“خليل زاد” في الكلام
(عندليب يوم الجمعة) هل يتحول إلي (غراب يوم السبت)؟؟.
(عندليب الخطيب) يُغَرِّد عن إيران وأفغاستان و”القاعدة”.
توقف مؤقتا العندليب خليل زاد عن وظيفته كمُرَدِدْ لخطابات الجمعة في أحد مساجد إيران . مستخرجا منها المواعظ والأوامر، في تغريدات ينصح بها أمة الإسلام. مركزاً إرشاداته لإيران على الحريات والإنسانية وتغيير السياسات حتى ينهض الاقتصاد وتتحسن الأحوال . و لأفغانستان يأمرهم برعاية حقوق المرأة وتعليمها وتوظيفها، وينهاهم عن اضطهادها . كل ذلك بإرشادات من كلمات خطيب الجمعة. فاكتسب خليل زاد صفة عندليب يوم الجمعة. وصار مع خطيب الجمعة أشهر ثنائي ديني في المنطقة (ثنائي الخطيب والعندليب) .. ولا نعلم لهما نظير في العالم الإسلامي.
– لسبب ما طار العندليب “خليل زاد” مبتعداً عن المسجد . ربما لم يطق صبراً علي سماع خطبة الجمعة، كما لم يطق صبراً على الصلاة مع وفد طالبان الذي كان يفاوضه في قطر في مباحثات الجلاء. فكان يحضر الصلاة بدون وضوء، أو يهرب من الجلسات قبل وقت الصلاة حتي لا يتورط في أدائها .
خليل زاد (مستشار الاحتلال الأمريكي في أفغانستان والعراق) ، في حديث له مع قناة تلفزيونية كشف أحد الأسرار المفقودة. وقال مستدركاً بأثر رجعي :
{أحد الأسباب التي دفعت أمريكا إلي اتخاذ قرار الانسحاب من أفغانستان هو التغير في حالة الإرهاب في العالم ، بحيث لم تعد أفغانستان تتمتع بالمركزية التي كانت تتمتع بها في عام2001} .
“خليل زاد” يفترض أنه زاد في الذكاء، بينما الآخرين زادوا في الغباء. ليعتقد أي عاقل أو مخبول بأن أمريكا احتاجت عشرين سنة من القتال لتكتشف أن أفغانستان لم تعد تتمتع بالمركزية الإرهابية التي كانت عليها 2001. وهي السنة التي شهدت 11 سبتمبر التي خططتها أمريكا، ونفذتها بأيدي الصناديد العرب. وعلقت المسئولية في رقبة أفغانستان التي سمعت بالنبأ من الإذاعات الدولية.
( تنبيه : “خليل زاد في الغباء” يطبق حكمة أمريكية تقول: عندما تُهزَم في معركة ، اعلن انتصارك ثم اهرب من الميدان }. وتلك هي اللعبة التي نفذتها أمريكا في أفغانستان).
– حَمَلَت القاعدة راية 11 سبتمبر لتباهي بها الأمم. وفي الحقيقة أنها بعد أحداث سبتمبر خرجت من الجهاد مع المسلمين في أفغانستان إلي الجهاد في المنطقة العربية ضمن المعسكر الأمريكي . فقاتلت في العراق حتي أخمدت المقاومة العراقية ضد الاحتلال واستبدلتها بالفتنة السُنيَّة الشيعية، إلى أن ابتكرت أو تحولت “قاعدة” العراق إلي داعش. وفي سوريا قاتلت إلي جانب المعسكر الأمريكي والتحالف الأوربي ودول الخليج ، ضد النظام السوري المتحالف مع حزب الله وإيران. فقاتلوا ضد إيران في سوريا وجه لوجه. ومع ذلك لا يستحي الأمريكان من القول أن “القاعدة ترتب مع إيران عمليات إرهابية ضد أمريكا.
– وفي اليمن أعلن أمير القاعدة هناك أنه يقاتل ضد الحوثيين الشيعة (نصف تعداد اليمن)، لأنهم موالون لإيران . ومعروف الهدف الذي تقاتل أمريكا من أجله / بأيدي وأموال سعودية إماراتية/ وهو احتلال اليمن بثرواته وموقعه الإستراتيجي ، ومنح الأمان للاحتلال الصهيوني لجزيرة العرب.
– أمريكا تقول.. لأنها قادرة على قول ما تشاء. وأمريكا تفعل ..لأنها قادرة على الفعل . وفي جميع الأحوال لا تضع أي قيمة للاعتبارات الأخلاقية. ومازالت تقول وتفعل رغم انحدارها إلي المغيب السياسي. وذلك حتي تطمئن نفسها وتطمئن عملائها أنها حاضرة في الميدان. وذلك الدور محدد زمنياً بظهور ملك بني إسرائيل ليحكم العالم من هيكل سليمان على إنقاض المسجد الأقصى . ولعل “خليل زاد” قد حجز لنفسه مقعداً في هيكل سليمان كغراب ينعق خلف ملك بني إسرائيل، يردد خطاباته، وأوامره لشعوب العالم الإسلامي وللعالم أجمع.. لأجل هذا غادر مساجد إيران وأفغانستان، باحثا لنفسه عن مستقبل عالمي أوسع . منتظرا أن يتحول من (عندليب يوم الجمعة) ليصبح (غراب يوم السبت).
– الكثير من حركات المعارضة الموالية لإسرائيل والمنضوية تحت الحركات الماسونية، يتخذون أماكن تتيح لهم القفز إلي القدس عند بناء الهيكل. والكثير منهم يفضلون تركيا. فتجمعت المعارضة الأفغانية هناك. وأخرون من فصائل إسلامية شتى، فضلوا أمريكا وعواصم أوربية مثل لندن وباريس .
– دعا “خليل زاد” المعارضة الإيرانية إلي الإتحاد والتوصل إلي (خطاب واضح) حتي يمكن للعالم أن يدخل معهم في تفاهمات. وقبلا تفاهم مع المعارضة الأفغانية التي كانت تحكم كابل تحت توجيهات “خليل زاد” نفسه، وإشراف جنرالات الاحتلال الأمريكي، وتدريب الموساد الإسرائيلي . إن ما يقوم به “خليل زاد” هو دور مؤقت لأن أمريكا سوف تخرج من صدارة العالم، ولكنها لن تخرج من العالم كصانع مشكلات خطيرة بصفتها أكبر مالك لأسلحة الدمار الشامل .
– يستخدم “خليل زاد” تنظيم “القاعدة” كبالون إعلامي، أو متفجرات احتفالية في مهرجانات البروباجندا الأمريكية. متناسيا الدواعش، الذين تحتكر خدماتهم إسرائيل وأمريكا. فالدواعش يتم نقلهم بكثافة حالياً عبر الدول المجاورة لأفغانستان، فيما يبدوا أنه برنامج موسع لعمليات أرضية تساندها طائرات الدرونز الأمريكية القادمة من باكستان.
– فأمريكا لا تحتمل وجود الإمارة الإسلامية، كونها إسلامية بالفعل، وليست أمريكية أو إسرائيلية. وكذلك هي مشكلة أمريكا مع إيران .
تلك هي جذور الشجرة اليهودية التي يعشش فيها العندليب المغرد “خليل زاد”.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )