حرب نووية بالتقسيط
وحروب جديدة بلا جثث
تلقت روسيا كمية من الضربات النووية التكتيكية ، إضافة إلى ضربات تكتيكية بأسلحة جرثومية وبيولوجية . ويمكن القول أنها عانت في أوكرانيا من حرب نووية بالتقسيط ، على شكل ضربات نووية صغيرة ، كثيرة ومنتشرة .
وفى الغالب أن ذلك أدى إلى الانسحاب الروسي الكارثي من(خاركيف)، تاركين مساحة ألف كيلومتر مربع، حسب قول الحكومة الأوكرانية .
الصراع العالمي في أوكرانيا كشف عن أن تكنولوجيا السلاح قد سبقت أكثر تخيلات الجنس البشرى جنوناً . وصارت أسلحة الدمار الشامل شائعة في ميدان المعركة، وأشبه بالقنابل اليدوية “الرمانات” في بداية اختراعها . وهناك صواريخ ذات مزايا فوق المعقول . ومواد متفجرة لم يسمع بها الإنسان الأول، ويبدوا أن الإنسان الأخير لن يكتشف سرّها إلا بعد أن يكون الكَوْن قد أصبح خراباً . فتلك المتفجرات تحَوِّل الإنسان وباقي الموجودات من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية بلا مقدمات .
– روسيا في هذه اللحظة تعيش ورطة الإنسانية أمام أسلحة الدمار الشامل في ثوبها التكتيكي ، وأن تلك الحرب النووية تدور على أشدها ولكن بالتقسيط المريح.
روسيا أمام خيارين: إما أن تنسحب إلى داخل حدودها، كي تتلقي فيما بعد هجمات أشد من خلف الحدود الأوكرانية ،على يد أمريكا وإسرائيل وحلف الناتو.
والخيار الآخر أمام روسيا هو أن تأخذ خطوة انتحارية إلى الأمام، وتشرع فى حرب نووية / بالجملة وليس بالقطاعي / فتستخدم ترسانتها النووية المتراكمة منذ سبعة عقود .
روسيا لا يمكنها أن تعود إلى نفس المواقع التى انسحبت منها، لأنها ستواجه نفس المشكلة . ولا يتصور عاقل أنها سوف تستدعي قوات الإحتياط كي تضعها في الأماكن التي انسحبت منها، في انتظار أن تباد نوويا بالتقسيط المريح، أو أن يتبخر الجنود الروس فيتحولون إلى قوات (غازِيَّة) بعد أن كانوا قوات غازِيَة .
– الصين لن تتجاهل ما يحدث في أوكرانيا للجيران الروس. لأنها قد تستيقظ صباحا فتجد أن قوات تايوان تتقدم فوق آلاف الكيلومترات داخل البر الصيني بفضل تلك الأسلحة “التكتيكية”، التي حولت الحرب إلى وحش خرافي. وهى على وشك أن تحول الأرض إلى بقايا كوكب حطمه كائن بشع إسمه أمريكا.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )