بقلم : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
مجلة الصمود الإسلامية | السنة السابعة عشر – العدد 199 | محرم 1444 ھ – أغسطس 2022 م.
02-09-2022
حقاني..العالم الفقيه والمجاهد المجدد (الحلقة 47)
– حقاني: الجيش والميليشيات في كابول مازالت بكامل قوتها، بسبب عدم تقدم أحد لاستلام المواقع والأسلحة.
– حقاني: القادة الميدانيون اتفقوا مع مسعود على أن يدخلوا كابل بدون قتال، ولكن حكمتيار أصر على القتال حتى يدخلها فاتحاً.
– حقاني: قوات القادة الميدانيين لا تجد طعامًا أو رواتب، وهي مدربة ومسلحة، وتحويلها إلى جيش نظامي هو أسرع طريقة للحصول على جيش، وإلا كان علينا الانتظار لأكثر من عشر سنوات.
– جرى تدمير الخبرة القتالية العربية التي تكونت في أفغانستان بواسطة مطاردات أمنية واعتقالات متصلة، توّجتها الحرب الأمريكية على أفغانستان بذريعة (الحرب على الإرهاب).
بقلم : مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
تحميل مجلة الصمود عدد 199: اضغط هنا
في أحد المباني الحكومية في مدينة “بولي علم”ــ محافظة لوجرــ قابلت الجنرال صافي. وكان يجلس وحيداً في انتظار تطورات كابول، والاتصالات اللاسلكية الدائرة بين جميع الأطراف. أخذ الجنرال يحدثني عن مسيرته السياسية.. فقال:
إنه عمل مع “السيد أحد جيلاني” لمدة أحد عشر عامًا مديرًا للأمن، ثم ثمان سنوات في مجال التدريب العسكري. وقال إنه ترك العمل معه احتجاجًا على تصرفاته، مثل اجتماعه في لندن عام 1990 مع السفير السوفييتي، حيث اشتكى للسفير ضيق ذات اليد، وتدخل أمريكا وباكستان ضدّه. فأعطاه السفير أموالا كثيرة. وفي عام 1991 اجتمع الجيلاني سرّا مع “نجيب الله ” في أحد الدول الأوربية. قال صافي إنه لم يستطع تحمل ذلك فاستقال من عمله وانضمّ إلى حقاني.
كان لدى الجنرال تصوراً فريداً للتعامل مع الوضع الجديد في كابول، فقال:
“إن أفضل طريقة هي الدخول سلميًا إلى كابول وتشكيل ضغط معنوي من داخلها، وتحويل الشيوعيين إلى أقلية، ثم العمل على اغتيالهم من خلال أجهزة وزارة الداخلية (التي يتولاها رجال سياف)، ومن خلال عمليات أخرى من خارجها. أما اقتحام العاصمة عسكريا فسوف يكون فشلا داخليا وعالميا، والأفضل هو حصارها من الخارج”.
{منافي باكستان. والموقف الشجاع الذي تردد هؤلاء العمالقة في اتخاذه لمواجهة الفساد في بدايته، حتى استفحل، وأحال البلد إلى ساحة رعب وخراب، تصدى له الشباب من طلاب العلوم الإسلامية “طالبان”. الذين اقتلعوا بالقوة المسلحة وبمعاونة شعبية واسعة، نظام الفساد الذي فرضته على الشعب الأفغاني أمريكا ومنظومتها من القوى الإقليمية، من عملاء دائمين أو عاملين بالقطعة. لقد عاملت حركة طالبان بجفاء وشدة أحيانا، وبتوجس دائم تلك الطبقة من القادة الميدانيين القدماء بل والمجاهدين القدماء أحيانا، فيما عدا هؤلاء الذين ساندوا الحركة في بدايتها. كان لتصرف طالبان هذا ما يبرره، ولكنه تجاوز الإنصاف في حالات كثيرة، وحرم الحركة من قوة مقاتلة مؤثرة وخبيرة كانوا في أشد الحاجة إليها. ودفعوا لأجل ذلك الخطأ أثمانا فادحة، سهلت على أعدائهم الخلاص منهم}.
بعد صلاة الظهر كلمت حقاني وهو مازال على سجادة الصلاة، أن يحترس عند ذهابه إلى كابول، لأن المجموعة الحاكمة هناك قد تعمد إلى اغتيال القادة الميدانيين المعارضين لها.{وقد تعرض حقاني بالفعل لمحولة اغتيال في كابول، أثناء مساعيه لوقف القتال بين سياف وحزب وحدت الشيعي. قُتِل أحد مساعدي حقاني في المحاولة التي نفذها حزب وحدت الذي سَمَحَ لموكب حقاني بالعبور إلى مناطق سياف ثم أطلق النار على الموكب عند عودته. أخبرني بعض رجال حقاني أن مجددي كان طرفا في المؤامرة}.
تحميل مجلة الصمود عدد 199: اضغط هنا
العصبية بدل الأيدولوجية
– عند الباب قابلت الصديق القديم “رفيق أفغان”، وهو صحفي باكستاني على صلة وثيقة بالجهاد والمجاهدين منذ وقت مبكر. وهومتحمس نشط لحكمتيار وحزبه، شأن الإسلامين الباكستانيين المنتمين إلى الجماعة الإسلامية الباكستانية، أو القريبين منها.
قام “رفيق” بتجربة مثيرة، كنت مشدوهًا وأنا أستمع إليها.
قال “رفيق” إنه كان مع حكمتيار في مقره في لوجار، عندما جاءت طائرة هيلوكبتر من كابول يستقلها الجنرال محمد رفيع وزير الداخلية، الذي اجتمع مع حكمتيار لترتيب برنامج مشترك في كابول خاص بقومية البشتون، لمواجهة برنامج آخر للطاجيك “الفرسوان”، يقوده مسعود مع جنرالات في الجيش والاستخبارات.
عند تهيؤ الجنرال “رفيع” للانصراف، خطر لرفيق أن يرافقه إلى كابول. فعرض الفكرة على حكمتيار فوافق عليها، وكذلك وافق الجنرال “رفيع”.
قضى رفيق يومين يتجول في كابول، وهو يسأل الناس في الشوارع عن رأيهم فيما يجري في بلدهم، ومن يفضلون أن يكون رئيسًا عليهم. فوجد أن المشاعر العرقية في أوجها، وأن البشتوني سواء كان شيوعيًا أو إسلاميًا، فإنه يختار حكمتيار. أما الطاجيكي مهما كان توجهه فإنه يختار مسعود.
عند عودته من كابول أوصله رجال الداخلية إلى آخر خطوط الدفاع عن المدينة. وعلى الجانب الآخر كان في انتظاره رجال حكمتيار، بعد تنسيق لاسلكي بين وزارة الداخلية الشيوعية في كابول ومقر قيادة الزعيم الإسلامي الأصولي في لوجر!
لقد حل التعصب العرقي محل التعصب الأيدولوجي. إنها السياسة حيث يستبدل الناس عقائدهم بأسرع مما يستبدلون ثيابهم.
– لكن صورة العصبية القومية الكريهة استكملها الجنرال “صافي”، الذي ظهر أنه بشتوني متعصب أكثر من كل من رأيت. الجنرال وبلهجة الخبير ببواطن الأمور حدثني قائلا:
{إن أمريكا وإيران لا يريدان حكمتيار. إيران تلعب لعبتها مع الطاجيك، وباكستان ارتكبت جناية برفع الطاجيك فوق البشتون. وفي لقاءات لي مع “حميد جول” و”جنجوعة” (من قيادات المخابرات الباكستانية) حذرتهما من مغبة تلك السياسة، وقلت لهما أننا نحن البشتون مرتبطون عاطفيا وثقافيا مع باكستان وليس الهند أو إيران}
– الطبيب الباكستاني الشاب “إحسان الله”، كان مندهشا من كل ما يجري. من رحلة صديقه القديم “رفيق أفغان” إلى كابول برفقة الجنرال رفيع، ومن كلام الجنرال صافي، ومن موافقة حكمتيار غير المشروطة على حكومة مجددي بعد أن خاض ضدها معارك قتل فيها المئات بحجة عدم قبولها.
– من أخبار بيشاور أن الوفد الإسلامي هناك والذي يضم محمد قطب والشيخ الصواف وآخرون اتصلوا بحكمتيار يطالبونه بوقف إطلاق النار. العرب أنصار حكمتيار أشاعوا أن الشيخ الصواف اقتنع بموقف حكمتيار وأيد استمراره في القتال. لم يكن ذلك معقولا حيث أن أمثال تلك الوفود، ذات الوزن الديني والأدبي، التي تستجلبها الحكومة السعودية عند كل أزمة، تعمل كفريق تدخل سريع لترويج مشروع سعودي محدد، لايمكن لأحد في الوفد تجاوزه، إلا إذا جازف بقبول عواقب وخيمة في علاقاته مع “المملكة”.
النص التالي هوجزء مما كتبته في مذكرتي في ذاك اليوم:
{عدنا إلى مقرنا في جرديز وبدأت في إعادة تقييم ما يحدث منذ سقوط مزار شريف وحتى مأساة كابول ومهزلة مجددي، والخيط الذي يبط ذلك كله. هل هي تطورات عفوية أم مسلسل ضمن خطة محكمة؟
خلاصة القول: إن مرحلة الأحلام الوردية التي أعقبت فتح جرديز وحصار كابول ثم سقوطها قد تبخرت. وإذا سارت الأمور على هذا النحو ــ وهي غالبا ستفعل ــ فلن تكون أفغانستان قاعدة بالشكل المطلوب، ولا حتى مستقراً مثالياً. والنكسة المعنوية فيما يتعلق بالجهاد والدولة الإسلامية هي احتمال وارد ومن الصعب تفاديه}.
– بعض المحلات بدأت العمل في جرديز. ولأول مرة، يفتح محل جزارة أبوابه، فابتهج الشباب بالخبر السعيد.
رئيس الوزراء الباكستاني نوازشريف، ومعه وزير الاستخبارات السعودي، تركي الفيصل، وصلا إلى كابول. وأنباء عن توقف القتال هناك. يشاع في جرديز أن الطاجيك في كابول نهبوا أموال البشتون.
تحميل مجلة الصمود عدد 199: اضغط هنا
تدمير الخبرة القتالية للأفغان والعرب
الخميس 30 إبريل 1992
في لوجر عقدنا جلسة مطولة مع حقاني لمعرفة آخر التطورات في كابول.. فقال:{إن مجددي تراجع عن التصريح الذي أدلى به حول العفو عن الشيوعيين ودعوتهم لممارسة وظائفهم المدنية والعسكرية}.
وقال لمن سألوه: {إن ما قصده هو أن يمارس هؤلاء أعمالهم الإعتيادية حتى يصل أعضاء الشورى من بيشاور لاستلام المؤسسات والوظائف حتى لايهجم الناس عليها ويسرقونها كغنيمة}. ثم وصف حقاني مجددي بأنه شجاع لأنه تقدم إلى كابول منفردا لاستلام السلطة بدون قوة مسلحة تسانده. وقال حقاني أن الجيش والميليشيات في كابول مازالت بكامل قوتها، بسبب عدم تقدم أحد لإستلام المواقع والأسلحة.
وأن القادة الميدانيين اتفقوا مع مسعود على أن يدخل المجاهدين إلى المدينة بدون قتال، ولكن حكمتيار أصر على القتال حتى يدخل فاتحا ويستأثر بالسلطة، فردت عليه الميليشيات والجيش دفاعا من النفس. وكانت النتيجة أن توقفت جماعات المجاهدين عن دخول كابول خوفا من القتال الدائر.
وقال حقاني إنه يتصل بجميع قادة الأحزاب في بيشاور من أجل أن يدخلوا جميعا إلى كابول، وبصحبة كل زعيم ألف أو ألفي مجاهد لحفظ الأمنيات في العاصمة، واستلام ثكنات الجيش وإخراج الضباط والميليشيات من المدينة، وأن يعمل هؤلاء المجاهدون تحت إمرة مسعود كقوة مسلحة لحماية الأمن، ثم يتحولون بالتدريج إلى جيش نظامي. ويمكن لمسعود كوزير دفاع أن يستعين في تنظيم الجيش بجنرالات مجاهدين مثل صافي”!!”.
وأضاف حقاني إن قوات القادة الميدانيين لاتجد طعاما أو رواتب، وهي مدربة ومسلحة، وتحويلها إلى جيش نظامي هو أسرع طريقة للحصول على جيش، وإلا كان علينا الانتظار لأكثر من عشر سنوات حتى يكون لنا جيش.
– عن تشكيل حكومة مجددي قال حقاني: إنه كان من عمل سياف منفردا وليس بإملاء خارجي. وأن باكستان كان لها مشروع آخر يركز على مولوي محمد نبي محمدي “حركة إنقلاب إسلامي”. لكن سياف بسرعة استدعى الزعماء أو من ينوب عنهم، وطرح مشروعه القاضي بتعيين مجددي رئيسا لمدة شهرين، مع مجلس شوري من المنظمات وقياداتهم. أما الوزراء فيكونون من أعضاء المنظمات وليس من قادة المنظمات السبع. وتم توزيع المناصب على المنظمات كالتالي: رئاسة الوزراء لحزب إسلامي حكمتيار، والتعليم لحزب إسلامي يونس خالص، والخارجية لحزب “محاز ملي” للسيد أحمد جيلاني، والدفاع لحزب الجمعية الإسلامية “برهان الدين رباني”، والداخلية لحزب الاتحاد الإسلامي “سياف”.
وبعد مجددي يتولي رباني الرئاسة، المؤقتة أيضا، لمدة أربعة أشهر، إلي حين تشكيل مجلس شوري موسع يشمل قادة ميدانيين وعلماء ورؤساء قبائل موالون للجهاد. هذا المجلس يختار أميرا مدة ولايته عام ونصف، وخلال هذه الفترة يقوم الأمير بإعادة إرتباط الأقاليم بالعاصمة، وإعادة المهاجرين ثم تشكيل مجلس شوري يمثل كل البلاد وعدد أعضائه من 250 إلي300 عضو. وهذا المجلس يختار أميرا دائما للبلاد.
وسبب الإنتظار كل هذه المدة الطويلة هو تجميع الشعب وربط أجزاء البلد حتى يشارك الجميع في عملية اختيار الأمير فلا تحدث اعتراضات ومشاكل.
تعليق:
كل ما هو براق أو متفائل أو منطقي في هذا التصور، لم يتم تنفيذه. وكأن المطلوب دوما هو تنفيذ الأسوأ وفعل الأقبح.أهم ما قاله حقاني كان ما يتعلق بالجيش والاحتفاظ بالعناصر الخبيرة التي أفرزها الجهاد وتكوين الجيش الوطني منها، وذلك بكل أسف لم يحدث وكان ذلك أسوأ هدر “متعمد” يستحيل تعويضه.
(بشكل موازٍ جرى تدمير الخبرة القتالية العربية التي تكونت في أفغانستان بواسطة عمليات مطاردات أمنية واعتقالات متصلة، توجتها في النهايه الحرب الأمريكية على أفغانستان تحت ذريعة الحرب علي الإرهاب).
– أما الأسلحة والمقار العسكرية وغيرها، فقد تمت تصفية البنية التحتية العسكرية الأفغانية بشكل منهجي، وكانت من أضخم البنى العسكرية في المنطقة، وقيل أن مخزون الذخائر الذي تركه السوفييت وراءهم في أفغانستان كان أضخم من مثيله في الهند. هذا الدمار تكفلت به الحرب الأهلية المفروضة على الشعب الأفغاني لتدمير بنيته العسكرية والصناعية التي بناها السوفييت في مستعمرتهم السابقة. أدوات الدمار كانت الأحزاب الأفغانية العميلة. (نفس الأسلوب الذي استخدمته أمريكا لتدمير القوة الإيرانية التي خلفها نظام الشاة الموالي لها، ووقعت تلك القوة في قبضة ثورية إسلامية معادية. وأداة التدمير كانت النظام العراقي العميل. نفس الأسلوب اتبعوه في تدمير قوة السودان بواسطة الحروب الأهلية في الجنوب والشرق والغرب بواسطة ميليشيات تمولها أمريكا وتوابعها الكنسية والنفطية).
صحيح أن كابول لم يتم نهبها بنفس الأسلوب البدائي الفج الذي تم في خوست وجرديز وباقي المدن، لكنها إما دمرت بالقتال أو النهب المنظم الذي مارسه سادة كابول الجدد، فلم يتركوا إمكانية لبناء قوة الآن أو في المستقبل.
على سبيل المثال، معظم سلاح الطيران تقاسمه مسعود ودوستم، ملكية خاصة. احتفظوا ببعضه في أفغانستان، وجزء آخر عند حلفائهم في دول الجوار، أي طاجيكستان بالنسبة لمسعود، وأوزبكستان بالنسبة لدوستم. والصواريخ الثقيلة كلها نقلت إلى مخازن مسعود في جبال بنشير، وكذلك جزء كبير من الذخائر وقطع غيار الدبابات والآليات العسكرية الأخرى، إضافة لما نهبه من كابول. واحتفظ دوستم بما كان يملكة من ترسانة عسكرية ضخمة بصفته أهم قائد ميليشيات في البلاد تعمل بطريقة المقاولة لتنفيذ المهام الصعبة أو المستحيلة لصالح حكومة كابول.
{الولايات المتحدة اقتبست ذلك الأسلوب في التعامل مع الشركات العسكرية للمرتزقة في حروبها في أفغانستان والعراق}.
– هذا بالنسبة للجيش الذي جرى تفكيكه ونهب معداته. وما حدث للبنوك كان لايقل بشاعة، إذ نقل مسعود إلى بنشير احتياطي الذهب من البنك المركزي، وجميع الوثائق الرسمية للدولة، وجميع وثائق الاستخبارات نقلها إلى مكان ما، قد يكون بنشير أو دولة خارجية صديقة له.
متحف الدولة لم يكن استثناء، فقد تم نهبه، حتى أن قطع أثرية نادرة بيعت بأبخس الأسعار على أرصفة كابول.
– ما قاله حقاني عن أن تشكيل الحكومة كان من صناعة سياف وليست إملاء خارجيا، كان صحيحا، ولكنه نصف الحقيقة فقط.
فالرجل تلقى ملايين الدولارات كأتعاب لتشكيل حكومة تضم الأحزاب السبعة يكون متفق عليها بينهم. وليس هناك أفضل من سياف رجل السعودية الأول ورجل الإخوان الأول، كي يصنع أفضل توليفة ترضي السعودية من ركام الفساد في أحزاب بشاور.
أما توزيع الحقائب الوزارية على هذا أو ذاك فذلك تفصيل لا يهم السعودية أو أمريكا ـ المهم أن تتولى الأحزاب السبعة أمور الحكم في كابول قبل أن يقفز العلماء والقادة الميدانيون على العاصمة ويفرضوا واقعهم الخاص الذي سيكون للمخلصين دور كبير فيه، كما أنه سيتم في كابول، أي بعيدا عن الأيدي الخارجية باكستانية كانت أو سعودية. وعندها قد يقع المحظور وتأتي حكومة إسلامية بعد جهاد ثلاث عشر عاماً. فتكون مشكلة عويصة ستربك ولا شك خطط أمريكا في آسيا كلها، وفي وسط آسيا بشكل خاص. وقد كانت حركة طالبان حلا أفغانيا خالصا استدعى علاجه تدخل القوات الأمريكية. وهو علاج باهظ التكاليف شديد الخطورة على أصحابه.
– من أخبار هذا اليوم: استعدنا مسدس زميلنا صالح بعد ضغوط ومفاوضات. السارق أصر على أخذ شيء، فأخذ طلقات المسدس، ربما للذكرى.
حقاني سوف يتوجه عصرا إلى حدود كابول لاختيار مواضع لقواته وقال لي أن نأتي بقواتنا معه. فاعتذرت له لأن جماعتنا سوف يعودون إلى خوست لأنهم ليسوا تابعين لي، بل تابعون للقاعدة. (تقريبا نفس ما حدث بيني وبينه بعد انتهاء عملية المطار القديم حين طلب مني التحرك معهم إلى شرق خوست للعمل ضد المطار الجديد ).
تحميل مجلة الصمود عدد 199: اضغط هنا
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )