الملا عبد الغني برادر (صاحب المِعْوَل الذهبي)
بقلم : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
مجلة الصمود الإسلامية | السنة الثامنة عشر – العدد 215 | جمادى الأولى 1445 ھ – نوفمبر 2023م .
25-11-2023
الملا عبد الغني برادر (صاحب المِعْوَل الذهبي)
الرجل الذي حقق إنجازات غير مسبوقة بضربات من مِعْوَله،
معلناً بدء عصر جديد من الجهاد لبناء دولة إسلامية قوية ومتطورة
– ملا برادر: تهتم أفغانستان بزيادة علاقاتها التجارية الخارجية عبر طرق العبور الإيرانية والاستفادة بشكل أكبر من قدرات مينائي تشابهار وبندر عباس لصادراتها ووارداتها.
– دخلت إسرائيل مباشرة لتلغيم زيارة الوفد الأفغاني، إلى إيران فرتبت عملية بالطيران المسيّر تنطلق من أفغانستان لضرب أهداف في إيران.
بقلم : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
تحميل مجلة الصمود عدد 215 : اضغط هنا
إنه ملا برادر، بطل هلمند، الذي أحبط هجوم جيوش بارك أوباما عام ٢٠٠٩ على ولاية هلمند، فيما أسماه الأمريكيون عملية الخنجر، فأعاد الملا الخنجر إلى صدر الأمريكان.
وهو الآن بعمله الاقتصادي يرد خناجر جميع أعداء أفغانستان إلى صدورهم، ويده التي حملت المدفع وقت الحرب تحمل الآن المعول، ليفتح به الطريق إلى مستقبل جديد ومشرق لأفغانستان، تتحقق فيه العدالة إلى جانب الكفاية والحياة الكريمة.
أهم ضربات معول الملا برادر كانت كالتالي:
1 ـ الضربة الأولى: ضربة في (قوش تبه) التي فتحت طريقاً لمياه نهر جيحون صوب أفغانستان بعد أن حُرِمَت منها عدة قرون . وافتتحت بذلك الباب لثورة زراعية لم يسبق أن رأتها أفغانستان قبلاً.
2 ـ الضربة الثانية: ضربة في ميناء (تشابهار) الإيراني على بحر العرب، مفتتحاً بذلك ثورة تجارية لأفغانستان، جاءت بعد حملة خنق إجرامية قامت بها باكستان ضد الاقتصاد الأفغاني، حتى أنها طلبت من الإمارة وقف العمل في مشروع المياه (قوش تبه) رغم أنه لا يمس باكستان من قريب أو بعيد.
وحتى تتضح أهمية زيارة ملا برادر لميناء تشابهار تحديدًا؛ نلقي بعض الضوء على الظروف الاقتصادية التي تمر بها أفغانستان من جراء الحرب العدوانية التي تشنها بعض الدول المجاورة في مجالات الاقتصاد والأمن. فقال أحد الخبراء في شؤون المنطقة:
إن باكستان ليست مستعدة لتخفيف الضغط الاقتصادي على كابول في أعقاب حظر تصدير 212 سلعة تجارية من باكستان إلى أفغانستان، وقالت سفارة الإمارة الإسلامية في إسلام آباد: أنها ناقشت مع المسؤولين الباكستانيين، عدة مرات، المشاكل التجارية بين البلدين، لكن هذه المشاكل لم يتم حلها و لكنها زادت.
كما أشارت السفارة الأفغانية إلى فرض تعرفة بزيادة 10%، وطلب ضمان بنكي بنسبة 100% من رجال الأعمال الأفغان. وقالت إنها ناقشت مع السلطات الباكستانية عدة مرات القضايا المذكورة أعلاه، لكنها لم تحصل على أي نتائج.
تقول السلطات الأفغانية إن تصرفات إسلام آباد هذه ستسبب خسارة فادحة لرجال الأعمال الأفغان.
وفي وقت سابق، قال مسؤولون في غرفة التجارة الأفغانية-الباكستانية المشتركة إن إسلام آباد زادت حق عبور البضائع إلى أفغانستان بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات.
وفي الوقت نفسه الذي فرضت فيه باكستان قيوداً جديدة على التجار الأفغان والعبور من هذا البلد، أعلن ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم الإمارة الإسلامية، أن كابول بدأت العمل على إيجاد طرق عبور بديلة وتحاول إيجاد طرق آمنة لنقل البضائع إلى أفغانستان. وهو بذلك حدد بدقة أحد أهم الدوافع وراء زيارة برادر لإيران.
وبحسب مكتب (ملا برادر) نائب رئيس الوزراء الاقتصادي، فإن الوفد الأفغاني رفيع المستوى سيناقش: العلاقات الثنائية، والتجارة، والعبور، والنقل، والبنية التحتية، والسكك الحديدية، مع المسؤولين الإيرانيين خلال رحلته إلى طهران.
وستتم في هذه الرحلة مناقشة: التواصل الإقليمي، وزيادة التجارة عبر ميناء تشابهار، وتوسيع مشاركة أفغانستان في هذا الميناء، وتطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وفي هذا الخصوص قال الإعلام في طهران: بالتزامن مع رحلة (ملا عبد الغني برادر) نائب رئيس وزراء حكومة الإمارة الإسلامية والوفد المرافق له المكون من 30 عضواً إلى طهران، عُقد قبلها بساعة أول اجتماع اقتصادي متخصص بين الطرفين، استضافه وزير الجهاد الزراعي في إيران.
وفي هذا الاجتماع، عرض الطرفان قدراتهما في مجالات الزراعة، وتربية الأحياء المائية، والزراعة خارج الحدود الإقليمية، ودعوا إلى تطوير التعاون في هذه المجالات.
وفي الاجتماع الذي حضره مسؤولون من وزارات الطاقة والطرق والتنمية الحضرية والاقتصاد والشؤون الخارجية، جرت مناقشات تفصيلية بشأن مناطق التجارة الحرة، وخاصة ميناء تشابهار، وقضايا الجمارك الثنائية ومركبات الترانزيت وقضايا التجارة الثنائية.
– قال ملا برادر نائب رئيس وزراء حكومة الإمارة الإسلامية: “تهتم أفغانستان بزيادة علاقاتها التجارية الخارجية عبر طرق العبور الإيرانية، والاستفادة بشكل أكبر من قدرات مينائي تشابهار وبندر عباس لصادراتها ووارداتها. لقد ظلت إيران تستضيف المهاجرين الأفغان بسخاء لسنوات عديدة، ونحن ممتنون لجمهورية إيران الإسلامية من أعماق قلوبنا”.
3 ـ الضربة الثالثة: فتحت الطريق إلى قلعة صناعة الحديد والصلب في إيران (أصفهان)، حيث فتحت مجال صناعات الحديد والصلب بين أفغانستان وإيران بالاتفاق مع مؤسسة شركة أصفهان، بما يفتح باب التصنيع الثقيل في أفغانستان -الذي قد يشمل يوما صناعة السلاح- حيث تتوافر في أفغانستان مادة الفحم بكثرة وكميات هائلة من خام الحديد ومادة النحاس الذي يدخل في صناعة الذخائر ومادة الليثيوم الأساسية للصناعات المتطورة للفضاء والجو والصناعات العسكرية.
جاء في تسجيل الإعلام الإيراني، لزيارة أصفهان:
زار الملا عبد الغني برادر النائب الاقتصادي لرئيس وزراء حكومة الإمارة الإسلامية والوفد الاقتصادي المرافق له أمس، مصنع الحديد والصلب في أصفهان. وفي هذا اللقاء أشاد برادر بقدرات إيران المذهلة في مجال الصناعة والإنتاج وأكد حاجة بلاده إلى تعاون ومشاركة الشركات الإيرانية في التنمية الصناعية في أفغانستان.
وأوضح نائب رئيس وزراء الإمارة الإسلامية أنه قبل توليه المنصب الاقتصادي وسفره إلى إيران، كانت لديه فكرة مختلفة عن مستوى التقدم والتطور الصناعي في إيران وإمكانياتها.
داعش وإسرائيل للتشويش على زيارة الوفد الأفغاني:
بدأ التشويش قبل أيام من الزيارة، بالتزامن تقريبا مع بدء الحملة الباكستانية على المهاجرين الأفغان، ورداً على تأييد الإمارة لجهاد الشعب الفلسطيني وعملية طوفان الأقصى. حيث جاء في إعلام كابل.
(جريمة داعش في بلخمري تكمل وحشية الصهاينة في غزة: أفاد مصدر في مستشفى ولاية بغلان أن 21 مواطناً قُتلوا وجُرح 40 آخرون نتيجة الانفجار الذي وقع في مسجد وسط هذه المحافظة).
سبق ذلك سلسلة طويلة من المجابهات الأمنية بين الإمارة الإسلامية وداعش المدفوعة من أجهزة أمن غربية حتى تشكل تهديدا على دول آسيا الوسطى وروسيا الاتحادية حسب تصريحات قادة أجهزتها الأمنية.
فقد أعلن رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أن أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية تحاول نقل الإرهابيين إلى الحدود الشمالية لأفغانستان، وأن الجهود الرئيسية تتركز على تشكيل “حزام عدم الاستقرار” على الحدود الجنوبية لدول رابطة الدول المستقلة، ولتحقيق هذا الهدف، يتم تجنيد مقاتلين من دول أخرى ويستمر نقلهم إلى شمال أفغانستان.
إسرائيل بالطيران المُسَيَّر
ودخلت إسرائيل مباشرة لتلغم زيارة الوفد الأفغاني، إلى إيران فرتبت عملية بالطيران المسير تنطلق من أفغانستان لضرب أهداف في إيران، ولكن العملية تم إحباطها بتعاون أمني مشترك بين إيران وأفغانستان. وقال الإعلام الإيراني عن العملية.
في عملية مشتركة لوزارة استخبارات الجمهورية الإسلامية الإيرانية والإمارة الإسلامية، تم إلقاء القبض على 3 عملاء للموساد يحملون الجنسية الإيرانية في المناطق الجبلية بين البلدين.
خطط عملاء الموساد الثلاثة لإطلاق طائرات بدون طيار انتحارية من الحدود الأفغانية باتجاه أهداف في إيران.
والأشخاص الثلاثة المعتقلين موجودون في حوزة قوات الأمن التابعة لجمهورية إيران الإسلامية للاستجواب والتحقيق.
تحميل مجلة الصمود عدد 215 : اضغط هنا
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )