من طوفان السويس إلي طوفان الأقصى
تشابه المسارين في السويس وغزة قد يشير إلى أن المخطط واحد
لذا علينا أن نتوقع الحصول على نفس النتائج
– أهم القرارات كانت صفقة قطر للأسري و هم أهم مكاسب عملية إعصار الأقصى حيث لم يعد هناك أي ذكر للأقصى نفسة رغم أن مأساته لم تتغير. لم تهتم قطر سوى “بالمختطفين” الذين تريدهم أمريكا وإسرائيل وكلاهما يريد تهديم الأقصى.
– “طهروا” الجيش المصري من كل العناصر التي شاركت في حرب العبور وهذا هو المتوقع ومن أجله تعقد الاجتماعات في الدوحة كي تتكرر نفس التجربة التي حدثت في الجيش المصري بعد حرب (73) و إتفاقات السلام. أن تتكرر في غزة بعد نهاية الحرب الحالية وعملية التسوية القادمة التي سيأتي بعدها السلام في عدة صور مقترحة تم الإعلان عن بعضها.
– بدأ السادات عملية “تطهير” الجيش قبل أن يدخل في مفاوضات (كامب ديفيد) حتي يُأمِّن نفسه من هؤلاء المقاتلين الشرفاء.
– يشير تقرير دولي إلي قرب وقوع كارثة بيولوجية تؤدي إلي إبادة جماعية في غزة .
ولن تقف إسرائيل متفرجة بل ستمد يد العون للعوامل الطبيعية بأن تضرب غزة بأسلحة بيولوجية مناسبة حتي تتحول إلي مقبرة جماعية فلا يبقي شعب وتنتهي جميع منظمات المقاومة بدون استخدام السلاح النووى وما قد يحدثه من ضوضاء سياسية في دول الغرب والعالم.
– الجدير بالذكر أن الأنظمة العربية بمجملها موافقة علي مبدأ الإبادة ولا ترحب بإنتقال الفلسطينيين خارج غزة إلى أي بلد عربي حتي لو كان مصر أو الأردن المحسوبتين كامتدادات سياسية لإسرائيل فالجميع خائف من روح المقاومة وصحوة الشعب الفلسطيني.
بقلم : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
إجتماعات خطيرة تمت في الدوحة بين مدير الإستخبارات الأمريكية ومدير الموساد الإسرائيلي وكبار مسئولي دولة قطر من أمير إلي وزراء و كان إسماعيل هنية زعيم حركة حماس في نفس الوقت متواجداً في الدوحة .
ولكنه لم يظهر في الصورة ولم يقل أحد أنه حضر الإجتماعات التي ناقشت أخطر القضايا التي تمس فلسطين وغزة ومن المفروض أنه صاحب القضية وأن أمريكا وإسرائيل هما الطرفان اللذان يخوضان الحرب ضد شعبه في غزة .
– قال أحد المبررين من رجال السياسة في حماس أن الشعب الفلسطيني يجب أن يكون حاضراً في الاجتماعات الدولية التي تقرر شأن فلسطين في تلميح إلى أهمية حضور تلك الإجتماعات في قطر وأنه عمل وطني ولصالح فلسطين .
إذن لابد أن يكون هنية حاضراً في تلك الإجتماعات مباشرة أو بالوساطة ويبدو أنه أكتفي بمنح جميع أوراق اللعبة لليد القطرية الشقيقة تتصرف بها كيف تشاء. فإشترت منه ورقة الأسري في مقابل أنها مولت شحنات المعونات إلي غزة في صفقة مع إسرائيل والولايات المتحدة لا تشمل فقط الوضع الحالي في غزة بل تشمل شراء القضية الفلسطينية والوضع العربي والإسلامي بعد الحرب بشكل عام .
بحيث يضمنوا سلامة التواجد الصهيوني في المنطقة لعدة قرون قادمة مستفيدين حتي من المصاعب والكوارث التي قابلت إسرائيل منذ اليوم الأول في عملية طوفان الأقصى وتحويل تلك الكوارث إلي فرص نادرة تحول مسار القضية الفلسطينية إلي الأبد و تبعد عنها جميع العناصر التي لا ترغب فيها إسرائيل .
خاصة تلك العناصر التي رمت إسرائيل بالصواريخ خلال فترة الحرب علي غزة. سيكون في غزة قيادة معتبرة تمتلك قضية فلسطين فتسمح لمن تشاء بالمشاركة فيها وتمنع من تشاء بالتشاور مع الشريك الإسرائيلي وذلك تحت غطاء شرعية عملية طوفان الأقصى وسلطانها على القلوب.
فتمتنع اليمن وحزب الله والفصائل العراقية ثم إيران التي يتهمونها بكل شيء حتي بأنها دفعت أموالا للأوروبيين الذين تظاهروا ضد همجية إسرائيل لقصفها غزة وقتل النساء والأطفال وتهديم المستشفيات ومنع الطعام والدواء في سلسلة من جرائم الحرب التي لم يشهد لها العالم مثيلا حتي في الحرب العالمية الثانية وذروة قوة النازية والفاشية .
أن رؤساء الإستخبارات ورؤساء قطر بحثوا مصير القضية الفلسطينية كي تأخذ مسارا جديدا تماما بعد حرب غزة علي أن تكون حماس تحت قيادات رشيدة مثل هنية وبطانته .
في هذه المرة ستكون لهم مصداقية عالمية أكثر من ياسر عرفات وخليفته أبو مازن بفضل صمود شعب غزة وبطولات طوفان الأقصى.
وبهذا نجد آثارا متطابقة يخشي أنها تربط بين معجزة العبور المصري لخط (بارليف) في حرب أكتوبر (1973) وبين معجزة طوفان الأقصى وعبور سياج غزة إلي المستوطنات الإسرائيلية عام 2023 .
ما نخشاه أن نكون أمام عقلية واحدة خططت لحدوث معجزة عبور قناة السويس ومعجزة عبور سياج غزة .
أو بإستخدام المصطلح الجديد (طوفان السويس) (وطوفان الأقصى) ولا شأن للمقاتلين بتلك الخيانات فقد أدوا في الحالتين دورهم علي أكمل وجه و أتموا عمليات العبور بإحترافيه عالية في السويس وغزة. لأجل هذا جرى الإنتقام منهم وأبعادهم تماماً عن الجيش. ولم تتسامح إسرائيل مع الجنرالات المصريين الذين خاضوا الحرب بإخلاص ضدهم في خط بارليف وسينا ولاحتى مع الجنود.
“فطهروا” الجيش المصري من كل تلك العناصر التي شاركت في حرب العبور وهذا هو المتوقع ومن أجله تعقد الاجتماعات في الدوحة كي تتكرر نفس التجربة التي حدثت في الجيش المصري بعد حرب (73) وإتفاقات السلام . أن تتكرر في غزة بعد نهاية الحرب الحالية وعملية التسوية القادمة التي سيأتي بعدها السلام في عدة صور مقترحة تم الإعلان عن بعضها:
إما علي شكل حل الدولتين أو ضم غزة إلي مستعمرة أبومازن تحت السلطة الوطنية الفلسطينية التابعة للموساد الإسرائيلي ، أو إدارة دولية أو عربية مصرية وتركية وسعودية لغزة..
أو علي شكل حل طبقاً لرؤية الشرق الأوسط الجديد أي استبعاد السياسة عن القضية الفلسطينية وتحويلها إلي قضية اقتصادية وإنسانية ومشاريع تنمية تتحدث عن المليارات ولا تتحدث عن حقوق الشعوب أو معتقدات الأديان.
بدأت إسرائيل في “تطهير” الجيش المصري علي يد أنور السادات الذي ساعدوه للحصول علي لقب بطل الحرب بعبور جيشه قناة السويس في عمل مشترك بينه وبين إسرائيل. التي سرب إليها السادات جميع الاسرار قبل عملية العبور وأرسلها مع (أشرف مروان) مدير مكتب المعلومات في رئاسة الجمهورية وذلك قبل العملية بمدة تكفي لاتخاذ إسرائيل إجراءات الوقاية. كما أن الملك حسين كان قد عرف من السادات توقيت العملية ونقله إلي إسرائيل .
بدأ السادات عملية “تطهير” الجيش قبل أن يدخل في مفاوضات (كامب ديفيد) حتي يُأمِّن نفسه من هؤلاء المقاتلين الشرفاء .
وتم الأعلان عن قتل 12 جنرال مصري من أهم الذين قاتلوا ضد إسرائيل في سيناء. فى حادث واضح الإفتعال بسقوط مروحية عسكرية كانت تقلهم جميعاً حسب ما ادعاه بيان الجيش نتيجة إصطدام المروحية بسلك للهاتف .
كانت الرواية متهافتة تهافت ذلك السلك الذي يسقط عادة نتيجة هبوب الرياح ولكنه تمكن من إسقاط مروحية عسكرية تحمل 12 من أهم جنرالات الجيش . و تلي ذلك إستبعاد قائد الأركان الفريق سعد الشاذلي، مؤسس الجيش المنتصر وقائد عملية العبور .
عمل السادات علي تشويه سمعة الشاذلي حتي لا تبقي غير صورة السادات حتى اضطر في النهاية لأن يكون لاجئ في الجزائر إلي أن سلم نفسه ليتم سجنه والحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بسبب كتابة الشهير عن (حرب العبور) .
وإدعي الجيش أنه كان يحوى أسرارا عسكرية غير مصرح بها حتي توفي الشاذلي قبل قليل من أحداث يناير 2011 وظل نظام السادات يواصل تطهير الجيش المصري تماما من أي روح وطنية أو دينية بين الضباط وتحول الجنود إلى غثاء يعملون كعمال تراحيل للجيش في المشروعات الاقتصادية . وتواصل الأنحدار إلي أن صار جميع الخونة الذين تعاونوا مع إسرائيل في أعلي مناصب الدولة .
ومنهم المشير طنطاوي الذي ترأس المجلس العسكري الذي حكم مصر فعلياً منذ 25 يناير 2011 وحتي إنقلاب السيسي عام 2013 وأصبح السيسي اليهودي الديانة وعميل إسرائيل والذى اعتبره هبة من الله لشعب إسرائيل . واعترف سياسي إسرائيلي علي الهواء مباشرة أن السيسي أشد صهيونية منه .
وقد حصل السيسي خلال عام من حكم الإخوان لمصر علي ترقيتين متتاليتن فأصبح قائدا للجيش وتمكن من الإنقلاب علي الرئيس مرسي وتحويل مصر إلي مزرعة إسرائيلية يديرها السيسي بالنيابة عنهم تحت أشرافهم اليومي المباشر .
بطل الحرب والسلام هو بطل الهزيمة
عبر الجيش المصري (خط بارليف) بعد أن تدرب بعناد لمدة ست سنوات علي تلك المناورة .
وقبلها خاض حرب استنزاف لمدة ثلاث سنوات ضد القوات الإسرائيلية عبر قناة السويس بالمدفعية والقوات الخاصة وكان ذلك نوعاً من التدريب للقوات المصرية .
بعد أن عبر الجيش المصري قناة السويس شعر الشعب بنشوة وطنية عارمة بذلك الإنتصار بعد الهزيمة المريرة والمخزية في عام 1967.
وبالطبع أصبح ضباط مثل الشاذلي رئيس أركان الجيش من الشخصيات الشعبية المحبوبة . وتمتع الجنود بروح الثقة ولكن ذلك أشعر السادات ونظامة الجديد بالخوف من الجيش .
فانتقل مع إسرائيل إلي الخطوة التالية وهي صناعة الهزيمة حتي يكسر عنفوان الجيش وطموح الجنرالات الذين قد يغريهم الإنتصار بالتدخل في أمور السياسة ومشاركة الرئيس في القرارات المتعلقة بسيناء والعلاقة مع إسرائيل .
وتلك أمور قد جري الاتفاق عليها بين السادات ووزير الخارجية الأمريكي الصهيوني (هنري كيسنجر) قبل سنوات من الحرب.
وقد نصحه كسنجر بتسخين الموقف مع إسرائيل بمعركة حتي تتمكن أمريكا من التدخل وتطبيق الإتفاقات العظمى التي لا يمكن تطبيقها بغير الحرب بحيث أن تبدأ الحرب بانتصار لمصر وتنتهي بالتعادل بين الطرفين وهزيمة مصرية محدودة .
وفي ذلك علاج للحالة النفسية عند المصريين وضغطهم علي النظام من أجل استرداد سيناء وتهدئة الجيش وإبعاد خطر الإنقلابات العسكرية .
حتي ينعم نظام السادات بالإستقرار في ظل علاقات سلام دائم وشامل مع إسرائيل . من المنتظر حسب (كيسنجر) أن يؤدي السلام إلي تحسن الأوضاع الاقتصادية في مصر .
لأجل الوصول إلي حالة التعادل في نهاية الحرب يجب أن تحصل إسرائيل علي إنتصار يعادل الإنتصار المصري .
فأمر السادات قوات الفرقة الرابعة المدرعة التي تحمي مؤخرة القوات المصرية الموجودة في شرق قناة السويس حتي لا تقوم إسرائيل بالإختراق والتطويق .
أمر السادات الفرقة المدرعة المصرية وهي آخر قوة إحتياط عسكرية لديه بأن تتقدم وتستولي علي الممرات في وسط سيناء .
– قال أحد شهود تلك المرحلة أن قائد الفرقة بكى وقال: (بهذا القرار خسرنا الحرب) .
وبالفعل عندما تقدمت القوات المصرية صوب الممرات حاصرتها المروحيات الأمريكية المزودة بصواريخ مضادة للدروع وحطمت (250) دبابة مصرية وأصبح المجال مفتوحاً للقوات الإسرائيلية لتعبر قناة السويس من ثغرة (الدفرسوار) وتواصل تقدمها جنوبا حتي مدينة السويس علي بعد مائة كيلو من القاهرة بدون وجود أي مقاومة قد تؤخر وصولها إلي العاصمة. ( ولكن ذلك لم يكن واردا في السيناريو مسبق الإعداد والمتفق عليه قبل سنوات فلا دخول إسرئيلي إلى القاهرة)
وعندها بدأ ما هو مقصود من الحرب، وهو المفاوضات المباشرة بين النظام المصري وإسرائيل .
وبدأت المفاوضات في خيمة علي مشارف طريق القاهرة مع السويس سميت مفاوضات الكيلو 101 التي تطورت إلي مفاوضات السلام في كامب ديفيد بين السادات ورئيس وزراء إسرائيل (مناحيم بيجن) أشهر إرهابي وقائد أخطر المنظمات الإرهابية في تاريخ إسرائيل والذي أرتكب الكثير من المجازر الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل .
وهكذا ساعدت إسرائيل السادات ليتحول من شخص ضعيف مكروه ومحتقر شعبياً لأن يصبح الرجل الأول ويلقب نفسه (بطل الحرب والسلام) ويقول عن نفسه بأنه آخر فراعنة مصر .
إذا صح الأفتراض بأن التصميم الصهيوني اليهودي هو الذي وضع سيناريو العبورين أو الطوفانين في السويس وغزة.
فلنا أن نتوقع مسارا مشابها ً لما حدث في مصر بعد طوفان السويس والذي قد تكون أهم خطواته القادمة إلى غزة كالتالى :
1 ـ كسر عنفوان الجهاز العسكري في حماس .
2ـ كسر الروح الوطنية والصمود الأسطوري لشعب غزة .
3ـ عزل حماس في مسار منفرد بالتفاهم مع إسرائيل بعيداً عن الشعوب المتعاطفة معها والحلفاء في بلاد العرب والمسلمين والعالم أجمع .
4 ـ تصفية العقول والقدرات المتميزة الموجودة في الأجهزة العسكرية القتالية للمقاومة الفلسطينية في غزة حتي لا تمد بصرها نحو التدخل فيما تفعله القيادة السياسية مع إسرائيل وأمريكا والمنظمات الدولية .
5 ـ التضخيم الأعلامي الكاذب والمبالغ فيه لدور القيادة السياسية المتخاذلة (سادات غزة). وإخراج شعب غزة نسبيا من محنة الحرب والإبادة ونسبة الإنتصارات إلي حكمة الرئيس وعظمة المحور الذي نقل الولاء اليه وهو المحور(الإسرائيلي الأمريكي) الفارق هو ان السادات الذي صرح بأن 99% من أوراق اللعبة هي في يد أمريكا الا أنه أحتفظ بنسبة 1% في يده وشارك بها في مسيرة الحرب والسلام .
وهو ما لم تفعله حماس التي سلمت من أوراقها 100% ليد قطر التي شاركت أمريكا وإسرائيل فيما يحدث في غزة وإتخذت القرارات نيابة عني فلسطين وغزة .
وأهمها كانت صفقة قطر للأسري أو (المحتجزين والرهائن) بالتعبير الإسرائيلي. وهى أهم مكاسب إعصار الأقصى بحيث لم يعد هناك أي ذكر للأقصى نفسة رغم أن مأساته لم تتغير. فقطر لم تهتم سوى بالمختطفين الذين تريدهم أمريكا و إسرائيل وكلاهما يريد تهديم الأقصى.
وكانت صفقة مشينه مليئة بالثغرات علي الجانب الفلسطيني ومضاده لمصالح الشعب والمجاهدين في آن واحد. وتستحق العملية كلها التحويل إلي لجنة تحقيق، يجريه المجاهدون لعقاب المقصرين والمتواطئين .
شعب غزة ترحيل أم إبادة
وضعت إسرائيل هدفا لا تستطيع التنازل عنه وهو محو المقاومة العسكرية في غزة التي عنوانها الأشهر هو كتائب القسام .
ولا يمكنها ترك تلك المهمة للسلطة في غزة فيما بعد الحرب كما تركتها للسادات بعد حرب أكتوبر .
فلابد ان تنفذ تلك المهمة بنفسها حتي تطمئن بشكل كامل خاصة أن المقاومة مرتبطة بشكل عضوي مع شعب غزة .
لهذا يمكن القول أن القضاء علي شعب غزة حرفياً هو مطلب للأمن القومي اليهودي في إسرائيل. لا يمكن التنازل عنه ، فذلك هو الهدف الذي إتخذته إسرائيل حتى قبل عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر.
وهو نفس الهدف التي جاءت من أجله أمريكا ودول حلف الناتو وأرسلت أساطيلها إلي شواطئ فلسطين لدعم إسرائيل في حربها ضد غزة والحفاظ علي إسرائيل من السقوط بفعل صدمة طوفان الأقصي .
فالحرب منذ لحظتها الأولي هدفها هو إبادة شعب غزة وليس ترحيل أو حتي تحطيم معنوياتة وإيقاع أشد الخسائر به وتحويل غزة إلي منطقة يستحيل العيش فيها .
فقد هدد اليهود بضرب غزة بقنبلة نووية تتضاءل إلي جانبها قنبلة هيروشيما .
وحتي الآن تم بالفعل إلقاء كمية من المتفجرات علي غزة تعادل ضعف قنبلة هيروشيما .
هذا إلي جنب القصف الإنتقائي لأهداف مدنية تؤدي لأحداث أكبر قدر من الوفيات .
مثل قصف المستشفيات وأماكن العبادة والمخابز وأي تجمع حتي تحركات الناس صوب الأماكن التي قالت عنها أنها مناطق آمنة .
وركزت إسرائيل عند دخول قواتها إلى غزة علي تدمير المستشفيات والادعاء بأنها مقار لقيادة المقاومة واحتجاز الأسري اليهود. والآن لم تعد هناك أي خدمة طبية في غزة، وحتي لا توجد أدوية ولا معدات تخدير ولا كهرباء .
فمات الأطفال حديثي الولادة والجرحي وصار الجريح في عداد الشهداء مقدَّماً منذ لحظة إصابته .
بتلك الكمية الهائلة من المتفجرات أزيل أكثر من نصف مساكن غزة. فأنهار فوق السكان وتحولت إلي مقابر جماعية لآلاف الشهداء من المدنيين .
ويمكن اعتبار غزة مخزنا للأوبئة القادمة إلي القطاع بفعل تحلل الجثث وإنعدام الأدوية وإنهيار المنظومة الصحية وقتل الأطباء وإعتقالهم علي يد القوات الإسرائيلية. وتفجير معدات المستشفيات وقتل المرضي وتحويل المستشفيات إلي مقابر جماعية بالمعني الحرفي ولكن بدون دفن الجثث لتتحول إلي قنابل جرثومية وتلك هي الفلسفة الإسرائيلية في حرب غزة .
أي أبادة السكان بأسلحة جرثومية مصنوعة محلياً من الجثث المتحللة وقد صدر أثناء الإجتماعات الإستخبارية في قطر بين الإسرائيلين والأمريكان والقطرين. بيانا من هيئة طبية تابعة للأمم المتحدة يقول أن القتلى الذين سيسقطون في غزة نتيجة الأوبئة أضعاف من سقطوا حتي الآن نتيجة الأعمال العسكرية الإسرائيلية والذين وصل عددهم 15 ألف شهيد و40 ألف جريح أكثر من ثلاث أرباعهم من الأطفال والنساء .
إذا هناك ضربة بيولوجية ضد قطاع غزة تجهزها إسرائيل بسلاح بيولوجي صناعة محلية من الجثث المتعفنة التي تراكمت خلال مدة الحرب التي بلغت 50 يوما حتي الآن قبل أن تبدأ الصفقة القطرية لـ (الأسري الإسرائيليين في مقابل شاحنات الإغاثة القطرية) .
ولن تقف إسرائيل متفرجة بل ستمد يد العون للعوامل الطبيعية بأن تضرب غزة بأسلحة بيولوجية مناسبة حتي تتحول إلي مقبرة جماعية فلا يبقي شعب وتنتهي جميع المنظمات. بدون استخدام السلاح النووى وماقد يحدثه من ضوضاء سياسية في دول الغرب والعالم.
الجدير بالذكر أن الأنظمة العربية بمجملها موافقة علي مبدأ الإبادة ولا ترحب بإنتقال الفلسطينيين خارج غزة إلى أي بلد عربي حتي لو كان مصر أو الأردن المحسوبين كامتدادات سياسية لإسرائيل فالجميع خائف من روح المقاومة الفلسطنيية وصحوة الشعب الفلسطيني وصموده الأسطوري ورجولته رغم تلك الظروف التي يستحيل أن يقاومها أي شعب آخر
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )