التضييق علي الشعائر
نمر سريعا على عدد من إجراءات التضييق على شعائر الحج:
1 ـ ساحة الطواف .. المتقزم تحت قبضة المخابرات :
أهم مظاهر التضيق علي شعائر الحج داخل المملكة هو تقليص ساحة الطواف حول الكعبة إلي أقل حد شهدتة مكة في تاريخها . حتي صارعدد الطائفين في وقت الذروة لا يضاهي عدد المتزاحمين في بعض حفلات الترفيه في الرياض أو جدة .
ومن المشكوك فيه أن يتمكن معظم الحجاج من الطواف في الساحة الحالية المخصصة لذلك. وقد يعود الكثيرون بدون أداء الحج لأن الطواف من فوق أسطح الأروقة التي تحاصر الكعبة هي رحلة طويلة جداً تقدر بالكيلومترات ولا يقدر عليها سوى الأشداء وأبطال الرياضة. كما أنها تفتقر إلى الخشوع وسعادة الاقتراب، وملامسة بيت الله الحرام.
2 ــ ضاعت الصفا والمروة .. فضاع الحج !!
[ المسار أكل المسعي ]: ذلك ملخص الكارثة التي أوقعها اليهودي روتشيلد وشريكه بن سلمان بمشرعهما الهمجي المسمى (مسار مكة) والذي اقتحموا به الصفا والمروة ، فأزالوا المسار الشرعي بينهما وادخلوه في المشروع الاستثماري الدولي [ بمعنى أنه يهودي] . وبذلك خرجت فريضة الحج من صيغتها الصحيحة بفقدانها أحد واجبات الحج.
فتحول موسم الحج إلى مجرد جزء من مهرجان سياحي دولي ذو فقرات متنوعة الطابع ، يُسْتَغَل فيها الدين كسلعة ترويج وجلب الزبائن لشركات السياحة.
– المشروعات العمرانية حول الحرم المكي، تهدف إلي حصاره وتغيير طابعة الديني، وتصرفت بعدوانية بالغة.
يحاول النظام السعودي تبرير ذلك العدوان الخطير الذي يعني ببساطة أن الحج أصبح فاقدا لأحد أركانه، وبالتالي فإن رحلة الحج كلها أصبحت خارج نطاق البحث الشرعي، إلي أن يُعاد المسعي بين الصفا والمروة إلي مساره الشرعي الصحيح .{ ولكن هل يستطيعون إعادة قمة جبل الرحمة في جبل عرفات إلى حالتها الأولي، بعد هدمتها شركات اليهودي روتشيلد وشريكه بن سلمان، فأزالوا معالمها كاملة؟}.
وكل ما يقدمه النظام من تبريرات هي أكاذيب ينقصها التحقيق الميداني.
– قال حراس أكاذيب الحكومة السعودية ، أنها اعتمدت علي أقوال كبار السن وشهاداتهم بأن المسعي بين الصفا والمروة مازال في مساره الصحيح. وذلك كذب لأن كبار السن هؤلاء قد رباهم النظام السعودي علي طاعته. وليس منهم من قرأ عن، أو حَضَر، أيام كانت مكة علي طبيعتها الأولي التي خطط لها العرب الأوائل وسار عليها المسلمون إلى ما قبل عصر الردة السعودي.
ولا يجرؤ المسلمون [ 1500 مليون] علي أرسال بعثة تحقيق إسلامية مكونة من بضعة علماء دين ومهندسين للتأكد من ادعاءات حكومة اشتهرت بالكذب وخدمة الصهاينة.
3 ــ الكعبة: هي الضحية الأكبر لإنشاءات شركات الصهيوني روتشيلد. والتي جعلت من الكعبة السجين الأعظم في مكة. فاستحال اقتراب أغلبية الزوار من الكعبة، إضافة إلى صعوبة رؤيتها من داخل الأروقة التي تبتلع الزوار وتحجزهم عن الكعبة المشرفة بإجراءات أمن وتنظيمات غبر آدمية . لقد حَوَّل روتشيلد الكعبة إلى مجرد صندوق اسود صغير وهامشي، يصعب العثور علية وسط غابات الأسمنت الرهيبة المتمثلة في أروقة الحرم وما حوله في الخارج من جيوش الأبراج الهمجية التي تفترس الروح وتملأ بالذهب خزائن اليهود المستثمرين.
4 ــ المسعى حول الكعبة: تسيطر علية، وتديره وتراقبه، المخابرات السعودية والإسرائيلية وقوات عسكرية خاصة. و يفرضون فيه الانضباط القسري الذى يقهر الروح ، حفاظا على صورة سياحية تنشرها وسائل الإعلام للمسعى المحيط بالكعبة، بما يخدم صورة ولي العهد وأمراضه العقلية والنفسية.
5 ــ الحرم المكي : وهو المحيط العمراني المباشر للكعبة ، وهو عبارة عن جبال من الأسمنت المُحْكَم كأسوار السجون. مُتَعَمْلِق في فراغ روحي . والجمهور المكدس فى الأروقة تحولوا إلى زحام فى تجمع شعبي خارج عن الخشوع، ومحروم من رؤية الكعبة سوى بصعوبة شديدة. وبالتالي منفصل عن أجواء الحج الحقيقية. وجميعهم تطحنه هموم الحصول على الطعام والسكن في مكة السياحية التي لا مكان فيها للفقراء .. أى كل الحجاج تقريبا.
6 ــ الأروقة المتتابعة أفقيا و رأسيا، تتجمع كسجن متدرج الإرتفاع ليحبس الكعبة بداخله ، ويعزلها عن محيطها الإسلامي في مدينة مكة.
– [إنهم إرهابيون محتملون] تلك هي نظرة الصهاينة والسعوديين لحجاج بيت الله الحرام ــ من غير سكان الفنادق وأبراجها الشاهقة ــ وعلى هذا الأساس بنوا خططا أمنية للحرم المكي تضاهى ما يضعونه لسجون إسرائيل التي تخنق المقاومين الفلسطينيين.
أكثر من 6635 كاميرا، وبوابات تغلق الكترونيا، لسجن ضيوف الرحمن عند الضرورة الأمنية داخل الحرم المكي . و لعل أذهان السعوديين ذهبت بعيدا إلي تجربتهم المرعبة مع جهيمان العتيبي عام 1979. فظلت هي الهاجس المهيمن على إجراءات الأمن، التي صارت بالخبرة والتكنولوجيا اليهودية، أشد تعقيدا من نفسياتهم الملتوية.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )