حوار مع أحد زملاء الحرب القدامى (2من3) : حوار مع أحد زملاء الحرب القدامى
حوار مع أحد زملاء الحرب القدامى (2 من 3)
أنظمة لافتراس العالم
– لم يعد هناك في الغرب أو في الشرق أي قطب دولي قادر علي قيادة العالم على قاعدة أن الإنسان هو سيد هذا العالم وليست المادة .
– الإنسان المعاصر ليس أكثر من عبد لرأس المال العملاق ، تحركه الغرائز الحيوانية وتنحصر قيمته في: قدرته على الإنتاج والاستهلاك وحفظ النوع واحترام النظام.
– الغرب نجح في تفريغ المسلمين من الإسلام ، وتفريغ الإسلام من محتواه. إلي أن وصلنا درجة تحول فيها الإسلام من دين ورسالة سماوية إلى مجرد تمتمات وتعصب مذهبي ..لا غير.
– إسرائيل مرافق دولي لأمريكا ـــ إسرائيل بلا مظلة عسكرية غربية.
– حرب أوكرانيا أشاعت الاضطراب في صفوف أطراف الحرب. وكشفت نقاط ضعف الجميع ، و ضبابية في الرؤية لدي الصين وروسيا المرشحتان لقيادة نظام دولي قادم .
– إسرائيل تتعجل ابتلاع الإسلام ،عبر ابتلاع الحرمين الشريفين، وابتلاع جزيرة العرب تحت ستار السياحة والتطبيع.
– إسرائيل وأبرهة: مع “البرهان و حمدتي”.
– ستصبح إسرائيل هي المتحكم الأول في المواد الغذائية في العالم عن طريق سد النهضة وأراضي السودان الخصبة.
– يجد اليهود أنفسهم مطالبون بالاستيلاء علي الماء من أجل السيطرة علي الزراعة . فالأرض وأن كانت لغيرهم فالماء سيكون لهم، وبالتالي المنتجات الزراعية.
– ومع أن العمال والمستهلكين غير يهود فإن الصناعة ستظل يهودية طالما الطاقة في قبضتهم .
– من أجل أن يسيطر اليهود علي الماء والطاقة هناك برنامج حافل من الحروب ينتظر العالم . وذلك أكثر ما يناسب المصالح والمزاج اليهودي .
بقلم : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
“نظام دولي” للافتراس :
تمر الحضارة الإنسانية بأزمة لم يسبق لها مثيل . فالغرب الذي يقود العالم منذ خمسة قرون، قد جَفَّتْ حضارته، ويعجز عن إدارة مشكلاته الداخلية إلا بشق الأنفس.
يطلق البعض علي ذلك (أزمة النظام الدولي أحادي القطبية)، الذي تقوده الولايات المتحدة منذ سقوط الإتحاد السوفيتي في حرب أفغانستان. فكانت مسئولية التحكم في العالم بشكل منفرد أكبر من قدرات الولايات المتحدة، التي وصلت هي الأخرى إلي درجة الشيخوخة الحضارية، خاصة ما يتعلق بالإنسان وليس بالأشياء. فما زال بمقدورها تطوير وسائل إبادة البشر وتدمير كوكب الأرض بطرق أسرع وأشمل.
يري البعض أن صعود قطب دولي جديد متمثل في الصين وروسيا معا قد يقدم حلاً، بأن يتشكل عالم متعدد الأقطاب لا تنفرد به أمريكا وحدها. وفي ذلك رؤية للبشرية كقطيع من الخراف يتمنى لو أن يتحكم فيه عدة ذئاب، عسي أن ينشب بينهم صراع يُتيح للخراف فترة حياة أطول.
وبالتأكيد فإن الجنس البشري مشكلته أعمق بكثير. فاصطلاح (نظام دولي) هو اصطلاح استعماري يدل علي السيطرة وتنظيم عملية الافتراس البشري ليس أكثر .
فليس هناك قوة دولية قادرة على تقديم شيء خارج تطوير التكنولوجيا، والسيطرة علي البشر وإدارتهم كقطيع من الماشية. تعدادهم بالمليارات، يفتقرون إلي أبسط مقومات الإنسان . وتزداد تعاستهم كلما زاد التقدم العلمي والثراء الاقتصادي الذي يوماً بعد يوم تستفيد منه أقلية تتناقص عدديا، علي حساب أكثرية تتزايد عددا وبؤساً .
– لم يعد هناك في الغرب أو في الشرق أي قطب دولي قادر علي القيادة على قاعدة أن الإنسان هو سيد هذا العالم وليست المادة. فالإنسان المعاصر ليس أكثر من عبد لرأس المال العملاق تحركه الغرائز الحيوانية وتنحصر قيمته في:
قدرته على الإنتاج والاستهلاك ، وحفظ النوع ، واحترام النظام.
– كان من المفروض أن يملأ المسلمون ذلك الفراغ، لولا أن الغرب نجح خلال القرون الثلاث الأخيرة في تفريغ المسلمين من الإسلام ، وتفريغ الإسلام من محتواه. إلي أن وصلنا درجة تحول فيها الإسلام من دين ورسالة سماوية إلى مجرد تمتمات وتعصب مذهبي ..لا غير.
ورطة الموت لبني إسرائيل :
خلال سيطرة الغرب على العالم منذ حركة الكشوف الجغرافية والتصنيع، سيطر اليهود من تحت ستار السيطرة الغربية.
وخطة اليهود على الدوام هي استخدام الربا في الإمساك بالاقتصاد، وإغراق الدول في الديون عن طريق إغراقها في الحروب و نشر الرذيلة والانحطاط الخُلُقي، وامتصاص ما ينتج عن ذلك من ثروة. فتلك هى (صناعة الانحطاط البشري)، وهى صناعة ذات ربحية عالية جدا باستثمار مالي قليل.
ونتيجة ذلك النشاط من الإقراض الربوي والحروب ونشر الرذيلة وتوسيع قاعدة الفقر والصراع الدولي على المواد الخام والأسواق ، تمكن اليهود بذلك “الإفساد” المتواصل زمنيا ومكانيا ، طولا وعرضا ، من أن يكونوا القوة الأولي في الاستخبارات والكتلة الأعظم تأثيرا في العالم.
أشعل اليهود الحرب العالمية الأولي، ومن خلالها تمكنوا إسقاط ثلاث إمبراطوريات. فتقدموا نحو السيطرة العالمية بشكل شبه مستقل، لإحكام قبضتهم علي الدول الكبرى التي أنهكتها الحرب، وتحتاج إلى المزيد من القروض لاستعادة قوتها.
بسقوط الإمبراطورية العثمانية تمكن اليهود بمساعدة بريطانيا من الاستيلاء علي فلسطين، وإعلان إسرائيل دولة تمثل يهود العالم، لأول مرة منذ عدة آلاف من السنين .
– بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، كانت العلاقة بين اليهود ودول الغرب الكبرى قائمة على معادلة: القروض الربوية التي تقدمها بنوك اليهود، في مقابل حماية تلك الدول لإسرائيل وضمان بقائها متفوقة على جميع العرب، وضمان سلامتها خلال مغامراتها العسكرية والسياسية في الدول العربية.
– تقدم اليهود في المجال الدولي اقتصادياً وسياسياً بحماية من الدول الغربية الكبرى. التي كانت هي بريطانيا وفرنسا بعد الحرب العالمية الأولي . ثم أصبحت أمريكا هي الحامية لإسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية، خاصة بعد المغامرة الفاشلة لإسرائيل في حرب 1956 علي مصر بمشاركة من بريطانيا وفرنسا. والمغامرة فشلت نتيجة امتناع أمريكا عن دعم تلك الحرب.
التركيع من أجل التطبيع :
فهمت إسرائيل أنها تحت الحماية الأمريكية فقط . وبتلك الحماية حاربت وانتصرت على جيرانها العرب في حرب عام 1967 ، ثم حرب عام 1973 التي فتحت باب استسلام مصر وباقي العرب أمام إسرائيل كحليف فوق إستراتيجي للولايات المتحدة. ثم دخل الفلسطينيون في هذا “السلام” بعد اتفاقات (أوسلو 1993) التي اصطنعت سلطة فلسطينية، تكون رديفا لأجهزة الاحتلال ومساعداً له. ثم دخلت السعودية ودول الخليج وساروا على استحياء في البداية، ثم بكل وقاحة بعد وصول (ترامب) إلى حكم الولايات المتحدة2017. وشاع مصطلح “التطبيع” . ومعناه العلاقات الطبيعية بين الدول . ولكن تطبيع العرب مع إسرائيل كان “خضوعا كاملاً” لها في كافة المجالات العسكرية والاقتصادية والأمنية. وهذا يتخطى كثيرا “طبيعة التطبيع”. وكأن الهدف من الحملة الصاخبة لترويج مصطلح التطبيع كان إفهام العرب والمسلمين أن الطبيعي هو خضوعهم لإسرائيل وليس مجرد إقامة علاقات طبيعية معها. وأن المعادلة الحاكمة لعلاقات العرب مع إسرائيل هي :
كل شيء لإسرائيل في مقابل تثبيت الحكام العرب فوق عروشهم.
إسرائيل مُرَافِق دولي لأمريكا :
حتي في المغامرات العسكرية الدولية كانت إسرائيل شريكاً مع الولايات المتحدة. كما في حرب فيتنام، التي حضرها كدارس ومراقب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق (موشى دايان ) .
وراقب الإسرائيليون الحرب ضد الإتحاد السوفيتي في أفغانستان (1980 ــ 1989)، تحت مظلة التدخل الأمريكي في تلك الحرب.
وعسكريا تشارك إسرائيل جويا في حرب اليمن. وتساهم في حرب “العسكر ضد العسكر” في السودان . وفي حرب أمريكا والناتو (بما فيه تركيا) ضد المجاهدين في الصومال.
– وتنشغل إسرائيل حاليا في برنامج لإنهاء اليمن بتقسيمه وكسر ظهر المقاومة الإسلامية هناك ، لتأمين سيطرتها علي جزيرة العرب. كما أنها منغمسة مع الولايات المتحدة وحلف الناتو في برنامج لإنهاء الصومال وطرد الإسلام منه. والهدف من ذلك هو تأمين اليمن في قبضة إسرائيل (بمعاونة أتباعها من السعودية والإمارات)، وتأمين احتلالها لجزيرة العرب والبحر الأحمر.
إسرائيل بلا مظلة عسكرية غربية
وذلك خطر وجودي لا يستهان به. فأمريكا انحسرت وتواصل الانكماش عن المسرح الدولي و”الشرق الأوسط” .
و أوروبا فقدت طريق العَظَمَة والسيطرة ، واعتادت علي أن تكون عالة علي أمريكا ،عسكريا وسياسيا ، وتابع اقتصادي لها .
– وحلف الناتو أظهر عجزاً مُريعاً في أفغانستان. وعجزاً مماثلا في حرب أوكرانيا، بل وعدم القدرة على الحرب أصلاً . ولا يمتلك الحلف غير إمكانية تقديم السلاح والمرتزقة والمعلومات الاستخبارية، ولكنه غير قادر علي خوض حرب ولو متوسطة الشدة ، خاصة إذا طالت مدتها كما كانت أفغانستان سابقا، وإلى درجة ما، أوكرانيا حاليا.
– حرب أوكرانيا أشاعت الاضطراب في صفوف أطراف الحرب. وكشفت نقاط ضعف الجميع ، وضبابية في الرؤية لدي الصين وروسيا المرشحتان لقيادة نظام دولي قادم .
ماذا تفعل إسرائيل؟؟ :
إنها تفعل التالي .. حاليا :
1 ـ تتعجل تحقيق النبوءات قبل أن ينهار الغرب وتفقد دعمه تماما. فهي تسابق الزمن لبناء هيكل سليمان علي أنقاض المسجد الأقصى.
2ـ تتعجل ابتلاع الدين الإسلامي عبر ابتلاع الحرمين الشريفين، وابتلاع جزيرة العرب كاملة (تحت ستار السياحة والتطبيع).
3 ـ تتعجل إسقاط المشرق الإسلامي وحركته الإسلامية المضادة للهيمنة الغربية . وذلك في أفغانستان وإيران بالتحديد، بواسطة حرب متصاعدة وشاملة وغير معلنة.
4 ــ الاستعجال في تنفيذ ما يمكن تنفيذه من فقرات مشروع(الشرق الأوسط الجديد)، حتي لو كانت موجودة خارج النطاق الجغرافي للشرق الأوسط . مثل الصومال وأرتيريا والحبشة ــ في قارة أفريقيا ــ ومثل دول الطوق الملاصق أو القريب من العالم العربي، خاصة تركيا وإيران وباكستان وأفغانستان ــ في قارة آسيا ــ
معضلات خطيرة تواجه اليهود :
من أهم تلك المعضلات، افتقار اليهود إلى العناصر “غير المالية” اللازمة لإدارة العالم ، وأهمها القوة البشرية.
1ـ فاليهود يعانون نقص بشري شديد، يقف عقبة كأداء تمنع سيطرتهم المباشرة على العالم. ويحاولون ملء تلك الثغرة بواسطة التكنولوجيا. فاستثمروا أموال طائلة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والأسلحة التي تُدار عن بعد، وأجهزة الرقابة والتجسس بالأقمار الصناعية.
فالمعركة بين اليهود وباقي البشر هي مواجهة مصير بين التفوق التكنولوجي للأقلية اليهودية، وبين التضخم العددي الإنساني (أو ما يطلقون عليه الانفجار الديموجرافي) .
2ـ يواجه اليهود تحدي الحاجة إلي السيطرة المباشرة علي عدد من الساحات الاستراتيجية التي أرهقت سابقا إمبراطوريات الغرب الكبرى ، مثل السيطرة على:
1ـ المنطقة العربية، مهد الأديان السماوية الكبرى .
2ـ مناطق ضرورية لتأمين الشرق الأوسط وجزيرة العرب مثل(دول القرن الأفريقي ـ والدول الإسلامية على محيط المنطقة العربية في قارة آسيا).
هيكل سليمان ومعارك إضافية .
يعتزم اليهود إعلان دولتهم العالمية وعاصمتها القدس. وفي نفس الوقت بناء هيكل سليمان (علي أنقاض المسجد الأقصى) كمقر لمَلِك بني إسرائيل الذي سيحكم العالم . وطبقا لكتاباتهم فإن ذلك الملك ينحدر من نسل النبي دواد عليه السلام . و أول مهامه هي قتل المسيحيين كونهم لا يؤمنون به.
هنا يقعون فى مشكلة كبري مع البروتستانت، وهم القوة الأولي عالميا ، ويحكمون الولايات المتحدة و بريطانيا وكندا و استراليا. هؤلاء ساعدوا إسرائيل بكل قوة في احتلال فلسطين . ويريدون بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى ، كمقدمة لنزول السيد المسيح من السماء ليحكم العالم حسب نبوءات لديهم . وأن أول فقرة في حكمه ستكون القضاء على اليهود.
هذا يعني أن صراعا دينيا علي الأبواب، بين اليهود وبين الدول التي تدين بالمذهب البروتستانتي، و أهمها أمريكا وبريطانيا . وتلك واحدة من المعضلات الاعتقادية/السياسية التي تواجه إسرائيل، ضمن معضلات يصعب تصور حل عملي لها .
إسرائيل وتجربة أبرهة الحبشي:
مَلِك بني إسرائيل مع البرهان وحمدتي .
تسيطر إسرائيل إلى درجة كبيرة على جزيرة العرب. فقد أتاح لها الحكم السعودي العودة إلي المدينة المنورة وما حولها من ممتلكات يهودية (اغتصبها المسلمون!!) أثناء فترة الدولة الإسلامية في المدينة ، وطرد اليهود من خيبر.
يتواجد الإسرائيليون في جميع نواحي الحياة السعودية الرسمية ، في ما عدا التواجد العسكري الظاهر والمباشر. وهي خطوة لابد أن تلجأ إليها إسرائيل في وقت ما. خاصة إذا اتخذت خطوتها الأسطورية الكبرى بإعادة هيكل سليمان وتعيين ملك لبني إسرائيل يحكم العالم من هناك .
ليس لدي إسرائيل ما يكفي من القوات الأرضية للزحف إلي المدينة المنورة ثم استكمال الزحف صوب مكة للسيطرة عليها لتأمين مملكة اليهود في المدينة المنورة وما حولها. وشأن جميع الامبراطوريات فإن كل خطوة للسيطرة على بلد ما تستدعي احتلال عدة بلدان أخري لتأمين ذلك البلد. وتستمر اللعبة هكذا إلي ما لا نهاية . حتي تجد تلك الإمبراطورية نفسها غير قادرة علي تأمين كل تلك الأراضي. فتواجه الثورات حتى تسقط بعد فترة ، حسب قدرتها الأولية التي بدأت بها مغامرة الاستعمار، وحسب مهارتها في استخدام القدرات البشرية للشعوب التي سيطرت عليها .
فبريطانيا جزيرة صغيرة ولكنها تميزت بمهارات استعمارية عالية، وذكاء منقطع النظير في امتصاص موارد المستعمرات والاستفادة منها في مشروعها الاستعماري الكبير.
باختصار: إسرائيل في حاجة إلي قوة بشرية كبيرة لاستكمال مشروعها في جزيرة العرب بدون دعم من أمريكا أو بريطانيا . حيث لا تسمح أوضاعهما الحالية بخوض مشروع استعماري كبير بهذا الحجم . (ناهيك عن الصراع العقائدي مع اليهود بخصوص شخصية الملك الذي سيحكم العالم من الهيكل).
و سوف تجد إسرائيل نفسها يوماً بحاجة لغزو اليمن واحتلالها بشكل مباشر، لتأمين جزيرة العرب خاصة مكة والمدينة.
– عند هذه النقطة الحرجة من التطور التاريخي لليهود وبرنامجهم الاستعماري الديني، للسيطرة علي بلاد المسلمين والعالم بشكل عام، يتوجه تفكيرهم إلي الاستعانة بالقوة العسكرية لدول شرق أفريقيا خاصة الحبشة والسودان، وربما دول أخري مثل ارتيريا وكينيا.
ولا شك أن تجربة أبرهة الحبشي الذي استخدم الأفيال، واحتل اليمن ، ثم توجه لهدم بيت الله الحرام في مكة ، تلك التجربة لا تغيب عن ذهن اليهود. بل أنها أقرب إلي تفكيرهم للاستفادة من القوة البشرية للأحباش وشعوب شرق أفريقيا لتكرار تجربة أبرهة .. في نقطتين تحديدا:
الأولى احتلال اليمن بقوة بشرية كثيفة من الأحباش. ثم الزحف إلي مكة لإزالة بيت الله الحرام، واحتلال مكة واستخدامها كقاعدة لإسناد الوجود اليهودي في المدينة المنورة وشواطئ البحر الأحمر . إن مَلِك بني إسرائيل يتهيأ للعودة إلي الهيكل في القدس الشريف، ولكن عينه علي شرق افريقيا حيث جيوش الأحباش و “الجنجويد” .
– في حال تأزم الموقف بشكل مفاجئ في السعودية، فربما تقرر إسرائيل الاستعانة بالقوات المشتركة لخراب السودان السريع، (للجنرالين البرهان و حمدتى ــ حليفا إسرائيل)، فترسلهم إلي مكة عن طريق ميناء جدة ثم تحركهم إلي المدينة المنورة لفرض الأمن بشكل عاجل وسريع. مستفيدين من كونها “قوات إسلامية” لن تثير مشاعر العداء أو الخبرات التاريخية التي يثيرها الأحباش غير المسلمين إذا دخلوا مكة مرة أخرى.
– وقتها من السهل القول: أن قوات السودان الشقيق قد جاءت لمساعدة جيش المملكة، لمكافحة الإرهاب ، وتأمين الكعبة وفريضة الحج، وضمان سلامة الحجاج وعودتهم إلى بلادهم سالمين مأجورين .
تقليص العالم :
العالم أوسع بكثير من أن يتمكن اليهود من حكمة بشكل مباشر. كما لم يعد يمكنهم ممارسة الاحتلال من باطن الدول الأوربية الكبرى. بينما سكان العالم في الطريق لأن يتخطى تعدادهم 8 مليار إنسان. تلك المشكلات حلها إشعال حرب عالمية ليس بالضرورة أن تكون نووية من النوع التقليدي. فيمكن أن تكون نووية من النوع التكتيكي. بإسناد من حرب بيولوجية و جرثومية.
ويمكن تقليص سكان العالم بواسطة المجاعات الكبرى فتهلك الأمم وينكمش العالم ليصبح مناسباً أكثر لقدرات اليهود البشرية. ومع ذلك لن يتمكنوا من إدارة عالم حتي لو كان تعداده 2مليار إنسان فقط وليس ثمانية مليارات .
ولهذا يبدو أن مَلِك بني إسرائيل القادم لن يحكم سوي الشرق الأوسط فقط ، وربما لن تتخطى حدود مملكته فلسطين . وحتي تلك تلاحق اليهود فيها تحذيرات القرآن الكريم .
ليس بالمال وحدة تقام الدول :
في خزائن بنوك اليهود أموال يصعب حصرها. وكذلك أطنان من الأحجار الكريمة والمعادن النادرة .
ولكن الإنسان لم يبن حضارته بالمال ، بل بمصادر الثروة الأساسية، وأهمها الزراعة وبعد ذلك الصناعة .
– لهذا يجد اليهود أنفسهم مطالبون بالاستيلاء علي الماء من أجل السيطرة علي الزراعة . فالأرض وأن كانت لغيرهم فالماء سيكون لهم، وبالتالي المنتجات الزراعية.
– كما سيجد اليهود أنفسهم مطالبون بالسيطرة المباشرة علي النفط والغاز من أجل السيطرة علي الصناعة ومنتجاتها.
ومع أن العمال والمستهلكين غير يهود فإن الصناعة ستظل يهودية طالما الطاقة في قبضتهم.
ومن أجل السيطرة علي الطاقة علي امتداد العالم يلزمهم الاستيلاء المباشر علي مصادرها ، وتقسيم البلدان التي تمتلكها حتي يسهل السيطرة عليها. ولهذا يصرون علي تقسيم روسيا وهي الحلقة قيد التخريب الآن، في مسلسل تقسيم الدول حسب متطلبات الاستثمار اليهودي لموارد العالم.(قائمة التقسيم تضم الصبن وإيران وأفغانستان .. إلخ)
– من أجل أن يسيطر اليهود علي الماء والطاقة هناك برنامج حافل من الحروب ينتظر العالم . وذلك أكثر ما يناسب المصالح والمزاج اليهودي .
– على رأس التطبيقات اليهودية النموذجية في مجال السيطرة علي المياه في العالم، يأتي مشروع سد النهضة في الحبشة. وعندهم مشاريع أكبر وأكثر طموحاً، خاصة في أفريقيا وآسيا. وهم يعملون بنجاح في قارة أمريكا الجنوبية منذ عدة عقود للسيطرة علي الأنهار و تحويلها إلي ملكية خاصة لشركاتهم. وتحويل الماء من مشاع بين البشر إلى ملكية خاصة لمن يملك الثمن.
ومع هذا فإن سد النهضة هو المشروع الأكثر طموحا، خاصة إذا بدأ اليهود في تصدير مياه النيل عالمياً عبر ميناء بورسودان (علي الأغلب). ولأجل هذا أثاروا الحرب الحالية لتقسيم السودان وإقامة دولة خاصة بميناء بورسودان، إلي جانب عدة دويلات أخري/ مزارع كبرى/ في السودان التي سيتحول إلى مزرعة العالم وسلة غذائه، وبديل عن كنوز القمح في روسيا وأوكرانيا . بل أن مزارع السودان ستكون وسيلة لحصار روسيا، وربما طردها من أسواق العالم للمنتجات الزراعية، خاصة القمح . ستحتاج إسرائيل إلى كل نقطة مياه في النيل الأبيض من أجل مشروعها الزراعي العالمي على جسد السودان الممزق . وستظهر وقتها الفائدة الاستراتيجية العظمى لفصل جنوب السودان (عام 2011) تحت حكم وثنى معادٍ للإسلام . وذلك إنجاز مشترك لثنائي الكوارث المُكَوَّن من الإخوان المسلمين وعسكر السودان ، توأم عسكر مصر في الخراب والعمالة لإسرائيل.
– أما أوكرانيا فمن المشكوك فيه أن تعود إلي قدراتها الزراعية مرة أخري. ستصبح إسرائيل هي المتحكم الأول في المواد الغذائية في العالم عن طريق سد النهضة وأراضي السودان الخصبة (من 20إلي 50 مليون فدان قابلة للزراعة مع توافر مياه كافية من النيل الأبيض) .
في نفس الوقت ستكون إسرائيل هي المتحكم الأول في الطاقة (النفط والغاز) بعد أن تستكمل نقل تلك المواد في الأنابيب من السعودية والخليج إلي موانئ إسرائيل .
حان الوقت لأن ننتقل إلى الجزء الثالث من الحوار …
فاصل ، وقد نعود ، إن شاء الله.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )