مباراة في سحب المسدسات النووية
مباراة في سحب المسدسات النووية
يبدو أن إسرائيل علي وشك أن تحول معركتها مع منظمة حماس إلي أحد معارك الغرب الأمريكي القديم . والتبارز معها بالمسدسات النووية حيث تكون الغلبة لمن يسحب مسدسه أولاً ويصوبه في مقتل نحو غريمة.
وكما في المباريات الأمريكية القديمة فإن لكل مقاتل فرصة في طلقة واحدة فقط يجب أن تكون قاتلة .
والفوز يكون للأسرع والأكثر عزيمة ومن الواضح أن لدي إسرائيل (إمكانية) لاستخدام عدة طلقات نووية تكتيكية فهي تمتلك الإمكانية لذلك بينما حماس ليس لديها الا فرصة واحدة لا تملك غيرها .
العامل المشترك مع هذه المباراة النووية هو أن، صاحب الطلقة الأولي هو الذي سيربح .
فالحال كذلك في الحروب النووية لأن الذي يتلقي الضربة الأولي غالباً يخسر تلك الحرب إلا إذا كان لديه إمكانية لامتصاص الضربة الأولي ثم توجيه ضربته المعاكسة وتلك مجازفة كبيرة وغير مضمونة .
– بدأ في إسرائيل الحديث عن توجيه ضربة نووية تكتيكية إلي قطاع غزة وإسرائيل لديها الأمكانية لفعل ذلك بقنابل تمتلكها أو يمكنها الحصول عليها من الحلفاء في أمريكا ودول الغرب النووية .
حماس لديها فرصة واحدة فقط وهي تدمير المفاعل النووي في (ديمونا) وهو الخيار الذي تأخر كثيراً نتيجة الضعف السياسي لدي حركة حماس بل عدم وجود قيادة سياسية.
وهو الشئ الذي يقلل من فرص نجاحها في مباراة سحب السلاح النووي بهدف استخدامه للقتل .
فذلك قرار سياسي في الأساس وليس لدي حماس قيادة سياسية كما أن انشغالها الشديد بتلميع صورتها كتنظيم (جهادي إنساني) يُفْرِج عن أسراه بلا مقابل ويوزعهم كهدايا سياسية علي أصدقائه .
فأنعدام القيادة السياسية والثقل الإنساني التي كبلت حماس به نفسها بلا ضرورة دينية أو أخلاقية يعرضها لخسارة الحرب النووية مع إسرائيل التي تمتلك قيادة سياسية سيئة ولكنها علي أي حال أفضل من اللا قيادة التي تتمتع بها حماس.
– إسرائيل تمتلك القدرة علي تكرار الضربات النووية التكتيكية بينما حماس لا تمتلك غير فرصة واحدة فقط في (ديمونا) لذا فإن فرصتها الوحيدة في الربح تنحصر في إحتمال واحد لا غير هو ان توجه ضربتها أولاً فمن المؤكد أنها ستؤدي إلي فقدان العدو الإسرائيلي لتوازنه ولن يتمكن من توجيه ضربته المعاكسة . ويبدو أن الطرفين حماس وإسرائيل قد وصلا إلي نقطة اللجوء إلي الحل النهائي أو الخيار(شمشون).
فإسرائيل لن تستطيع اقتحام قطاع غزة برياً الا إذا شاركها الجيش المصري في الحملة وتولي مهمة السيطرة علي جنوب القطاع وتفتيش الخنادق ومطاردة المجاهدين فيها .
بينما تكتفي إسرائيل بالسيطرة علي شمال القطاع و المشكلة هنا أن الجيش المصري غير صالح للقتال أصلاً. وقيادته السياسية مترددة وضعيفة ومهددة (بثورة جياع) تطيح بالنظام وتحرق البلد في فوضي عارمة بلا هدف أو قيادة .
– إسرائيل بدورها مازالت تترنح فوق حافة الإنهيار كدولة منذ عملية (طوفان الأقصى) .
وشعبها فقد الثقة في مشروع الدولة اليهوديه بينما الحكومة عاجزة عن إدارة الأجهزة وتتولي عنها الولايات المتحدة ذلك فهي التي تدير الجيش والعمليات في غزة والعلاقات الإقليمية ومنع أعداء إسرائيل من التدخل في الحرب وبشكل خاص (حزب الله) و(إيران).
– وعلي الجانب الفلسطيني فإن حماس قد وصلت إلي درجة حرجة من القدرة علي التحمل في ظل الحصار الخانق المضروب علي القطاع والمعاناة غير الإنسانية لسكان القطاع والإبادة الهمجية التي يتعرضون لها. وهم القوة الأساسية لدي الحركة فإذا انهارت الحاضنة الشعبية في غزة فإن حماس لن تستكمل الحرب معهما. إذن حماس وغزة أمام لحظة القرار النهائي والدخول في الخيار شمشون .
إسرائيل أيضا وصلت إلي نفس النقطة فالشعب والدولة منهاران وقد هيأت اسرائيل نفسها منذ عام 1948 علي أن تجهز سلاحها النووي للإستخدام إذا وصلت إلي تلك الحالة .
فإسرائيل جاهزة وقرارها جاهز منذ أكثر من سبعين عاماً وسلاحها النووي جاهز منذ أكثر من نصف قرن.
والعكس علي الجانب الفلسطيني فلا القرار جاهز ولا إمكانية الدخول إليه متوفرة وهكذا تكون نتيجة المعركة النووية محسومة مقدماً. ولا يمكن تخيل الكارثة التي ستحل بفلسطين والعرب والمسلمين إذا حدث ذلك .
فإسرائيل النووية إذا دمرت غزة لن يقف أمامها أي شعب عربي آخر بل أنها قد تستخدم العديد من القنابل النووية ضد حزب الله وإيران والعراق ومكة المكرمة والمدينة المنورة. لتكتمل أركان الحرب الدينية وينتهي الإسلام ويتحول المسلمون إلي أفراد مبعثرين مطاردين ومطوقين بأساور تتبع ألكترونية في أرجاء إمبراطورية يهودية عالمية.
ويعود الإسلام غريباً كما بدأ غريباً.. وطوبي للغرباء.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )