مصر : إما الآن أو أبدا
مصر : إما الآن أو أبدا
ظننا أننا سنحرر فلسطين ولكن فلسطين هي التي حررتنا
قال حكيم عربي: (إذا هبّت رياحك فاغتنمها فإن الفرص تمر مرّ السحاب)
وتلك حكمة من الضروري جداً تذكرها بالنسبة للمقاومة الفلسطينية والشعوب العربية جميعاً .
فأن عملية طوفان الأقصى المجيدة قد خلقت موقفاً نادر المثال للقضية الفلسطينية سواء داخل فلسطين أو في المنطقة العربية أو في العالم أجمع بشكل عام .
ويجب أن لا تنسينا الإنتصارات المبهرة عن رؤية أخطار قد تهدد إنجازاتنا كلها .
ويري البعض أن الحديث عن الأخطار خاصة وأن الإنتصار الذي تشوقوا إليه يسكر الجميع وينسيهم الحذر بل ويجعلهم أكثر عصبية في التعامل مع من يحذرهم .
إن نشوة الإنتصار تجعل الإنسان يكره من يذكره بمواطن الخطر أو الخطأ .
وأشد الأخطار على “طوفان الأقصى” والثورة الفلسطنية الشاملة والصحوة العربية والإسلامية وعلي قضية فلسطين والمسجد الأقصى ذلك الخطر هو غياب قيادة فلسطينية سياسية علي مستوي ذلك الحدث لتقوده فوق الساحة الفلسطنية والعربية والعالمية .
من حظ تلك القيادة/ عندما توجد / أنها ستجد تحت تصرفها أفضل جهاز عسكري وأحد أكفأ حركات المقاومة المسلحة في العالم الإسلامي .
وذلك مصدر قوة ودعم لأي قيادة سياسية ولكن تلك القوة العسكرية المتفوقة يمكن أن تفقد كافة مزاياها وإنتصاراتها في حالة لم تتوفر لها قيادة سياسية مناسبة لقضيتها.
أو أن تلك القيادة السياسية كانت ذات كفاءة أقل من مستوي القوة العسكرية، في هذه الحالة فإن الحل الأقل سوءا هو أن تتولى القيادة العسكرية العمل السياسي بواسطة أفضل عناصرها ذات الإلمام السياسي المناسب .
هؤلاء سيكونون أكثر إدراكاً لأهداف الثورة وحرصاً عليها وأقل ميلاً إلي المساومة أوعقد الصفقات ومراعاة المصالح الشخصية والحزبية .
تحرير رام الله أولا ــ مقدمة للتحرير العربي
نادى العديد من قادة غزة والمثقفين الفلسطينيين بأن يتحرك سكان الضفة الغربية ويفتحون جبهة عسكرية علي إسرائيل. وفي الحقيقة أن المطلوب هو استيلاء ثورة الأقصى علي السلطة وطرد (محمود عباس ) من مستوطنته في رام الله وإلغاء إتفاق (أوسلو) وتفكيك الأجهزة الأمنية لدي السلطة وإعتبار أي متعاون مع إسرائيل في مصاف الخائنين و أن يتولى حكم الضفة الغربية مجلس ثوري من المجاهدين إلي حين إختيار قائد عام لثورة الأقصى في فلسطين لتوجيه الصحوة الإسلامية في العالم العربي والإسلامي التي استيقظت بفعل الإنتصار المذهل لعملية (طوفان الأقصى) وتعاطفاً مع فلسطين وغزة والمسجد الأقصى .
إن إستيلاء الثورة الفلسطنية علي الحكم في رام الله وإلغاء إتفاق أسلو وطرد محمود عباس أو إعتقاله مع قاده أجهزة الأمن جميعاً مقدمة ضرورية لإتخاذ إجراءات مماثلة في دول عربية كثيرة في مقدمتها مصر أولا ثم الأردن .
وإلغاء إتفاقات السلام وتفكيك الأجهزة الأمنية التي أرهقت الشعوب العربية لسنوات طويلة وأدت إلي إنهيار اقتصادي وأخلاقي وسياسي في تلك الدول.
والإفراج عن جيوش المعتقلين السياسيين بل وتفريغ جميع السجون حيث أن الأجهزة الأمنية والقضائية كانت أجهزة فاسدة ومرتشية تبتز المواطنين ولا تحقق أمننا ولا عدالة .
فلا اعتبار للأحكام التي صدرت بحق المساجين والمعتقلين ويجب الأفراج عن الجميع في الحال .
– والأهم لضمان إستمرارية الثورة أعادة هيكلة الجيش علي أساس التطوع وإستيعاب الخرجين الجامعين وحاملي الشهادات المتوسطة والعليا في ذلك الجيش وإعادة تشكيل عقيدتة القتالية .
– وعند انتصار الثورة/ وكما حدث عند انتصار حركة طالبان في أفغانستان/ يجب عدم الفصل زمنياً بين إسقاط الحكومة أو فرار الرئيس وبين إستيلاء الثوار المسلحين علي السلطة مباشرة واقتحام أجهزة الدولة.
ومواصلة إدارة الدولة علي الفور بإستخدام الكفاءات ممن كانوا في المعتقلات وإعتقال جميع الجهاز الإعلامي للنظام وكبار الجواسيس سواء الجواسيس المحليين أو الدوليين .
ثورة الأقصى هل تحرر مصر؟
– وفي مصر بشكل خاص يجب إعادة سكان سيناء إلي أراضيهم مع تعويضهم. وإخلاء سيناء من أي تواجد يهودي وإستعادة جزيرتي (تيران وصنافير) وضمهما إلي الأراضي المصرية ومعاملة أي تواجد أجنبي فيهما معاملة الاحتلال سواء كان عربياً أو يهودياً.كما يجب تحويل ترعة السلام الذاهبة إلى صحراء النقب إلى المناطق القابلة للزراعة في سيناء ويجب قطع امدادات الغاز عن اسرائيل فورا. وبيعه للمواطنين بسعرالتكلفة مع الإلغاء الفوري لكافة الضرائب التي فرضها النظام العسكري على الشعب.وإلغاء كافة صفقات بيع أصول مصر والقطاع العام .
– يجب أن نتذكر جيداً أنه أثناء 25 يناير 2001 في مصر كان هناك تهديد إسرائيلي بشن الحرب علي مصر إذا ألغت إتفاقية السلام (كامب ديفيد).
والأن بعد عملية طوفان الأقصى لعل شعب مصر قد إستعاد وعيه قليلاً وشيئا من شجاعته وأدرك أن إسرائيل أضعف من أن تحارب مدينة مصرية واحدة وهي التي فشلت أمام غزة المحاصرة منذ حوالي عقدين من الزمن رغم المساعدات العسكرية والمشاركة الأمريكية المباشرة في العدوان علي غزة .
– [ولا ننسى أن مدينة بورسعيد المصرية تصدت منفردة لثلاث جيوش من بريطانبا وفرنسا وإسرائيل في عدوان عام 1956 .
وفى الثورات العربية المتوقعة سواء في مصر أو الأردن أو أي مكان آخر يجب عدم تكرار الخطأ الحادث في غزة بعدم وجود قيادة سياسية عليا ذات كفاءة .
وهو نفس الخطأ الذي وقع فيه ثوار 25 يناير في ميدان التحرير عندما اختاروا من بينهم عميلا للنظام وجعلوه رئيساً للوزراء .
ثم خاضوا انتخابات رسم حدودها وقوانينها وشروطها المجلس العسكري الذي كان يمثل قوة النظام الذي ثاروا عليه وهو المجلس الذي أنتج أكبر الخونة في تاريخ مصر الحديث. بعد تجربة ثورة يناير وحكم الإخوان لمدة عام ثم إنقلاب السيسي ومرور حوالي عشر سنوات علي ذلك النظام البائس العميل لإسرائيل والذي باع كل شيء في مصر .
بعد كل تلك التجارب والسنوات ليس من الصعب إختيار زعيم للثورة المصرية سواء كان من المعتقلين المحررين أوالمجاهدين في ميادين الثورة .
– الأوضاع الدولية الآن تسمح في حالة وجود قيادة مصرية قوية وثورية أن تحل مصر مشاكلها المستعصية .
ذلك بشرط أن تفك إرتباطها بإسرائيل والولايات المتحدة ودول الخليج الصهيونية .
والعالم فيه متسع بأن يعيش شعب مصر بملاينة المائة وعشرون رغم ديونة مئة وستين مليار والتي تعادل أقل من نصف تكاليف (مونديال قطر) .
بل وأن تعيد مصر سعر رغيف الخبز إلي سعره القديم الذي يساوي نصف قرش.
الفرصة الآن سانحة لأن يتحرر شعب مصر في ظلال عملية طوفان الأقصى المباركة ويصبح له هدف في الحياة وهو تحرير نفسه وتحرير فلسطين وتحرير المقدسات المسيحية والإسلامية في فلسطين وحفظ المسجد الأقصى من التدمير.
– اذا لم يحرر شعب مصر نفسه الآن فسوف تلتفت إليه إسرائيل إذا فرغت من غزة وتطرد جميع المصريين وترمي بهم إلي البحر الأبيض أو إلي التيه في صحراء مصر الغربية
فإما أن تحرر مصرالآن واما لن تتحرر أبداً .
والإلهام الثوري يأتي من فلسطين وإبطال المقاومة وقيادتهم السياسية المفتقدة هناك .
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )