بين جنرالات المعارضة وجنرالات الجيش
[ وتستمر اللعنة اليهودية على مصر إلى الأبد، أو إلى أن يأتي شعب آخر يليق بمصر، ولم يكسره الإذلال والتحقير العسكري ، ليعيد الأمور إلى نصابها.]
بين جنرالات المعارضة وجنرالات الجيش
تعاون في قتل مصر ودفنها
معارضة بلا برامج إنقاذ ــ الطاغوت العسكري المستهدف ـــ
شعب مصر في سوق النخاسة ــ الأموال المنهوبة وتواطؤ المعارضة.
– تمويل المعارضة المصرية يعتمد علي صانعي الكارثة المالية والمستفيدين منها. وفى مقدمتهم مشايخ النفط الذين يتسابقون الآن على اختطاف(حيازة!!) الثروات المصرية (الأصول الاقتصادية!!) .
– صناعة الإفلاس : ثمن بيع مصر أرخص من تكاليف مونديال قطر الكروي !!!.
– وقوع فوضى شاملة في مصر ، على شكل ثورة جياع، ستكون في مصلحة الرأسماليين اليهود . إذ ستنهار أسعار (الأصول الاقتصادية) ليشتريها اليهود بأسعار رمزية، ويسحبوها من أيدي جيش مصر ومشايخ النفط .
– معضلة دفن جثة مصر .
– تقطيع جثة مصر (نظرية الأمير منشار).
بقلم : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
يخوض جنرالات مصر حرباً يائسة للحفاظ علي وضعهم المسيطر علي مصر، الذي تحقق بنجاح باهر بعد رحلة كئيبة امتدت من ثورة 25 يناير وحتي هذه اللحظة. تمكن فيها الجيش من السيطرة المطلقة علي مصر من الناحيتين السياسية والاقتصادية. فأصبح هو الشعب والدولة والقانون والدستور وكل شيء. وتم القضاء على مكانة مصر كدولة، وتحولت إلى ركام ترسم إسرائيل مصيرة بمعونة من مشيخات النفط ، والبنك الدولي وصندوق النقد.
وتحول الشعب الذي تخطي تعداده المائة مليون إلي مجرد شاهد زور علي اغتيال آدميته ودولته التي استمرت آلاف السنين .
– كانت ثورة يناير من أهم الانقلابات الدينية والحضارية في تاريخ مصر . وبها بدأت السيطرة الإسرائيلية المباشرة علي مصر من خلال المجلس العسكري وكبار جنرالات الجيش وعلي رأسهم اللواء السيسي (يهودي الديانة من جهة الأم)، الذى تحرك للسيطرة على مصر بواسطة جهاز مخابرات الجيش الذي أصبح الجهاز الأول فيها، بعد أن أخضع باقي أجهزة التجسس الحكومي لسلطانة، بعد أن كانت تحكم البلد لصالح الرئيس حسني مبارك.
إنجازات الجنرال الحاكم معروفة، إذ اكتسح مجال السياسة في مصر، وحوَّلَها إلي صحراء جرداء ، غير قابلة للحياة البشرية، ولا تصلح لغير الأفاعي والفئران ، وبعض الغربان الإعلامية التي تنعق بمديح الجنرال ليل نهار.
وأما مشاريع الإعمار الحقيقية للجيش، فكانت إعمار السجون وشحنها بعشرات الآلاف من الرجال وخيرة شباب مصر. ومن بقي حياً هاجر معظمهم إلي تركيا لينعم بحماية أردوغان المندوب الإسلامي لحلف الناتو، والحليف الإسلامي الأقوى لإسرائيل .
والبعض هاجر إلي الولايات المتحدة أو إنجلترا. وتمتعت المعارضة كلها بعقيدة ليبرالية بصرف النظر عن مناهج فكرية قديمة، من إسلامي إلي علماني، فحظيت بقبول رسمي في دول الغرب، وامتلكت منابر تلفزيونية ترفع راية الليبرالية الغربية في الاقتصاد والسياسة ، مضافا إليها ألوان دينية أو يسارية تآكلت بمرور الزمن.
معارضة بلا برامج إنقاذ:
– و رغم مرور 13س عاما علي ثورة 25 يناير، ومرور عشر أعوام علي حكم إسرائيل لمصر من خلف العرائس الخشبية لجنرالات الوطن، لم تقدم المعارضة ولو شبه برنامج لإخراج مصر من أزمتها الاقتصادية، رغم أن الأزمة في أساسها هي أزمة اقتصادية بسبب الإفلاس الاقتصادي المتعمد بشكل تآمري علي يد الجيش.
لم تقدم المعارضة المصرية أي تصور اقتصادي لحل الأزمة المصرية، ولا تصور للنهوض بالوضع الاجتماعي الذى تدهور نحو تفسخ كامل، وضياع الترابط الاجتماعي ، و انحسار القيم الإنسانية والأخلاقية، وحالة اليأس والخنوع، واستسلام الشعب الذي فقد ثقته “بكل شيء” ــ وذلك بالمعني الشامل “لكل شيء” ــ وبهذا لن ينجح أي برنامج بالنهوض بمصر طالما أن الشعب سقط في تلك الهاوية، فلا هو قادر على الكلام أو تناول الطعام أو المحافظة علي كرامته ولو ليوم واحد في حياته. فأي جدوى أي نظام حُكْم مهما كان، مدني أو عسكري، ديني أو علماني؟.
– في مصر الآن معركة كبري، بين القوى الثلاث المتحكمة في أوضاع مصر ما بعد بيع الأصول الاقتصادية للدولة (أي الإفلاس عمليا). تلك القوى حسب الأهمية هي: إسرائيل ثم عرب مشيخات النفط ، ثم جيش مصر (العظيم) . أما الشعب المصري فلا حساب له، إلا عند وقوع مجاعة تُخْرِجَه إلى الشوارع في حالة فوضى شاملة تحرق كل شيء ، ولكنها ستكون فرصة لثلاثي الشر سابق الذكر، كي يتخلص من عدة ملايين من البشر الذين فقدوا مبرر وجودهم فوق سطح الأرض.
– يلاحظ أن وقوع فوضى شاملة في مصر ، على شكل ثورة جياع، ستكون في مصلحة الرأسماليين اليهود . إذ ستنهار أسعار (الأصول الاقتصادية) ليشتريها اليهود بأسعار رمزية، ويسحبوها من أيدي جيش مصر ومشايخ النفط . ويصبح اليهود مالكا أوحدا لمصر وثرواتها. ويكون جيش مصر العظيم مجرد قوة قمع في أيديهم للسيطرة على ما تبقى من شعب مصر، أو بمعنى أدق ، عبيد إسرائيل في مصر.
الطاغوت العسكري المستهدف:
– المكانة التي اكتسبها الجيش بعد ثورة يناير ، قد يفقدها بثورة ناعمة، رأس الرمح فيها هم حلفاؤه النفطيون، يدعمهم البنك الدولي. وهدف الجميع هو نقل ملكية الاقتصاد المصري من يد الجيش إلي يد المستثمرين (المالكين) الأجانب الذين هم الآن أهل “الخليج العربي” ، وفي مرحلة قادمة سوف يسقط القناع وتنتقل ملكية مصر من أيدي النفطيين العرب إلى أيدي المالك الحقيقي المتخفي منذ بداية اللعبة (المؤامرة)، وهو الشركات والبنوك اليهودية.
– مكانة الجيش في مصر سوف تتدهور كثيراً بفقدانه السيطرة على الاقتصاد. فالجيش يسيطر علي ما بين ثلاثين إلي ستين في المائة من حجم الاقتصاد .
كما أن الجيش يمتلك السيطرة والتصرف فيما نسبته 95% من أراضي مصر كلها. وغير معروف إذا كانت تلك النسبة مرشحة للبيع الآن أم إنها سوف تباع في المستقبل.
– فمن الواضح أن كل ذلك البيع هو لمجرد توفير عملة صعبة للجيش حتي يتمكن من تسيير الأمور في حدها الأدنى . ولكن البلد لا يتمتع بأي دخل يؤهله للاكتفاء الذاتي والتوقف عن تسول القروض . وهذا يعني أن هناك قروض قادمة أيضا للإنفاق، أو علي الأكثر لسداد بعض فوائد الديون القديمة. إذاً بيع الأصول مستمر إلى آخر حبة رمل في صحارى مصر.
تلك السلسلة الشيطانية من الاقتراض الربوي لا نهاية لها سوي بيع أراضي مصر كاملة، بما تحتويه من ثروات ومشاريع.
شعب مصر في سوق النخاسة :
البشر أيضا قد يباعون في سوق النخاسة الدولي ، المتمثل في شركات المرتزقة المقاتلين . حيث الحروب الأرضية علي وشك أن تكون حكراً علي الفقراء فقط . وأن تتخصص النساء في خدمة مشاريع الترفيه والخدمات الإنسانية على حواف مناطق الحرب، والترويج للمناسبات الرياضية الدولية، ومرافقة أفواج السياحة العالمية، وشركات رعاية الحجاج في مواسم السياحة الدينية/ الترفيهية التي ترتبها إسرائيل مع الأمير منشار، والتي ستبدأ بشكل جدي في العام الحالي .
أموال مصر المنهوبة .. وتواطؤ المعارضة :
– توقفت المعارضة المصرية منذ أن تولي الإخوان حكم مصر لمدة عام واحد، كما توقف الجميع عن الحديث في موضوع أثار ضجة كبرى في بداية ثورة يناير، وهو موضوع الأموال التي هَرَّبَها رجال النظام السابق إلي البنوك الخارجية، والتي بلغت مليارات يصعب حصرها. كما أعلنت قوائم عن ممتلكات الرئيس السابق حسني مبارك وعائلته في مصر . وهي أصول ثابتة تزيد قيمتها عن مئات المليارات من الجنيهات.
– والسؤال هو ما هو سر الصمت الرهيب منذ العام الأول لحكم الإخوان عن الحديث عن ذلك الموضوع؟. رغم أنه مَدخَل حقيقي لسداد ديون مصر من أموال مصر بدون الحاجة إلي قروض أو بيع أصول الثروة المصرية. إن جريمة حماية تلك الأموال المنهوبة والتستر عليها يُسْأل عنها الغرب أولا، ثم رجال الحكم في مصر من عسكريين وسياسيين ورجال أعمال . وإخوان وغير إخوان.
– إن تمويل المعارضة المصرية بكافة اتجاهاتها يعتمد بشكل كبير علي قطاع من مهربي الأموال وصانعي الكارثة المالية والمستفيدين منها. وفى مقدمتهم مشايخ النفط الذين يتسابقون الآن على اختطاف (حيازة!!) الثروات المصرية (الأصول الاقتصادية).
لأجل هذا توقف حديث المعارضة المصرية (من أحزاب وجماعات وشلل) عن تلك الفضيحة الكارثية. بما تعنيه من مواجهة سياسية ومالية وقانونية مع البنوك الكبرى، ومواجه مع إسرائيل ودول النفط العربية، دفاعاً عن المصريين وثرواتهم، بل دفاعاً عن أرض مصر وشعبها الذى يباع الآن في سوق النخاسة الدولي .
إن المجرمين هم جنرالات المعارضة وليس جنرالات الجيش فقط .
صناعة الإفلاس : ثمن بيع مصر أرخص من تكاليف مونديال قطر الكروي !!
عملية إفلاس مصر هي خطة إسرائيلية مفتعلة ، بدأت منذ عهد السادات وأتمها بكل اقتدار رئيس مصر الحالي ( السيسي )، الذي أتم معها مهمة تدمير الدولة المصرية، والقضاء على المقومات النفسية والأخلاقية والدينية للشعب المصري .
– تتجلي المهزلة في أن مصر تباع في مقابل ديون خارجية تبلغ حوالي 150 مليار دولار فقط . في حين أن مشيخة قطر أنفقت علي المونديال الكروي مبلغ 220 مليار دولار. وذلك يوضح أن مصر تسقط بالمجان وتباع بفعل مؤامرة: [ يهودية/ عسكرية/ نفط عربية ]، تعاون فيها عسكر مصر مع إسرائيل و مشيخات النفط الخليجية .
معضلة دفن جثة مصر :
– جريمة قتل مصر كانت أسهل من المشكلة التي تواجه “ثلاثي الشر” اليهود والجيش وعرب النفط لدفنها . تماما كما واجه قابيل مشكلة دفن جثة أخيه هابيل بعد أن قتله بكل سهولة. ولولا غراب أرشده إلي طريقة الدفن لبقيت جثة أخيه علي سطح الأرض .
ظهرت عدة أسئلة بعد إتمام جريمة قتل مصر، وتمثل إشكاليات حقيقية أمام الجناة :
– ماذا سيفعلون في شعب مصر الذي تخطي تعداده المائة مليون ؟.
– ماذا سيفعلون في جيش مصر [العظيم] الذي تورم دَوْرَة حتي أصبح هو الدولة . وقائده إمبراطور يهودي مطلق الصلاحية. و ثروة مصر محتجزة داخل مخازنه { في صورة معاكسة تماما لقصة نبي الله يوسف عندما حكم مصر. والفرق واضح بين حكم نبي لأرض مصر وحكم شيطان يهودي سارق لذلك البلد المبارك } .
– ماذا سيكون وضع النفطيين العرب /الذين تملكوا أصول الثروة المصرية / في إدارة الاقتصاد وإدارة الدولة المصرية ؟!.
– ماذا سيكون دور الإسرائيليين /سادة اللعبة ومخططوها/ في مصر في حالتها الجديدة؟ . وكيف سيتصرفون إزاء شعب يبلغ تعداده أكثر من أربعة أمثال تعداد اليهود في العالم؟. وأمام جيش من عبيد السُخْرَة الذين يرتدون ملابس عسكرية، ولا شأن لهم بالحرب؟ ، ولكنهم لن يتورعوا عن قتل شعبهم ، ولا يطيعون غير قادتهم المباشرين؟.
تقطيع جثة مصر (نظرية الأمير منشار):
– كانت هناك تصورات منذ عهد السادات عن خطط لتقسيم مصر إلي عدة دويلات. وهي فكرة يهودية مفضلة لإضعاف الدول ،لإفناء نفسها بنفسها، مع بقاء اليهود في جانب السلامة، وموضع تملق المتحاربين طلباً للعون والنصرة .
فهل ستتحول مصر إلي عدة دويلات ؟! .في تطبيق جيوسياسي لإبداع الأمير منشار في تقسيم معارضيه ومنافسيه إلى أشلاء. و “منشار” هو من أكبر المتنافسين على (حيازة) (الأصول) المصرية.
– تكلموا قبل عدة عقود عن مشروع دولة في سيناء تكون امتدادا لإسرائيل ، وتفصل مصر عن قارة آسيا وتجعلها دولة أفريقية فقط ، وتكون قناة السويس هي حدود مصر الشرقية، وفاصل طبيعى يعزلها عن قارة أسيا و”أراضي إسرائيل “الحالية.
ودولة مسيحية في غرب مصر تفصل الأراضي المصرية عن ليبيا.
و استكمالا لذلك الحصار الرهيب هناك فكرة لإقامة دولة عرقية للنوبيين في جنوب مصر تضم السد العالي وسد أسوان ، لتفصل مصر نهائياً عن السودان والحبشة ومنابع نهر النيل، وحبسها داخل صندوق جغرافي/ معزول وجاف/ لا يحتوي علي مخزون أو مصادر مياه داخلية .
وهناك أفكار تقسيم أكثر من ذلك ، إلى دويلات مستقلة، أو كونفدرالية تجمع تلك التناقضات الدينية والعرقية، الموزعة في دويلات لا طعم لها ولا وزن ، ولا طاقة لها على إطعام أو حماية نفسها، وعليها أن تتسول وتقترض لتعيش . وتستمر اللعنة اليهودية على مصر إلى الأبد، أو إلى أن يأتي شعب آخر يليق بمصر، ولم يكسره الإذلال والتحقير العسكري ، ليعيد الأمور إلى نصابها.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )