الهند وإسرائيل بين (مودي) و (بي بي)
يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (بي بي) قد وجد توأمه الروحي في شخص رئيس الوزراء الهندي (مودي) وكلاهما متعصب دينياً وكارها للإسلام والمسلمين وذو نزعة إستعمارية توسعية والأهم أن كل منهما وجد عند الآخر شيئاً كان ينقصه . فنتنياهو يمكنه تحريك البنوك اليهودية بأشارة من أصبعه صوب الهند وبناء عليه تتحرك شركات التكنولوجيا الكبرى إلي الهند لتحقيق نهضة إقتصادية كبري مثل التي حققتها في الصين وأن تجعل الهند بديلاً عالميا عن الصين من حيث المكانة الاقتصادية والتقدم التكنولوجي .
– أما (بي بي) فقد وجد توأمه الروحي (مودي) متحكماً في كنز من القوة البشرية هيا الأكثر تعداداً في العالم .
علي عكس إسرائيل التي تعاني من عجز دائم في القوة البشرية وكان (شيمون بريز) يقول للعرب نحن “اليهود” بمهارتنا وخبراتنا وأنتم العرب (عرب النفط) بأموالكم يمكننا سوياً أن نغير الشرق الأوسط. والآن يمكن لرئيس الوزراء (بي بي) أن يقول لتوأمه (مودي) نحن في إسرائيل بقيادتنا السياسية وتأثيراتنا البنكية وأنتم بكثافتكم البشرية يمكننا معا أن نغير خريطة العالم ان نمتلك سويا مساجد المسلمين المقدسة بما فيها الكعة.
وهذا ليس كلاماً في الخيال بل أنه أخذ طريقة علي أرض الواقع في عدة أماكن تريد إسرائيل فيها تغيير التركيبة السكانية والدينية وبدأ ذلك في مشيخات الخليج والسعودية .
– الهدف كان تحويل العرب إلي أقلية في تلك البلاد تمهيداً لطردهم منها كما يفعلون في فلسطين .
– الهدف الثاني هو تحويل العرب إلي أقلية إثنية في تلك المناطق ثم طردهم منها في النهاية وهي نفس الخطة التي يتبعونها في فلسطين أيضاً .
– إذيع خبر عن اعتزام إسرائيل إستيراد مئة وأربعين الف عامل بديلا عن العمال الفلسطنين وسيأتي هؤلاء العمال من دول شرق آسيا ومن الهند ويعتقد أنهم جميعًا سيكونون من الهندوس تحديداً .
وبالإعتماد علي الخزان البشري الهندي ستكون إسرائيل قد أمتلكت بديلاً عن القوة العاملة الفلسطنية عندما يتم طرد الفلسطنين إلي خارج بلادهم إذا تمكنت من ذلك . وذلك يتوقف علي نتائج حرب غزة وموقف سكان الضفة الغربية مما يجري .
وستحتاج إسرائيل إلي أيدي عاملة من الهند في السودان أكثر بكثير مما تحتاجه في جزيرة العرب وفلسطين وربما سيناء والحزام بين مصر وليبيا.
ستكون مشاريع السودان زراعية وفي إنشاء الطرق وقنوات الري. والعمال الهنود سيمثلون قوة رخيصة بديلا عن التكنولجيا المُكْلفة .
كما أن وجودهم ضروري لتغير التركيبة الدينية والسكانية في السودان وإنهاء تلك الدولة كدولة عربية وإسلامية كبرى في أفريقيا . وذلك بالطبع يتوقف علي نتائج حرب غزة.
ومن المعتقد أن (مودي) رئيس وزراء الهند يتبع سياسة غاية القسوة مع السكان الفقراء تمهيداً لدفعهم إلي الرحيل والهجرة إلي خارج الهند عند أول فرصة تسمح لهم في جزيرة العرب أو فلسطين أو السودان فيما بعد ( نلاحظ أنها نفس سياسة هتلر مع يهود أوروبا لدفعهم إلى فلسطسن بطلب من الوكالة اليهودية ــ انظرا أكذوبة الهولوكوست )
في الهند يقوم مودي بتدمير أحياء الفقراء بإدعاء أنها عشوائية وتلك السياسة يهودية طبقتها إسرائيل في مصر والسعودية لتغيير الطابع الثقافي والديني والتاريخي الذي يذكر الشعوب بأصولها وجذورها .
فقد فقراء الهند مصادر رزقهم و أماكن سكنهم ومنازلهم الرخيصة وتشردوا في أرجاء الهند الشاسعة منتظرين أن يأتي زمن الخروج الكبير من الهند في إتجاه الدول العربية .
– أن (مودي) يتخلص من الفقر في الهند عن طريق إنهاء الفقراء وتصديرهم إلي الخارج أو الأصح بيعهم قطعانا بشرية لإسرائيل حتى تستخدمهم كيف تشاء وأين تريد .
ولا يدرك (مودي) أن إسرائيل تجر الهند إلي حرب نووية مع الصين وإلي حرب دينية بين المسلمين والهندوس وفي هذه المرة لن يكون المسلمون في الهند هم الضحية المستضعفة لأن الموقف الإسلامي عالمياً قد تغير كثيراً بحيث يمكن للمسلمين الهنود استعادة ما فقدوه أثناء الاحتلال البريطاني والحكم الهندوسي المتطرف .
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )