مستقبل التنين الصيني: هل يُحَلِّق في سماء العالم .. أم يغرق في المستنقع اليهودي؟
مستقبل التنين الصيني:
هل يُحَلِّق في سماء العالم .. أم يغرق في المستنقع اليهودي؟
– الهدف من مؤتمر الرياض هو بذر الشكوك في قدرة الصين على أن تكون قيادة للعالم تتمتع بمتانة أخلاقية إلي جانب قدرتها الاقتصادية وحجمها السكاني الكبير.
– علاقات الصين مع روسيا قد تُدَمَر إذا قبلت بعرض إسرائيلي لتزويدها بالطاقة (من دول مجلس التعاون) ، بأسعار يستحيل أن ينافسها حلفاء الصين مثل إيران وروسيا.
– عادت الأسلحة الأمريكية والأوربية، من أوكرانيا الي الأسواق الأمريكية، لتظهر في أيدي الحركات الانفصالية والتحررية داخل الولايات المتحدة وعموم أمريكا اللاتينية. والسلاح موجه ضد استعمار الرجل الأبيض والبنوك اليهودية.
– إسرائيل شعرت بالخطر من وصول أسلحة أوكرانيا إلى مجموعات في الشرق الأوسط وأفريقيا، لأنها ستكون موجهة ضد أهداف إسرائيلية أو كيانات متواطئة مع إسرائيل. وعندها سيتأزم الموقف الأمني في إسرائيل كما تأزم في أمريكا و أوروبا ، بسبب تجارة السلاح المتطور تكنولوجيا.
– البيانات التي صدرت عن مؤتمر الرياض بين الصين وعرب النفط ، كانت تعبر عن وجهات نظر إسرائيل المسيطر الحالي على المنطقة . لهذا جاءت البيانات وكأنها ترجمة لنسخة “عبرية” صادرة عن الخارجية الإسرائيلية .
– الحقيقة التي لا يريد أحد أن يقترب منها هي أن أسلحة الدمار الشامل النووي والبيولوجي قد أخذت في التسرب منذ سقوط الإتحاد السوفيتي.
– بتهورها في حرب أوكرانيا أوضحت أمريكا ضرورة حيازة الأسلحة النووية التكتيكية للحفاظ على وجود الدول الراغبة في البقاء، والقادرة على دفع ثمنه.
– أشارت معلومات المجاهدين إلى وجود صواريخ نووية أمريكية قصيرة المدي في قاعدة بجرام الجوية شمال كابل . فهل بيعت قبل الفرار؟ . أم سحبها الأمريكي إلى مشيخات النفط العربية ؟ . وهل باعها لبعضهم كما باع لهم رؤوس نووية باكستانية قبل عقود مضت؟.
– البرنامج النووي الإيراني قضية غير حقيقية إذا ربطناها بالسلاح النووي. ولكنه هام جدا لإيران كبرنامج للتطوير العلمي في المجالات الطبية والتطبيقات المدنية الأخرى.
– تخشي الصين من حرب اقتصادية يشنها اليهود عليها بواسطة الولايات المتحدة و أوروبا. فيجمدوا الأصول الصينية في الخارج وتمتنع الولايات المتحدة عن سداد قيمة السندات الحكومية التي اشترتها الصين واستثمرت فيها مئات المليارات من الدولارات.
بقلم : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
توجهت الصين الشعبية إلى جزيرة العرب للفوز بما هو أكبر من مجرد(لُقْمَة) اقتصادية دسمة. فالموضوع يتعدى ذلك بكثير. ويمكن وصفة بصفقة اقتصادية عظمي، مرتبطة بجانب إستراتيجي أعظم .
شهدت الرياض مؤتمرا بين إسرائيل والصين عبر(حائل)، هم أعضاء مجلس التعاون الخليجي، الذين كانت مهمتهم إلقاء ظلال التمويه علي مهمة المؤتمر، وشخصيات المؤتمرين الحقيقيين ، والأهداف الكبرى التي لم تُذكَر علناً .
ما خرج عن المؤتمر من تصريحات علنية أو بيان رسمي كان أيضا للتمويه وصرف الأنظار عن حقيقة أهداف المؤتمر، وهي مشاريع اقتصادية وإستراتيجية عظمي بين امبراطورية اليهود الصاعدة، والصين كقائد محتمل لنظام دولي قادم، لم يقف على قدميه بعد . والهدف من مؤتمر الرياض منع قيام ذلك النظام، وطرد فكرته من ذهن القيادة الصينية، بواسطة الترغيب والترهيب. وبذر الشكوك في قدرة الصين على أن تكون قيادة للعالم تتمتع بمتانة أخلاقية إلي جانب قدرتها الاقتصادية وحجمها السكاني الكبير.
الترغيب والترهيب يجريان بوسائل اقتصادية مدعومة بوسائل من الحروب الحديثة مثل الحرب الاقتصادية والتهديد بحرب إقليمية مع الجيران وحرب البروباجندا الدعائية، مع العبث بالجبهة الصينية الداخلية في محاولة لإشعال ثورة ملونة أشبه بتلك التي حدثت في بكين عام 1989، ولكن على نطاق أوسع بدعم من الضربات البيولوجية الموجهة إلى الشعب الصيني، لإحداث خسائر اقتصادية هائلة وضغط نفسي يكون حافزا على الثورة.
ثم هناك الحرب التي تستهدف مباشرة طريق الحرير في المجالين الأفغاني والإيراني. تلك الحرب المباشرة في أفغانستان طالت حتى التواجد البشري الصيني في كابل، إلى جانب مجهود عسكري مباشر لإغلاق ممر واخان الذى يبدأ منه طريق الحرير إلى داخل أفغانستان . أما في إيران فأخذت الحرب على طريق الحرير صورة ثورة ملونة تطورت إلى مشروع حرب عصابات مدعومة بفتن طائفية وعرقية، من بين أهم أهدافها فصل إقليم بلوشستان / الذى يضم ميناء تشبهار/ عن إيران ، بوصفه المنفذ البحري الأساس لطريق الحرير على المحيط الهندي وخليج فارس.
– الضغط المزدوج من الترغيب والترهيب، هو الذى دفع بالصين إلى مائدة مجلس التعاون الخليجي، الذى لا يتعاون إلا علي الإثم والعدوان، وخدمة إسرائيل وأمريكا بكل إخلاص .
اللُقْمَة الاقتصادية الضخمة التي في مقدور إسرائيل تقديمها للصين ، هي في الحقيقة مأدبة اقتصادية عامرة ومتخمة بالدسم المالي، المستخرج من حليب أبقار النفط (حسب تشبيه الرئيس ترامب لهم) . وهى رشاوي أو (طُعْم صيد) تليق بالتنين الصيني العظيم، وذلك على افتراض صحة الفراسة اليهودية في غفلة التنين أو ضعف نظره أو شدة نهمه. خاصة إذا أضيفت إليها مغريات استراتيجية.
– إن علاقات الصين مع روسيا قد تُدَمَر تماما إذا قبلت الصين بعرض إسرائيلي لتزويدها بالطاقة (شبه مجانية تقدمها دول مجلس التعاون) ، بأسعار يستحيل أن ينافسها حلفاء الصين مثل إيران وروسيا اللذان يمدانها بالطاقة الرخيصة نسبيا. ومعلوم أن روسيا تعتمد أساسا على السوق الصيني الضخم لتصريف إنتاجها من الطاقة الروسية التي يقاطعها الغرب . ستكون ضربة قاصمة للاقتصاد الروسي ، وللعلاقات بين البلدين ، ولاحتمال عملهما المشترك ــ ومع إيران ــ لإنشاء نظام دولي جديد .
مؤتمر الرياض هو مشروع للتحالف الملغوم بين المرابي اليهودي الذى يبتلع اقتصاد العالم، وبين التاجر الصيني الذى يحاول تقديم البديل شبه الأخلاقي لشعوب العالم . ولكن قرارات مؤتمر الرياض/ إذا وجدت طريقها إلى التنفيذ/ ستجعل من الفروقات بين المُرابي اليهودي والتاجر الصيني ، لا تمس جوهر الأنانية والاستغلال لدى الطرفين .
– من المعتقد أن الرشوة الاقتصادية العظمي التي ستقدمها إسرائيل للصين ضمن مشاريع السيطرة اليهودية على مستعمرة جزيرة العرب هي :
1 : تمديد خطوط الطاقة التي تربط حقول النفط والغاز في جزيرة العرب بميناء حيفا . بما يجعل إسرائيل هي الأولى عالميا في تجارة الطاقة ، ويمكنها السيطرة على الاقتصاد الأوروبي من بوابة إمدادات الطاقة .
2 : تمديد شبكة طرق تربط عواصم مجلس التعاون الخليجي بإسرائيل .
3: شبكة قطارات تقوم بنفس الدور لربط مدن جزيرة العرب بإسرائيل، وتكون شريان تجاري لدول الخليج مع أوروبا والدول المطلة على البحر الأبيض.
ذلك هو جوهر المشاريع ثقيلة الوزن ، التي يمكن أن تشملها الصفقة اليهودية الصينية، والتي قد تشمل بنودا أخرى مثل ربط مقاطعة (نيوم) بتلك الشبكة من الطرق الحديدية والبرية. وهناك أيضا استكمال بعض الإنشاءات اليهودية ذات الصبغة الدينية والثقافية والسياحية في جزيرة العرب.
– الصين هي الدولة الأقرب ، التي تمتلك القدرة علي تنفيذ تلك الصفقة الإنشائية الهائلة. فهي تمتلك الشركات والمهندسين والعمال . وكان يمكن للهند أن تنفذ ذلك المشروع لولا أنها لا تقدم مزايا إستراتيجية كالتي تقدمها الصين .
فالهند ليست مؤثرة في النظام الدولي القادم . وإعطائها مشروعاً بهذا الضخامة سوف يجعل الصين أكثر عدائية وتطرفاً في مواجهة إسرائيل ودول أوربا والولايات المتحدة . وسيجعلها أكثر حماسا لإنشاء النظام الأسيوي بالتعاون مع روسيا وإيران كنواة لنظام عالمي جديد أكثر إنسانية وحضارة من النظم العالمية التي فرضها الغرب الاستعماري.
ولكن الهند مازالت مرشحة للفوز بغنيمة محترمة على شاطئ الخليج (العربي ) في مقابل نهج هندي “جيو ستراتيجي” تفرضه إسرائيل ويكون ضاراً بإيران والصين و روسيا.
– اليمن موضوع على قائمة الانتظار، لتشمله مشاريع طرق تربطه بمستعرات جزيرة العرب وإسرائيل. ولنزح النفط والغاز من اليمن إلى أوروبا لصالح إسرائيل. والسيطرة على جزر وموانئ اليمن لتأمين طرق التجارة اليهودية والطاقة المنهوبة عبر البحر الأحمر.
ولعل الضغط الشديد عسكريا وإنسانيا على شعب اليمن هو لتليين موقفه إزاء الانضمام إلى القطيع الخليجي التابع لإسرائيل ، وتسوية أوضاعه السياسية بما يتوافق مع ذلك .
بيان للتمويه
كل ما صدر عن مؤتمر الرياض من تصريحات وبيانات لم يكن الغرض منه تبيان أي شيء، بل العكس، كان للتعمية على حقائق المؤتمر، وجذب الأذهان إلى قضايا هامشية ولكنها جذابة إعلامياً .
– من تلك القنابل الدخانية كان توجيه استفزازات إلى إيران، فيما يتعلق بقضية الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسي في الخليج الفارسي. والدعوة إلى حل “مشكلتها” بالتفاوض . وكذلك الدعوة إلى مفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني الذى هو موضع إشكال بين الولايات المتحدة وإيران بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي وفرضها عقوبات وحصار اقتصادي مُفرِط على إيران . رغم أن ذلك البرنامج يخضع لأقسي مراقبة يمكن أن تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كان من الطبيعي أن تثور إيران في وجه ذلك الاستفزاز من دول مجلس التعاون، ولكن المفاجأة كانت انضمام الصين إلى ذلك الاستفزاز على غير ما تشير إليه العلاقات القوية بين طهران وبكين.
ليس لذلك الاستفزاز أي تأثير عملي علي قضايا الجزر أو البرنامج النووي الإيراني ، ولكنه سيترك في العلاقات الثنائية مع الصين ندوبا يصعب شفاؤها. والشكوك لن تزول بسهولة بين البلدين. وذلك أحد النجاحات الإسرائيلية المبكرة في مناوراتها الإستراتيجية الكبرى لتخريب النظام الدولي القادم، وتلغيم طريق الحرير الذى سيربط بكين برياً مع طهران عبر أفغانستان .
احتجت إيران لدى الصين، وهناك اجتماعات على أعلي المستويات بين البلدين لتهدئة الخواطر الإيرانية . ولكن ذبابة كبيرة سقطت في حساء العلاقات بين البلدين، فهل سيصلح للشرب بعد ذلك؟؟ .
فالحديث عن إيران بلا جزر الخليج الثلاث ، يشبه الحديث عن الصين بلا جزيرة تايوان. والحديث عن وجود مشكلة في البرنامج النووي الإيراني كما تدعي إسرائيل على لسان (وكالة الطاقة الذرية التي تحركها من تل أبيب)، يشبه الحديث عن وجود مشكلة في برامج تطوير تكنولوجيا الاتصالات في الصين.
تلك التصريحات عن الجزر والبرنامج النووي فائدتها الوحيدة هو تعكير العلاقات بين الصين وإيران، أما فائدتها العملية فهي لا شيء .
أوكرانيا .. مجاملة أخرى من الصين لإسرائيل
تصريح صيني آخر لا لزوم له سوي مجاملة إسرائيل، صاحبة مؤتمر الرياض، ومديرة المشاريع العظمي التي قد تتولى الصين تنفذها في مستعمرة جزيرة العرب.
جاء التصريح ليعبر عن الانزعاج من تسرب أسلحة من أوكرانيا إلى مجموعات في الشرق الأوسط وأفريقيا. وذلك بالتحديد انزعاج إسرائيلي من مشكلة خلقتها أو كانت هي محركها الأساسي. بإشعال حرب أوكرانيا لأهدافها الدينية والتوسعية وللهيمنة على أوروبا.
فاليهود هم أصحاب فكرة نشر الحروب في العالم ، لتحمل معها النفوذ اليهودي ومكاسب لا تحصي لبنوكهم على حساب جميع الأطراف التي شاركت في الحرب، سواء المنتصر منهم أو المنهزم .
والنظام الرأسمالي الغربي (الذى أسسه اليهود) يقوم على مبدأ الربح فقط ، ولا دخل للأخلاق أو القيم المعنوية فيه سوي كأداة للكذب وخداع الشعوب .
فالحروب أصبحت عنوانا يجمع الكثير من التجارات الرابحة التي تدر المليارات على الأقوياء ومشعلي الحروب وأصحاب البنوك والشركات الكبرى ، خاصة شركات تصنيع السلاح . وامتدت الفوائد الاقتصادية للحروب لتصبح رواجا لتجارة الرقيق الأبيض والدعارة الدولية المنظمة، وشركات القتلة المأجورين ، مثل بلاك ووتر وشبيهاتها.
تلك النشاطات الملازمة للحروب، ذات صلة وثيقة بالدعوات اليهودية لحقوق الإنسان وحقوق المرأة. فهي تغليف أنيق لنشاطات شركات المرتزقة والرقيق الأبيض .
فبعد أن كانت الحروب في بداية عصر الاستعمار وسيلة للاستيلاء علي المواد الخام وفتح الأسواق، أصبحت وسيلة لفتح الأسواق أمام تجارة السلاح والمخدرات وتجنيد جيوش من ضحايا حقوق الإنسان من نساء بلاد مهزومة ، وشباب فقدوا الوطن والاعتقاد .
– شاهدنا في أفغانستان تكديساً للأسلحة التي تفوق احتياجات الحرب الفعلية بمراحل كثيرة سواء من حيث الكميات أو النوعيات المتطورة التي لا تستلزمها تلك الحرب. (يعتقد أنه كان من بينها أسلحة نووية مركبة علي صواريخ قصيرة المدي). هذا إضافة إلى ذخائر تحتوي على اليورانيوم النشط أو الخامل.
كانت أفغانستان مخزنا هائلا للأسلحة والذخائر. وأعتبرها البعض أكبر سوق عالمية تستخدمه أمريكا في التجارة غير المشرعة للسلاح .
وفي الحرب الأوكرانية شاركت العديد من دول أوربا في تكديس السلاح في أوكرانيا كنوع من التنشيط الاقتصادي لمصانعها. وواصلت أمريكا تكديس أسلحتها هناك لنفس الغرض. حتى أصبحت أوكرانيا حاليا هي أكبر محزن وسوق للأسلحة غير الشرعية في العالم .
– أثناء احتلالها لأفغانستان ضاعفت أمريكا من إنتاج الهيرويين عشرات الأضعاف خلال سنوات قليلة. وكان السوق الأوروبي هو المستهدف الأول للتوسع في تجارة الهيرويين الأمريكي (السوق الداخلي للولايات المتحدة هي الأكبر عالميا في استهلاك تلك المادة) .
والآن جاء الدور على تجارة الأسلحة غير المشروعة. وقد بدأت نتائجها المظلمة تظهر على الاستقرار الأوروبي. كل ذلك ولم تكمل الحرب في أوكرانيا عامها الأول بعد. فماذا لو كان مقدرا لها أن تستمر عدة عقود كما حدث في حرب أفغانستان ؟؟ .
بدأت حركات الانفصال المسلحة تنشط في أوروبا حتي في ألمانيا عملاق الاقتصاد الأوروبي . وعادت الأسلحة الأمريكية والأوربية، من أوكرانيا الي الأسواق الأمريكية، لتظهر في أيدي الحركات الانفصالية والتحررية داخل الولايات المتحدة وعموم أمريكا اللاتينية. والسلاح هناك موجه ضد استعمار الرجل البيض والبنوك اليهودية.
إسرائيل لم تشعر بالخطر من كل ذلك، ولكنها شعرت به عند وصول أسلحة أوكرانيا إلى مجموعات في الشرق الأوسط وأفريقيا. لأنها في الأساس ستكون موجهة ضد أهداف إسرائيلية أو كيانات متواطئة مع إسرائيل . وعندها سيتأزم الموقف في إسرائيل كما تأزم في أمريكا وأوروبا بسبب تجارة السلاح المتطور تكنولوجيا .
لن يمضي وقت طويل حتى يصل ذلك السلاح إلى أيدي المجاهدين ضد إسرائيل في إجمالي المنطقة الإسلامية. حيث أن إسرائيل باحتلالها جزيرة العرب أصبحت هدفا مشروعا للمجموعات الإسلامية الجهادية ، لأن جزيرة العرب وفلسطين هي أراضي إسلامية عامة. يمتلكها كل مسلم، ويمتلكها المسلمون قاطبة . ومسئولية تحريرها هي (فرض عين على كل مسلم ).
عما قريب ستصل كافة أنواع الأسلحة إلي السوق الدولي لتجارة السلاح في أوكرانيا، وستجد طريقها إلى أيدي المسلمين ، من فلسطين إلى إندونيسيا، ومن وسط آسيا إلى مالي في أفريقيا . ستتجه جميع أسلحة المسلمين لتحرير المساجد الإسلامية الثلاثة ، في مكة والمدينة والقدس.
النووي .. المنتشر
البيانات التي صدرت عن مؤتمر الرياض بين الصين وعرب النفط ، كانت تعبر في الأساس عن وجهات نظر إسرائيل التي هي المسيطر الحالي على المنطقة ، كوريث “شرعي” للاستعمار الأمريكي. لهذا جاءت البيانات وكأنها ترجمة لنسخة “عبرية” صادرة عن الخارجية الإسرائيلية ، تُعَبِّر عن اهتمامات ومخاوف إسرائيل.
أحد مخاوف التي عبر عنها البيان (العربي المترجم عن العبرية) يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. وضرورة إخضاعه للرقابة والمعايير الدولية، إلى آخر الاسطوانة المشروخة . والحقيقة التي لا يريد أحد أن يقترب منها هي أن أسلحة الدمار الشامل النووي والبيولوجي قد أخذت في التسرب منذ سقوط الإتحاد السوفيتي. ثم أخذ التسرب أشكالاً أوسع وأكثر دقة باعتبار ارتباطه بسلعة عالية القيمة استراتيجياً ومالياً .
– إسرائيل بدأت بالسعي خلف السلاح النووي منذ الدقائق الأولى لإنشائها . والآن تتخطى ممتلكاتها النووية 200 ــ 400 رأس نووي ، بدون أن نتحدث عن جبال الأسلحة البيولوجية والجرثومية، التي جرَّبَت إسرائيل أكثرها في شعوب بلاد دخلت معها في اتفاقات سلام (مصر المثل الأهم في ذلك المجال).أو دول أخرى تعرضت لغزو إسرائيلي منفرد (لبنان مثالا) أو غزو بشراكة أمريكية (أفغانستان مثال هام).
– ومن المعروف أن باكستان باعت رؤوسا نووية ــ بتصريح أمريكي ــ لدولة خليجية واحدة على الأقل . ليس لتستهدف الشقيق الإسرائيلي ، بل لتستهدف جارا مسلما .
و قبل الفرار الأمريكي من أفغانستان أشارت معلومات المجاهدين إلى وجود صواريخ نووية أمريكية قصيرة المدي في قاعدة بجرام الجوية شمال كابل .
فأين تلك الصواريخ الآن ؟ هل بيعت قبل الفرار؟ ، أم سحبها الأمريكي المنهزم ضمن ملايين الأطنان من الأسلحة والذخائر إلى مشيخات النفط العربية ؟ .
وهل باعتها أمريكا لبعضهم كما باعت لهم رؤوس نووية باكستانية قبل عقود مضت؟.
فمن أشتراها ؟ .. ومن يشرف عليها ؟ .. وضد من تتوجه ؟.. هل لتحرير فلسطين ؟..
أم لتحرير المسلمين من الإسلام .
– استخدمت أمريكا الذخائر المشبعة باليورانيوم في العراق وأفغانستان . ثم صَعَّدَت وتيرة الاستخدام بضرب القوات الروسية بأنواع من الأسلحة النووية التكتيكية لإجبارها على تهدئة اجتياحها، وحصر تواجدها العسكري فوق مسرح الحرب الأوكرانية. وقد نجحت في ذلك إلى حد كبير. ولكنها بذلك التهور الطائش كشفت للعالم ضرورة حيازة الأسلحة النووية التكتيكية للحفاظ على وجود الدول الراغبة في البقاء والقادرة على دفع ثمنه.
– الأسلحة الجرثومية أخذت مساراً أسرع، نظراً لسهولة تصنيعها و رخص ثمنها، وانتشارها في العديد من المعامل المتطورة وساحات الاستخدام التجريبي، سواء في الحروب أو في الحياة العادية. وهذا يحدث في أفريقيا طوال الوقت وحدث مرات عديدة في أفغانستان. وضُرِبَت بها الصين وروسيا وإيران بشكل تحذيري أو تحجيمي (كبح النمو الاقتصادي أو السياسي والعسكري ). فاستُدْرِج العالم إلى أعتاب الاستخدام الشامل للسلاح البيولوجي ضمن برنامج عالمي للحرب ــ (هرمجدون؟!).
– نخلص إلي القول بأن البرنامج النووي الإيراني قضية غير حقيقية إذا ربطناها بالسلاح النووي. ولكنه هام جدا لإيران كبرنامج للتطوير العلمي في المجالات الطبية والتطبيقات المدنية الأخرى.
وتحرص إسرائيل على إسقاط إيران من فوق ذلك العرش العلمي والتكنلوجي المرتفع، الذي شيدته بصعوبة بالغة خلال الأربعين عاماً الماضية. بما يمنع السيطرة الإسرائيلية عليها وعلى أصدقاء لها قد ينقلون تلك الانطلاقة العلمية والتكنولوجية إلى بلادهم .
مخاوف وإحتمالات
تخشي الصين من حرب اقتصادية يشنها اليهود عليها بواسطة الولايات المتحدة و أوروبا كما فعلوا مع روسيا وإيران. فيجمدوا الأصول الصينية في الخارج وتمتنع الولايات المتحدة عن سداد قيمة السندات الحكومية التي اشترتها الصين لتستثمر فيها مئات المليارات من الدولارات . وقد تعرضت الصين في السنوات الماضية إلى عمليات سطو من جانب أمريكا وأعوانها الغربيين، تحت مسمي عقوبات محدودة. لهذا تدرك الصين إلى أي مدي ستكون العقوبات الشاملة قاتلة لاقتصادها، وقد تحولها من قوة اقتصادية عالمية إلى قوة إقليمية أو حتى محلية . ولا ننسي أن ذلك يحمل إنذاراً بإشعال ثورة داخلية من تلك الثورات التي برع اليهود في تنفيذها حول العالم . لهذا يمكن اعتبار ” اللُقْمَة الاقتصادية الدسمة” التي ألقتها إسرائيل إلى الصين فوق مائدة مؤتمر الرياض، تأخذ شكل حبل نجاة في حرب اقتصادية شاملة قد تتعرض لها الصين. وإذا تمسكت بها الصين فسوف تكتشف لاحقا أنها تمسك بحبل مشنقة. فحبال الإنقاذ اليهودية مصنوعة من سراب.
– بعض المتعلقين بالأمل وحسن الظن ، يقولون أنه مهما كان الأمر، فإن الصين تنتج آلاف السلع الهامة وتطرحها في السوق العالمي، ولكن الصين نفسها لن تتحول إلى سلعة تشتريها إسرائيل بالدولارات الخليجية .
فهل يُحَلِّقْ التنين عاليا ، أم يشنق نفسه بحبال المكائد الإسرائيلية ؟؟.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )