أمريكا وسباق الدم في أفغانستان
أمريكا وسباق الدم في أفغانستان
مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية/ سواء للكونجرس أو الرئاسة/ تتزايد الأخطار على دول العالم. لأن الأحزاب المتصارعة في أمريكا تتسابق على إظهار وحشيتها أمام جمهورها الإنتخابي المتعطش لسفك دماء الآخرين. فهكذا هى قصة حضارتهم، التي قامت على جثث مئة مليون إنسان من أصحاب الأرض الأصليين ومئة مليون أفريقي تم استعبادهم وجلبهم كعبيد لخدمة البرابرة القادمين من أروبا .أ
– تتزايد المخاطر بشكل خاص على أفغانستان حيث تضاعفت التهديدات الأمريكية، من أعلى مستويات العسكريين والسياسيين ،السابقين والحاليين . العامل المشترك بينهم هو كراهية الإمارة الإسلامية والتهديد بالعودة إلى احتلال أفغانستان مرة أخرى. ومن أهدافهم منع وصول الصين إلى شواطئ الخليج الفارسي بطريق الحرير العابر لأفغانستان، وما يرافق ذلك العبور من إعادة بناء اقتصاد أفغانستان بشكل حقيقي يتناسب مع الثروات الطبيعية الهائلة، والقدرات الأفغانية غير محدودة الإبداع ، رغم تعدادها المحدود.
– تفيد مصادر أفغانية أن أمريكا ضاعفت من تواجد طيرانها المُسيَّر (الدرونز)، خاصة الطائرات الثقيلة بعيدة المدى . تلك الطائرات لا تكاد تنقطع عن التحليق في كافة أرجاء البلد .
طوَّرَت أمريكا كثيراً قدرات وتسليح تلك الطائرات، بما جعلها بكل تأكيد السلاح الأول للإرهاب في تاريخ البشرية. من حيث تنفيذ عمليات اغتيال الأشخاص، والمجموعات الصغيرة والكبيرة، وضرب المشروعات والبنية التحتية.
– تكامل الإبداع الإرهابي الأمريكي بتنسيق إرهاب الدرونز مع الإرهاب الأرضى لمجموعات التخريب المدربة، والمرتزقة الدواعش . ويسعى الديموقراطيون في أمريكا إلى جذب اهتمام الناخب الأمريكي بتقديم وجبة دسمة من الدم الإسلامي في أفغانستان ، وذلك بعد أن فشلت مفاجأتهم باغتيال دراماتيكي للدكتور الظواهري . وفشلوا في إثبات أي شيء سوى أن صواريخهم المتطورة قادرة على تحطيم زجاج نوافذ البيوت في كابل، بمعدل صاروخين لكل نافذة. ولم يثبتوا قدرة على إنجاز شئ أكبر من ذلك.
من وقتها حدثت الكثير من التفجيرات الإرهابية المركبة من (الدرونز) والدواعش.
فلم يعد هناك تخصص ثابت ومحدد لكلا الفريقين. فكلاهما يقوم بنفس الأعمال بشكل منفرد أو بالتنسيق المشترك. فهناك اغتيالات طائفية ، واغتيالات سياسية لمن يناصرون حكم الإمارة ويعارضون التدخل الخارجي لعدد من الدول تترأسها أمريكا. وهناك تفجيرات لتخريب العلاقات مع الدول الأخرى.
– تزداد عصبية دوائر القتل الأمريكية مع اقتراب موعد الانتخابات، وعدم وجود إغتيال صاخب إعلاميا ، بحيث يثير نشوة الوحش الكامن فى (للناخب) الأمريكي، فيعطى صوته للحزب صاحب الإنجاز الدامي.
فزادت الهجمات الأمريكية جواً وأرضاً. وتساقط الكثير من الضحايا الأفغان. ولم تعد أمريكا تبالى بعددهم، أو تتبجح بقدرتها على توجيه ضربات دقيقة وجراحية. فلأجل إغتيال شخص واحد إغتالوا العشرات أو المئات بضربة واحدة، سواء في مسجد أو سوق أو سفارة .
– أجراس الإنذار تدق في المدن الأفغانية. والموت الذى توزعه أمريكا على الأفغان بواسطة الدرونز (بدون طيار)، أو قواتها الداعشية (بدون ضمير أو عقل). ذلك الموت في سباق مع الانتخابات من أجل إسترضاء المزاج الدموي للأمة الأمريكية، التي ستكون أشد ترحيباً بشرب دم المسلمين في إحتفالات 11 سبتمبر الخالدة ــ أو هولوكوست الأمة الأمريكية ــ تلك الجريمة التي افتعلها مجرم حتى يُظْهِر نفسه كضحية، ثم يمارس الإرهاب ضد جميع الأمم.
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )