اكتشاف إسرائيلي للمسلمين : الصين .. هي العدو البديل
اكتشاف إسرائيلي للمسلمين :
الصين .. هي العدو البديل
– لن يتأخر كثيرا استخدام الورقة الإسلامية ضد التواجد الصيني في جزيرة العرب. وقد لا تتخطي موسم الحج القادم، الذى كان من المتوقع أن ينفجر في وجه إسرائيل بسبب حضورها في الأماكن المقدسة .
– ربما يتكرر المشهد السوفيتي في أفغانستان. ولكن هذه المرة سيكون أشد عنفا لأنه فوق أرض جزيرة العرب. وسوف تنفتح له سبل الأمداد الدعائي والتسليحي إلى أقصي مدي ، بحيث تكون أوكرانيا إلي جانبه مجرد لعبة أطفال.
– الخطر الإيراني المصطنع أستنفذ أغراضه وظهر زيفه، حيث إيران تحاول أن تتماسك بصعوبة تحت أزمة اقتصادية خانقة وثورة ملونة تضافرت فيها النساء مع الانفصاليين و الإصلاحيين . وتدفق مجموعات الإرهابين والأسلحة عبر الحدود.
– في هذه اللحظة التاريخية اكتشف اليهود إمكان تحويل الصين إلي نسخة جديدة من الخطر( البديل عن إسرائيل) الذى يهدد المسلمين والأمة الإسلامية. وذلك باستدراج تواجدها الكثيف في جزيرة العرب.
– عندها سيصبح اليهود في جزيرة العرب حلفاء للموجة الإسلامية الجديدة ، في جهاد مشترك ضد الوثنيين الصينيين ، الذين جاءوا إلي الشرق الأوسط الجديد ــ قلعة الإيمان في العالم ــ للاعتداء على المسلمين وإخوانهم من أهل الكتاب اليهود .
وقَّعَت الصين في مؤتمرات الرياض على بيانات معادية لشعب أفغانستان ولم تراع الحقوق التي تترتب على الجيران إزاء بعضهم البعض، فلا تصل إلى حد الافتراء والتشويه المستأجر أو مدفوع الثمن. ولم تراع الصين أيضا الآفاق الاقتصادية الكبيرة المتاحة لها في أفغانستان، والتي سوف تتأثر سلبا بذلك الموقف المخزي الذى يخالف حتي التقاليد الصينية العريقة ، كما يخالف مصالح الشعب الأفغاني الذى لم يصل من جانبه أي ضرر مادي أو معنوي للصين .
ذلك رغم التحريض “الدولي” لأفغانستان من أجل استغلال قضية الإيغور ضد الأمن الصيني وسمعة الصين في العالم. ورغم حاجة الأفغان إلي المغريات التي عرضت عليهم كي يتحولوا إلى عنصر ضاغط ومؤذى لجيرانهم في الصين. ورغبة إسرائيل والغرب في استغلال (الورقة الإسلامية) لتحطيم الصين كما حدث للاتحاد السوفيتي في أفغانستان مقبرة الإمبراطوريات . ومع ذلك فقد باعتهم الصين في أول فرصة عند ما لوَّحَت لها إسرائيل في مؤتمر الرياض بأكداس الدولارات والمشاريع العملاقة.
– سوف تكتشف الصين في المستقبل أنها تعدت الحدود بالعداء مع شعب أفغانستان. فإسرائيل في طريقها لاستدراج الصين إلى موقع تصبح فيه هي العدو الأول للأمة الإسلامية، بديلا عن اليهود الذين أحتلوا المقدسات الإسلامية، وذهبت الصين لخدمة مشاريع إسرائيل في جزيرة العرب.
لن يتأخر كثيرا استخدام الورقة الإسلامية ضد التواجد الصيني في جزيرة العرب. وقد لا تتخطي المدة عدة أشهر. وتحديدا في موسم الحج القادم، الذى كان من المتوقع أن ينفجر في وجه إسرائيل بسبب حضورها في الأماكن المقدسة في مكة والمدينة المنورة. ما سوف نشهده في هذا العام قد يختلف عن هذا كثيرا. خاصة إذا أخذت الإغراءات الإسرائيلية للصين طريقها إلي التنفيذ ، فظهرت الشركات الصينية وآلاف العمال الصينيين في أرجاء جزيرة العرب وبالقرب من المقدسات .
عندها سنري تحريضاً من إسرائيل ومن خلفها أوروبا ، ومن العرب الصهاينة الملحدين واشباه المتدينين . والجميع يطلقون أعلي صيحات الاستنفار لتحرير جزيرة العرب والمقدسات الإسلامية من الغزو الصيني . وسوف تظهر شخصيات من الدعاة والمحرضين . فيتكرر مرة أخرى المشهد السوفيتي القديم في أفغانستان. ولكن هذه المرة سيكون أشد عنفا لأنه فوق أرض جزيرة العرب. وسوف تنفتح له سبل الأمداد الدعائي والتسليحي إلى أقصي مدي ، بحيث تكون أوكرانيا إلي جانبه مجرد لعبة أطفال.
– لأكثر من أربعة عقود عمل اليهود علي ترويج “الخطر الإيراني والشيعي” كبديل عن الخطر الصهيوني الذى أحتل فلسطين والقدس وأراضي من عدة بلدان عربية. وتنامى نفوذه منذ اتفاقات السلام مع مصر والأردن لتصبح بعدها إسرائيل هي الدولة الحقيقية الوحيدة في الشرق الأوسط ، الذى أصبح جديداً تحت قيادة إسرائيل، بعيدا عن الإسلام والعروبة .
الخطر الإيراني المصطنع أستنفذ أغراضه وظهر زيفه، حيث إيران حاليا تحاول أن تتماسك بصعوبة تحت أزمة اقتصادية خانقة وثورة ملونة تضافرت فيها النساء مع الانفصاليين و الإصلاحيين . وتدفق مجموعات الإرهابين والأسلحة عبر الحدود من كل حدب وصوب.
لم يعد مقنعا أن الجمهورية الإسلامية في إيران هي ذلك الغول التي ظلت ماكينات الدعاية الصهيونية والسلفية والغربية تطبل وتزمر حوله، بأنه قد ابتلع عواصم العرب ويهدد جميع الجيران والعالم من أقصاه إلي أقصاه .
هذا البالون الضخم فقد بسرعة ما بداخله من هواء مضغوط فتهاوى . ليظهر أن الكذبة كانت هائلة، ولا يمكن تصديقها لولا وسائل الإعلام الحديثة التي تبنتها بكل جبروت وحقنتها في العقول ، خاصة العرب المهزومين ، فاقدي الهوية والانتماء القومي والديني .
في هذه اللحظة التاريخية الحرجة، اكتشف اليهود إمكان تحويل الصين إلى نسخة جديدة من (الخطر البديل عن إسرائيل) الذى يهدد المسلمين والأمة الإسلامية. وذلك باستدراج تواجد صيني كثيف إلي جزيرة العرب. وبينما اليهود لا يمكن في الغالب تمييز إشكالهم عن أشكال العرب سكان المنطقة ، فإن الصينيون ليسوا كذلك. فسيتحولون إلى هدف يسهل تمييزه . وستظهر المقاومة الدعائية والعسكرية في جزيرة العرب، ويتدفق إليها مرتزقة بالآلاف، يرفعون علم داعش ، كما فعلوا في أماكن أخرى مثل سوريا والعراق وأفغانستان وليبيا .
عندها سيصبح اليهود في جزيرة العرب أصدقاء وحلفاء للموجة الإسلامية الجديدة ، في جهاد مشترك ضد الوثنيين الصينيين ، الذين جاءوا إلي “الشرق الأوسط الجديد ــ قلعة الإيمان في العالم ــ للاعتداء على المسلمين وإخوانهم من أهل الكتاب اليهود.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )