أعيدوا المسلمين إلى جزيرة العرب
لم يستجب المسلمون المعاصرون إلى طلب نبيهم، القائل:{ أخرجوا المشركين من جزيرة العرب}. وبدلاً عن ذلك أخرجوا المسلمين من جزيرة العرب حينما ثاروا على حكم الأتراك ليُسَلِّموا الجزيرة إلى المشركين والمنافقين والمرتدين .
وانْقَضَّت على رمال الجزيرة شركات النفط مثل النسور الجائعة، لتمتص السائل الأسود، تحت حماية قواعد عسكرية بريطانية ثم أمريكية .
سقط جزيرة العرب عسكرياً في يد الكافرين، وفى أعقابها سقطت فلسطين في يد اليهود، الذين ضغطوا لاستعادة الجزيرة كممتلكات يهودية قديمة. ليس فقط المدينة المنورة، بل كل جزيرة العرب وصولاً إلى اليمن.
والآن لا يفصلهم عن النجاح الكامل سوى خطوات قليلة، ولا يقف أمامهم من عوائق سوى ارتباك في البرنامج اليهودي العالمي الذى أوشك على الاكتمال، لولا فوضى خلقوها وعجزوا عن السيطرة عليها بشكل كامل حتى الآن، ولكنهم يحاولون.
كمرحلة انتقالية جاءت امريكا وعصابة الحلفاء، لتحرير الكويت من غزو “صدام”. ولكنهم احتلوا الكويت وحطموا العراق ونشروا قواعد بحرية وجوية وبرية بشكل مبالغ فيه، للسيطرة على جزيرة العرب، الخالية من أي نوع من المقاومة أو فكرة مقاومة، سوى تشدد فقهي يرونه بديلا عن الإسلام وعن جزيرة العرب وعن الجهاد في سبيل الله.
ظل الأمر كذلك حتي تسلم اليهود فعلياً التسلط العسكري علي جزيرة العرب بواسطة ما فيها من قواعد برية وبحرية، ترفع إعلام لأمريكا و دول حلف الناتو.
قبل ذلك سيطر الموساد الإسرائيلي على معظم الموضوع الأمني في مشيخات وممالك جزيرة العرب. فكان الموساد هو أول من يعلم بكل ما لم يحدث قبل أن يحدث وبعد أن يحدث وأثناء الحدوث .
فكانت السيطرة العسكرية الإسرائيلية مبنية على قاعدة من الاستخبارات سابقة التمكين على إجمالي جزيرة العرب .
أما اقتصاد المنطقة فقد فرغت إسرائيل من ربطه بالاقتصاد الإسرائيلي.
– من أجل استعادة جزيرة العرب ظهر الاحتياج إلى تطبيق الحديث النبوي: (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب). لكن مع تواصل التدهور في الوضع الإسلامي، ظهرت الحاجة إلى تطبيق شعار مشتق منه يقول “أخرجوا شركات النفط من جزيرة العرب”.
ثم ظهرت الحاجة تالياً إلى إضافة شعار تكميلي يقول “أخرجوا جيوش المشركين من جزيرة العرب”. ثم احتياج لاحق بخصوص “إخراج المخابرات الإسرائيلية من جزيرة العرب”.
ومع بزوغ نجم الأمير “منشار الدين” وتوأمه في قطر ، أضيفت الحاجة إلى شعارات تكميلية مثل: (أخرجوا الأخلاق والثقافة اليهودية من جزيرة العرب). و ( أخرجوا الفسق والفجور من جزيرة العرب) .
ثم أضيف مؤخرا في خلال المونديال القطري، الحاجة إلي تطبيق شعار (أخرجوا الشواذ من جزيرة العرب) . فإلى متى تمتد الشعارات ويتواصل الانهيار الإسلامي في تلك الجزيرة ؟؟.
– يبدوا أن لدينا خطأ في نقطة البوابة، فقبل أن نقول (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب) يجب أن نقول (أعيدوا المسلمين إلى جزيرة العرب) وذلك لأسباب منطقية. فكيف سنُخرِج من جزيرة العرب جميع المطلوب إخراجهم من جيوش واستخبارات وفساق وشواذ، ما لم يكن هناك مسلمون يقومون بإخراجهم؟؟. وبهذا لا يحدث فراغ سكاني بعد طرد كل هؤلاء المغضوب عليهم من جزيرة العرب .
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )