كيس التَسَوُّق المسمى مجموعة ( بريكس)
كيس التَسَوُّق المسمى مجموعة ( بريكس )
ليتهم لم يجتمعوا في جوهانسبرج . حيث أظهرت مجموعة بريكس حقيقة أنها فقاعة بحجم ثلث البشرية ، وربع الإنتاج العالمي ، وأعداد هائلة من أدوات الدمار الشامل والتقليدي . ولكن بقدرة على الفعل بحجم جميع أصفار العالم .
عن بريكس صدر طنين لكلمات عظيمة الحجم، وجُمَل بلاغية بقوة أفخم سراب لغوي في كلام العالم .
ولكن بلا شيء مترابط أو منسجم . والواقع ينبئ عن فراغ ذو نكهة ماسخة هي نكهة (بريكس) ذات “الشخاليل فارغة المفاعيل”.
في جنوب أفريقيا، ماذا فعل هؤلاء الفصحاء المتناقضون في كل شيء ؟.
– لم يقم نظام دولي في السابق بغير قوة كاسحة ذات رؤية واضحة وقدرة علي الفعل، والنفاذ إلي عمق الموضوعات المعقدة، لتحقيق أعظم المصالح الأنانية لقوة عظمي عدوانية العقيدة والمزاج .
النظام الدولي على الدوام هو قوة أولى تفرض إرادتها، ثم يتبعها أعداد من البعوض البشري يسير في جموع الأتباع والعبيد ، يصفقون للسيد الأعظم ويبذلون الروح في سبيله، مانحين إياه كل ما يملكون عن رعب وطيب خاطر.
– فمن يقود بريكس ؟..هل هي الصين التي لا يجرؤ أسطولها على عبور مضيق جزيرتها تايوان ، بغير استئذان واضح أو مُبَطَّن مع حكومة رعاياها في الجزيرة، أو مع حماتهم الأمريكان؟ .
هل روسيا تقود بريكس؟؟. وهي التي تعجز عن وقف هجمات بعوض (بيرقدار) عن سماء موسكو ؟.
أم تراها الهند النووية التي لا تظهر قوتها إلا عند الاستئساد على رعاياها من المسلمين الفقراء؟؟.
– ليتهم ما اجتمعوا في جوهانسبرج، ولا خرجوا بأسوأ بيان تاريخي، كان في أعماقه إعلان وفاة (لتنظيم) بريكس، بأن ضموا إلي عضويته الدائمة ستة دول منهم إيران ـ وكأنهم فطنوا إلى ما ارتكبوه من خطأ، بأن قبلوا عضوية (ايران) كدولة مستقلة سياسيا وأيدلوجيا، ولديها رؤية متماسكة في شئون الدنيا والآخرة ــ ولأجل التوازن ــ جلبوا في مقابلها خمس دول أخرى، أربعة منهم ــ على الأقل ــ يشغلون درجة مندوب فوق العادة لإسرائيل واليهودية الدولية.
– “فقاعة بريكس” لم تكد تفرغ من مهزلة توسيع العضوية غير القائمة علي أسس واضحة سوي (الشنشنة الكلامية)، حتي غرد بريكس مثل عصفور الكناريا، مطالباً بإصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن ليكونا (أكثر ديموقراطية)!!.
– فلماذا نظام دولي جديد؟ ، بينما النظام الدولي الحالي هو مخترع الديموقراطية وراعيها وناشرها في العالم .. كما نري .. فلماذا جئتم أنتم لتبيعوا نفس البضاعة بدون مراعاة للملكية الفكرية للإمبريالية الغربية؟؟.
سرقتم تكنولوجيا الصناعة وتريدون سرقة كلمة السر (الديموقراطية) لإقامة نظام دولي مستنسخ عن النظام الأمريكي الحالي ؟..
أليس ذلك هو الاحتيال الحضاري (وهذا مصطلح جديد نهديه مجانا إلى فقاعة بريكس).
– العالم يريد نظاما للحياة بالمعنى الإنساني، وليس (نظاما دوليا) بالمفهوم الإستعماري السائد منذ خمسة قرون ، وهناك من يطمع في تمديده ـ أو تقليده ــ أو استعارته بعد تنقيحه وتغيير إسم الصانع لمدة خمسة قرون أخرى قادمة .
– كل ما نطق به بريكس يدل علي رغبة في التبعية للنظام الدولي القائم أو متابعة مسيرته مع تغيير الأسماء وتزوير ماركات “حضارية ” جديدة.
– بريكس ــ أو التزييف الحضاري الجديد ــ يريد بعد إجراء التحسينات وإعادة الطلاء وتغيير الألوان ــ يريد استخدام المؤسسات الدولية الحالية من أمم متحدة ومجلس أمن ـ وهما انعكاس للسيطرة الإستعمارية الغربية علي العالم، وحروبها العالمية للسيطرة على البشرية ،حتي بإرهاب السلاح النووي (ضد اليابان).
فنقول أنه لا جدوي من تلميع قرون الشيطان أو ترقيع ملابسه.
وهذا ما تفعله أكذوبة بريكس (أو بلهجة ألطف .. فقاعة بريكس). خاصة عندما تعرض المنظمة مطالبها ، أو عبر تعبيرات بعض من حضروا مهرجانها ، بحثا عن ترفيه سياسي ، ودفعا للمَلَلْ الذي أصاب العالم من فوضى وتخَبُّط النظام الدولي الأمريكي .
– تطالب بريكس ــ أو بعض “البريكسيون” ــ بإلغاء العقوبات أحادية الجانب والتي تصيب الدول بأضرار بالغة. وذلك صحيح، ولكنه من ظواهر المرض وليس المسبب له.
لأن أصل الداء هو سيطرة البنوك اليهودية العظمي (ومنها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي) ومعهم الشركات متعددة الجنسيات علي تجارة العالم، وفرضهم الرأسمالية الليبرالية ( رأسمالية الكوارث الوحشية) ، على العالم بواقعها السياسي والاقتصادي الذي يفرض الفقر علي البشرية جمعاء، فيما عدا صفوة مختارة من شعب الله المختار ومعهم قطيع صغير من أفضل حمير الأغيار.
تتهرب بريكس من مجرد ذكر السبب الحقيقي للمشكلة، وتركز علي أحد مظاهرها الخارجية. وذلك دليل على أنها مجرد نسخة غير متقنة التقليد للنظم الدولية التي شقيت بها البشرية على يد الغرب الاستعماري.
– بل أن البريكسيون (البراكسة)، قالوها صراحة، بأنهم يريدون نظاما دوليا للتجارة قائم على مبادئ”منظمة التجارة العالمية” !!.
وليتهم شرحوا للبشر الذين أعياهم انتظار الفرج، أن تلك المنظمة هي أحد بيوت الداء الذي يفتك بالإنسانية ويفرض عليها الفقر وعدم المساواة ويجعل من الثورات الملونة، والحروب المعقدة، قَدَراً لا مفر منه.
وأن قوانين منظمة التجارة العالمية تحتوي شروطا إلزامية يحميها القانون الدولي ــ وبالتالي القوة الدولية ــ لفرض التبعية الاقتصادية وسلب ثروات الشعوب الضعيفة، وذلك بحكم القانون الدولي وبمجرد التوقيع علي عقد الانضمام إلى المنظمة ، وبدون الاطلاع علي ما يتضمنه العقد من قوانين (سوبر استعمارية)، هي قمة البراعة الاحتيالية .. تطبيقا لقوانين هم واضعوها ومنفذوها .
– أيها البريكسيون !! ـ إذا رأيتم الجبل لا بلد إلا فئرانا ، ولا يصدر عنه الا الضجيج الفارغ وفحيح الأفاعي .. فإن طريق الابتعاد عنه هو الأفضل.
– أربعون دولة حضروا إلى جوهانسبرج، وليس لديهم ما يقدمونه سوى الاستخبار لصالح اليهودية العالمية وإسرائيل. أو لتَسَوُّل قروض تضاف إلى حسابات القادة في بنوك الغرب . والبعض يبحث عن مشتري يدفع أكثر في مقابل الأصول الاقتصادية لبلاده. والبعض فرغ سابقا من كل ذلك ولكنه جاء لنشل “محافظ” الزوار.
– لا شك أنه من الضروري ومن المفيد التعامل مع دول مثل روسيا والصين والهند وإيران والبرازيل وجنوب أفريقيا .. بشكل منفرد أو في إطار برنامج جماعي محدد بدقة، ليحقق مصالح مشتركة. فرادى أو مجموعات صغيرة، ولكن ليس ضمن مجموعة واحدة يضمها كيس التسوق هذا المسمى “مجموعة بريكس” .
– ليس لنا أن نعجب إذا اكتشفنا مستقبلا أن مجموعة بريكس كانت حملة إعلانية مبكرة عن سيارة صنعتها الصين ــ وأطلقت عليها اسم بريكس ــ وهي سيارة صديقة للبيئة وتسير بدون وقود من أي نوع . ولهذا تصلح لجميع الأنظمة .
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )