كتاب من مكة إلي لاس فيجاس
تقديم كتاب
من مكة إلي لاس فيجاس
ما يحدث في مكة المكرمة من تخريب ديني ومعماري تحت دعاوى كاذبة مثل توسعة الحرم وتوفير راحة الحجيج، هي بالتأكيد أكبر إهانة لَحِقَت بالبيت الحرام والبلد الحرام، مكة، (أحب بلاد الله إلي الله).
لم يكن خطأ عابرا ،لأنه مجهود حثيث استمر لعقود من الزمن ، وبلغ ذروته مع بداية القرن الحالي في برنامج ظاهرة معماري/ استثماري/ سياحي ، وكانت مدينة مكة المكرمة هي المركز والمستهدف الأساس. لقد تم ضخ مليارات الدولارات لأهداف، يستحيل أن تكون لمجرد السياحة والاستثمار التجاري .
فالعمق الديني كان هو الأساس . وهو ما غاب عن كتاب”من مكة إلى لاس فيجاس” ، ربما لأن كاتبه معماري متخصص وليس سياسياً أو عالم دين. لكن المؤلف يقف بكتابة هذا على قمة شجعان الأمة العربية التي تجاهل علماؤها ومثقفوها الموضوع أساسا، فلم يهتموا بما هو خارج الحدود التي رسمتها لهم السلطات الحاكمة.
يكفى الدكتور “على عبد الرؤوف” أنه كان الأسبق بكتابه في اقتحام هذا الملف المتفجر، في يناير عام2014، بينما بلده مصر مشغولة بانقلاب العسكر ، وباقي العرب تتقاذفهم مهزلة الربيع العربي، الذي غطت أتربته كل ما هو جوهري في حياة ومصير العرب، وعلي رأسها ضياع مكة ، وحصار البيت الحرام الذي نفذه / ومازال/ حكماء صهيون ، مع النافذين من صبيان و”متحولو” بلاد الحرمين .
الدكتور “عبد الرؤوف” ، بكتابه هذا، كان الأشمل في بحث المأساة معماريا وحضاريا. ولكن النقص الأكبر في الكتاب كان افتقاره إلي الجوانب الأكثر جوهرية في الموضوع وهي الجوانب العقائدية والسياسية.
تنزيل كتاب (من مكة إلي لاس فيجاس) للدكتور على عبد الرؤوف :
وقمة شجاعة الكاتب تجلت في أواخر فقرات الكتاب ، إذ اقترح هدم كل ذلك العدوان المعماري الوقح علي مكة والحرم ، مهما كانت التكلفة . فقال:
{حقا الهدم هو البناء ،عندما يساعدنا الهدم علي التخلص من اعتداءات مجحفة وقاسية أصابت مكة، المدينة المقدسة ، وأزالت كل ملامح عفويتها وبساطتها وقدسيتها وقدرتها علي وضع البشر جميعا علي قدم المساواة} . ( صفحة159).
– في ثنايا البحث أثبت الكاتب ان الكنيسة الكاثوليكية حافظت علي الهيبة الدينية والتاريخية في معمار الفاتيكان. وحتي إسرائيل رغم عدوانها ظلت محافظة علي الروح التاريخية للأقصى والقدس . ولكن تم التفريط في مكة ، أهم مدن الإسلام و(أحب بلاد الله إلى الله) ، على يد أعداء الله من آل سعود وحكماء صهيون الذين عملوا معهم في تدمير مكة وإزالة طابعها الديني ، و روحها الإسلامية والتاريخية .
هذا الكتاب يضعنا علي عتبة استطلاع لحجم الكارثة التي حلت بالإسلام والبيت الحرام في مكة ، وتلك خطوة أولى في الأمر بالمعروف والعمل علي إزالة المنكر . ليس فقط بإزالة وهدم الوحوش الإسمنتية التي تحاصر البيت الحرام وتعتصر قلب مكة، بل وتطهير جزيرة العرب كلها، بطرد اليهود الغزاة ، وأعوانهم من المرتدين .
“لاس فيجاس” مدينة القمار والخطيئة في الولايات المتحدة، وبالتأكيد فإن المسلمين لن يتركوا مكة لتصبح كذلك.
[ قُلْ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ] ــ سورة يونس 52 ــ
[ أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ]ــ سورة النحل 1 ــ
تنزيل كتاب (من مكة إلي لاس فيجاس) للدكتور على عبد الرؤوف :
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )