رحلة المقدسات الإسلامية صوب الضياع
تتحرك إسرائيل بشكل جيد بإستخدام أداتها الأمير منشار من أجل أنها فريضة الحج بشكلها الديني المعروف وتحويلها ترفيه سياحي دولي ورغم أن الأجواء الإسلامية عموماً مهيئة لعدم الممانعة فيما يجري علي فريضة الحج من تهويد يأخذ شكله السياحة والترفيه والإستسمار الاقتصادي بعيداً عن أجواء العقيدة والدين .
وتبدوا المنطقة العربية أشد إنصياعاً من باقي المناطق الإسلامية الآخري فقد إستطاعت إسرائيل حصر الإعتراض الإسلامي في صندوق شامل جامع أسمته الخطر الشيعي والذي يضم أي مجهود عملي أو نظري أو فكري مضاد لمشروع تهويد المقدسات الإسلامية الثلاث في مكة والمدينة والقدس وتحويل العالم العربي إلي أقطاعية يهودية تحت أسم (الشرق الأوسط الجديد) حيث الجديد فيه هو أستبعاد الإسلام وإغراق المنطقة في الفقر والصراعات في تناقض رهيب مع ما تقول به ماكينة الدعاية اليهودية في تحول الشرق الأوسط الجديد) إلي السلام والشراكة والتنمية بعيداً عن الدين والدفاع عن أراضي وثروات وحقوق المسلمين في المنطقة.
قال أحد خبراء الكلام والإستراتيجية اللهو في مملكة منشاراستان في حديث له قائلا:ان الشرق الأوسط الجديد أصبح ميدانياً للشراكة والمشاريع والتنمية وليس الصراع وإننا ندعوا إيران إلي أنخراط في ذلك المناخ وبناء (إيران جديدة) بعيدا عن أثارة المشاكل والحروب .
صاحب ذلك اللغو الإستراتيجي يشير بما يكشف حقيقة تحرك مملكة منشاراستان في الميدان الأسيوي تحت كفالة صينية وموافقة روسية لجذب إيران إلي مناخ شرق أوسطي جديد مناخ الشراكة والسلام بعيدا عن الأيدلوجية وتذكية الصراعات.
لقد أنحرف منشار الدين شرقاً بتوجيه إسرائيلي وليس بمبادرة ذاتية أو لوثة سيادة.
لقد إنضمت مشاراستان إلي تجمع (شنجهاي) كمراقب ومستمع في مجال تسويق الأمير منشار كزعيم ذو إستقلالية ورؤية وحضارة تنبع جميعها للخضوع الكامل العالمي المرتكز أساساً علي مملكة منشاراستان وما وهبتة لإسرائيل من سيادة وسيطرة علي المقدسات الإسلامية في جزيرة العرب مع تنازل كامل عن القدس والمسجد الأقصى علي أعتبار أن التجمع الدولي القادم كما يتمني البعض سيمنح رضاه لعملية التنازل عن المقدسات الإسلامية لتصبح تحت سيادة فعلية لإسرائيل التي ستتحول إلي قضب دولي يرث الإمبراطورية الغربية التي تلفظ أنفاسها في حرب أوكرانيا وحالة الزوال الأمريكي عن كرسي السيادة العالمية .
– إسرئيل نيابة عن القوة العالمية اليهودية ستصبح هي السيد الأول بلا منازع للحضارة الغربية في أوربا وأمريكا وتسعي إلي إعتراف الكتلة الشرقية الجديدة بقيادة الصين وروسيا بأن تكون الموجة الحضارية القادمة بقيادة يهودية رمزها السياسي هو إسرائيل وقوتها الفعلية هي البنوك المسيطرة علي إقتصاد العالم . والمتمثلة في خمس شركات جبارة وأقل من مئتي شركة هم أذرع الأخطبوط اليهودي الذي يعتصر إقتصاد العالم ويمتص دماء الشعوب أما القوة العسكرية للإمبراطورية اليهودية فهي موضوع تسائل لأن حلف الناتو الفاشل يعجز عن إبقاء أوكرانيا واقفة علي قدميها وينزل نحو تصعيد ليستر فشله ويرسل أفضل أسلحتة التقليدية ويلوح بحرب نووية مع الروس بعد أن عبرا معا (أمريكا والناتو) عتبة الأسلحة النووية التكتيكية و إستخدمها ضد الروس في حرب أوكرانيا .
– تذكر إسرائيل في إنشاء (ناتوا عالمي) وهي فكرة مجرد جث النبض حتي الآن ولكن المؤكد شيئان بالنسبة للقوة العسكرية اليهودية .
الأول.. إستخدام اليهود الجيوش العربية الخاضعة تماما ً لإسرائيل مثل جيوش مجلس التعاون الخليجي ( ومصر والأردن والسودان ) والبقية تأتي تباعاً مع توالي عمليات السجود للصنم اليهودي والتي أسموها عمليات تطبيع وتستخدم إسرائيل تلك الجيوش العربية كجيوش إستعمارات أي تضعها في مقدمة الحروب مثل حروبها ضد سوريا واليمن ومثل إستخدام معظم أجهزة الاستخبرات العربية ضمن جبهة إستخبارية كبري تستخدمها إسرائيل في عملياتها السرية وأهمها السيطرة في بلاد الحرمين الشريفين والتحكم في فريضة الحج والعمرة وتأمين أنظمة مجلس التعاون الخليجي خاصة منشاراستان والإمارات العربية المتحدة وهي جبهة إستخدمت في دعم الثورة الملونة التي نشبث في إيران أواخر العام الماضي بهدف تحرير المرأة التي تطورت إلي تحرير إيران كلها من الإسلام والتحول إلي العلمانية والعودة مرة آخري إلي إسرائيل والمعسكر الغربي .
– تسببت الثورة الملونة الأخيرة في إيران في خسارة إقتصادية عالية جداً ضاعفتها السياسة الدولية لعقوبات الاقتصادية في إيران التي أشعلتها الولايات المتحدة وأجبرت العالم عليها لمعاقية إيران علي ما تراه أمريكا علي أنه سلوك غير مناسب.
وتأثر الوضع الاقتصادي كثيرا في إيران وأصبح النساء المتحررات يمكن مشاهداتهن يتجولن بحرية في شوارع تهران لأول مرة منذ إنتصار الثورة الإسلامية عام 1979 .
والمعتقد أن إيران في حاجة ماسة إلي أي فسحة زمنية لإلتقاط الأنفس لهذا رحبت بالرعاية الصينية لإتفاق بينها وبين منشاراستان رغم أنه إتفاق شكلي تماماً كما هو واضح في النصوص الرسمية .
ولكن الطرفان إيران ومنشاراستان كل منهما علق عليه أحلام كبيرة أقرب إلي أحلام اليقظة وكلاهما يعلم أنه يشتري الوقت لفترة محدودية جداً كل منهما يضع لنفسه سقفاً تنتهي عنده تلك المهلة الزمنية ولكن حقيقة الصراع الديني بين المسلمين واليهود والمخفي في طبقات الأرض السفلي بعيداً عن الأعين يقول بأن نهاية تلك الهدنة مع إيران سوف تنتهي بنهاية آخر أيام الحج في موسمه القادم بعد عدة أشهر.
وتحديداً بعد إنتهاء أحتفالات الشيعة بيوم الغدير في الثامن عشر ذو الحجة والذي يطلقون عليه (عيد الولايه ) عندها سيطالب الجمهور الشيعي بكشف حساب عقائدي وسياسي لتوضيح ما هي ترجمة الولاية بالظروف الإسلامية الراهنة بعد أن أنتهي الحج تماماً وإستبدل بمشروع سياحي إستسماري دولي ليس دينيا بأي معيار ديني ولكنه ذو جذور إسلامية فولكلورية تتعلق بثقافة الشعوب وموروثاتها أي أنه تحول إلي ما يشبه الكرنبال الديني الذي تشهد منه أوربا الكثير في كل عام إحتفالاً بالقدسين والقدسيات حيث تقام الرقصات والإحتفالات الماجنة والأتقياء يوقدون الشموع والعجائز يقدمون النذور واللصوص يقدمون التبرعات للكنائس .
كانوا هم السابقون ونحن بهم اللاحقون حتي جحر الضب أن دخلو دخلنا ورائهم .
– لن تستطيع إيران تأخذ أي موقف عملي لمساندة الحرمين الشرفين وذلك لسببين:
الأول : هو عدم وجود فائض قوة لتلك المعركة التي ميدانها هو الإعلام والسياسة.
ثانيا : أي تحرك من إيران علي الأرض من أجل قضية المقدسات سواء كان علي أرض جزيرة العرب أو أراضي عربية أخري أو أراضي الإيرانية نفسها أو في مناطق فيها تجمعات شيعية في العالم سوف تتكفل الإعلام اليهودي والطبل خانة الماسونية الإسلامية لتصوير الأمر علي أنه هجوم شيعي علي المقدسات فإن أخطار الشيعة لا يمكن الوقاية منها غير التحالف مع اليهود والعمل معهم ضد إيران وضد الشيعة .
لحماية أهل السنة ومقدساتهم الإسلامية وذلك جوهر الحرب النفسية التي صبتها إسرائيل لتدمير العالم الإسلامي من داخله بأن تتحول هي الي شريك وحليف ضد عدوا مشترك هو (إيران والشيعة).
– إذا أبقت إيران رد فعلها علي المقدسات الإسلامية عند نقطة الصفر أو قريبة منها فماذا سيكون موقف الطبل خانة الإسلامية ومكينة الأعلام الدولي الصهيوني غالباً سيوجهون اللوم الشديد إلي المعسكر الإيراني لأنه تخلي عن قضية المقدسات بدون أن يسأل أحد ما هي الواجبات التي كان ينبغي القيام بها والتي تتجلي في ردود في المعسكر الآخر(أهل السنة والجماعة) .
إذا لم يتحرك أحد علي الأرض لتغير المنكر باليد والسان فقد ضاعت المقدسات الإسلامية إلي أن يشاء الله ويأتي بقوم يحبهم ويحبونة أشداء علي الكفار رحماء بينهم .
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )