بسم الله الرحمن الرحيم
القضية السابعة [1] ( الرمزية )
الرمز [2] بين الدين و الإنسان
الرمز البشري المثالي ل يمكن صناعته ولكن يمكن تحسين آدائه .. فالرمزية هبة وموهبة .. وقبل ذلك اختيار الهي .. أول علامات نبوغ الرموز هي: التمرد والتضحية .. التمرد على الظالم وبطانته ورفض مرارة الواقع والسعي للتحرر .. والتضحية من أجل غيرهم (الفدائية) لرفعتهم ونصرة ما يعتقدون ويودون بشدة العيش في ظلاله .. ثم تأتي سلسلة من بديع السلوك وجميل الصفات: نصرة الحق .. الإلتزام المطلق بالمبادئ والأخلاق الحسنة.. الكرم .. الشجاعة .. المروءة .. الشهامة .. الصدق .. الإيمان.. الحلم والحكمة والتجربة .. التواضع ولين الجانب…إلخ .. إنهم الرموز الذين يأ سرون القلوب والعقول.
عنوان هذه الشريحة من الرموز هم الأنبياء والرسل أولا ؛ يليهم رموز في مجالت شتي على رأسها الرموز العسكرية ثم السياسة وهكذا دواليك .. فنجد خالد بن الوليد والمثنى بن حارثة الشيباني و إخوانهم ومن جاء بعدهم من الفاتحين العظام .. كذلك الصديق والفاروق رضي الله عنهما ومن تبع دربهما من بعدهما إلي يوم الدين.
هناك رموز أخرى ولكنها من الدرجة الثانية تحتاج إلى مجهود و دعم من الناس لبناء رمزيتها .. والتي تعتمد على شيء يكمل شخصيتها أو شيء تستعين به لإبراز شخصيتها: إرث السلطة .. المال .. جمعهم للأبطال حولهم .. تقريبهم للمتخصصين والمهرة من أهل الفنون المتنوعة .. اقتناصهم للمواقف التي تعلي من شأنهم … إلخ .. ويصح فيهم قول القائل: المرء بمن معه من الرجال.
وهناك الأبطال الذين يبرزون في ميادين الصراع سواء كفرسان في القتال أو أصحاب كلمة الحق في ميدان السياسة والعلم والقضاء كما أن هناك القدوات الذين يتحلون بموهبة في مجال معين ويتحلون بجميل الصفات من أدب جم وتواضع ولين جانب .. وهناك أيضا العباقرة والمخترعون الذين يسهلون مسيرة الإنسان على الأرض لاستثمارها على أكمل وجه .. إنهم يصلون لقلوب الناس دون أن يبذلوا في سبيل ذلك شيء اللهم إلا إخلاصهم في عملهم .
والرموز تلهم محبيهم: بجوامع الكلم والحكم والشعارات والشعر و الأناشيد والنماذج والرايات و الإشارات .. وتلفت انتباههم:
بالزي الذي يرتدونه ونمط حياتهم الشخصي والاجتماعي وبأسلوبهم في الحوار وبحيائهم وحسن انصاتهم لمحبيهم..
ولكن أبرز ما يدين لهم محبيهم: حينما يرونهم بالقرب منهم في ساحات الجهاد وفي المشافي الميدانية ويطلقون النار معهم من خنادق القتال ويتناولون معهم الطعام على تراب الميدان .. وأكثر ما يزيد الثقة هو: رؤيتهم الفكرية واستراتيجية تنفيذها .. وصبرهم على ذلك .. وقدرتهم على تخطي همومهم وإصلاح عثراتهم .. فهم يمنحونهم أكبر آمالهم في التحرر و الاستقلال .. ومن هذا الأمل تنعكس خطورة الرموز .. فبقدر عظمة استفتاحهم تأتي عظمة المسيرة وتكون عظمة النهاية .
هناك صنف من البشر من المتفوقين الانتهازيين .. ليسوا رموزا ولن يكونوا رموز .. إنهم يجيدون لفت الانتباه؛ فقط .. إنهم يتخلون عن المبادئ والقيم و يستغلون ذكاءهم في تحصيل الدنيا لأنفسهم.. إنهم عبيد المال والجاه ولن يحصدوا أكثر من ذلك .. إنهم مجرد أذكياء استفادوا من الفرص المتاحة من أجل أنفسهم التي يعشقونها أكثر من أي شيء آخر .. ولن تدوم ذكراهم أكثر من أعمارهم؛ وربما أقل.. ولن إلا من هم على شاكلتهم.
الرموز الصادقة لا تكتب تاريخها ولا تدون سيرها.. إنهم يحترمون أنفسهم ويحترمون مبادئهم .. إنهم ينكرون ذواتهم ولا يتشدقون بأعمالهم وينسون إنجازاتهم؛ لأنهم يرون ما يفعلونه واجبا متعينا عليهم لا فضل أو صدقة يمنون بها على الناس.. إنما يكتبها المؤرخون الذين يتلقفونها من أفواه المحبين و يشاهدون آثرها في الواقع .. الجبال الشامخة تنافس السحاب سمو ورفعة .. القمم السامقة لا يحجبها الغبار المتناثر ولا الدخان يسترها .. فالغبار يستر ما هو دون الكعبين والدخان يتلاعب به الهواء.
لكسب التأييد في المحيطين المحلي و الإقليمي يجب أن يتوفر في الرمز ما يجعل الناس يحبونه و يقتنعون بأنه المختار.. لا بد أن يثير فيهم إنطباعا لافتا لا تفقده بسرعة.. حينها سينجذب ال يه إليه آليا التأييد و دعم المحيط العالمي.. ولهذا ل بد من وجود نقاط قوة جاذبة .. تتمثل في نوع النظام القادم الذي تبشر به والمنهج الحركي الذي سوف تتحرك به البريق الشخصي المتنوع لمجموعة القيادة وقوة جذب الشعارات والكلمات والتفرد في العرض أو التواجد وتحقيق انتصارات حقيقية واستعراضية ة الأهم نقاء الإلتقاء مع المحيطات.. هذا التأييد لا يمكن الاعتماى عليه في البداية و عند الختام.. لكنهم سيدعمون بقوة فيما بين المرحلتين السابقتين ولكنه دعم مقدم بمكر وخبث و أهدافة متنوعة .. أحد أهم هذه الأهداف تتمثل في تمويلهم لكسر الخصم لا للإنتصار عليه.. ومنها أيضا إحداث شق في صفك يمنحهم أكبر للسيطرة على وحدة الصف وقوة زخم الصراع و استمراريته .. ومنها محاولات اغتيال لعناصر القوة المحيطة بالصراع وخاصة للمفكرين الاستراتيجين أو العسكريين البارزين ومن شابههم في المجالات الآخرى .. ومنها الابتزاز السياسي والاقتصادي وحتى توسعهم الحدودي .. ومنها السيطرة على القرار السياسي
والعسكري وتبعيته لرؤيتهم ليصب في تحقيق مصالحهم …إلخ.. وقد قيل: [أن الحليف يتحالف معك وعليك] فلا تنخدع وتسقط هذه الجملة من ذاكرتك؛ فالفارق كبير بين كسب الأصدقاء وكسب الحلفاء .. بين ما هو دائم وما هو مؤقت .. ما هو أصيل وما هو مخادع.
سيأتي الحلفاء والداعمون بوجوه ودودة وبشوشة تملؤها الابتسامة وهدوء النفس وخفة الظل ومناخ من التفاؤل والبشر عندما تكون مطلوبا .. وسيأتونك بوجوه كالحة متجهمة فيها ظلمة وتكتنفها ظلال عابسة ونفوس متشنجة نكدة و مستفزة ومناخ من الهم والغم حينما تأتي ساعة الانفصال .. الجميع يعرف أن العلاقة بين الحلفاء لا تتعلق بالثقة بل بالمصالح .. ومصلحة الستضعفين الأساسية أثناء الصراع هي البقاء و الاستمرار حتى النصر .. النجاة من الموت المبكر -أيا كان نوع الموت: حسي أو معنوي – للرموز يصبح هدف عند الحاضنة .. فإذا ما تحتم القتل على الرموز فليكن موتهم إنطلاقة تسقط الأوهام وتحي الأمل وتنضج الصراع .. توسنامي لا يردعه شيء.
لهذا وللنجاة من الحلفاء؛ فمن الأمور المهمة التي يجب أن يعمل عليها الرمز في مسيرة التغيير هي البدأ بما تحت يديه أو ما يغنمه أو ما يقدمه شعبه ومحبوه أولا .. ثم التفاعل مع الواقع لا السباحة في الخيال و الإنصات لمعسول الكلام .. فليس كل ما يقال له ينفع؛ ربما معنويا .. ولكن الأهم ما يقدم له فعليا ومدى جدوى ذلك في مسيرة التغيير .. فبعض ما يقدم هو ما يرغب الداعم في التخلص منه أو تجربته .. ورغم هذا فلا يمكن إنكار أن ما يمنحه الداعم مفيد إلي حد ما فوجود شيء تبدأ به أفضل من لا شيء .. المهم أن تكون على وعي بمكرهم ولديك تقدير صحيح لنقطة الافتراق وكيفية إدارة العلاقة معهم حينها .. وكيفية إدارة المسيرة بعدها .. لأنه ومنذ البداية عليك العمل على وضع خطة مناسبة لتكون جاهزا لهذه المرحلة حينما يحين وقتها .. إن كنت حكيما فعندما يحين الوقت ستكون قادرا على تحمل تكاليفها وملحقاتها دون أن تهتز منظومتك بعنف.
يتميز الرمز بسيرته وتاريخه وموهبته ومؤهلاته العلمية والعملية وصفاته الذاتية .. ولكن أهم ما يلفت الانتباه إليه هو تلقائيته في المواقف المتنوعة والتي تظهر في عين الخبير ما يخفيه تواضعه .. فردود افعالة تعبر عن قدراته وطاقته الكامنة التي تشع في المواقف الحساسة .. كما أن تعبيراته الحركية أو اللفظية الإرتجالية تمنح محبيه الثقة في قدراته الذهنية والحركية .. ولهذا لا يجب أن تروض الرموز لأن الترويض يفسدها ويطمس بريقها .. ولهذا ذكرت أن الرموز الحقيقية لا تصنع ولكن تمنح الدعم الذي يجعلها تحسن من آدائها دون أن يسيطر عليها أحد.
احذر أن تعاملهم بتعجرف ..لأن المتعجرف عمره قصير فسرعان ما يبغضه الناس وينبذونه .. ولا أحد يرغب في ذلك .. التواضع أكثر جاذبية لأن به غموض جاذب فلا أحد يدري ما يخفيه التواضع ولا ما يترتب على ذلك من مفاجآت .. يحب الناس القوة ويكرهون الضعف وهذه هي المعادلة الهامة أن تتواضع في قوة .
أصعب مهمة يواجهها الرموز هي آلا يتغيروا .. لأنهم إن فعلوا فقد تحولوا لعبيد يمتلكهم من قدر على تغيرهم و يستخدمونهم لخدمة مصالحهم .. والفارق كبير بين النضج الذي ينمو مع الوقت والتجارب مع التمسك بالقيم والمبادئ في سبيل نصرة ما يعتقدونه صوابا .. وبين التغيير وفق رغبات ومتطلبات الحلفاء والداعمين؛ الذين أول
همهم أن تخسر قيمك ومبادئك حتى يتمكنوا منك و يستعبدونك.
التحدي يمنح الأمل فينتقل كالعدوى لينعش النفوس المتعطشة للحرية .. ولكن .. من المهام الصعبة التي توقع الرموز في الحيرة والتردد هي التهديد .. الذي تلده مواقف التحدي للظالمين .. وتدفع غيره لسلوك نفس سبيل التحدي .. عندها يستخدم الأقارب و الأحبة كورقة ضغط؛ إما أن تفعل كذا أو سنفعل بهم كذا .. لو كان التهديد على حياة الرمز لما تردد في التضحية بها وفاءا لمبادئه وقيمه .. لكنه ليس فيما يملك بل فيمن يحب؛ العائلة والجيران وربما القرية كلها!!.. ما أضعف الرمز البشري تحت التهديد .. وما اقواه قبلها؛ فتحديه اثبت هشاشة النظام القائم وبين عواره .. ولهذا على الرمز آ ن يتعقل كثيرا ويمنح دورا أكبر للوقت قبل أن يخوض غمار أي تحدي.. وعندما تأتي ساعة التحدي فلا عودة للوراء؛ فلن يسمح له بهذا .. وساعتها يسهل التضحية من أجل ما هو أجل و أعظم.
ماذا إن ضعف الرمز وقبل بصفقة مع النظام؟ .. لن يسمح له بأن يغادر هذه السفينة أبدا؛ إلا إلي القبر .. وسيتم ابتزازه ما بقي في السفينة ليظل مصدر إلهاء للناس .. ومع الوقت سيكون عبرة وعظة يحتقرها الناس وتلوكها
الألسن.. ليته لم يقم بالتحدي وليته لم يقفز إلي السفينة – هكذا يحدث نفسه .. الرموز الحقيقية تفضل الموت على خيانة دينها وموروثاتها ومبادئها وقيمها .. لأن أى صفقة مع النظام هي طعنة في ظهر كل من حلم يوما بالتغيير من جيله .. وهي ضربة قاصمة للشعب؛ فالشعوب لا تستدعى للثورة كما تستدعى الجيوش .. إنها تنهض في لحظة الإنفجار؛ فليحذر الرموز من إضاعة تلك اللحظة التاريخية .
عندما ينبغ أي رمز فأول خطوة تتخذها بطانة الحاكم هي السعي لاستقطابه واحتوائه .. والعمل على أن يجعلوه منهم؛ مثلهم .. قذر .. عليهم أن يكسروه ويحولوا صورته من حلم جميل إلي كابوس يتكرر كل ليلة ويوم في اليقظة والمنام .. لا يجب أن ينبغ من يمنح الشعوب أي أمل بالتغيير؛ و إنما يجب أن يمنحهم النظام المتسلط وهم بالإصلاح ووعود كاذبة بتحسين ظروف معيشتهم .. و سيظل يظهر الجزرة ولا يطعمها أحد ويظهر العصا ويلهب بها ظهر المستضعفين .. إنه يجيد فلسفة خداع وقهر الشعب و إفساد أحلامهم.. و إذا لم يتمكن المستبد من احتواء الرموز و إفسادها سيعمد بكل حيلة لاغتيالها دون أن يحولها إلى مسيح يعشقه الناس .. إذا لم نفهم حقيقة أنظمة الحكم وخبثهم وكيدهم .. فكيف سنقوم بالتغيير .. القاعدة الأولى هي اعرف نفسك واعرف عدوك جيدا.
إعرف نفسك جيدا.. لهذا ذكرت ابتدءا: [الرمز البشري المثالي لا يمكن صناعته ولكن يمكن تحسين آدائه] .. نعم لا بد ممن يعمل على الاستفادة من ظهور الرمز .. لابد من مجموعة تعمل على تحسين آدئه بإكسابه الخبرة في أسرع وقت .. قبل أن يتعلم بالطريقة الصعبة .. عليهم أن يعلموه فلسفة الصراع بكل دقائقها .. بل أبعد من هذا؛ لابد من تعليم الشعوب فلسفة الصراع ورفع وعيها فهذا ادعى لنبوغ العديد من الأفراد .
واعرف عدوك جيدا.. لا يوجد نظام إلكتروني بدون ثغرات .. فهل يوجد نظام مستبد محكم؟!!؛ كل الأنظمة تشوبها الثغرات .. المهم هو عين الخبير التي ترى الثغرات وذهنه الذي يعمل على استثمارها على أكمل وجه .. يعمقها ويوسعها ويتسلل منها ليقوض النظام .. ولن يستمر نظام للأبد؛ كم هو عدد الأنظمة التي سقطت خلال
عقود عمرنا القليلة؟ .. كم حاكم مستبد هلك؟ .. لابد للظلم أن يزول ولا بد للحق أن ينتصر قال تعالى: { وَلَقَدۡ سَبَقَتۡ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلۡمُرۡسَلِينَ (171) إِنَّهُمۡ لَهُمُ ٱلۡمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ (173) سورة الصافات.
وحين يتمكن الرموز من عدوهم [3] فهم لا يبالغون ولا يمعنون في الإذلال [4] .. فغريزة العدل والعفو عندهم أنفع للصراع من غريزة الانتقام .. فحينما تضع الحرب أوزارها تراهم يجهزون عدوهم لتقبل الهزيمة ويمنحونه فرصة جديدة تأخذ بهم
نحو حياة أفضل .. قدراتهم في ضبط النفس رائعة؛ وحرصهم لتحويل لحظات النهاية إلى بداية حقيقية هي كل ما يحتاجه خصومهم بعد أن ترفع الغشاوة عن أعينهم و الستائر عن عقولهم .. هكذا هم الرموز دائما بين رقة الأباء وعفوهم وعدل القاضي وحزمه .
لا تكتمل صورة الرموز ولا تكتسب روح الحركة حماستها بدون شعارات تتناقلها الأفواه ويتغنى بها الشعراء ويسمر على همساتها الشعب ويحلم بها في لياليه جيل التغيير .. إنها كالنسيم في ليال الصيف يغازل صداها قلوب الشباب وتداعب نسماتها بياض شعر الأوباء و الأمهات.. ]عيش حرية عدالة .. أخرجوا المشركين من جزيرة العرب .. الشعب يريد إسقاط النظام .. شريعة الله لا شرعية الأنظمة .. وطن يا كفن .. القدس لن تهود… إلخ[ إن عبقرية الشعوب تتجلى فيما يتغنون به من شعارات .. وما يعبرون عن أنفسهم به من ألوان .. فلكل مكان أو حادثة أو وقت ما يناسبه من نظم وكلمات إنشاد.. و ألوان .
وهناك شعارات منمقة لكنها فارغة .. تستهلك عملية التغيير و تستنزفها.. وتحبط الشعب وتمنح النظام فرصة ذهبية للسيطرة والقضاء على المخلصين.. منها ما قاله غاندي: ]اللاعنف طريقة جديدة لشن الحرب[ ومنها ما قاله محمد بديع مرشد الإخوان: ]سلميتنا أقوي من الرصاص[.. وفوق الشعارات العجز عن رد الفعل كصمت محمد مرسي في فترة رئاسته على من كسر هيبته و أذله من ابواق النظام .. فكم هو عدد الثورات البيضاء التي نجحت وغيرت النظام دون أن تنزف قطرة دم واحدة ؟!.. وفي حال نجاح التغيير فهل ستكتفي حركة التغيير بتوبيخهم أم ستحاكم الظلمة وتعدم من استحق الإعدام.. من هنا نتبين جودة الحس الشعبي الذي ذاق الأمرين فهتف بما يعبر عنه؛ عن رداءة ذوق النخب التي تتسلل في ظلال الوهم.
من الأمور التي تدمي قلب الرموز هو فقد الرفاق خلال المسيرة .. فالموت حق .. ولن يتحقق شيء في ظلال حالة العمى المسيطر على فلسفة الغرب بدون دماء و أشلاء.. فهم يعشقون القوة ولا يفهمون لغة غيرها .. ونحن (المسلمون) نقدم الهداية لمن يفتح قلبه وعقله لنور الدعوة ولا نرفع السلاح إلا في وجه من أبى أو بغى .. وفرص النجاة متاحة لمن لم يرفع السلاح وامتنع عن الإسلام و قبل بالجزية وهي زهيدة جدا.. ولكن العناد والبغي يفتح باب الصراع على مصراعيه .. وترتقي على طريقه نحو السماء أرواح نقية ؛ بقدر ما تدمع لها أعين الرموز بقدر ما تشحنهم وتدفعهم لمواصلة الطريق والصبر عليه .. الرموز يتألمون بصدق مع كل شهيد يفقدونه ويجدون في ذرف الدموع عليه فرصة للتخلص من كثير من الآلام المكبوته .. وسرعان ما ينتبهون للأحياء الذين معهم في الصف والذين يعملون على تحريرهم فيواصلون المسيرة برباطة جأش وسكينة الواثق بربه رغم ما يعتمل في صدورهم ..
فوقت إخراج ما بالنفس من حزن لم يأتي بعد .. أحيانا لا يجدون الوقت لكلمات الوفاء و الرثاء ولكن عيونهم تحمل الكثير من المشاعر لا يفقهها إلا من مر بما به مروا.
ويعاب على الرموز البشرية أنها فانية سرعان ما تندثر .. لكن ما يبقيها حية عابرة للزمان ومقيمة في التاريخ هو النهج والتعاليم والدين الذي تحركت به ودعت إليه وجاهدت لنصرته .. وهذا يقودنا إلى أن الرمز الحقيقي الممتد عبر الزمن هو الدين .. ولكن؛ في مغادرتهم إلى الدار الآخرة إلهام لمن حولهم وتثبتا لهم على الطريق .. ومنارة للأجيال القادمة يتوجهون نحوها كلما آلمهم قسوة الموج وارتفاعه .. ومن غرسهم تنهض أرواح و أجيال واعدة .. فليثبتوا على ما ثبتت عليه قيادتهم .. وليستشهدوا على ما مات عليه أمراءهم.. فرب أناس يحيون تموت القلوب برؤيتهم ..
ورب أناس ماتوا تحي القلوب بذكرهم.
***
فرح اليهود يوما حينما سمعوا الأحرف المقطعة .. واغتموا في آخر اليوم عندما تكاثرت عليهم الحروف .. هذه مناورة بدأت بصناعة الوهم والخداع فسحقتها الحروف.
الإنسان يفنى أما الدين [ عقيدة وشريعة ] بقيمه ومبادئه يدوم و يستمر.. وفي هذا إشارة بليغة حتى نوجه أمتنا نحو رمزيته وقدرته على الاستمرار.. الفناء لا ينقص من قدر الرموز البشرية ولكنه يدل على التمسك بما يدوم طويلا.. والحضارات تسمى بمن أقامها فنقول: الحضارة الرومانية و الإغريقية و الفارسية والفرعونية وهكذا .. وتتسمى الدول بأسماء الأرض التي أقيمت عليها و أحيانا تنسب لأسر أو أشخاص .. ثم اتخذ قادة بعض هذه الدول دين ما ولهذا لم تنسب دولهم وحضارتهم لدينهم بل نسب الدين إليها.. فيقال آلهة الفراعنة أو الفرس أو الإغريق أو الرومان ..وحينما نقول الحضارة الإسلامية والدولة الإسلامية فهذا يعني أن الدين هو من أقامها و أكسبها ثقافتها و وضع نظامها وحقق لها السيادة.. وهذا يعني أن مسيرتها مرتبطة بالدين .. وبقدر تمسكنا بالدين بقدر ما نحقق من نجاح .. وأي فشل يعني أننا فرطنا في شيء من الدين .. ولن نعود للنجاح إلا بترك عوامل الفشل وهي التقليد الأعمى للغرب والعودة للتمسك بديننا.
ومن الافتراء على البشرية أن ينسب للحضارة الغربية ما يعيشه العالم اليوم من طفرة في التقنية .. فهذا كلام يرد عليهم من أبواب شتى: أهمها أن ما وصل إليه العالم من تقدم تقني هو ثمرة مسيرة البشر وتجاربهم ونجاحاتهم من آدم عليه السلام وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؛ ولا يحق لأى حضارة أن تحتكرها لنفسها فما نحن فيه اليوم هو وليد الأمس و قبل الأمس؛ قد ساهم فيه كل شعب و أمة بسهم .. ويرد عليهم أيضا أن الغرب الظالم فرض على كل الدول التي استعمرها الجهل والتخلف وسلبها علومها وسرق ثرواتها وعلمائها و خيرة أبنائها وزيف تاريخها .. والمطلوب منا أن نثور عليه و أن نتحرر منه لا أن نلهث على دربه؛ فلن يمنحنا إلا الفتات .. وما نحن فيه فبما كسبت أيدينا لا بسبب الإسلام؛ وكما أسلفت فإن الفشل الذي نعاني منه بسبب تخلينا عن الدين وركوننا إلى الغرب.
أول ما يعلمنا الإسلام هو التغيير؛ و أنه شمولي لا يصلح فيه الشراكة قال تعالى : { وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ (25) سورة الانبياء .. وترشدنا تجارب التغيير أن نختار الشعار الذي لا يمكن أن يناور حوله العدو.. فالفارق كبير بين المطالبة بإسقاط النظام وبين إسقاط الطاغية .. فالنظام يمكنه التخلي عن الطاغية ثم يعيد انتاج نفسه مرة أخرى.. لكن إسقاط النظام يعني ذهاب الفاسدين دفعة واحدة ..
ويؤدي إلى التغيير الحقيقي لإقامة نظامنا الذي نعتقد صحته وسلامته لأنه اختيار إلاهي ولهذا كان الشعب عبقريا عندما أطلق شعار [الشعب يريد إسقاط النظام] .. بعض الأنظمة تقف خلفها قوى إقليمية وعالمية؛ فينتبه لذلك ولابد من أن وضعهم ضمن قائمة الأعداء في استراتيجية التغيير.
وعود على بدء .. فإن الرمز الذي يجب أن نوليه الاهتمام وننافح عنه ونعمل على إقامته والتضحية في سبيل نشره هو الدين لا البشر .. وعلى الناس والثروات أن تكون للدين تبع .. فالدين يلهمها ويديرها .. فيحد من شرسة المنافسة بين الناس على الثروات .. ويضمن للضعفاء حظا يقيمون به حياتهم .. ويستثمرها أفضل استثمار ممكن من خلال نظام مالي يضمن للناس حقوقهم ويمنع ظلم وجشع المرابين وتجار البشر .. فإذا فقد البشر دينهم فلن تراهم إلا حيوانات قمامة ينهش بعضها بعضا على فتات الدنيا كما يحدث اليوم بين الغرب (أمريكا) والشرق (الصين) .. فعندما تدير الثروات البشر ساعتها نعرف أي وحش فلت من عقاله.
الدين جاء ليحمي الإنسان من الإنسان .. وليمنح الإنسان الحرية الكاملة في الاختيار العقدي .. ثم يلزمه بما فيه الخير له ولبني جنسه ولمن على الكوكب وما في باطنه في هذه الدنيا .. ليعود عليه بما ينفعه في آخرته.. فجاءت تكاليف الشريعة لنفع الناس في الدين (تعليما و عملا)؛ وحفظ وجودهم في الدنيا .. والتوسعة عليهم ورفع الحرج والمشقة عنهم دون إفساد.. ودعوتهم للأخذ بمحاسن العادات التي تجملهم وتجنب المساوئ التي تشينهم.
***
الدين هو عقال البشر يمنعهم من التحول إلى حيوانات .. فإذا فقدنا ديننا فقدنا بشريتنا .. وا ذا فقدنا بشريتنا فالبقاء في صراع الحياة الأقوى.. وربما للأذكى أو الأغنى أو غير ذلك؛ لكنه لكنه لن يكون أبدا للقيم والمبادئ.
في زماننا هذا ساد أصحاب الأموال والشركات العابرة للقارات .. وأخضعوا بثرواتهم العروش والجيوش .. وهما بدورهم أخضعوا لهم البلاد والعباد .. أصبحوا – رجال الأعمال – بأموالهم الرموز والقدوة .. وسار الناس على خطاهم يتنافسون بشرف وبدون شرف ليجمعوا المال من أجل التسلط والمتعة؛ قال تعالى{ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ۖ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ(79) سورة القصص .. فماذا قدموا [5] للبشرية: الترفيه الرياضي والترفيه الإباحي وتجارة الدخان والمخدرات والخمور والسينما و أدوات القتل والحرب.. لقد تحول كل شيء إلى سلعة تقوم بالمال .. المال الذي يمكنه ابتكار المبادئ الباطلة وصياغة التاريخ المشوه وتسويق ذلك للناس .. نشروا الإحاد و الإباحة وصنعوا الجهل؛ فسيطروا على الناس وصاغوا عقولهم بما يفسدهم في الدنيا فتمزقت أواصر الترابط الإجتماعي وانتهت مؤسسة الأسرة في الغرب .. وبما يفسد آخرتهم فضلوا وأضلوا ولم تعد ضمائرهم تعرف معروفا أو تنكر منكرا .. وما يعانيه العالم اليوم من أوبئة وجائحات وحروب وتناحر و أزمات في الطاقة والغذاء يعود إلى حصاد فعالهم وسوء سلوكهم وفساد نواياهم وانتكاسة فطرتهم .
حينما يكون الانتماء لأصحاب الأموال و الشركات العملاقة فهم يسخرون كل شيء لنصرة باطلهم فيحرفون الدين ويحرفون الإنسان في منتدى الرزيلة .. فالمال هو الذي يصنع الدين وهو الذي يقيم الرجال وهو الذي يقيم النظام ويضع القوانين .. وكل هذا يجب أن ينسجم مع حركة نمو المال .. فأي خير من ذلك ينتظر؟ .. والناس في غفلة عن مستقبل هذه المسيرة للعالم؛ فحالهم أشبه بمسيرة السائرون نياما.
الحرب اليوم اقتصادية وغد ا شيئ آخر .. إنها صراع بين رجال المال والشركات في الشرق والغرب على الموارد والتصنيع والتسويق .. وكما ذكرت آنفا أن رجال المال والشركات العملاقة هم الذين يتحكمون بالعروش والجيوش.. فهذا يعني أن الشرارات المتطايرة من الحرب الاقتصادية توشك أن تشعل حربا عالمية .. ولكن إن قامت هذه
الحرب فهيي ذات قدرات تسليح هائلة وغير مسبوقة؛ وهذا نذير شؤم لشمال الكوكب سواء المشرق (روسيا والصين) أو الغرب (أمريكا و أوروبا)..فهل تنجح أعصاب حكام الصين في ضم تايوان بهدوء وحكمة و تفوت على أمريكا مكرها وخبثها فرصة استزافها كما حدث مع روسيا؟!..دائما ما تجد أمريكا [6] وكيلا عنها تستنزف على أرضه خصومها؛ دون أن يصيب الشعب الأمريكي مكروه أو تنهار بنيتها التحتية بفعل الحرب أو تلوث اراضيها بأثارها .. و سيفهم هذا جيدا زيلينسكي وشعبه عندما يقبل الشتاء وتتخلى عنهم شعوب أوروبا؛ أوروبا التي عاقبت نفسها مع روسيا لإرضاء أمريكا.
قد يحمل هذا الصراع في طياته نوع من الإنفراجة لجنوب الكوكب وفرصة لعودة الحضارات القديمة الأكثر حلما وحكمة و فهما لدور الإنسان على الكوكب .. وهذا الآن يتوقف على تقدير الرجال ومدى التهديد الوجودي بينهم.. أي على جنونهم وعنادهم وحلمهم وحكمتهم.
هذه الرؤية المظلمة سببها الرئيس هو أن الرمزية سقطت تحت وطأة المال الذي يصيب جامعوه بلوثة الأنانية حيث لا يهمهم إلا امتلاء حساباتهم البنكية واتساع أملاكهم.
وفي ظلال عالم لم تجمعه القيم والمبادئ بل تلوث بما يقود إلى الفوضى .. ومع تعداد سكاني يكاد يصل إلى ثمانية مليار نسمة .. أي أنه تجمع سكاني خارج عن السيطرة.. فهناك تأمر ونظريات تدعو إلي التخلص من نصف هذا العدد أو أكثر ولا يوجد أفضل من التجار -رجال المال- ليتخذ هذا القرار؛ ليهلكوا أنفسهم ومن حالفهم.
وعلى الرغم من فهم وعلم الإنسان بعواقب أعماله؛ إلا أنه إذا تعلم لم يدرك مراد ربه و إذا استغني طغى؛ قال تعالى: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) سورة العلق.
وأختم بقصة قارون؛ قال الحق سبحانه وتعالى: { إِنَّ قَٰرُونَ كَانَ مِن قَوۡمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيۡهِمۡۖ وَءَاتَيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُۥ لَتَنُوٓأُ بِٱلۡعُصۡبَةِ أُوْلِي ٱلۡقُوَّةِ إِذۡ قَالَ لَهُۥ قَوۡمُهُۥ لَا تَفۡرَحۡۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَرِحِينَ (76) وَٱبۡتَغِ فِيمَآ ءَاتَىٰكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنۡيَاۖ وَأَحۡسِن كَمَآ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ وَلَا تَبۡغِ ٱلۡفَسَادَ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمٍ عِندِيٓۚ أَوَ لَمۡ يَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَهۡلَكَ مِن قَبۡلِهِۦ مِنَ ٱلۡقُرُونِ مَنۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُ قُوَّةٗ وَأَكۡثَرُ جَمۡعٗاۚ وَلَا يُسۡـَٔلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ فِي زِينَتِهِۦۖ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا يَٰلَيۡتَ لَنَا مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ قَٰرُونُ إِنَّهُۥ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٖ (79) وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ وَيۡلَكُمۡ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيۡرٞ لِّمَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗاۚ وَلَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ٱلصَّٰبِرُونَ (80) فَخَسَفۡنَا بِهِۦ وَبِدَارِهِ ٱلۡأَرۡضَ فَمَا كَانَ لَهُۥ مِن فِئَةٖ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُنتَصِرِينَ (81) وَأَصۡبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوۡاْ مَكَانَهُۥ بِٱلۡأَمۡسِ يَقُولُونَ وَيۡكَأَنَّ ٱللَّهَ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَيَقۡدِرُۖ لَوۡلَآ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا لَخَسَفَ بِنَاۖ وَيۡكَأَنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡكَٰفِرُونَ (82) تِلۡكَ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ نَجۡعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فَسَادٗاۚ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ (83) مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ خَيۡرٞ مِّنۡهَاۖ وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلَا يُجۡزَى ٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ إِلَّا مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ (84) سورة القصص.
هوامش :
[1] من كتاب الرصاع و رياح التغيير الجزء الأول (الصراع .. الفكر .. التنظيم) -غير منشور- الفصل الخامس قضايا مهمة.
[2] الحديث هنا عن الرموز الصالحة و ليس أولئك الذين تصدروا المشهد من الهلكى في الضلال والظلم والقهر .
[3] العفو أساس لاستقرار المستقبل )فتح مكة( ، والعدل أساس أيضا مع الخونة )حكم سعد بن معاذ على اليهود( ومع أبواق الأنظمة لاستقرار و لحفظ هيبة الدين ورموزه ؛ فقد أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دم أربعة نفر و قينتان كانتا لابن خطل كانتا تغنيان بهجو النبي، )فليحذر المذيعين والمذيعات ومن وراءهم في الفضائيات وعلى الإنترنت من التجاوز على الإسلام و رموزه( .
[4] راجع استراتيجية الخروج في كتاب )قراءة حرة في كتاب 33 استراتيجية( لعابر سبيل، والعدد السابع والثامن من مجلة أمة واحدة .
[5] هناك مجالات نافعة كالطب والتقنية وما شابه تقدم شيء حقيقي للبشرية وهي عادة تمول من الدولة أو تدعم من قبلها؛ وعادة ما تكون خاضعة لسياسة الدول .. وهناك أيضا السلع المفترض أن تكون معمرة مثل الأجهزة المنزلية و السيارات و أدوات الإنتاج الزراعي والصناعي والحرفي وغير ذلك؛ التي تم انتاجها تحت فلسفة الاستهلاك فلم تعد تعمر أكثر من خمس سنوات .
[6] هذا لا يمنع أمريكا من أن تجعل من قواتها مرتزقة لبعض الدول؛ تدافع عنهم مقابل مبلغ للإيجار.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
بقلم : عابر سبيل
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )