أمريكا تهدد العالم من أفغانستان
أمريكا تهدد العالم من أفغانستان
الولايات المتحدة تجتهد في تحويل أفغانستان إلي بؤرة تهديد لدول المنطقة. وذلك باستخدام عنصرين أساسيين من عناصر الحرب (الساخنة) ضد أفغانستان .
أهمهما الطائرات بدون طيار، التي تتواجد بشكل دائم في سماء أفغانستان بأنواع مختلفة وقدرات متطورة لا تستدعيها حالة الحرب الأمريكية الجوية علي أفغانستان. بما يؤكد أن التواجد الجوي الأمريكي (الاحتلال الجوي حسب تعبير وزير دفاع الإمارة الإسلامية ) ،هذا الاحتلال موجه للعدوان علي أفغانستان في إتجاهين. (الأول مختص بعرقلة التنمية وضرب الأهداف الاقتصادية ـ والثاني التأثير علي الأوضاع السياسية لنظام الإمارة الإسلامية، و السلام الاجتماعي بين القوميات والمذاهب الدينية) .
– هناك دلائل علي احتمال وجود نظام لتشغيل الطائرات بدون طيار ذات قدرات الإستراتيجية من أراضي أفغانستان ، لتخترق أمن الدول التي تستهدفها الولايات المتحدة مثل إيران والصين وروسيا، بدون أن يترتب علي ذلك آثار سلبية علي حلفاء أمريكا الذين “يستضيفون” تلك الطائرات، خاصة باكستان، و قطر والإمارات.
وبمعني واضح: فإن الاحتلال الجوي الأمريكي لسماء أفغانستان يهدد أفغانستان داخلياً كما يهدد جيرانها الأهم في الإقليم.
جزء هام من التهديد الأمريكي ينطلق من الدول التي ذكرناها (باكستان ، الأمارات ، قطر) ولكن جزء هام منه يُعْتَقَد أن أمريكا أسسته لكي ينطلق من أفغانستان بشكل سري بإشراف المخابرات الإسرائيلية والأمريكية، وتنفيذ شركات مرتزقة متخصصة .
إذاً أفغانستان يجري تجهيزها أمريكيا لتكون خطرً يهدد جيرانها في الإقليم والعالم، وذلك عكس ما كانت تدَّعيه أمريكا باستمرار من خشيتها أن تتحول أفغانستان إلي قاعدة لمهاجمة الولايات المتحدة وأصدقائها .
كان واضحاً منذ البداية.. والآن هو أكثر وضوحاً.. أن تلك كانت مجرد ذريعة لاحتلال أفغانستان. وأن الهدف الحقيقي كان إسقاط نظام الإمارة الإسلامية والاستيلاء علي ثروات أفغانستان خاصة الأفيون ثم استغلال مزاياها الإستراتيجية للإضرار بأعداء أمريكا ومنافسيها في آسيا وعلي رأسهم الصين وروسيا وإيران .
– ما تفعله أمريكا من استغلال خطير لسماء أفغانستان وأراضيها، تطبقه على الأرض بدعم سلاح الإرهاب/ خاصة الدواعش/ لضرب أفغانستان وتهديد دول الإقليم.
فتحول الدواعش إلي قوة أمريكية داخل أفغانستان تضرب علي المحورين الداخلي والخارجي. أي تضرب الإمارة الإسلامية وفي نفس الوقت منافسي وأعداء أمريكا .
الاحتلال الجوي والاحتلال الداعشي، كلاهما خطر تتصدي له الإمارة الإسلامية ، خاصة التصدي الفعال للخطر الداعشي .
وحيث أن كلا الخطرين أصبحا أخطارا إقليمية ودولية، فقد شعرت دول الإقليم بأهمية الدور الإيجابي الذي تقوم به الإمارة الإسلامية من أجل حماية أمن آسيا والعالم ضد الاستهتار والتهور الأمريكي. وبالتالي تلاقي الإمارة الإسلامية تفاهما واسعاً من دول الجوار ودول الإقليم وتعاوناً إقليمياً، رغم أن ما يُعْلَن رسمياً في الإعلام أو القنوات الدبلوماسية هو أقل بكثير من الواقع . فالعبرة بالأفعال وليس بالأقوال .
– نظرا لهذا النجاح الكبير لسياسة الإمارة الإسلامية في الداخل الأفغاني كما في المستوي الإقليمي، فقد انعكس ذلك فى صورة نمو غير متوقع في وتيرة التنمية الاقتصادية. كما انعكس أيضا في نجاحات مشهودة في إقرار الأمن الداخلي وضرب شبكات الإرهاب التي سهرت أمريكا علي إنشائها لمدة عشرين عاما من الاحتلال ،ومازالت تنفق عليها المليارات هي وحلفائها.
إن الذين يهددهم وجود الدواعش في أفغانستان، بهذا الشكل المدعوم أمريكا ، يحاولون قدر الإمكان أن يكون إسنادهم لأفغانستان في مجال مكافحة الإرهاب متناسبا مع الدور الذي تقدمه أفغانستان لاستقرار أمن بلادهم والعالم.
وهكذا هي السياسة التي تقوم علي تبادل المصالح بعدل وإنصاف. فالمصلحة الأمنية واحدة للجميع ، وأفغانستان هي راعي تلك المصلحة فيما يتعلق بالإرهاب الداعشي.
فأفغانستان تحمل علي عاتقها مسئولية تحرير سمائها من الاحتلال الجوي الأمريكي بطائرات بدون طيار، التي تلعب دوراً خطيراً في الحروب علي المستويات الأمنية والاستخبارية، وحتي في التأثير السياسي الداخلي بواسطة ضربات واغتيالات نوعية.
جميع الدول التي تدرك خطورة سلاح الطائرات الأمريكية بدون طيار علي أمنها ومستقبلها ، تسعي وتتمني نجاح الإمارة الإسلامية في تلك الحرب .
– التعاون المشترك هو نتيجة طبيعية للمصالح الطبيعية والعادلة للشعوب ، لهذا فإن التعاون لقهر الطائرات بدون طيار ، وقهر الدواعش(القوة البرية للعدوان الأمريكي والإرهاب الاستعماري العابر للحدود)،هي نتائج منطقية لأوضاع العالم حالياً.
– في البداية حاولت أمريكا تصوير الامر بشكل معكوس، بأن أفغانستان قد تهدد أمن أمريكا وحلفائها .
– إن أصحاب المصلحة في أمن الإقليم عليهم الاصطفاف مع أفغانستان في معاركها ضد العدوان الجوي والداعشي، لأن في ذلك مصلحة للجميع. كما أنه بدون نجاح أفغانستان في معركة التنمية الاقتصادية والنهضة الدينية والتعليمية لن تتمكن من النجاح في معاركها الأخرى .
لأجل ذلك فإن دعم أفغانستان في معركتها الجهادية الحالية هو عمل في مصلحة الإنسانية. وحرب يجب أن يكسبها الأفغان وإمارتهم الإسلامية.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )