مواقف متناقضة من قضية الأسري
إسرائيل تريد قتل أسراها
بورك المدفع الذى قصف تلك السفينة (بن جوريون)
كلما سمع اليهود عن مجزرة قام بها اليهود ضد بعضهم البعض تساءلوا بدهشة وسذاجة الجاهل (وهل يقتل اليهود اليهود؟) والإجابة: “نعم يقتلونهم” .
ثم يفادونهم إذا وقعوا أسري كما سجل ذلك القرآن الكريم وكما سجلت أحداث التاريخ القريبة والحالية .
إذا رأت القوة اليهودية المتغلبة علي أمور اليهود أن أحد من اليهود يعترض طريقهم أو يعرقل مخططهم فأنهم يبادرون إلي أزاحته بالقوة وقتلة أو بالتآمر مع الآخرين ليقتلوه نيابة عنهم كما فعلوا مع هتلر والنازية لأجل أجبار اليهود علي الهجرة إلي فلسطين لإقامة دولة هناك.
فجعلوا من اضطهاد هتلر لليهود في ألمانيا و أوروبا ثمناً لمساعدتهم المالية له في الحرب وفي إقامة نهضة صناعية عسكرية في ألمانيا من هنا نشأت صناعة الهولوكوست بتدبير يهودي وتنفيذ نازي إضافة إلي مبالغات وأكاذيب صهيونية ضخمة .
وفي وقتنا الراهن لم تتورع إسرائيل عن قصف غزة بقنابل الأعماق لتدمير الأنفاق التي يكمن فيها المجاهدون الفلسطينيون ويحتفظون فيها بأسراهم من اليهود.
وقد أدي ذلك إلي قتل أكثر من خمسين من أسري اليهود كما شهدت بذلك الأسيرة الصهيونية التي سجلت رسالة مصوره موجهه إلي نتنياهو تقول له فيها: الا يكفي أنك تقتل الجميع، أنت تقتلنا .. أخرجنا من هنا الآن.
إغراق السفينة ألتالينا
– ليس نتنياهو هو رئيس الوزراء الإسرائيلي الوحيد الذي قتل يهوداً فمن قبله فعل ذلك (ديفيد بن جوريون) في عملية شهيرة حين أمر بإغراق السفينة (آلتالينا) وهي سفينة كانت تحمل مهاجرين يهود بدون تصريح منه وذلك عام 1948 الذي تأسست فيه إسرائيل .
وبعد ذلك في عام 1962 أمر جهاز الموساد بإغراق سفينة تحمل مهاجرين مغاربة وقتها رحبت وزيرة الخارجية (جولدا مائير) بالحادث وهي التي أصبحت رئيسة للوزراء فيما بعد .
– أن الإفراج عن الأسري اليهود سوف يضع نتنياهو وحكومته في موقف حرج ليس هذا فقط بل أن الأفراج عن الأسري اليهود في غزة سيضع الدولة في أزمة شديدة جداً وهم علي مشارف التحول إلي نظام توراتي خالص في مقابل معارضة شديدة من العلمانية المتغلغلة فى الجيش والمخابرات وأجهزة الدولة .
وهي الجهات التي تتهم نتنياهو بالتقصير والتسبب في الهزيمة الكبرى التي وقعت في السابع من أكتوبر بعملية (طوفان الأقصى) هدف الهجوم الإسرائيلي الحالي علي غزة ليس لإنقاذ الرهائن بل قتلهم .
فتلك طبيعة القيادة اليهودية حتي من قبل إنشاء إسرائيل وعليه فإن القيادة الفلسطينية السياسية الذاخرة بالأخطاء حولت قضية الأسري الحساسة للغاية إلي قضية علاقات عامة و مساومات ووساطات و هدايا مجانية للأصدقاء ومحاولة ساذجة لتحسين صورة الزعيم وتنظيم حماس واظهارها بإنها ليست داعش وليست متطرفة. وتلك سذاجة سياسية لا يحتملها الموقف .
والمفروض أن قضية الأسري هي آخر الملفات التي تفتح بعد الحرب عندما تهدأ الأنفاس وتضمد الجراح .
– وعلي سبيل المثال فإن حزب الله لبنان ومن أجل أسيرين فقط دخل في مفاوضات استغرقت حوالى عامين وفي النهاية سلم الأسري اليهود وكانوا عبارة عن جثث فكانت فضيحة لإسرائيل .
إسرائيل الآن ليست في حاجة إلي أسراها وتعتبرهم ضررا وكارثة علي النظام الحاكم. في المقابل فإن الأسري الفلسطينيين في سجون إسرائيل يعتبرون في معظمهم ثروة وطنية هائلة خاصة وأن الثورة الفلسطينية تعاني من عجز كبير في القيادات العليا ذات الخبرة والكفاءة وهؤلاء متوفرون في سجون إسرائيل ولا غني عنهم في الثورة . لكن موقف إسرائيل من الأسري مختلف جذرياً فإسرائيل لا تريد أسراها بل تحاول قتلهم وهي تحاول ذلك كل يوم عن طريق قصف غزة بالصواريخ الثقيلة وقنابل الأعماق فإذا سيطرت علي أي جزء من أرض غزة فإن أول ما ستفعله سيكون البحث عن أسراها وقتلهم .
قصة إغراق آلتالينا
– (ملخص قصة أغراق السفينة (آلتالينا) التى كانت سفينة إنقاذ وعلي متنها بضع الآف من اللاجئين اليهود الشباب ، كانوا مهتمين بالمجئ إلي إسرائيل والخدمة في الجيش للحرب ضد العرب. قرر الجيش الفرنسي منح اليهود كمية كبيرة جدا من الأسلحة مع السفينة آلتالينا.
كانت فرنسا متعاطفة مع اليهود ، خاصة عمل منظمة الأرغون الإرهابية وكان هذا الموقف لأسباب سياسية إذ كانت الحكومة الفرنسية غاضبة من بريطانيا التي اغتصبت الهيمنة الفرنسية في سوريا ولبنان ، وإنحازت إلي جانب العرب ضد فرنسا )
وكان رابين الذي شغل منصب وزير الأركان فيما بعد ثم رئيس الوزراء كان في ذلك الوقت مسئولا عن الوحدة الصغيرة التي قصفت السفينة وفي أعقاب الحادثة القي بن غوريون (رئيس الوزراء المؤقت آنذاك نقل عنه قوله: (بورك المدفع الذي قصف تلك السفينة) . والجدير بالذكر أن السفينة (آلتالينا) استمرت بالإحتراق لعدة أيام وكانت منظمة الأرغون تقف وراء تلك السفينة عناداً مع (بن غوريون) وقد قتل منهم في الحادث ، أربعة عشر عضوا أقيم لهم نصب تذكاري علي شاطئ تل أبيب .
إغراق اليهود المغاربة
الحادث الثاني الذي قتل فيه اليهود كان حادث رتبه الموساد الإسرائيلي عام 1962 فإغراق سفينة تحمل يهودا مغاربة مهاجرين إلي إسرائيل بهدف تأليب الرأي العام العالمي ضد المملكة وإجبار الملك علي السماح لليهود بالهجرة وبحسب بحث نشرتة صحيفة (يديعوت احرونوت العبرية) .
فإن رئيس الموساد قال : ( كشف المؤرخ في بحثه النقاب عن أن الموساد قام باستئجار سفينة كبيرة وبواسطتها قام بتهريب اليهود من المغرب ونجحت السفينة في مهمتها 13 مرة .
ويقول المؤرخ : أن الموساد أهمل بشكل متعمد ما أدي إلي غرق الباخرة ومقتل طاقمها الأسباني و44 يهوديا كانوا علي متن السفينة وتبين للمؤرخ أن وزيرة الخارجية غولدا مائير قالت في جلسة الحكومة أنه يتحتم علي إسرائيل أن تقوم بعملية تؤدي إلي صدمة في المغرب حتي لو كلف الأمر موت العديد من المواطنين العزل علي حد تعبيرها .
وأضاف المؤرخ أنهم قاموا بإستجار سفينة غير صالحة كانوا علي علم أنها ستغرق في البحر ، وفعلا أحدث غرق السفينة ضجة عالمية .
وهو الأمر الذي أدي إلي تأليب الرأي العالمي ضد المغرب وأن الموساد أستغل الحادث المأساوي لحث اليهود علي مغادرة المغرب والهجرة إلي إسرائيل .
وقد نجح الموساد في عملية أسماها عملية ياخين في تهجير حوالي 97,000 من يهود المغرب بالطائرات والسفن فيما بين نوفمبر 1961 و ربيع عام 1964 وقد كلفت العملية 50 مليون دولار تكفلت بها جمعية غوث المهاجرين اليهود التي تتخذ من نيويورك مقرا لها .
– والآن تتكفل الولايات المتحدة بتمويل وإدارة عملية إبادة غزة بمن فيها من سكان عرب مسلمين وأسرى يهود.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )