لماذا لم تسقط باكستان حتى الآن
إستنفذت باكستان الهدف الذى أقامها الإنجليز من أجله. وهو إضعاف المسلمين فى شبه القارة الهندية وتقسيمهم إلى ثلاث كتل.
واحد ة تحت الحكم الهندوسى فى الهند. والجزئين الثانى والثالث فى دولة للمسلمين أسموها باكستان. جزء منها فى الطرف الشرقى فى شبهه القارة الهندية، وأصبح فيما بعد دولة مستقلة إسموها بنجلاديش بعد أن كانت باكستان (الشرقية) . والجزء الثالث هو باكستان الحالية التى كانت تسمى باكستان(الغربية ).
حقق المشروع البريطاني الهدف بتقسيم المسلمين وإضعافهم، بدلا من أن يكونوا كتلة واحدة فى الهند التى ظلوا يحكمونها لمئات السنين.
باكستان الحالية (باكستان الغربية سابقاً) ظلت غربية فى سياستها ، ومجرد أداة فى يد الغرب يستخدمها ضد المسلمين ودول المنطقة .
– يقول عمران خان رئيس وزراء باكستان المستقيل (قيادتنا إستسلمت لكل ما طلبته منها الولايات المتحدة على مدار الأربعين عاماً الماضية ). ربما يقصد بداية الحرب السوفيتية على أفغانستان. ولكن فى الحقيقة فإن باكستان منذ إنشائها عام(1947) وهى أحد ركائز الغرب فى المنطقة . وأداة فى يد بريطانيا ،ً ثم تلتها أمريكا، والآن إسرائيل ومعها أمريكا، التى قد تغادر باكستان تاركة لإسرائيل مسئولية إستخدامها، كما تركت لها المسئولية فى العالم العربى.
– تعانى باكستان من كل مؤهلات السقوط . فمنذ أكثر من الأربعين عاماً التى ذكرها عمران خان ، تعيش الدولة على دخلها من العمولة عن دورها فى المشكلات الكبرى داخل أقليمها الأسيوى التى تؤدى فيه دورا لصالح أمريكا.
– وتعتبر باكستان منذ إنشائها من الدول المؤسسة لمبدأ الفساد فى الحكم والإدارة. وتتميز صفوتها السياسية بتوارث السلطة وتوارث الفساد وخدمة الغرب جيلاً بعد جيل. والجيش الباكستانى هو الحاكم الحقيقى للبلاد، بشكل مباشر أحيانا بواسطة جنرال مثل برويز مشرف أو ضياء الحق أو يحي خان. أو أن الجيش يحكم من وراء مجموعة سياسية ضعيفة وفاسدة، ويحافظ بقوته العسكرية على تماسك الدولة فى مقابل إستمرار مزايا إقتصادية كبيرة جدا لجنرالات الجيش، وإبقاء الباب موارباً بينهم وبين منصب رئاسة الدولة. وكلما وصل الإضطراب والتخبط إلى غايته تقدم الجيش كمنقذ، فيستولى على الساحة منفرداً إلى أن يستريح السياسيون ويعيدون تجهيز صفوفهم مرة أخرى. هذا التداول للسلطة هو تداول للفساد وإعادة توزيع للغنائم .
– الآن وصل العجز فى إدارة البلاد إلى درجة كبيرة تنبئ بإقتراب تغيير الطبقة السياسية بواسطة جنرال يأتى بجديد هذه المرة، ليتناسب مع أوضاع الإقليم حول باكستان التى أصبحت رجل المنطقة المريض، والذى ينقل أمراضه إلى جيرانه بواسطة أجهزته العسكرية والإستخبارية التى هى رأس مال الدولة ومصدر دخلها وخدماتها التى تقدمها للغرب .
– يتوقع الكثير من المراقبين وصول جنرال من طراز “سيسي مصر” إلى الحكم فى باكستان، ليحكمها حكما صهيونيا بلا مواربة، ينسجم مع حقيقة إنسحاب أمريكا لصالح إسرائيل فى تلك المنطقة وباقى المناطق الإسلامية .
يقال أن باكستان فى إنتظار (سيسي خان)، ولكن المسرح الباكستانى فى حاجة إلى إعداد، وكذلك المسرح الإقليمى خاصة فى أفغانستان والصين والهند وإيران . فالمنطقة فى حالة توتر مكتوم لا يقل عن ذلك التوتر الذى كان قائماً وقت الإحتلال الأمريكى لأفغانستان .
– تعيش باكستان حالياً على عمليات نقل دم وحقن المقويات. متمثلة فى الطائرات المحملة بالدولارات التى ترسلها مشيخات الخليج لإبقاء باكستان على قيد الحياة، إلى أن يأتى إليها المنقذ أو (السيسي خان) الذى يسير بها وفقاً لسنن الحكم العسكرى التى إبتدعتها إسرائيل فى مصر، فأوصلتها إلى أن تكون هيكل عظمى لدولة ماتت، وتتصنع أنها على قيد الحياة .
بقلم :
مصطفي حامد – ابو الوليد المصري
المصدر:
مافا السياسي ( ادب المطاريد )