقف الحالي والإنتقال من الهزيمة الوشيكة في غزة ليس بسبب عسكري بل بسبب الجوع والأوبئة إلي الإنتصار الكامل هو إزالة مفاعل ديمونة.
لهذا لن يصدر العملاء من قادة حماس السياسيون قرارهم بأتخاذ تلك الخطوة التي لن توافق عليها أمريكا .
ليس للعرب والمسلمين الا الله وأبطال اليمن للخروج من عنق الهزيمة إلي الإنتصار الإسلامي الرحب .(وما ذلك على الله بعزيز ).
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )