النظام اليهودي العالمى و الحرب على الإسلام في إيران و أفغانستان
النظام اليهودي العالمى
والحرب على الإسلام في إيران و أفغانستان
– الدول المستهدفة يهودياً معرضة لنشوب اضطرابات اجتماعية شديدة قد تتحول إلى حرب أهلية قابلة لأن تتوسع لتصبح حروباً إقليمية مع دول الجوار.
– لدى اليهود القدرة على احتكار الثروات والطعام، وفرض الفقر والمجاعات والحروب على شعوب العالم المستضعفة، خاصة الشعوب الإسلامية .
– المحطات الفضائية والإنترنت أصبحتا الأداة الأولى في هدم الأديان والثقافات، وتخريب المجتمعات، بأكثر مما يفعل الحصار الاقتصادي أو الحروب.
– (حرية المرأة في التعرِّي وحرية الرجل في الشذوذ). بهذين الشعارين يكسب اليهود تعاطف شعوب الغرب ويحشدونهم لمحاربة الإسلام.
– اليهود يحكمون العالم بالفتن والثورات الملونة والمجاعات والأوبئة والحروب الدائمة . وسرطان إعلامي يدمر عقول الناس وضمائرهم، فيجعل من الإنسان مسخاً بعد أن يسلب منه القيم الدينية والأخلاقية.
– الحركة النسوية التي أنشاها الاحتلال وتركها خلفة كقنبلة موقوتة في وجه إمارة أفغانستان الإسلامية ، لم تكن بالقوة التي توقعها.
– الملفات السرية للمخابرات الأمريكية والمحلية، التي وقعت في يد حركة طالبان، مكنتها من الوصول إلى جذور شبكات التآمر، فكانت رادعاً أمام النساء المتعاونات مع التحرك العالمي المدافع عن النظرة اليهودية للمرأة ، وحقوق الإنسان المعاصر في التعري والشذوذ.
– طائرات الدرونز ألأمريكية في أفغانستان تقوم بعمليات اغتيال مبرمجة على أساس ديني وطائفي ، وتستهدف المساجد والشخصيات الدينية وتجمعات عبادية، للتأكيد على أن الثورة اليهودية موجهة ضد الإسلام مباشرة.
– الشعار الصهيوني المرفوع علنا وعلى الدوام هو: حقوق البشر في التعري والشذوذ. وليس حقهم في الحرية والعيش الكريم.
– التحرك الصهيوني للسيطرة على أفغانستان وإيران ، بذريعة حقوق الإنسان بمنظورها اليهودي، يلفت نظر الإمارة الإسلامية إلى ضرورة تطبيق النظام الاقتصادي الإسلامي بكل قوة، طبقا للقواعد الفقهية المعروفة .
بقلم : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
تهديم الإسلام له الأولوية القصوى لدى الموجة العالمية التي تقودها إسرائيل نيابة عن اليهودية الدولية. وتعمل أيضا على تقويض القوى الدولية الكبرى التي قد تشكل منافساً مستقبلياً لنظام يهودي يحكم العالم. وهى القوى القائمة فى أمريكا والصين و روسيا و أوروبا. ولكن الإسلام يظل هو المستهدف الأول. وقليلا ما يتم الإعلان عن استهدافه سوى بعض التصريحات (الشجاعة) كقول مدير سابق للمخابرات الأمريكية عن المسلمين ( سوف نصنع لهم إسلاماً يناسبنا) .أو قول سكرتير سابق لحلف شمال الأطلنطي (الناتو)، بأن الحلف لم يعد أمامه من عدو إلا الإسلام بعد أن هزمت أوروبا كل من النازية والشيوعية.
– عند كل كارثة تصنعها العاصفة اليهودية في بلاد المسلمين، تسارع أفرعها الإعلامية إلى توجيه الاتهام إلى الإسلام كدين، وإتهام المسلمين بالرجعية والتطرف الديني، ولا تذكر إطلاقا تأثير الحروب النفسية والإعلامية التي فرضتها على تلك البلاد ولا الحصار الاقتصادي والتجويع الذى تفرضه عليها تحت إسم العقوبات الإقتصادية.
– فى الحالة الأفغانية جمدوا الأرصدة وعرقلوا التعاملات المصرفية واعترضوا شحنات المواد الغذائية التي تُنقَل بحراً إلى أفغانستان عبر المحيط الهندي وبحر العرب ثم إيران، و إلا تعرضت الدول المخالفة إلى عقوبات. وعَقَّدوا كثيرا إجراءات عبور السفن في الموانئ والمياه الدولية، بحجة العقوبات الأمريكية المفروضة على الدولتين (إيران وأفغانستان)، وقد أجبرت أمريكا دول العالم على تنفيذ تلك العقوبات المتعسفة .
والنتيجة كانت تلف آلاف الأطنان من المواد الغذائية، وتضاعف الأسعار وتصاعدت مشكلة الجوع والفقر في إيران وأفغانستان. كما تعرضت دول أخرى مثل اليمن وسوريا ولبنان وحتى روسيا، الدولة الكبيرة، إلى إذلال ومهانة وتعديات متبجحة من هذا النوع، لصناعة الجوع فيها ودفع الشعوب إلى التمرد وحرب داخلية تحرق الأخضر واليابس، وتفتح الباب لقيام أنظمة حكم صهيونية تتولى إدارة تلك البلاد.
فالدول المستهدفة يهودياً معرضة لنشوب اضطرابات اجتماعية شديدة قد تتحول إلى حرب أهلية قابلة لأن تتوسع لتصبح حروباً إقليمية مع دول الجوار التي جعلت أراضيها قواعد لانطلاق مجموعات تخريبية مسلحة، وإنشاء إدارات تجسس إسرائيلية وأمريكية.
مفاتيح القوة لدى الإمبراطورية اليهودية :
1 ـ لدى اليهود قوة اقتصادية مازالت هي المهيمنة على اقتصاديات العالم وقادرة على احتكار الثروات والطعام، وفرض الفقر والمجاعات والحروب على من تريد من شعوب العالم المستضعفة، خاصة الشعوب الإسلامية .
2 ـ قدرة إعلامية كاسحة ومسيطرة ، تقود الأغلبية العظمي من الإعلام العالمي. وتمتلك وسائل تكنلوجية قادرة على الوصول الى كل نقاط الكرة الأرضية، والتأثير على معظم الجنس البشرى باستغلال الغرائز البشرية، وفنون العرض .
– الجدير بالذكر أن الإنترنت (ووسائل التواصل الاجتماعي) أصبحت تُوَجِّه مقداراً من البشر أكثر عددا مما تستطيع الأديان مجتمعة.
ويلى الإنترنت في القدرة والتأثير المحطات الفضائية. وهى أيضا عظيمة التأثير ولكن الإنترنت أكثر مرونة وقدرة على الوصول إلى الناس أينما كانوا.
منذ عدة عقود قال مستشار الأمن القومي الأمريكي (بريجينسكي) (إن التلفزيون قد هزم الكنيسة في الولايات المتحدة ) .
– ومن حقائق الحياة المعاصرة أن المحطات الفضائية والإنترنت أصبحتا الأداة الأولى في هدم الأديان والثقافات، وتخريب المجتمعات، وتحطيم النظام الأسري، بأكثر مما يفعل الحصار الاقتصادي أو الحروب.
لهذا فإن معركة المجتمعات الإسلامية مع الإنترنت و الفضائيات ،هى قضية وجود أمة ودين وثقافة. وهى معركة لا يكاد يشعر بها أحد، حتى من النخبة الإسلامية.
بل أنهم يتملَّقون تلك الأدوات على حالها الراهن، مغتَرِّين بالفتات الذى يحصلون عليه ، سواء من التلفزيون أو وسائل التواصل الاجتماعي .
وحتى داخل ذلك الحيز الضيق التافه، هُمْ مازالوا تحت القدرة اليهودية حجباً ومنعاً والتشويش عليهم “بطابور خامس” إعلامي ، يتلف مجهوداتهم ويحرق شعاراتهم ويشوه سمعتهم ويرد سهامهم إلى نحورهم، مستغلاً قدرات اليهود المالية والتكنولوجية والسياسية ، في تقوية إعلام بديل ، وأكثر قدرة على الوصول إلى الجمهور المسلم. إنها معركة كبرى تحاصر المسلمين وتغرقهم، ولكن معظم قياداتهم مازالت تجهل إن مواجهة الإنترنت والتلفزيون أكثر خطورة مما يتوقعون.
تلفيقق التهم للإسلام والمسلمين:
أي قلق اجتماعي داخل الدول الإسلامية نتيجة الضغوط اليهودية بالإفقار والحروب والفتن الداخلية، يعمل اليهود إلى تحويله إلى ثورة ملونة، أو فتنة مسلحة، على أسس عرقية أو دينية، ثم يصورونها على أنها ثورة على الإسلام نفسه وتمردا على تعاليمه، خاصة التعاليم المتعلقة بالنساء. ثم يؤكدون على ضرورة اتباع ما يطالب به اليهود من (حرية المرأة في التعرِّي وحرية الرجل في الشذوذ). وبهذين الشعارين (التعرى ــ والشذوذ) يكسب اليهود تعاطف شعوب الغرب ويحشدونهم لمحاربة الإسلام، وقبول أي إجراءات استثنائية عنيفة ضد شعوب البلدان الإسلامية التي أصابها وباء التمرد الاجتماعي والثورات الملونة، أو الحروب الطائفية التي يشعلها اليهود لإنشاء حكومات صهيونية من الطراز الذى نشاهده في عدد من الدول، ليست السعودية أولها، ولن تكون أوكرانيا آخرها .
– إذا تردد الناس في النزول إلى الشوارع ،إما لأسباب دينية أو اجتماعية ، فإن النظام الصهيوني الدولي يرسل مجموعاته المسلحة كي تبدأ أعمالا عسكرية في الداخل، ثم ينشرها الإعلام الصهيوني عبر الإنترنت والفضائيات على أوسع نطاق في جميع ثنايا المعمورة.
فيظهر العمل العنيف، مهما كان محدودا، على أنه ثورة مكتملة ضد الإسلام ولأجل تعرية المرأة كأهم حقوق المرأة في العالم. وحرية الشذوذ كأهم حقوق الإنسان المعاصر. وتلقائيا يهاجمون الإسلام على أنه العقبة التي يجب التخلص منها .
وأي نظام إسلامي جاء بقوة الإرادة الشعبية عبر جهاد طويل المدى، كما حدث في أفغانستان، أو عبر ثورة شعبية حقيقية ، كما حدث في إيران، يصبح النظامان عدوان للعالم بتأثير الإنترنت والفضائيات. وبالكاد يظهر تأثير التدخل الصهيوني المباشر فيما يجرى من توترات أو صدامات داخلية.
و يلخص الإعلام الصهيوني ما يحدث من فتن داخلية على أنه انتفاضة شعبية ضد الإسلام و شرائعه، أو دفاع شعبي عن حق المرأة في أن تتعرى. وكفاح مشروع لنساء مُنِعْنَ من ممارسة حقهن في أن يرقصن عرايا في الشوارع، أو يحرقن الحجاب بنيران مستعرة، فى حفل شيطاني من الغريزة والعنف والحرائق .
– تلك هي ثورات التغيير فى الحقبة الصهيونية التي بدأت تحكم العالم من خلف ستار القوة العظمي الزائلة للولايات المتحدة، واتحاد أوروبا التي لا تملك من أمرها شيئا. اليهود يحكمون العالم من خلال الفتن والثورات الملونة والمجاعات والأوبئة والحروب الدائمة، وسرطان إعلامي يدمر عقول الناس وضمائرهم، فيجعل من الإنسان مسخاً وليس كائناً بشرياً ، بعد أن يسلب منه القيم الدينية والأخلاقية، ليكون مجرد وحش يتحرك بغرائزه. فيستخدم الإنجازات العلمية التي تحققت على مدى قرون، كي يدمر بها نفسه ويدمر الكوكب الذى يعيش عليه .
النظام اليهودى والحرب على الإسلام في أفغانستان وإيران
تتعرض كلا البلدين الجارين أفغانستان وإيران لحرب شاملة تستهدف الإسلام في البلدين ونظامي الحكم فيهما: (إسلامي الجمهوري) في إيران ، و (إمارة إسلامية) في أفغانستان .
تأتي المرأة في صدارة الإعلام الصهيوني لاستغلال أي حادث حقيقي أو مفتعل، مهما كان تافها في كلا الدولتين. وبينما ايران تعانى من شبه تمرد داخلي يقول الإعلام أنه بسبب مقتل فتاة على يد سلطات الأمن نتيجة محاولتها خلع الحجاب، فساندتها مظاهرات نسائية خلعت الحجاب وبعضهن خلعن الملابس كاملة .
وفى أفغانستان بعد تردد ومحاولات تمرد خجولة من النساء في عدة مدن منها كابل ، بدأن مرة أخرى في التحرك مستفيدات من (الصحوة) العالمية خلف نساء إيران . ولكن في أفغانستان تطالب النساء بحقهن في التعليم وعدم فرض ملابس عليهن في الجامعات (فرض الحجاب). كما يطالبن بوظائف بعد التخرج .
دور القبائل الأفغانية في كبح الثورة الصهيونية المضادة
للقبائل الأفغانية دور كبير في كل ما تمر به البلاد من أحداث كبرى، خاصة الحروب والثورات الاجتماعية. فالقبيلة هي الوحدة الاجتماعية الأساسية في أفغانستان. وتعتبر القبيلة/ قبل الدولة/ هي الحامي الأول للنظام الإسلامي ، وهى العقبة الكبرى أمام الزحف اليهودي المنادي “بحق المرأة في التعري” و”حق الرجل في الشذوذ”.
– هذه المرة يستعين النظام اليهودي العالمي بالمؤسسات الدولية مثل منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، ومجلس حقوق الإنسان ..
وهذا يضاعف من تأثير وسائل الإعلام التي يسيطر عليها اليهود. خاصة الإنترنت ومحطات التلفزيون الفضائية.
– فى أيام الاحتلال عندما ظهر مرض الإيدز، الذى لم يكن معروفا قبل الإحتلال، تسلمت القبائل أولادها المصابين، ولم يسمع عنهم أحد شيئا بعد ذلك. ويقال أنهم أصيبوا بالموت على يد قبائلهم.
أما النساء قد تَمكَّنَ من القيام ببعض المظاهرات بعد انتصار طالبان في الحرب على الاحتلال الأمريكي.
ولكن الحركة النسوية التي أنشاها الاحتلال وتركها خلفة كقنبلة موقوتة في وجه الإمارة الإسلامية، لم تكن بالقوة التي توقعها .. لأسباب ثلاثة :
أولا ــ أن القبائل لا تحمي تلك الحركة النسوية ، ولا توجد أحزاب توفر بديلا عن حماية القبائل، سوى تلك المجموعات التي هربت مع الاحتلال ثم استقرت في تركيا في جبهة سياسية تحت إشراف إسرائيل للعمل ضد الإمارة الإسلامية.
ثانيا ــ لا توجد مناطق تسيطر عليها المعارضة وتتحصن بداخلها ، كما كان الأمر أيام حكم الإمارة الأولي . فجميع المناطق مفتوحة أمام الجميع، ولا توجد مناطق منعزلة. ولا توجد في المدن أحياء خاصة بالمعارضة كما كانت سابقاً ، وهى الأحياء التي كانت تلجأ إليها النساء للقيام بأعمال شغب ضد حكومة الإمارة .
ثالثا ــ الملفات السرية للمخابرات الأمريكية والمحلية، التي وقعت في يد حركة طالبان. ضمن أجهزة عالية التطور(بيومتري)، حفظت كميات هائلة من المعلومات التفصيلية عن العملاء والجواسيس وعصابات النساء . فتمكنت حركة طالبان من الوصول إلى جذور شبكات التآمر السري بما فيها الجانب النسوي المتحرر سياسيا وجنسيا واستخبارياً. وكان ذلك رادعاً هائلاً أمام النساء المتعاونات مع التحرك العالمي المدافع عن النظرة اليهودية للمرأة ، و”حقوق” الإنسان المعاصر في التعري والشذوذ.
إستخدام القوة ضد الثورة النسوية وإنتفاضات الشواذ
تتميز أفغانستان بأن قواتها الجهادية المسلحة مازالت تحت السلاح بكامل جهوزيتها، بعد تطورات كبيرة جدا في التسليح والتدريب، بحيث لا توجد في أفغانستان أي قوة أخرى تجرؤ على تحديها بشكل مباشر. حتى الدول المجاورة التي تحاول العدوان على أفغانستان تفعل ذلك بالمدفعية والطيران أو بمجموعات خفيفة تضرب ثم تنسحب إلى خلف الحدود بسرعة .
تلك القوات الجهادية تميزت بضبط النفس واحترام المرأة واحترام المواطنين لدرجة أنها تحملت العديد من الإهانات ومحاولات الاستفزاز المتعمد من عناصر نسوية .
ولكن قوات الأمن والمخابرات كانت تتابع جذور الفتنة المسلحة وتقضى عليها بمقدار من القوة يتناسب مع حجم التهديد .
أما محاولات العدوان المسلح التي كانت ترتكز على الحدود اعتمادا على إسناد وإمداد من دول مجاورة، فقد تم القضاء عليها باحترافية عالية بواسطة القوات المسلحة للإمارة خاصة القوات الحديثة عالية التدريب والتجهيز .
– في تعاملها مع الميدان الأفغاني، فإن القيادة اليهودية لانتفاضات النساء تتردد في استخدام أسلوبها المتبع في إيران ، أي دعم تلك المظاهرات بمجموعات مسلحة ومدربة على أحداث الفوضى والتخريب والاغتيالات وبث الرعب في المدن ليلاً وقتل الأبرياء لاتهام الحكومة إعلاميا بأنها تقتل المدنيين بوحشية. كل ذلك يحدث في إيران بكل أريحية، ولكن من الصعب جدا أن يحدث في أفغانستان نتيجة الجهوزية القتالية العالية للقوات الجهادية المسلحة، وعدم تحرجها من مقابلة العدوان بشكل متكافئ، رادع و فورى.
– عبور الحدود من جانب مجموعات مسلحة من المخربين عملاء الإستخبارات الأجنبية أو مليشيات شبه دينية مثل الدواعش، هو أمر ليس بالغريب في أفغانستان. وتتصدى له القبائل في البداية، فإذا نفذوا إلى العمق فإن القوات الخاصة وقوات الأمن تتصدى لهم بنجاح، وقليلاً ما يتبقى منهم أسرى. لهذا فإن اليهود يحذرون من إدخال مثل تلك المجموعات لدعم مظاهرات النساء خوفاً من أن تتعرض للإبادة.
– وذلك عكس ما يحدث في إيران من تردد شديد في استخدام القوة المناسبة مع المخربين المدربين، خوفاً من ردة فعل سكان المدن الذين يتمتعون بحساسية ضد العنف والقتال المباشر حتى في حالات الدفاع عن النفس. فالبيئة الاجتماعية والنفسية داخل مدن إيران تسمح بانتشار ذلك النوع من التمرد واستمراريته إلى وقت أطول ، بحيث يمكن أن يشكل خطرا على سلامة المجتمع.
طائرات الدرونز المضادة للإسلام في أفغانستان
تلك الطائرات متواجدة بشكل دائم وبأعداد كبيرة في سماء أفغانستان. وتؤدى تشكيلة واسعة من المهام القتالية تصب معظمها في دعم التدخل اليهودي ضد الإسلام . وفى ذلك تعويض عن عجز قوات المخربين في مساندة ثائرات الشوارع.
طائرات الدرونز تقوم بعمليات اغتيال مبرمجة ومدروسة على أساس دينى وطائفي ، وتستهدف المساجد والشخصيات الدينية وتجمعات عبادية، للتأكيد على أن الثورة اليهودية موجهة ضد الإسلام مباشرة. وهو نفس ما يحدث في إيران من حرق للمصاحف والمساجد واعتداء وقتل رجال الدين والاعتداء على الشخصيات ذات السمت الإسلامي في الشوارع، وذلك حتى لا يظن أحد أن هناك أي مطلب اقتصادي أو سياسي أهم من هدف تحطيم الإسلام في ذلك البلد .والشعار الصهيوني المرفوع علنا وعلى الدوام هو “حقوق” البشر في التعري والشذوذ. وليس حقهم في الحرية والعيش الكريم.
قوة الاقتصاد اليهودى لضرب الإسلام ودعم الثورات الملونة
تتمتع الثورات الملونة في أفغانستان وإيران بتمويل كثيف، معظمة يأتي من الخارج، مع توافر مقدار لا بأس به من التمويل الداخلي للثورة ،خاصة وأن الاقتصاد في البلدين مازال يخضع غالبا لنفس الطبقة التي كانت موالية للنظام السابق.
وهى طبقة أكبر تأثيراً في إيران وأكثر دعماً للثورة المضادة من مثيلتها في أفغانستان حيث رحل أصحاب رؤوس الأموال القذرة مع الاحتلال، بعد أن هَرَّبوا معظم ثرواتهم المنقولة، تاركين الأصول العقارية من مباني وأرض مغتصبة من الدولة و الأفراد . وقامت الإمارة الإسلامية برد آلاف الأفدنة إلى أصحابها الشرعيين ومازالت الأمارة مستمرة في استرداد الأراضي والأصول العقارية التي سُرِقَت في عصر الإحتلال. لهذا فالثورة المضادة في أفغانستان يأتي معظم تمويلها من الخارج.
– لعل ما يحدث الآن في أفغانستان وإيران من تحرك صهيوني للسيطرة على البلاد بذريعة “حقوق” الإنسان بمنظورها اليهودي، يلفت نظر الإمارة الإسلامية إلى ضرورة تطبيق النظام الاقتصادي الإسلامي بكل قوة، طبقا للقواعد الفقهية المعروفة، وعدم إتاحة الفرصة لعودة عملاء الاحتلال الأمريكي كي يسيطروا مرة أخرى على اقتصاد أفغانستان، أو السماح لنمو طبقة جديدة من أصحاب الثروات الباذخة الذين بدأوا في تملق النظام الإسلامي الحالي والتسلل التدريجي نحو مراكز الثروة.
ومن أهم الوسائل لعلاج ذلك :
تشجيع الرقابة الشعبية على المشاريع والعقود الاقتصادية الخارجية، والإنجازات الاقتصادية، بحيث لا يتستر الفساد خلف جدران من التعتيم والسرية التي تحجب الحقائق عن الناس، فلا تمضي سنوات إلا وقد عادت أفغانستان إلى سيطرة طبقة الاستغلاليين الذين سيتعاونون مع الاستعمار اليهودي الجديد، حتى يتمكنوا من القبض على نظام الحكم . وستكون مساندتهم للمفهوم اليهودي “لحقوق” المرأة والرجل مدخلهم إلى ذلك.
قد يكون هؤلاء مدخلا إلى عودة الاستعمار الكافر إلى أفغانستان كما كانت طبقة الفساد الذين تستروا بالجهاد وشكلوا أحزاباً ومنظمات تتلقى المال والسلاح من أعداء الإسلام، واجتهدوا ليكون الاحتلال الأمريكي بديلاً عن الاحتلال السوفيتي .
وهذه المرة يجب الحذر من العمل بلا وعى في إقامة طبقة جديدة لا ترى إلا مصالحها، ولا تراعي أحكام الدين، فتعيد أفغانستان مرة أخرى إلى الاحتلال، ولكنه احتلال يهودي هذه المرة، حتى لو كان بوجوه وأسماء محلية .
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )